رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

" جيفارا المصرى"خاصمه الرصاص في جمعة الغضب..وعانقه في "أحداث ماسبيرو"..

بوابة الوفد الإلكترونية

"مينا  لـ"محمد"..عارف ليه الثورة جميلة وحلوة ، وإنت معايا"..كانت تلك الكلمات يرددها "مينا دانيال" أحد أيقونات الثورة المصرية ، المعروف بين رفاقه من النشطاء السياسيين بـ"جيفارا المصري"، الذي خاصمه الرصاص في جمعة الغضب ،وعانقه في أحداث "ماسبيرو"،بصحبة صديقه "محمد" الشهير بـ"حليمة"،داخل ميدان التحرير ،في مطلع الثورة 31يناير ،تبدو رغم بساطتها معبرة عن حالة مصرية خالصة ،قفزت بـ"مينا" فوق أجواء ملبدة بـ"الطائفية ،صنعها النظام السابق في غفلة من المصريين..

   مشهد جنازة مينا ، تجسدت فيه ذروة التناغم الوطني ،تلك التي كان عدد المسلمين فيها يفوق عدد الأقباط .
والدته – ذات الملامح المصرية الأصيلة  ،كانت لها أمنية واحدة خلال  احتفالات "عيد الميلاد" الأول بعد الثورة ، هي وجوده معهم ،والاستماع إلى عبارة محببة للأمهات"كل سنة وإنت طيبة ياست الكل" كما عودها ،باتت أمنيتها الوحيدة في ذكرى الثورة  "   حق مينا يرجع،  و اللي قتلوه يتحاسبوا"..
لم يكن طفلا عاديا ،كان هادئ الطباع ،ولديه تطلع لمصاحبة من هم أكبر منه سنا،هكذا لخصت ميري دانيال ،شقيقته الكبرى ،حياة أخيها-كما كانت تناديه..تقول " أنا أكبر من مينا بـ"20 سنة،مسقط راسنا الصعيد ،وكماهو معلوم فإن البنت الصعيدية عندما يشتد عودها وتبلغ 12عاما "بتشيل البيت"،نتيجة ذلك ولد مينا على يدي وتوليت تربيته"..
لم يعرف "دانيال"الملقب بـ"جيفارا المصري"  ،طريقه للسياسة إلا في عام 2009،بينما أولى خطواته ناحية التظاهر ،تعود إلى عام 2004 حيث قضية وفاء قسطنطين الشهيرة ،والتي خرج لها الأقباط أمام الكاتدرائية،بعدها بسنوات فرق مينا بين الانتماء الطائفي ،والانتماء  الوطني ،لينتهي على قناعة أن قضية الوطن "أعم" وأشمل من ناحية ضرورة الانتماء إليها ،والتضحية من أجلها..
مينا" الذي كان يهوى الرسم والتمثيل ،تعرف على " جيفارا" عبر الإنترنت ،سكنت الثورة أعماقه ،بعد قراءات متعددة ولدت لديه كراهية مفرطة

للظلم وأهله ،وكان حسبما أفادت شقيقته ،يردد دائما إن "الثورة جاية ".
تحرك "دانيال" بين الحركات السياسية من بينها "عدالة وحرية " أحد محركات الثورة المصرية ،رافضا الانضمام لحزب سياسي ،انطلاقا من عدم قناعته بالتقيد بـ"أيدلوجية سياسية ".
كان رغم ثوريته طفلا وديعا ،حسبما تؤكد ملامحه ،حكاياته عن الميدان ،كانت قاسما مشتركا بينه وبين أشقائه ،داخل البيت ،أبرز المشاهد بحسب"شقيقته" ،هو "موقعة الجمل" التي عايشها "دانيال" داخل الميدان ،متأثرا بسقوط الشهداء ، حتى باتت الشهادة أمنية تحققت في موقعة "ماسبيرو" ،مصحوبة بوصية "تشييع الجنازة " من الميدان ،ليبقى "مينا دانيال" أيقونة ثورية لاتختلف عن "خالد سعيد" ضحية التعذيب باكورة أيقونات الثورة ،وينطلق هتاف الثوار "مينا دانيال ..أخو خالد سعيد .أحيا الثورة من جديد"..
رحيل مينا دانيال-حرك الثورة ،والقصاص مطلب رئيسي ،وفقا لـ"تصريحات –ميري- ،التي  رفضت فكرة الاحتفال بذكرى الثورة ،دون معاقبة الجناة،لافتة  إلى أن رسالتها للمجلس العسكري في ذكرى 25يناير تتلخص في "هنحاسبك مهما طال الزمن"،بينما مثيلتها للشعب المصري "هتفوقوا إمتى ،لما يبقى في كل بيت شهيد"..
زيارة والدة خالد سعيد لـنا بعد استشهاد "مينا" خففت الألم ،لكني "والحديث" لــ"شقيقة دانيال" ،أقول لــ"أمهات الشهداء"ولادكم دمهم هيحرر مصر"..