رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الإخوان.. من السجن إلي القصر !


ظل الحزب الوطني والحكومة والرئاسة يصفون جماعة الإخوان بأسم (الجماعة المحظورة) و(الجماعة غير الشرعية) ، وتسخر الصحف من أسم الجماعة ، وتتجاهلها بوصف (المحظورة) ، وتعتقل قادتها حتي جاءت ثورة 25 يناير الشبابية لتهز شرعية النظام ككل ، لينقلب الحال وتنتقل الجماعة من السجن إلي القصر الرئاسي لتحاور مباشرة نائب الرئيس حول مطالبها ومطالب المتظاهرين في ميدان التحرير .

 

وبعد أن كانت الرئاسة والحكومة والصحف الرسمية تصر علي وصف الجماعة بأنها "غير شرعية" وترفض الاعتراف بها أو الحوار معها ، أنقلب الحال في غضون أسبوعين من اندلاع ثورة 25 يناير ، وضياع شرعية النظام ، ليرفض الإخوان أنفسهم الجلوس للحوار مع النظام والرئاسة ويعلنون رسميا أن "النظام غير شرعي فكيف نتحاور معه ونعطيه شرعية يفتقدها " !.

عمر سليمان نائب الرئيس ظهر في التلفزيون ليناشد الإخوان المشاركة في الحوار بعدما رفضوا ويقول لهم أنها (فرصة ثمينة) لهم ، ووزير الدفاع محمد طنطاوي ، ذهب أيضا لميدان التحرير ليقول للشباب هناك:"قولوا لمرشد الإخوان أن يذهب ويجلس معه " ، في تجديد للدعوة الموجهة لجماعة الإخوان المسلمين للمشاركة في الحوار مع نائب رئيس الجمهورية عمر سليمان ، بعدما أدرك النظام قوة الجماعة أو رضخ للأمر الواقع وأعترف بقوة الجماعة السياسية وقدرتها علي حشد أنصارها في الاعتصام والخروج للشارع أيضا بما أضاع شرعية النظام نفسه .

هذا الانقلاب التام في التعامل بين الإخوان والقصر (الرئاسي) وقع بعدما اكتشفت السلطة قوة الإخوان ودورهم القوي في مساندة ثورة الشباب عبر كوادرهم المنظمة المدربة، والذي أنعكس علي اتهام الحكومة والتلفزيون للجماعة بأنها هي التي تحتل ميدان التحرير وأن لها (أجندات خاصة) وتركب موجة الشباب !.

ممثلا الإخوان في الحوار (د. محمد مرسي ود. محمد سعد الكتاتني) كانا ضمن 32 قياديا في الجماعة جري اعتقالهم في أعقاب بدء ثورة 25 يناير وخرجوا عقب اقتحام سجنهم في وادي النطرون من السجن الي ميدان التحرير ، ثم منه إلي حوار القصر ضمن اللقاء مع نائب الرئيس في مجلس الوزراء الأحد 6 فبراير 2011 .

عبد المنعم عبد المقصود محامي جماعة الإخوان المسلمين في مصر كان قبل أسابيع قليلة يعقد لقاءا يرصد فيه أعداد المعتقلين من الإخوان بسبب انتخابات برلمان 2010 ويؤكد أن حملة الاعتقالات ضد مرشحي ومؤيدي الجماعة وصلت لـ 1206 ، وأن عام 2010 شهد زيادة ملحوظة في أعداد المقبوض عليهم من أعضاء الجماعة مقارنة بالأعوام السابقة، حيث تم القبض على 6001 من أعضاء وقيادات في الجماعة على رأسهم خمسة أعضاء في مكتب الإرشاد .

(النظام طوال سنوات عديدة كان يستهدف "الجماعة المحظورة" واليوم عرف شرعيتهم جيدًا).. هكذا قال عصام العريان عضو مكتب إرشاد الجماعة اليوم الأحد 6 فبراير وهو يفتتح المؤتمر الصحفي لممثلي الإخوان في الحوار مع نائب الرئيس ، ليؤكد ضمنا أن (الأيام دول) ، وما أن أنتهي المؤتمر وخرجت فضائيات تؤكد أن الإخوان قبلوا الحوار ، حتي عاد دكتور عبد المنعم ابو الفتوح ليؤكد أن الجماعة قد لا تستمر في الحوار لأن "النظام غير شرعي" !.

الإخوان في التلفزيون

طوال الأعوام الماضية ومنذ ظهور التلفزيون المصري، لم يسمع المشاهد عن الإخوان أو يراهم إلا ضمن أنباء عن محاكمة أعضاء الجماعة أو ضبط "مخططات" و"مؤامرات" يدبرونها (!)، ليشهد اليوم الأحد انقلابا مشابه في الشاشة الصغيرة، التي

نقلت تفاصيل الحوار الذي أجراه نائب الرئيس عمر سليمان مع ممثلي القوي السياسية، وصورة ممثلي الإخوان وهم يعرضون مطالب المتظاهرين.

الدكتور محمد مرسي كان يعلن شروط الجماعة ويقول باعلي صوته أنه لا بد - أيضا – من تقليص صلاحيات رئيس الجمهورية معددا 40 صلاحية للرئيس قال أنه يجب إلغاؤها فورا .. والتلفزيون ينقل مطالبة بكل أريحية !.

الصحف والمجلات الحكومية المعادية انقلبت بدورها لتنشر بيانات (جماعة الإخوان المسلمين) وتصريحات (المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين) بالتفصيل بعدما كانت تسميها (المحظورة) ولا تنشر عنها سوي كل ما ينفر الشعب منها ويشوه صورتها ، وبالمقابل أصبح الهجوم في الصحف الحكومية من نصيب الوزراء والمسئولين الأمنيين السابقين ضمن تقارير تتحدث عن فسادهم وأفقارهم الشعب وإضاعة أمن المواطن !؟.

مناوشات

وبرغم هذا الاعتراف الرسمي بالجماعة – أو قل الاعتراف المتبادل بين الجماعة والرئاسة - ومشاركتها في الحوار والترحيب الرسمي بها ، فقد استمرت المناوشات ضد الجماعة بصورة مقصودة من قبل أجهزة أمنية متصلة بالسلطة ربما في سياق الترهيب والترغيب والضغط كي تسحب أنصارها من التحرير .

فقد هاجمت قوة أمنية مصحوبة ببلطجية مقر مكتب (المركز الدولي للإعلام) الذي يطلق موقع (إخوان أون لاين) المعبر عن جماعة الإخوان ، بحسب الصحفيون في الموقع ،يوم 4 فبراير الجاري 2011م واعتقلت الصحفيين والفنيين والإداريين الذين كانوا موجودين فيه واعتقلت 12 صحفيا أطلقت 6 لاحقا ولا زال 6 مفقودين ، كما حطمت المقر واستولت علي 30 جهاز كمبيوتر .

كذلك أكد مصدر مسئول بمكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين أن 10 من المحسوبين على النظام الحاكم عمدوا إلى ممارسة البلطجة والإرهاب ضد مقر جماعة الإخوان المسلمين في منيل الروضة في وقت متأخر من نفس اليوم (الجمعة 4 فبراير) مسلَّحين بأسلحة بيضاء وعصي، وادعى شخصان منهم أنهما من ضباط الشرطة وكانا مسلحيْن بأسلحة نارية، ورغم عدم وجود تصريح من النيابة العامة فإنهم أرغموا الموظفين العاملين بالمقر على تفتيش كل الحجرات والمكاتب وقاموا بكسر باب إحدى الغرف وأحد الدواليب.

وقالت الجماعة أن المستشارين القانونيين لمكتب الإرشاد يدرسون العديد من الخيارات القانونية للرد خصوصا بعد دعوة رئيس تحرير جريدة قومية مسائية محرِضًا البلطجية على تكسير واقتحام وحرق مقارّ الإخوان بالمنيل .