رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الهاربون من جحيم «بشار» يواجهون الموت البطىء في السلوم

مأساة ومعاناة العالقين
مأساة ومعاناة العالقين امام منفذ السلوم

مجرد «ختم» بسيط علي جواز السفر يكفي حتى يتمكنوا من المرور الي الجانب الآخر, هم فقط يريدون سماع  كلمة «مر» التى يطلقها  الضابط الواقف علي المنفذ فهى الكلمة التى ستعبر بهم الي ليبيا  لانها تمثل لهم من وجهة

نظرهم فرصة العمل الوحيدة المتاحة الآن... باختصار هو حلم  مئات السوريين العالقين  علي  الحدود المصرية الليبية بمدينة السلوم منذ أكثر من 15 يوماً ذاقوا خلالها المر بسبب تعنت الجانب الليبي الذي يرفض ان يصلوا الي ارضه دون إبداء الأسباب وكذلك الجانب المصري الذي يتهمونه بالتقصير.
كانت عقارب الساعة تشير الي الواحدة صباحاً، حينما وصلت سيارة الوفد الي منفذ السلوم البري علي الحدود المصرية الليبية...الهدوء يسيطر علي المكان والرياح شديدة، كأنك في إحدى الليالي الشتوية قارسة البرودة.. سيارات قليلة تنتظر دورها للمرور, وهدوء لا يقطعه سوى بكاء طفل لم يتجاوز العامين ونصف العام يبحث عن أبيه الذي ترك مكان نومه علي «الكرسي» بجوار خيمتهم المنصوبة في الجهة اليسري للمنفذ ليتمشي قليلاً, وعندما سمع بكاء الطفل عاد اليه مسرعاً منادياً باسمه, تدرك من لهجته وحديثه لطفله انه من بلاد الشام
اقتربت منه وسألته «هو في ايه هنا»؟ بدأ حديثه دامعاً «ان اموت شهيدا  بالقذف اوالقنص في درعا علي يد شبيحة  بشار الاسد اهون بكثير من الموت ذليلا او علي الحدود» اسمه ابو محمد ويبلغ من العمر 32 عاما ترك في مدينة درعا بسوريا اهله وبيته وثورته ليذهب بعيدا عن بطش شبيحة بشار  ليجد عملا يأكل منه ويرسل أموالاً الي سوريا لدعم الثورة التى لن تموت أبداً.
«أبو محمد» واحد من مئات السوريين الهاربين من القتل ترتسم علي وجهه علامات الشقاء والبؤس مما رآه منذ 400يوم علي اندلاع احداث الثورة السورية يقول «رغم الدمار في سوريا وقتلها لاولادها فإنها ارحم بكثير من صحراء الحدود وأحن علينا من جنة ليبيا المنشودة» ويضيف: المعيشة في مصر مستحيلة لنا لاننا نعرف ظروف اهلها لذلك نحاول الوصول الي ليبيا.. نشعر بالملل من وعود المسئولين عن المنفذ «بكره هتمشوا بعد يومين هتمشوا وكإنها حقن بنج لتهدئتنا وكسر غضبنا».
يشير بيده الي المفترشين الارض والملتحفين بالصبر ليكمل حديثه  ليس هؤلاء فقط المشردين هنا ولكن المئات «تحت» - في اشارة الي مدينة السلوم –  تكتظ بهم المساجد وشوارع  وفنادق السلوم، بالإضافة الي مضيفة الشيخ سالم التى تحولت الي فندق السوريين!!
الشيخ سالم هو احد اقطاب الدعوة السلفية بالسلوم ومضيفته هى المأوى المجانى الذي يستضيف السوريين في السلوم..المضيفة عبارة عن ساحة واسعة ومبنى من ثلاثة ادوار...بمجرد ان تدخل الي الساحة تري مئات ممن ينتشرون بجوار جدرانها بجوار الاشجار وآخرين مكتظين في مدخل المبنى وكلهم رجال لانهم تركوا المبنى للاطفال والنساء بالاضافة الي مكان اخر للطبخ وعمل الشاي والمشروبات.
حكاية اخرى
مع كل طلعة شمس يحلم «سعيد» بنهاية سعيدة لإقامته المؤقتة في مصر... يستيقظ بحكم نومه في العراء مع اول ضوء للشمس ليبدأ نهارا جديد في الصعود اعلي هضبة  السلوم للذهاب الي المنفذ بدأ كلامه «إحنا كشعوب نحب بعضنا لكن لا ادرى  لماذا تفعل هكذا الحكومات» ويضيف ابن مدينة حمص الذي رفض مثل غيره التصوير خوفا علي  زوجته وابنيه الذين تركهم في مدينة حمص..قوات الاسد وجهت لي إنذاراً بوقف العمل وتسليم المحل فتركت حمص متجهاً الي المدينة الجامعية لاقيم فيها حتى نفذت الاموال فانتقلت بعدها لدمشق فتم تدمير كل مبانى شارعى، فتركت سوريا متجهاً الي الاردن التى ضاق فيها الحال ايضا,فلم يكن هناك بديل غير مصر ومنها الي ليبيا.
«لم افكر في الذهاب الي لبنان» هى الكلمة التى التقط بها «عادل» طرف الحديث فقال اي سوري سنى يدخل الي لبنان، فإنه حتما إما سيموت علي يد قوات حزب الله التى تساعد «الأسد» في مجازره او يتم ترحيله الي سوريا, ويضيف لا تفكر كثيرا حينما تقرر الهرب من سوريا لابد ان تتوجه الي دولة بها أغلبيه سنية لأن العصابة العلوية ستصل اليك في حال وصولك الي دولة حليفة فلا يتبقي لنا من حل إلا الاردن للاقامة والعمل او مصر للدخول الي لبيبا  لكننا فوجئنا هنا بتعسف شديد واجراءات ليبية رافضة دخولنا الي

اراضيها علي الرغم من ان المجلس الانتقالي الليبي هو اول من اعترف بالمجلس الوطنى السوري.
«نحن لم نهرب ولم نترك ثورتنا هذا اتهام باطل  فالحرب في سوريا ليست ضد معارضي النظام فقط ولكنها حرب علي الاسلام في سوريا» هذا ما بدأ به بلال مهندس الميكانيكا حديثه قائلاً.. نحن لا نقاتل شبيحة وامن بشار فقط لكننا نحارب تنظيما دوليا مكوناً من افراد حزب الله اللبنانى  وجماعة مقتدى الصدرالعراقى بالاضافة الي ايران لان من مصلحتهم بقاء بشار في حكم سوريا كحليف لهم, كما اننا نقتل باسلحة روسية تمد بشار بالجديد دائما ونقتل ايضا بفيتو الصين في مجلس الأمن بالاضافة الي الصمت العربي والدولي المهين.
حمص ودرعا وريف دمشق كلها مدمرة فلم يعد لنا عيش في سوريا, كما ان ثورة سوريه ستظل مستمرة لحين سقوط بشار حتى لو استمرت سنتين او ثلاثة اعوام لكن لا أحد يدعم الجيش السورى الحر.
«احنا مش لاجئين عشان نروح تركيا احنا مواطنين سوريين نبحث عن عمل لندعم به اهلنا في سوريا» هكذا بدأ احمد 25 عاما نجار من ريف دمشق حديثه «قوات بشار استولت علي تحويلات السوريين في الخارج وجندت 80% من العاملين بمكاتب التحويلات, لقد تركت 3اطفال وزوجة واربع اخوات بعد ما دمرت حارتنا.
ويضيف 43 يوما قضيتها انا وإخوتى الاربعة وابي بالمعتقل 291فرع الامن السياسي والعسكرى  ولم يتركوا بالبيت سوى السيدات اعتقلنا لمشاركتنا بالمظاهرات المناهضة لحكمه تم تعذيبنا واصبنا فلم نجد اي رعاية طبية ولا علاجاً وبعد الافراج عنا قال ابي من اجل ان نعيش لابد ان تغادر البلد لتجلب اموالا خاصة ان محل الحلويات تم تدميره فقررت الرحيل الي الاردن ودفعت رشاوى 25 الف ليرة سورية حتى اعبر الحدود وبعدها انتقلت بالطائرة الي مصر.
«اذا سقط حكم بشار سأعود الي بلدى فانا غادرتها كرها فيما يرتكبه بشار من جرائم ابادة جماعية ضدنا هذا ما قاله نضال السورى 23 سنة وعبر بالمثل السورى « يلي عم ياكل العصي مو مثل عم يعد» موضحا ان الحياة الآن في سوريا صعبة والدعم انقطع عنهم وبيتى شبه الخرابة» لا يوجد به لا ليرة واحدة ولا حتى حبه رز» فالمواطن السورى ان لم يمت بالقصف مات بالضعف فالثوار لا يملكون سلاحا لمجابهة سلاح بشار وايضا ضعف الغذاء فثورتنا يتيمة فقيرة.
وجود ابناء سوريا بالسلوم أسال لعاب سماسرة التهريب والتكلفة الآن  300 دولار مقابل دخولك ليبيا هذه هى العروض المقدمة من السماسرة  الذين يمتلكون علاقات قرابة او نسب او تجارة في الجانب الآخر بالمنفذ وهو ما وافق عليه  بسام 23 عاماً قائلاً:  منذ أن وطأت قدمى ارض السلوم وانا اسمع تلك الاغراءات التى استجاب لها عدد ليس بالقليل منا لكن فالنهاية يجدون أنفسهم  ضحايا النصب والسمسرة.