رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

هيكل: لنبتعد عن الانتقام

اعتبر الصحفي المعروف محمد حسنين هيكل أن الرئيس مبارك "خان روح الجمهورية"، موضحا أنه كان يخطط للاستمرار في الحكم عن طريق نجله جمال.

وأضاف هيكل، في حوار مع الصحفي الشهير روبرت فيسك بصحيفة "الاندبندنت" البريطانية، : "أن التوريث كان خطة ومشروعا وليس فكرة، متابعا: "لقد أهدرنا السنوات العشر الأخيرة في مناقشة هذه المسألة للبحث عن ميراث السلطة كما لو كانت مصر كسوريا".

 

وأشار فيسك إلى أن هيكل "87 عاما"، الذي كان صديقا شخصيا ومستشارا ووزيرا للرئيس الراحل جمال عبدالناصر، تنبأ منذ فترة طويلة بالثورة وانهيار حكم مبارك الذي ساده فساد وعنف. وأشاد هيكل بثورة الشباب قائلا:" لقد فقدت أهم شىء في حياتي .. لقد فقدت شبابي وكنت أتمنى لو أستطيع الخروج في المظاهرات مع هؤلاء الشباب".

وتابع: "لم تكن ثورة الملايين مفاجأة لي لقد كنت أتوقع هذه اللحظة ولم أكن أتخيل أني سأعيش لأرى هذه اللحظة". وأضاف: "لقد جاء صديقي د. محمد فوزي لرؤيتي قبل بضعة أيام وقال إن بالونة الأكاذيب تزيد كل يوم واقترب موعد انفجارها مع أقل وخزة دبوس، ربنا يحفظنا عندما تنفجر".

وقال هيكل إنه كان "يشعر بقلق من أن تسود الفوضى، ولكن جيلا جديدا انطلق في مصر، شباب أكثر حكمة منا جميعا مليون مرة أكثر، تصرفوا بطريقة معتدلة ذكية. لم يكن هناك فراغ. فالانفجار لم يحدث بفوضى".

وأضاف: "ما يقلقني هو أن كل شيء جاء فجأة ، ولا يوجد أحد مستعد لما قد يحدث مستقبلا ولا يمنح فرصة لتنقية الهواء وفي ظل هذه الظروف لن نتمكن من اتخاذ القرارات الصحيحة. إن الأمريكيين وإسرائيل والعالم العربي يدفعون جميعا إلى تطلعات لم نكن مستعدين إليها والمجلس العسكري نفسه لم يكن مستعدا للقيام بكل هذا الدور ولذلك أطالب بفترة للاستقرار واتخاذ القرارات".

ورأى هيكل:" أن مبارك وضعنا جميعا في حالة تشويق فالرجل كان يرتجل كل يوم مثل الثعلب والملايين كانوا يشاهدونه، لكنه صدمنا". في إشارة إلى الخطاب الذي أعلن فيه تفويض السلطة إلى نائبه عمر سليمان.

وتابع: "أن النظام كان على اتصال بالجماهير في ميدان التحرير وعرضوا عليهم تفويض الرئيس لعمر سليمان إلا أن الناس في الشارع أشاروا إلى أن هذا الحل مرفوض وغير مقبول ، ولم أصدق أذني عندما سمعت خطاب الرئيس يوم

الخميس ".

وأشار هيكل إلى أن مبارك تأخر في إدارة الأزمة والتزم الصمت بينما الحشود تزداد في ميدان التحرير، فخلال 18 يوما حدثت أمور خطيرة فلقد بدأت الاحتجاجات بحوالي 50 أو 60 ألفا فقط ولكن مراوغة مبارك كالثعلب العجوز منحت الشعب فرصة للخروج مما غيّر المعادلة كلها، فيما يبدو أنه على مدار ستة أيام لم يكن مبارك يدرك ما يحدث ".

وتحسر هيكل على إهدار السنوات الماضية وعلى استشهاد الشباب خلال الأسابيع الثلاثة الماضية قائلا:" ثورتنا كانت مأساة تاريخية كبيرة"، مضيفا: "إنني سعيد لوجود الجيش وأتمنى أن يتواجد الناس أيضا بصورة طبيعية فالشعب ما زال مصدوما من ما حققه".

وأشار هيكل إلى أنه تلقى دعوة من التليفزيون السبت الماضي للظهور لأول مرة على شاشته، موضحا:" لقد منعت بأمر الحكومة من الظهور لمدة 30 عاما والآن أخبروني أن الأبواب مفتوحة مرة أخرى، أنا منعت من الظهور بأمر الحكومة، والآن يجب أن أعود بعد أن تأتيني دعوة من الحكومة".

وأشار هيكل إلى أنه سيتم الإفراج عن ملفات الحكومة التي ستكشف النظام، متابعا:" ما أخشاه هو أن يخون بعض السياسيين الأمانة ويشوهوا ما حدث، لأجل تسوية الحسابات. أتمنى أن تكشف الحقيقة بعيدا عن جدول الأعمال الخاصة وانتهازية بعض السياسيين، ولا يجب أن نتمحور الآن حول الانتقام حتى لا نؤثر على قيمة ما حققناه".

وأضاف: "لدينا الآن أشباه سياسيين يريدون الاستفادة من الثورة، وبعض المتنافسين، ولكن النظام يجب أن يتغير. فالناس أصبحوا يعرفون كل شىء، ويريدون شيئا مختلفا".