رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فيديو.روايات أطباء التحرير عن "زهور" الربيع الثورى

يمكنك أن تدهس الزهور "لكنك لاتستطيع أن تؤخر الربيع"..قاعدة استقرت في قلوب ملائكة الرحمة بـ"ميدان التحرير"، هؤلاء الذين تجرعوا سموم النظام القمعي، في مخالفة صريحة لما يحدث بين الجيوش المتحاربة، تعرف في وجوههم نضرة النعيم.

وإذا عايشت أيام الكر والفر وأظلتك سحابة الغاز السام أمريكي الصنع، ومنتهي الصلاحية طوال خمسة أيام هم عمر المعركة، التي توهم البعض "زورا" أنها وضعت أوزارها.
إذا رأيتهم من مكان قريب، يدهشك إصرارهم على المقاومة، على دفتر الثورة يبقى الأطباء متنا "خالدا" جنبا إلى جنب الشهداء ..ارجع البصر إلى شارع محمد محمود حيث مستشفى عباد الرحمن الذي قصف مرتين وفقد "طبيبتين"..في عمر الزهور .., طبيب ثالث حاول إسعافهما..يرجع إليك البصر خاسئا من "قبح الداخلية" وضباطها قطعا وهو حسير.
المسافة بين "ملائكة الرحمة" و"جنود الأمن المركزي"، هي ذاتها بين ذاكرة التاريخ ومزبلته، كلاهما في أرض المعركة لكن نبل الهدف لـ"الأطباء"، يكشف وفقا لقاعدة "بضدها تتميز الأشياء" عن قبح نظام يطرب لـ"صوت البندقية" إذا صوبت إلى صدور شعبه..
عن "أطباء الميدان"..الذين خاصمتهم "كاميرات الفضائيات" التي تفرغت لإزكاء حالة "الشتات" المصرية، وتشويه صورة "ميدان الثورة" ورواده، سيفرد التاريخ المصري صفحات "الشرف"، وحدهم يملكون التفاصيل التي يكمن في مجملها الشيطان، أرواحهم على أكفهم وهم صامدون، وعلى الثورة المجيدة يشهدون.
إلى مستشفى مسجد عمر مكرم، حيث تكمن أسرار الميدان فيما يخص أعداد المصابين والشهداء، جاء دكتور محمود الطوخي وبصوت خافت يكشف عن "إرهاق مضاعف"، قال "أنا تحت أمرك" قلت له، نريد أن نسطر شهادتكم على الميدان في أحلك أيامه داخل شارع "محمد محمود"، اتكأ على كرسيه ومال برأسه ثم استطرد قائلا بعد تنهيدة الأسى "أنا موجود من يوم الجمعة قبل الماضية كثائر قبل أن أكون طبيبا، وتضامنت مع المعتصمين يوم السبت، لكن أمطار الغاز السام دفعتني إلى الانضمام للمستشفى، وبلغة واثقة قال "فيه حاجة اللي بيحكموا مصر مش عايزين يفهموها، مش قادرين يفهموا إن الشخصية  اللي في الحي الشعبي اتغيرت، يعني لو دوست له على طرف واحد هيقتلك، ولو ضربت واحد، هينزلك عشرة يتظاهرون ويعتصمون".
أصعب لحظات الميدان وفقا لـشهادة "الطوخي" كانت في يوم الأربعاء، يأتي ذلك لـ"تضاعف" اعداد المصابين، والأصعب حسبما افاد "مشهد ضرب المستشفى الميداني بالغاز"، والأكثر صعوبة فقد أحد الأطباء لعينيه، إثر الطلقات الغاشمة من قوات الشرطة.
يقول "الطوخي" الجيوش المتحاربة لا تضرب المستشفيات، لكن أقول للمصريين "اطمئنوا مصر ميتخافش عليها من أي حرب"، وأقول لـلسلطة "مايسبق من أمة أجلها وما يستأخرون"، وسياسة الرجل العجوز، التي تفسر الكساد والكسل على أنه "استقرار" لم تعد تنفع.
وانتقلنا الى مستشفى عباد الرحمن الذي صمد أطباؤه رغم قصفه مرتين، كان دكتور إبراهيم العزب منهمكا في إسعاف المصابين، وبعد اطمئنانه لـ"تسجيل شهادته" على أيام "الغاز" قال "مشهد الاختناق أصبح أمرا روتينيا"، لكني لم أتوقع أبدا القسوة التي وصلت إلى انتهاك الشعائر الدينية، وقصف المصلين بالقنابل.
ويسترسل "عزب" انضممت إلى أطباء المستشفى يوم الاثنين، والمشهد الذي لاينسى، هو خروج مخ أحد الأطفال في يدي، أثناء حمله فور دخوله المستشفى لإسعافه، كان عمره تقريبا 14سنة، ولم يستغرق وجوده في المستشفى سوى أربع دقائق، بعدها حمل في بطانية، وردد الجميع "لاإله إلا الله"، وجثى الأطباء على ركبهم، ودخلوا

في نوبة بكاء حزنا عليه، وقطعا لن أنسى زميلتي "رانيا" شهيدة الفداء، التي فارقت الحياة متأثرة بـ"اختناق"، إبان قصف المستشفى.
الطبيب الذي لم يشهد ثورة يناير في الميدان بسبب "اعتقاله سياسيا"، وجه رسالة للمصريين قال فيها "تعالوا التحرير، شوفوا الوضع على أرض الواقع"، داعيا كافة الفصائل السياسية إلى التخلي عن شعاراتها، وتبني شعار واحد "أرواح الناس أولا".
عزب يرى من بين الخيوط السوداء التي أحاطت بالميدان الفترة الماضية، بارقة ضوء تأتي في " الروح الطيبة التي تجمع الأطباء حديثي التعارف"، واصفا أجواء المستشفى بأنها "صحبة متتعوضش".
وإلى مستشفى كنتاكي الثورة، أعرق المستشفيات الميدانية بـ"التحرير" كان دكتور محمد إمام واقفا كعادته، لتوزيع الأدوية المختلفة، وقال متأثرا بـ"طابعه الثوري" ننزل كل المليونيات، حتى إذا اختلفنا مع مطالبها، لكن هذه المرة لم نكن نلاحق على المصابين، والنوم بالنسبة لنا كان حلما بعيد الفكرة خلال الاشتباكات الدائرة بشارع "محمد محمود".
ويضيف إمام "الأيام الخمسة الماضية"، هي الأقسى بين ايام الغضب منذ يناير حتى الآن، ونقول للناس في منازلهم "احنا مش بلطجية، وياريت تنزلوا تشوفوا على أرض الواقع"، لافتا إلى أن المستشفى لا يقبل تبرعات مادية من أحد .
ويختتم بقوله "يريدون إفساد الاعتصام بأي طريقة، لكننا مستمرون، وننتظر نتائج تحليل الغاز، لاسترداد حقوقنا..
وأردف قائلا "نقول للإعلام، اتقوا الله فينا، وانقلوا الحقيقة كما هي، لأن الثورة لم تصل إليكم".
على صعيد متصل، يفند دكتور عمرو حجازي المسئول عن صيدلية عباد الرحمن، أحداث أيام الميدان الدامية، قائلا "نحن موجودون منذ يوم السبت في الميدان في مستشفى عباد الرحمن خلف "هارديز"، وانتقلنا بعد القصف إلى المسجد، ويوم الأحد كان عدد الأطباء سبعة، وبعد إطلاق القنابل على المستشفى، استشهد حسب قوله طبيبتان، أحدهما تدعى"رانيا"، وهما طلبة في كلية الطب، واستشهد الطبيب "عصام" إزاء محاولته إسعافهما".
ورغم استهداف المستشفى والحديث لـ"حجازي" قررنا البقاء في الميدان تحت أي ظروف، حتى الموت، ويوم الثلاثاء حسبما أفاد "تغيرت نوعية الغاز التي أطلقته الشرطة، وكان تأثيره يتمثل في تشنجات عصبية مستمرة، وبفضل الله عملنا تركيبة تبطل مفعولها"، لافتا إلى أن القنابل ستثبت التحاليل، أنها مسرطنة، ومنتهية الصلاحية، ومحرمة دوليا.

شاهد الفيديو

http://www.youtube.com/watch?v=325G-h2F_28