عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مفاوضات سرية بين العسكرى والإخوان على الرئاسة

بوابة الوفد الإلكترونية

قبل الوصول إلى حافة الهاوية التى تسارع إليها القوتان الأعظم فى السلطة حاليا ( الإخوان والعسكر) دون تعقل، أدرك الجانبان أن السقوط سيودى بكليهما للخروج من المشهد السياسي تماما،

أو التوارى فى زاوية بعد الإصابة بجراح عميقة يصعب مداواتها فى المستقبل المنظور.
هذا الإدراك المتأخر أسفر فيما علمته «الوفد الأسبوعى» من مصادر مطلعة عن مفاوضات سرية جرت جولتها الأولى بين قادة جماعة الإخوان والمجلس العسكرى قبل ساعات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من العلاقة بين الجانبين وتلافى فقدان التوازن الذى تعرضت له الجماعة بعد ترشيح خيرت الشاطر للرئاسة على خلاف وعودها المؤكدة والمتكررة بالزهد فى الرئاسة،كما تعرض له المجلس العسكرى بعدما أظهرت الجماعة تحديا واضحا للمؤسسة القابضة على السلطة منذ رحيل النظام.
مصادرنا أكدت أن جولة التفاوض السرية سبقها التلويح بترشيح اللواء عمر سليمان نائب مبارك ومدير المخابرات العامة السابق فى مواجهة مرشح الإخوان «المفاجئ».. خاصة أن عددا كبيرا من رجال الأعمال ورموز الصفوة وحكومات عربية مارست ضغوطا شديدة على «سليمان» بالفعل خلال الأيام القليلة التى تلت إعلان ترشيح «الشاطر» لدفعه لخوض معركة انتخابات الرئاسة والتصدى صراحة للعبة الإخوان.. الأمر الذى تجلى فى تصريح أحمد شفيق آخر رؤساء حكومات مبارك والمرشح المحتمل للرئاسة لإعلان استعداده لتغيير موقفه من الترشح فى حال أعلن «سليمان» ترشيح نفسه.
تخلل جلسة التفاوض – حسب مصادرنا- عرض من المجلس العسكرى يشمل تراجع الإخوان عن ترشيح «الشاطر» للرئاسة مقابل تكليفه بتشكيل حكومة ائتلافية خلفا للدكتور كمال الجنزورى خلال أيام، بعد تبنى الجماعة تأييد ودعم ترشيح عمر سليمان أو أى مرشح توافقى تجتمع عليه القوى السياسية،والمؤسسة العسكرية، بعد استبعاد حازم أبو اسماعيل من المنافسة نهائيا بسبب جنسية والدته التى أكد المجتمعون أنها حصلت على الجنسية الأمريكية.
من جهتهم أبدى ممثلو الجماعة فى اللقاء الذى ضم شخصيتين من قيادات جماعة الإخوان وثلاث شخصيات قيادية فى المجلس العسكرى، اعتراضا على المجاهرة بتأييد عمر سليمان بوصفه أحد أركان النظام السابق، مما يهدد بفقدان الجماعة أسهما كثيرة لها فى الشارع واهتزاز مصداقيتها، الأمر الذى دفع شخصية عسكرية بارزة فى اللقاء للتذكير بأن الجماعة سبق وأرسلت مبعوثا قياديا إلى منزل سليمان لإقناعه بالترشح للرئاسة وأبلغه بوقوف الإخوان إلى جانبه قبل ثمانية أشهر، ما يعنى أن الجماعة لم يكن لها موقف مبدئى رافض لسليمان.
وإزاء هذه المصارحة، طلب ممثلا الجماعة مهلة لدراسة عرض «العسكرى» الذى يهدف لإنهاء الأزمة الناشبة

حاليا حول مصير الجمعية التأسيسية للدستور بعد موجة الانسحابات من عضويتها، والتى جعلت الأغلبية البرلمانية فى موقف المنعزل فى مواجهة كافة التيارات والقوى السياسية بل والمؤسسة الدينية الرسمية على الجانبين ( الإسلامى والمسيحى)، كما ينهى تبادل لغة التهديد وتصعيد المواجهة بين العسكر والإخوان والذى بدا فى صورة صراع محتدم على السلطة أدخل مصر نفقا مظلما طوال الأسبوعين الأخيرين.
وأمام طلب المهلة «الإخوانى» أوعز المجلس العسكرى إلى عمر سليمان بتأجيل إعلان ترشيح نفسه للرئاسة يوما آخر بعد تأكد اتجاهه للإعلان مساء أمس، كما أجل المجلس حسم الجدل حول موقف جنسية والدة المرشح السلفى حازم أبو اسماعيل، والذى يمثل كشف موقفه ضربة جديدة للتيار الدينى بعد تورط النائب السلفى أنور البلكيمى فى واقعة كذب بشأن تعرضه لهجوم مسلح بينما كان يجرى عملية تجميل لأنفه.
مصادرنا أكدت أن مسار المفاوضات التى تمت بالأمس بين الإخوان والمجلس العسكرى يتجه للتوافق والعودة للمربع رقم واحد بين الطرفين، خاصة أن كلمة «رئيس توافقى» ظهرت من جديد وترددت فى اللقاء مرات عدة دون أن تلقى اعتراضا من أحد المفاوضين.
فيما يمثل قبول الجماعة بعرض «العسكرى» إعادة لتوازن الجماعة التى شعرت بالتورط فى عدة خطوات رفعت درجة السخط عليها فى الشارع وبين القوى السياسية ، خاصة بسبب ميلها الواضح لالتهام كعكة السلطتين التشريعية والتنفيذية منفردة، وبغرور منقطع النظير.. كما يمثل مكسبا سريعا ومقنعا لقواعد الجماعة ، وهو تشكيل الحكومة وإنهاء عمر حكومة الجنزورى التى صارت خصما عنيدا للإخوان والبرلمان طالما طالبا برحيله وهددا بسحب الثقة منه طوال شهر كامل دون أن يجرؤا على تنفيذ التهديد.