عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عيد الثورة الأول.. أهم محطات التاريخ

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

ساعات قليلة وتحتفل مصر بالعيد الأول لثورة 25 يناير "ثورة اللوتس" ثورة خالدة أنارت وجه مصر واعتبرها العالم إحدى الثورات الكبرى فى التاريخ الإنسانى لما اتسمت به من الاحتجاجات السلمية والسلوكيات الحضارية التى عبرت بحق عن المصريين صناع الحضارة .

ويعد اعتبار يوم 25 يناير عيدا قوميا للبلاد اعترافا مستحقا بقدر وعظمة الثورة التى فجرها الشباب فى هذا اليوم عام 2011 والتف حولها الشعب وحمتها القوات المسلحة إيمانا بدورها التاريخى والوطنى فى أنها درع الشعب وذراعه القوية المعبرة عن إرادته وحقوقه المشروعة .
لقد أكد المجلس الأعلى للقوات المسلحة أن ثورة 25 يناير بدأت بفكر شبابها وتلاحم معها جميع طوائف الشعب ووقفت القوات المسلحة فاعلا وشريكا رئيسيا وحاميا للثورة، فالجيش المصرى يؤمن بأن القوات المسلحة ملك الشعب ومن الشعب ولا تعمل إلا لحماية ودعم هذا الشعب العظيم لذلك كان وقوفها مع الشرعية وليس مع نظام .
والاحتفال بثورة 25 يناير يؤكد عظمة المصريين وقدرتهم على تجاوز المحن ومواجهة الظلم والاضطهاد حيث نجح الشعب فى استعادة كرامته المفقودة فى وجه حكامه وأسقط فى عدة أيام حكم 30 عاما من الاستبداد والفساد والقهر وسطر بدمائه النقية ملحمة جديدة فى تاريخ هذا الوطن، فثورة 25 يناير ثورة جديدة وفريدة فى كل شىء ليست أسيرة عقيدة سياسية واجتماعية واحدة ولا قامت بها طبقة أو فئة بعينها ولم تحسب على هذا الحزب أو ذاك ولم تنفرد بها هذه الجماعة أو تلك انها كانت ثورة شعب ، اتحد تحت شعار واحد "الشعب يريد اسقاط النظام " .
لقد خرجت الملايين ثائرة لتسقط النظام السابق بكل فساده واستبداده، خرجت الملايين لتنهى معاناة شعب عاش نصفه تحت خط الفقر والمواطن لا يشعر بثمار ارتفاع معدلات النمو خرجت الملايين لأسباب عديدة حيث كانت مصر تعانى من احتقان سياسى شديد .. برلمان مزور لصالح الحزب الوطنى الحاكم، الفساد يضرب كل قطاعات الدولة، السجون تمتلئ بالنشطاء السياسيين على مختلف توجهاتهم، الى جانب مشروع التوريث .
وفى نفس الوقت كان الحراك السياسى على أشده فى السنوات الخمس الأخيرة حيث برزت قوى سياسية فاعلة فى الشارع نظمت الاحتجاجات ضد النظام السابق وسياساته مثل حركة كفاية، وحركة شباب 6 إبريل والجمعية الوطنية للتغيير.
وواكب هذا الحراك حراك اجتماعى آخر بدأ يتصدر المشهد بزيادة الإضرابات العمالية مثل إضرابات عمال المحلة الكبرى عام 2008 احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، ونجاح تلك القوى فى انتزاع حكم قضائى من محكمة القضاء الإدارى فى أكتوبر 2010 بإلزام الحكومة بتحديدالحد الأدنى للأجور ليصبح 1299 وعدم التزام حكومة نظيف بهذا الحكم، ولعبت مواقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، و"الفيس بوك"، و"اليوتيوب" دورا مهما فى الحشد للتظاهرات التى خرجت يوم 25 يناير ونجح الشباب فى استخدامها لتنظيم صفوفهم وتوحيد مطالبهم .
و بإلقاء الضوء على أحداث الثورة المصرية فقد بدأت بتظاهرات سلمية يوم 25 يناير شارك فيها آلاف المتظاهرين فى القاهرة وعدد من المحافظات استجابة لدعوات شعبية وشبابية، واختار الداعون إلى هذه التظاهرات يوم 25 يناير بالتحديد لمصادفته عيد الشرطة وذلك تضامنا مع الشاب خالد سعيد من محافظة الاسكندرية الذى أعتقل وعذب حتى الموت فى أحد أقسام الشرطة يوم 6 يونيو 2010 .
ولم يكن أكثر المتفائلين فى مصر يرى فى مظاهرات يوم 25 يناير بداية ثورة نظرا لحالة الإحباط المتراكم الذى اجتاح ثلاثة أجيال من المصريين على الأقل، وفى ضوء استمرار التظاهرات التى وصلت لإلى ذروتها يوم الجمعة 28 يناير وهو ماأدى الى سقوط

عشرات القتلى، ومئات الجرحى واعتقال المئات فى عدة مدن مصرية ، بينها القاهرة فى حين تم إحراق مقار الحزب الوطنى الحاكم حينئذ ومراكز للشرطة .
هذه الأحداث أدت إلى طلب الرئيس السابق حسنى مبارك من الحكومة التقدم باستقالتها موضحا أنه سيكلف حكومة جديدة، كما عين فى اليوم التالى الوزير عمر سليمان نائبا له، ولكن التظاهرات استمرت فى الأيام التالية فى مختلف المدن المصرية وبخاصة ميدان التحرير الذى شهد عدة تظاهرات مليونية تبلور فيها المطلب الرئيسى للثورة برحيل الرئيس مبارك وإسقاط النظام .
وشكل يوما 2 و3 فبراير العام الماضي نقطة تحول فى أحداث الثورة إذ هاجمت مجموعة من المؤيدين للرئيس السابق حسني مبارك المتظاهرين فى ميدان التحرير مستخدمين وسائل عديدة منها الخيول والجمال فيما عرف بموقعة الجمل " فضلا عن العصى والأدوات وصولا إلى إطلاق الرصاص الحى، غير أن ثبات المعارضين فى الميدان بما توافر لديهم من وسائل للدفاع عن أنفسهم أضاف زخما إضافيا إلى الثورة واستمرارها .
وقدم الرئيس السابق حسنى مبارك عدة مبادرات لم تكن كافية فى نظر المحتجين من أبرزها تعديلات دستورية، وتفويض صلاحياته إلى نائبه عمر سليمان، غير أن استمرار التظاهرات وتوسعها أدى فى النهاية الى تنحى مبارك عن السلطة يوم 11 فبراير وذلك بعد ثلاثين عاما قضاها فى الحكم .
ويرى المراقبون أن تداعيات أحداث الثورة كشفت عن هشاشة النظام السياسى وتفككه، كما كشفت عن الصراعات الكامنة داخل السلطة السياسية وبخاصة بين الأجنحة الأمنية والعسكرية والنخبة السياسية وقد ساعد هذا التفكك على بلورة مطالب الثورة يوم 29 يناير بالمطالبة بإسقاط النظام وليس إصلاحه، وهذا التطور يعتبر منطقيا, ليس فقط بسبب حالة التردى داخل النظام السياسى ولكن بسبب العنف المفرط الذى لقيته الجماهير منذ 25 يناير، وقد ساعد تباطؤ رد فعل السلطة على الأحداث في بلورة المزيد من المطالب التى تتعلق بتصفية النظام ومحاسبته والدعوة لبناء نظام سياسى جديد يقوم على الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية .
أما بالنسبة لموقف القوات المسلحة فمن وجهة نظر المحللين السياسيين فقد قام الجيش بدوره بعد انهيار جهاز الأمن بوصفه المؤسسة الوطنية المحايدة بين المتظاهرين والسلطة السياسية، وصدرت تصريحاته الأولى لتحدد أن مهمته تتمثل فى الحفاظ على الأمن وليست فى التدخل لصالح أى من الأطراف، وتأمين مستقبل البلاد والحفاظ على مقدراتها .