رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الهلباوى: لو اتحد الليبراليون قد يهزمون الإسلاميين

بوابة الوفد الإلكترونية

أكد الدكتور كمال الهلباوي الناطق السابق باسم جماعة الإخوان المسلمين في أوروبا أن توافق التيارات الإسلامية على مرشح واحد لخوض الانتخابات الرئاسية أمر عسير للغاية. ورأى في المقابل أن القوى الليبرالية إذا اجتمعت خلف مرشح واحد فقد يهزمون الإسلاميين.

وشدد الهلباوي في حوار مع وكالة الانباء الالمانية على أنه "من الصعب جدا توحيد التيارات الإسلامية على مرشح واحد إلا إذا استخدموا العقل والتجرد الكامل الذي قال به الإمام حسن البنا مؤسس الجماعة وطبقوا المعايير القرآنية في الاختيار من دون أي تمييز للوضع التنظيمي"

وتابع: "لو اتحدت القوي الليبرالية فمن الممكن أن يهزموا الإسلاميين، لم لا؟ خاصة إذا ظل الإسلاميون مختلفين على أكثر من مرشح. من الممكن أن يهزموا الإسلاميين أو أن تكون هناك إعادة".
وأكد الهلباوي أن دفع جماعة الإخوان بخيرت الشاطر سيفتت من الكتلة التصويتية الموجهة للمرشحين الإسلاميين من دون وجود فرص كبيرة وحتمية لفوزه بالسباق الرئاسي "من الممكن أن يفوز شأنه شأن الآخرين ولكنه سيضعف من الكتلة التصويتية للمرشحين الإسلاميين عبر تفرقها على أكثر من مرشح".
يذكر أن جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسية "حزب الحرية والعدالة" قررا الدفع بالنائب الأول للمرشد العام للجماعة خيرت الشاطر ليكون مرشحهما لخوض سباق الانتخابات الرئاسية التي من المقرر إجراؤها في 22 مايو المقبل، وهو القرار الذي أثار ردود أفعال واسعة في المجتمع السياسي المصري، بسبب تأكيد الإخوان مرارا أنهم لن ينافسوا على منصب الرئاسة خاصة في ظل تحقيق الحزب غالبية نسبية في مجلسي الشعب والشورى، فضلا عما سيسببه القرار من تفتيت لأصوات الإسلاميين في ظل وجود أربعة مرشحين للرئاسة ينتمون للتيار الإسلامي.
وأضاف الهلباوي: "الإخوان باستطاعتهم إنجاح مرشحهم إذا استطاعوا إقناع الشعب. حقيقة أن الشعب صوت للإخوان بنسبة عالية في انتخابات البرلمان، لكن انتخابات الرئاسة تأتي في توقيت اهتزت فيه مصداقية الإخوان في الشارع، وبالتالي لا نعلم إذا ما كان الناس سيصوتون لهم أم لا؟".
ونفى الهلباوي وجود كتلة تصويتية كبيرة للمنضمين لجماعة الإخوان كتنظيم، موضحا: "من يملك حق التصويت من المصريين في الانتخابات الرئاسية المقبلة 51 مليون تقريبا منهم نصف مليون عضو إخواني تنظيمي عامل فقط".
وتابع: "أما المتعاطفون مع الإخوان فهم كثيرون وهؤلاء موجودون في الشارع وقد ينتقل تعاطفهم لمن يهتم بهم ويدخل السرور على قلوبهم. الإخوان ليسوا كتلة عددية مؤثرة ولكن التنظيم والمعارف هما العاملان المؤثران والحاسمان لديهم".
وأردف: "هم يملكون أكبر قوة مدنية منظمة بالبلد بعد العسكر بالطبع، وعندهم المال من اشتراكاتهم ومساهماتهم كما أن لديهم أكبر قاعدة شعبية عريضة وهي قاعدة لا تتوافر لأي تنظيمات أو أحزاب أخرى ولكن استمرار هذا كله مرتبط بقدرة الإخوان على الحفاظ على محبة الناس لهم وإذا وفى الإخوان بعهودهم ووعودهم".
وردا على تساؤل حول مطالبة بعض القوى والتيارات لرئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي بالترشح خشية فوز الشاطر وتحول مصر لدولة دينية، قال الهلباوي: "القصة تحتاج لقياس رأي عام وتحليل لهذا القياس حتى نتمكن من القول إن الناس تخشى من تولي الشاطر. وهناك آخرون يمتدحونه ويكتبون الكثير على شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك عنه كلاما شديد الولاء والمولاة".
وأضاف: "برأيي نحن عانينا كثيرا من حكم العسكر. والجيش يشكر لأنه دعم الثورة وقاد صناعة القرار في فترة حرجة أخطأ فيها وأصاب. ويكفي المشير أنه ظل وزيرا للدفاع عدة سنوات وهو الآن رئيس المجلس العسكري. لنترك الفرصة للشباب الذي قام بالثورة وأحدث التغيير أو من سيحافظ عليها".
وكانت إحدى الصحف المصرية المستقلة أشارت في عددها الصادر يوم الأحد الماضي إلى تلقي المجلس الأعلى للقوات المسلحة طلبات من شخصيات سياسية وحزبية تنادي بترشيح المشير طنطاوي رئيسا للبلاد إنقاذا للدولة المدنية وحفاظا عليها من التيارات الدينية.
أما فيما يتعلق بالانتقادات التي وجهت للجماعة لاختيارها مرشحا من طبقة كبار رجال الأعمال وهو ما يعني عودة شبح تزاوج المال والسلطة الذي كان مثار انتقاد دائم من جانب الإخوان المسلمين للحزب الوطني المنحل، قال الهلباوي: "لا أعرف حجم ثروة الشاطر وهو لم يتسلم السلطة بعد والشعب موجود ومن حقه أن ينجح من يريد أو يسقط من يريد إذا وجد أن هناك محاولة لاستحداث نموذج جديد للحزب الوطني".
جدير بالذكر أن المهندس خيرت الشاطر اشتهر بأنه العقل المخطط لجماعة الإخوان في مصر خاصة في ما يتعلق بالنواحي المالية وأنه أدار

لعدة سنوات الأنشطة الاقتصادية للجماعة التي اعتمدت عليها في التمويل. ولم يعلن الشاطر حتى الآن موقفه من استثماراته في ظل غياب قانون مصري لتنظيم المصالح المتعارضة.
وردا على سؤال حول احتمال أن يكون ترشيح الشاطر قد جاء في اطار صفقة ما بين الإخوان والمجلس العسكري إما لتوفير خروج آمن للأخير أو لتفتيت أصوات الإسلاميين لصالح مرشح آخر يدعمه الجيش قال الهلباوي: "أولا الخروج الآمن للعسكر هو مشروع وهمي فاشل، فلا أحد يستطيع أن يؤمن أحدا أجرم في حق هذا الشعب فلا أحد يملك هذا الحق. فالكل خاضع للمساءلة ولا أحد فوق القانون".
وتابع: "ولا أعتقد أن العسكر سيتركون السلطة بسهولة لأنهم يحاولون أن يكون لهم وضع استثنائي أو متميز في الدستور ولن يعتمدوا على شخص الرئيس المقبل أيا كان".
وأضاف: "هناك مؤشرات وتساؤلات حول السر وراء منح المجلس العسكري قرار العفو في هذا التوقيت تحديدا مما يسمح له بالترشح لانتخابات الرئاسة وليس بعد شهر أو شهرين".
وقلل الهلباوي من إمكانية إقدام الجماعة على توجيه قواعدها الشعبية في اللحظات الأخيرة قبيل يوم الانتخابات لاختيار مرشح آخر يدعمه المجلس غير خيرت الشاطر، مشددا على أن "الجماعة أكثر تنظيم له اتصالات شخصية وشبكة إعلامية واسعة. شباب الإخوان يذهبون لكل شبر في القرى والنجوع ويوم الانتخابات تصدر تعليمات بألا يذهب العضو بمفرده بل يأخذ معه مجموعة من المحيطين به وبالتالي الدائرة تتسع وأي رسالة تصل بسرعة".
واستطرد: "لكنهم لن يوجهوا أحدا ما داموا رشحوا الشاطر وإلا فسيظهرون بمظهر من يخدع الناس. إلا إذا تم تفاهم بين المجلس والإخوان على مرشح قائم أو مرشح توافقي، وحينها قد يتنازل الشاطر بشكل معلن هذا إذا أرادت جماعة الإخوان أن تبرهن على حسن نيتها، أو تخالف وهنا تنشأ مشكلة".
وانتقد الهلباوي ما يتردد من تصريحات تصدر عن الجانب الأمريكي بشأن تأييده لمرشح ما أو نفي ذلك، وقال: "لا أعرف ما هو دخل الأمريكان في شأن مصري خالص وهو الانتخابات الرئاسية".

وأشار إلى أن "لا مشكلة في لقاء شخصيات من الجانبين المصري والأميركي ولكن المشكلة تكمن في نتيجة هذه اللقاءات. فمن يلتقي بأطراف أميركية أو غيرها عليه أن يطلع الشعب على محادثاته وما اتفق عليه معهم، خاصة إذا كان من التيار الإسلامي فاللقاءات ليست مؤثمة ولكن الخطأ هو عدم الشفافية".
وأردف: "لا أستطيع أن أعرف إن كان الشاطر قد ناقش قرار ترشحه مع سياسيين أمريكيين أم لا. لسنا منجمين أو سحرة فرعون حتى نعرف النيات".
وكانت الناطقة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند قد نفت الأنباء التي ترددت بشأن دعم الجانب الأمريكي للشاطر، وأكدت نولاند أن بلادها لن تقوم بتزكية أي مرشح، نافية أيضا قيام السيناتور جون ماكين ببحث قضية الانتخابات الرئاسية مع أي من قيادات جماعة الإخوان وفي مقدمتهم خيرت الشاطر الذي التقي ماكين في زيارة قام بها الأخير للقاهرة أخيرا.