رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مكرم: لا خوف من صعود الإسلاميين للسلطة

قال الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد إنه لا خوف من صعود الإسلاميين إلى السلطة في مصر، لأن هذه هي الديمقراطية والانتخابات إحدى نتائجها وهي في النهاية إرادة الشعب التي يجب أن نحترمها .. معربا عن أمله في أن يطور الإسلاميون أدواتهم وفكرهم بما يمكنهم من التعايش مع أدوات العصر.

وأكد أنه كان يجب ألا تطول المرحلة الانتقالية في مصر، حتى لا تنشغل عن قضايا إقليمية وتحديات استراتيجية "شرقا وغربا وجنوبا".
وقال مكرم محمد أحمد، الأمين العام لاتحاد الصحفيين العرب: "إنه من الواضح أن التيارات الإسلامية في مصر ربما تحظى بالنصيب الأكبر في مجلس الشعب القادم، ولكن المؤشرات تقول أيضا إن هناك قوى أخرى تصعد إلى البرلمان الجديد وهي القوى الليبرالية التي تسعى للحفاظ على قيم المجتمع وحرية الصحافة على وجه الخصوص".
وأضاف الكاتب على هامش الجلسة الختامية لمنتدى التعاون التركي العربي في اسطنبول مساء أمس ـ "أنا لا أستطيع أن أقطع بضمان أن صعود الإسلاميين سوف يعزز حرية الرأي ويضمن قدرا من الوفاق الوطني لأن هذا الحال عانت منه مصر قبل الانتخابات، ورأينا كيف أن هذه الأوضاع أدت إلى قسمة المجتمع المصري بين الإسلاميين والليبراليين".
وأكد مكرم محمد أحمد أن "أبرز الأخطاء التي ارتكبها الإسلاميون هي منع إمكانية تحقيق وفاق وطني وشهدنا كيف كنا ندور في حلقة مفرغة ولم يتحقق التوافق بين الأحزاب وأطياف المجتمع".
واعتبر الكاتب الصحفي أن "صعود حزب الحرية والعدالة للاخوان المسلمين كان مفاجئا وهذا يزيد من المخاوف على حرية الرأي والإبداع والشعور بالقلق على مصير فنون عديدة ميزت مصر وكانت احدى أدوات تأثيرها في المنطقة ".
وقال الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد إن "هناك حالة من الترقب والانتظار عندما يصل الإسلاميون إلى السلطة لأول مرة في مصر وأظن أن التجربة ستكون، إما أن يطوروا أنفسهم وأدواتهم وفكرهم بما يمكنهم من التعايش مع أدوات العصر، كما حدث مع حزب العدالة والنهضة في تونس وإما أن يشغلون أنفسهم بسفاسف الأمور مثل الزي الإسلامي والمرأة وأسلمة المجتمع والسلوك في المصايف، أي باختصار تعقب السلوك الشخصي للأفراد والتضييق على الحريات الشخصية".
لكنه استطرد قائلا: "ولكن رغم القلق الذي ممكن أن نشعر به نتيجة ما حدث، فإننا لابد أن نحترم نتائج الديمقراطية لأن هذه إرادة الشعب، وهذا هو ما عبرت عنه الإرادة السياسية للمجمتع، ولذا فإن احترام نتائج الانتخابات نقطة حقيقية في بناء الديمقراطية الصحيحة، خاصة وأن الديمقراطية تعني تداول السلطة".
وأضاف "ويجب ألا ننسى الذين أعطوا أصواتهم لحزب الحرية والعدالة، فإن هناك في مقابلهم أصوات أخرى ذهبت للكتلة المصرية بما يمثل النصف تقريبا، كما أن الجميع يعلم أن هناك قوى ثورية خارج الملعب الآن وهم الشباب الذين شاركوا في صنع الثورة ولن يهدأ الحال إلى أن يتم استيعاب هذه القوى في جهد حقيقي".
وأكد أنه يجب على الجميع أن يتعلم من أخطائه في هذه التجربة وأن التيار الإسلامي لن يستطيع أن يحكم وحده ولا يمكن أن ينفرد بالحكم في مصر، لأن هذه دورة ولا يمكن أن تكسب الديمقراطية في جولة واحدة، فالديمقراطية تصحح نفسها بنفسها ولا ينبغي أن نجزع من هذه النتائج".
ووجه الكاتب مكرم محمد أحمد حديثه لشباب الثورة قائلا "إياكم والإحباط، فأنتم ملح هذه الأرض وعليكم أن تتعلموا من الدروس والأخطاء ومصر تكبر فيكم إصراركم وعنادكم وقدرتكم على طرح قضايا صعبة، ولتعلموا أن الديمقراطية لا تكسب بقبضة واحدة في جولة واحدة والانتخابات سوف تعزز دوركم على ان تجسدوا هذا الجهد في حزب سياسي جديد، لأنكم تعلمتم الاستماع إلى نبض الشعب".
ولكنه أضاف أن بعض شباب الثورة "ساهم في بعض النتائج التي عاشها المجتمع المصري خلال تلك الفترة الانتقالية، باختلاق معارك كان يمكن توفيرها".
وأكد الكاتب الصحفي أن المجلس العسكري كان بما لاشك فيه له دور بارز في بداية الثورة ولولاه لما تحقق النجاح للثورة وأن استجابة المجلس للضغوط التي فرضت عليه لم يكن علامة ضعف بل تجاوب مع نبض الشارع والمجتمع".
وأضاف "إنني على يقين بأن المجلس لم يكن في ذهنه أن يحكم البلاد، ولكن فترة انشغالهم بالأمور الداخلية في المرحلة الانتقالية كان ينبغي ألا تطول لأن هناك تحديات إقليمية يجب على مصر أن تنهض بها، شرقا وغربا وجنوبا، وهي مهام استراتيجية ما كان يجب أن تترك هكذا بدون تنهض بها مصر".
وبالنسبة للشأن السوري، أكد مكرم أن

سوريا لا يمكن الاستغناء عنها وأن ما يحدث في سوريا سيبرهن على قدرة التحالف العربي التركي على النجاح تجاه ثورة السوريين وحماية المدنيين هناك ولكن التدخل الاجنبي أمر مرفوض، وإذا تصور العرب والاتراك أنهم سيتدخلون في الشأن السوري بما يهيئ التدخل الاجنبي كما حدث في ليبيا فسيكون هذا هو "السقوط الكبير.
وأشار إلى أن على العرب والأتراك أن ينظموا ضغوطهم على سوريا بما يلزم النظام السوري بالتوجه نحو تطبيق خطوات الإصلاح المطلوبة دون أن يكونوا (حصان طروادة) الذي يعبر من خلاله التدخل الأجنبي، وإذا لم يفلحوا يتركوا للشعب والمعارضة مهمة إسقاط النظام "لأننا لا نريد تدخلا خارجيا".
أما عن وضع تركيا ودورها في العالم العربي، قال الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد إن "تركيا تريد أن تملأ الفراغ في المنطقة لأسباب كثيرة وحسنا أن تفعل ذلك، وإذا كان هناك من يريد أن يقول أن دواعيها في هذا هو تعزيز مصالحها والحفاظ على مكتسباتها ، فهذا ليس عيبا والمهم هو تكافؤ هذه المصالح والحقوق والواجبات، وسياسة اردوغان ذكية بما يكفي لان تكون هناك شراكة تركية عربية جيدة".
وأكد مكرم محمد أحمد أن "منطقة الشرق الأوسط تحكمها قوى إقليمية مؤثرة، فمصر لا يمكن تجاهلها وتركيا كذلك وإيران وسوريا كذلك، وأعتقد بقدر محاولة هذه الأطراف إحداث توافق بين هذه الإرادات الإقليمية على شرق أوسط مستقر وآمن يحقق سلام متكافىء تنهض في ظله دولة فلسطيني ، تتناغم قواه الإقليمية" .. منوها بأن ما حدث كان بسبب غياب مصر لسنوات طويلة كإحدى القوى الإقليمية الفاعلة.
وأشار إلى أن منتدى الإعلام التركي العربي هي فكرة جيدة مع تصاعد الدور التركي وفي ظل التقارب التركي العربي .. مؤكدا ضرورة "تعريف أنفسنا بأنفسنا وأن نتعرف على بعضنا البعض لأن المسافات كانت بعيدة بعد انهيار الخلافة العثمانية وتبادل الطرفان، العرب والاتراك، الاتهامات ولابد أن نتفاهم الان ولا سيما وأن الاعلام التركي آلة قوية وكان يولي وجهه لفترة طويلة من الزمن شطر الغرب على أمل أن يحصلوا على عضوية الاتحاد الاوروبي وهو الان يتوجه شرقا نحو العرب بعدما كان ينظر إلى هذا الاتجاه بأنه مسيرة تخلف".
ولكنه أشار إلى أنه يكون من الافضل أن ترفع الحكومات يدها عن هذه المنتديات واللقاءات وأن ينهض به اتحاد الصحفيين الاتراك والعرب أي يكون تعاون قائم على أسس مهنية متكافئة تخرج منها الحكومات، بمعنى تعديل صيغة هذا المنتدى حتى لا يختص برعاية الحكومات ويقرر الصحفيون بأنفسهم ما هي واجباتهم وحدود التزاماتهم".
كان مكرم محمد أحمد قد ألقى كلمة بصفته الأمين العام لاتحاد الصحفيين العرب في الجلسة الافتتاحية للمنتدى الذي عقد برعاية نائب رئيس الوزراء التركي بولنت ارينج وباشراف مديرية الصحافة والنشر والإعلام برئاسة الوزراء التركية على مدى يومي الأربعاء والخميس وشاركت فيه وفود من الدول الاعضاء بالجامعة العربية 22 ، وشاركت فيه مصر بوفد ضم أيضا الكاتب فهمي هويدي.