رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"فورين آفيرز": التحول الديمقراطي بمصر .. سراب

في تقييم بالغ الاختلاف للتطورات التي تجري في مصر في الوقت الحالي قالت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية: "إن الحديث عن التحول الديمقراطي في البلاد أعقاب انتفاضة 25 يناير يعتبر نوعا من السراب. وفي مقالة نشرتها المجلة على موقعها على الإنترنت قال الكاتب جوشوا ستاشر: "إن النظام المصري استطاع التعامل مع المظاهرات بالشكل الذي يضمن بقاءه أو بمعنى آخر تمكن من إجهاض الثورة. وأضاف أنه رغم ما بدا عليه المتظاهرون من تماسك وحماس والدماء التي سالت في ميدان التحرير فإنه يبدو أن نافذة الديمقراطية في مصر قد تم إغلاقها. وزاد الكاتب بأنه على عكس ما يسود من حديث في وسائل الإعلام المختلفة بشأن ما دار في مصر من أحداث خلال الأيام الماضية فإنه لا يمكن القول: إنه قد جرى القضاء على أو إسقاط النظام في الدولة المصرية.

وذكر جوشوا أن المتظاهرين استطاعوا بالتأكيد هز أركان النظام وربما تمكنوا من النيل من الرئيس مبارك ولكنه لا يمكن القول بأي حال أن الانتفاضة في مصر قد استطاعت أن تهدد النظام بالشكل الذي يؤدي إلى إسقاطه.

وأضاف الكاتب أنه رغم أن الكثير من المتظاهرين والحكومات الأخرى والمحللين ركزوا على شخص الرئيس فإن أولئك المحيطين بالرئيس والذين يشكلون النظام بمعناه الواسع لم يتم النيل منهم. وقال: "إن ذلك نجم بشكل أساسي نتيجة دور المؤسسة المركزية في مصر وهي الجيش والتي تعد تاريخيا المؤثرة في مجريات الأمور في البلاد.

وأوضح الكاتب وجهة نظره بالإشارة إلى أنه فيما كان مبنى الحزب الوطني الديمقراطي يحترق فإن حالة الفوضى التي بدت على قيادة الحزب، الأمر الذي كان ملموسا في رسالته المثيرة للشفقة والمفككة على التليفزيون، فيما أن الرسالة القادمة من الجيش كانت واضحة في التعبير عن مساندتها لمبارك.

وعرض الكاتب لتفاصيل عملية مساعي النظام

لاحتواء المظاهرات من خلال القمع المنظم من خلال قوات الأمن المركزي وأنه إزاء فشل هذا الأسلوب لجأ إلى استراتيجية ترويع المواطنين من خلال سحب قوات الشرطة ثم كان الأسلوب الأخير بعد ذلك المتمثل في الانقضاض على المتظاهرين من خلال مؤيدين للرئيس على ظهر خيول وجمال في ميدان التحرير. واشار إلى أن هذا النوع من المواجهة قد أتى ثماره، حيث نجح النظام في ألا تفلت الأمور عن نطاق سيطرته، واحتوي الجماهير المتظاهرة بين العنف المنظم من قبل عناصره في المظاهرات المؤيدة وتوفير نوع من الأمن المصطنع لهم تحت مظلة الجيش تم الإمساك بزمام الموقف.

وأشار الكاتب إلى ما اعتبره حرب شنها النظام ضد المواطنين الذين لم يشتركوا في المظاهرات دون إطلاق رصاصة واحدة وذلك من خلال إغلاق البنوك وتفريغ ماكينات الصرافة من الأموال ودفع الموقف بأسعار السلع الغذائية نحو الارتفاع. غير أن الكاتب أشار في تحليله الختامي أنه يمكن التأكيد أن حقبة ما بعد مبارك قد بدأت وإن كان من غير الضروري القول بأنها ستكون ديمقراطية.

يشار إلى أن الكاتب أستاذ للعلوم السياسية المساعد في جامعة كينت ويعد حاليا لكتاب يتضمن المقارنة بين النظامين المستبدين في مصر وسوريا.