سوهاج تضم 90٪ من القري الفقيرة علي مستوي الجمهورية
دفع الوفد باللواء فاروق حمدان مرشحاً له علي مقعد العمال بدائرة دار السلام إحدي الدوائر الشائكة في محافظة سوهاج، وهو الخبر الذي لاقي ترحيباً كبيراً من قبل الأهالي الذين أعربوا عن سعادتهم بترشيح حمدان، صاحب الشعبية الكبيرة والخدمات العظيمة، التي قدمها منذ كان ضابطاً صغيراً في جهاز الشرطة وتواصلت خدماته حتي أصبح مساعداً لوزير الداخلية لم يكل ولا يمل وظلت خدماته ممتدة حتي يومنا هذا، ينتمي حمدان لعائلة وفدية عريقة فهو حفيد النائب الوفدي الكبير »أحمد بك حمدان«، عضو مجلس النواب، علي مدي خمسة وعشرون عاماً متصلة وأحد المقربين من الزعيم الخالد سعد زغلول، حيث شاركه في جميع التوقيعات المطالبة بجلاء المحتل ويبدو أن التاريخ يعيد نفسه، فقد جاء اللواء فاروق حمدان ليكمل المسيرة بعد رحلة كبيرة في العمل الشرطي وتجارب سابقة في العمل السياسي، وتشير جميع التوقعات أن فاروق حمدان هو الورقة الرابحة في تلك الانتخابات بعدما توسم الأهالي قدرته علي تمثيلهم تمثيلاً صادقاً والمطالبة بحقوقهم الضائعة علي مدي عشرات السنين.
ولذلك كان لابد لنا أن نلتقي ونتعرف منه علي حقيقة مشاركته وما يحمله برنامجه الانتخابي من أهداف للنهوض بدائرته المحرومة، وبالفعل تقابلنا معه وحاورناه ومن هنا كانت البداية..
> بداية ما سبب انضمامك لحزب الوفد مؤخراً؟
- أنا من عائلة وفدية قديمة وجدي »أحمد بك حمدان« كان عضواً في مجلس النواب عن دائرة »الخيام« التي أصبح اسمها حالياً دار السلام مدة 25 سنة متصلة تحت عباءة حزب الوفد واشترك في جميع التوقيعات مع سعد باشا زغلول، من يومها والوفد متأصل في العائلة ولم يكن انضمامي سوي تجديد لما تربينا عليه من أن الوفد هو ضمير الأمة، ولا شك أن التجربة الديمقراطية التي خاضها الوفد مؤخراً وانتهت بفوز الدكتور السيد البدوي هي التي دفعتني بسرعة للانضمام، حيث وجدت بارقة أمل في استعادة الوفد لموقعه ليكون المدافع عن حقوق الشعب وأن يترجم شعاره ويفعّل بأن الوفد هو ضمير الأمة.
> أتذكر أنك ترشحت للشوري عام 95 وحصلت علي حكم قضائي بأحقيتك في الفوز فلماذا لم ينفذ الحكم؟
- لقد خضت انتخابات مجلس الشوري سنة 95 وبعد أن تمت عملية الانتخاب حدث خطأ مادي في عملية رصد الأصوات وأعلنت اللجنة فوز المرشح »عثمان إبراهيم« فقمت بعمل طعن وتحول لمحكمة النقض لفحصه وتمت إعادة فرز الأصوات وتبين أنني الحاصل علي أعلي الأصوات وأنني الأجدر بالفوز وبعد قرار محكمة النقض قمت بإقامة طعن أمام محكمة القضاء الإداري وانتهي بصدور حكم بأحقيتي في الفوز وطعنت الجهة الإدارية ممثلة في وزارة الداخلية علي الحكم وأصدرت المحكمة الإدارية حكماً بأحقيتي في الفوز وتم إعلان الحكم لوزارة الداخلية ومجلس الشوري، وقام وزير الداخلية بتنفيذه وصدور قرار بفوزي في هذه الانتخابات »نشر في الجريدة الرسمية سنة 98 وقام وزير الداخلية بإعلان مجلس الشوري بتنفيذ الحكم، إلا أن المجلس لم ينفذ ورأي إعادة الانتخابات وخروج العضو الذي أخذ المقعد بغير حق وحكمت لي المحكمة الإدارية بالتعويض 50 ألف جنيه وتبرعت بها للمشروعات الخيرية«.
> لكنك عاودت الترشيح مرة أخري فما هي أهم دوافعك هذه المرة؟
- منذ صغري شاء قدري أن أكون مقصد المظلومين والمحتاجين وكان من الواجب علي قضاء مصالحهم وامتدت خدماتي لهم أثناء عملي بجهاز الشرطة وأردت أن أستكمل مسيرتي معهم من خلال العمل البرلماني الذي يدعم هذا الدور الخدمي.
> علمنا أنك غيرت صفتك من »فئات« إلي »فلاح« فما هي الأسباب؟
- انتهت أحكام المحكمة الإدارية العليا أن الصفة يتم تحديدها من وقت تقديم الأوراق إلي لجان قبول أوراق المرشحين وأنا الآن أبلغ من العمر 65 عاماً ولدي حيازة زراعية وأود أن أختتم حياتي بين أهلي وعشيرتي وأن أقوم بزراعة الأرض الخاصة بي وهي مصدر رزقي الوحيد الآن.
> لكنك تمتلك مكتباً للمحاماة؟
- لقد قمت بإغلاقه وأخطرت مصلحة الضرائب بإيقاف النشاط ونقلي من جدول المشتغلين إلي غير المشتغلين وذلك بناء علي مطالبة الأهالي لتغيير الواقع المظلم الذي تعيشه الدائرة حالياً.
> وما الأشياء التي تعتمد عليها في خوضك لهذه المعركة؟
- أعتمد علي محبة الناس ورغبتهم في التغيير وتطلعي لخدمتهم والمطالبة بحقوقهم فمركز دار السلام مفتقد لأقل حقوق الإنسان ولقد سعيت مؤخراً للاهتمام بتوصيل أصواتهم للمسئولين من أجل توفير المياه النظيفة والكهرباء والصرف الصحي والطرق والكباري والاهتمام بمشاكل الشباب وإيجاد فرص عمل تناسبهم والاهتمام بالمنشآت التعليمية وتزويد الوحدات الصحية بالأطباء والممرضين من خلال تدعيم رجال الأعمال والمساهمة في توفير بعض الأجهزة الضرورية اللازمة للغسيل الكلوي والأشعة المقطعية والحمد لله ظهرت هذه البوادر وتم علاج الكثير من المحتاجين، هذا بالإضافة إلي اهتمامي الأكبر بمشاكل المرأة والاشتراك في جميع المصالحات التي نتج عنها حل الكثير من الخصومات الثأرية بين العائلات المتنازعة ثم سعيت لتكوين مجلس عرفي يسعي إلي أصحاب الحاجات للمساهمة في حل مشاكلهم وأحمد الله علي ذلك فقد كانت قنوات الاتصال بيني وبين أبناء الدائرة دائماً مفتوحة بعكس الأعضاء الحاليين والسابقين الذين غابوا عن الناس وكانت قنوات الاتصال بينهم وبين ناخبيهم منقطعة علي الدوام وبتوفيق من عند الله تواجدت مع الأهالي أشاركهم أفراحهم وأحزانهم، الأمر الذي جعل أبناء الدائرة يطلقون شعاراً مفاده أن فاروق حمدان »خدماته وأفعاله سبقت أقواله«، وهذا هو أهم عناصر برنامجي الانتخابي، وأضيف أنني سوف أسعي لدي الصندوق الاجتماعي للتنمية للاستفادة من دراسات الجدوي التي قام بعملها في شكل مشروعات صغيرة للشباب وفي الحقيقة أجد مشاركة من جميع طوائف الدائرة لتأييدي الأمر
> ذكرت بعض العناصر في برنامجك الانتخابي لكنك أغفلت المرأة والشباب؟
- سأقوم إن شاء الله بعمل مشروعات صغيرة للسيدات في شكل مشاغل يدوية وصناعات بسيطة لإنتاج الملابس والاهتمام بتثقيف المرأة وتوعيتها لأن المرأة لها دور كبير لا نستطيع أن نغفله فهي الأم والأخت والابنة ومن غيرها لا وجود للحياة.. أما عن الشباب فحدث ولا حرج فهم الماضي والحاضر والمستقبل وهم الأولي بالرعاية والاهتمام وسوف أعمل جاهداً علي المطالبة بحقوقهم.
> وماذا عن مشكلة البطالة؟
- أنا نفسي أقول للناس المتغطي بالحكومة عريان ولابد من جذب المستثمرين لعمل مشروعات كبري في الدوائر الانتخابية وتفعيل دور المناطق الصناعية لإيجاد فرص عمل للشباب.
> استحوذت سوهاج مؤخراً علي نصيب الأسد من القري الأكثر فقراً علي مستوي الجمهورية. فهل من خطة تتبنونها لتنمية هذه القري حال فوزكم بعضوية البرلمان؟
- هذا في الحسبان وسوف نعمل بمشيئة الله علي إيجاد حلول لانتشال هذه القري من الفقر المدقع الذي تعاني منه، هذا بالإضافة إلي مشكلة أخري تعاني منها دار السلام في الوقت الحالي وهي تتعلق بتقنين حالات وضع اليد وتوفيق أوضاع الأهالي الذين قاموا ببناء مساكن ودور ضيافة علي أراضي الدولة بالظهير الصحراوي منذ ما يقرب من 40 سنة وأناشد من خلالكم أجهزة الحكم المحلي لإصدار القرارات اللازمة لتثمين الأراضي بالسعر المناسب لوقت الاستحواذ عليها ومن ثم توصيل المرافق من مياه وكهرباء إليها.
> دعني أعود بكم للحديث حول الانتخابات البرلمانية مرة أخري، فما هو رأيك في نظام الدوائر المفتوحة الذي طبقه الحزب الوطني مؤخراً؟
- في تصوري هذا ذكاء من الحزب الوطني ويرجع ذلك إلي أنه في انتخابات 2005 لم يكن الفائزون من الحزب الوطني يمثلون الأغلبية المطلوبة وهو الأمر الذي دعا الحزب لضم المستقلين، أما في الدوائر المفتوحة فيضمن الحزب الوطني أن يكون أغلبية الفائزين من مرشحيه.
> طرح الحزب الوطني في برنامجه ورقة عن مكافحة الفساد فكيف تري هذا الموضوع؟
- الفساد موجود ويجب علي نواب الشعب محاربته وبإذن الله سوف ينجح النواب القادمون في ذلك إذا أحسنا الاختيار.
> وما رأيك في برنامج الوفد؟
- الشعب ينتظر من الوفد الكثير فالوفد لهم وبهم يسعد لسعادتهم ويحزن لحزنهم وبإذن الله تعالي في القريب العاجل وتحت القيادة المشرفة للحزب سوف يتبوأ الوفد مكانة متفردة ويتصدر الساحة السياسية من جديد كما كان ذي قبل.
> وكيف تري الانتخابات في ظل عدم وجود إشراف قضائي؟
- الانتخابات ما هي إلا ناخب يؤدي دوره ويقول كلمته وإرادة الناخبين الموجودة في صناديق الاقتراع يعقبها قرار كاشف من اللجنة العليا للانتخابات يعلن فيه عن اسم النائب الفائز وفي ظل وجود المندوبين التابعين لكل مرشح لا توجد مشكلة سواء كان الإشراف قضائياً أو إدارياً وإن كنت أتمني أن يكون هناك إشراف قضائي، وإنني علي يقين في ظل التصريحات التي أصدرها السيد رئيس الجمهورية وجميع المشرفين علي العملية الانتخابية أنها سوف تكون انتخابات نزيهة.
> وهل تضمن عدم تدخل الداخلية؟
- اطمئن المواطنين بأن وزارة الداخلية لن تتدخل في العملية الانتخابية إطلاقاً وأن ما يوجه إليها من اتهامات أحياناً هي اتهامات جائرة.
> وماذا عن الدور الحقيقي للنائب من وجهة نظرك؟
- دور النائب الحقيقي هو التشريع ومراقبة الحكومة في قراراتها والعمل علي نقل مطالب الجماهير للأجهزة المختلفة والعمل علي تنفيذها وأعتقد أن النواب الذين كانوا يأتون للمجلس نتيجة للقبليات والعصبيات عصرهم قد ولي وانتهي لأن الكلام السائد هذه الأيام »أخوك ولاّ صاحبك قلّك النافع«.
> كلمة أخيرة ماذا تقول فيها؟
- أدعو الرحمن عز وجل أن يوفق من يصلح ومن يصلح«.