رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تسليح الثوار لدخول «حرب شوارع» مع الداخلية!

بوابة الوفد الإلكترونية

«لم يتركوا لنا خيارا آخر».. كانت هذه الجملة الأخيرة قبل أن يبدأ ثوار التحرير الاستعداد لمرحلة الكفاح المسلح ضد عنف وزارة الداخلية، ويشرعوا في عقد اجتماعات سرية تهدف للتوصل إلي أدوات جديدة تمكنهم من الصمود في وجه الجهاز الأمني، بدلا من الطوب الذي بات لا يجدي نفعا في وجه آلة جبارة تملك ترسانة من الأسلحة بعضها محرم دوليا.

البداية كانت مساء الأحد الماضي عندما طرح أحد النشطاء فكرة إعداد وسائل مقاومة ترهب الأمن بعدما بات الطرب غير قادر علي أداء هذه المهمة، وحظيت الدعوة بتوافق كبير من جميع ثوار التحرير الذين بدأوا يدلون بدلوهم، ويقترحون وسائل قتالية بعضها مقتبس من المقاومة الفلسطينية، لإجبار الشرطة علي التراجع أمامهم، أو علي الأقل التفكير ألف مرة قبل مهاجمتهم.
والمتابع لما يجري في التحرير يدرك أن الخسائر هذه المرة من طرف واحد، بخلاف ثورة يناير التي راح ضحيتها عدد من الضباط والمجندين داخل الأقسام وخارجها، أضف إلي ذلك أن الثوار فقدوا الثقة في المجلس العسكري، ولم تعد النظرة إليه باعتباره حاميا للثورة، ولا حتي طرفا محايدا، بل بات الكثيرون ينظرون إليه كخصم لن تنجح الثورة دون الانتصار عليه.
وإذا ربطنا ذلك كله بتسلح الداخلية بأسحلة أكثر تطورا وأشد فتكاً، نصل إلي أن تفكير الثوار في مواجهة العنف بالعنف منطقي تماما، لأنه ليس من المقبول – بالنسبة لهم – أن يبقوا الطرف الأضعف طوال الوقت، تقتحم قوات الأمن ميدان التحرير متي شاءت، وتنسحب منه إن أرادت.
تحول موقع «تويتر» إلي ما يشبه مجلسا لقيادة الثورة المسلحة، البعض اقترح عمل خندق في شارع محمد محمود يعيق تقدم المدرعات نحو الميدان، فيما رأي البعض ملء قطع خشبية بالمسامير لوضعها تحت عجلات سيارات الأمن بما يضمن صعوبة تحركها، وتبني آخرون وجهات نظر أكثر حدة بإعداد قنابل مولوتوف مليئة بالمسامير، لإلقائها علي الشرطة إن فكرت في اقتحام الميدان، بل ووصل الأمر إلي نشر طرق صناعة قنابل يدوية بطريقة سهلة، وباستخدام أدوات موجودة المطبخ.
إلي جانب كل هذا تتمحور كثير من تعليقات الثوار علي كيفية صنع أدوات للمقاومة، فيقول بعض المتظاهرين: «هاتوا طفاية حريق ونعميهم بيها في محمد محمود ونهجم عليهم.. السوايسة عملوها قبل كدة» و«النبلة بتتباع في محلات العصافير فقط لا غير.. اشتروا بكميات» و«المعركة دلوقتي مش هتافات يا قاتل يا مقتول.. اللي مش هتقتلوا هيقتلك ومش هيصبر عليك.. إنزل بسلاح» و«ممكن نجيب بويا وندلقها علي قزاز مدرعاتهم وعربيات الأمن المركزي» و«رجالة الناس اللي بعتولي اقتراحات عن تصنيع وسائل للمقاومة وتأمين الميدان.. ممكن نتقابل النهاردة ونناقشها» و«إيه رأيك نجيب بنزين وندلقه علي مداخل الميدان ونعمل نبل ونجيب مسامير وبويا للمدرعات ولو فيه شباب بتفهم كيميا نعمل قنابل» و«علي فكرة اللمبة القلاووظ لو مليتها مية نار وحدفتها ع العساكر هتبقي فعالة.. ما أعتقدش العسكري مستعد يتشوه علشان ينفذ الأوامر».
خطورة هذا التطور أنه يهدد بتحويل ثورة مصر السلمية البيضاء إلي ثورة حمراء بلون الدم علي غرار الثورتين

الليبية والسورية، وينبئ بتحويل شوارع مصر إلي ساحات حرب بين الأمن والمتظاهرين، أقل ما يمكن أن توصف به نتائجها بأنها كارثية علي الجميع، وتعيد مصر إلي نقطة الصفر بعودة العلاقة بين المصريين وشرطتهم إلي درجة العداء والثأر المتبادل، وما يؤكد اختلاف الاحتجاجات هذه المرة عن أي مرة سابقة الهتاف الذي يدوي في التحرير بين الحين والآخر «انسي الثورة اللي فاتت.. خالتك سلمية ماتت».
والأكيد أن لجوء الثوار للعنف – بالمخالفة لطبيعتهم – تسأل عنه الأجهزة الأمنية قبل أن يلام عليه الثوار أنفسهم، فالفيديوهات التي انتشرت علي اليوتيوب تؤكد تعامل بعض الضباط والمجندين مع المحتجين، بطريقة تفوق قوات الاحتلال، ولا يوجد دليل علي ذلك أوضح من قيام مجند بسحل جثة قتيل من يدها أثناء اقتحام الميدان، وجرها حتي وضعها علي كومة من القمامة دون أدني احترام لحرمة الموت، وكذلك مشهد إطلاق ملازم أول النار علي المتظاهرين، وتصويب بندقيته نحو عيونهم، وهي الواقعة التي سجلها أحد الجنود، بينما صاح المحيطون بالضابط مهللين لأنه أصاب عين أحد المتظاهرين.
أحد ثوار التحرير الداعين لحمل السلاح، قال لـ«الوفد الأسبوعي»: منذ بداية ثورتنا قررنا أن تكون بيضاء وسلمية علي طول الخط، وتجاوزنا عقبات كثيرة في يناير وفبراير الماضيين كانت تحاول تحويلها عن هذا المسار، لكن الأمر هذه المرة مختلف، فالداخلية تقتل لمجرد القتل، ونحن سنستعين بوسائل دفاعية وليست هجومية لمنع الأمن من اقتحام الميدان وفض الاعتصام لأنه لن ينفض إلا بالاستجابة لمطالب المعتصمين المتمثلة في تسليم السلطة ومحاكمة قتلة الثوار الجدد.
وأضاف أن أسلحتنا لن تتجاوز النبال وقنابل المولوتوف لمنع اقتحام الميدان فقط، ولردع الشرطة التي باتت تستبيح دماء الثوار وكأنها سلطة احتلال وليست شرطة وطنية مهمتها حفظ الأمن وحماية الشعب، مشددا علي أنه بات هناك «تار» بين الثوار والداخلية بعد العشرات الذين سقطوا قتلي وآلاف المصابين، وأن الأزمة هذه المرة لن تنتهي هذه المرة بجلسات تصالح وتقبيل، ولن يتنازل الثوار عن محاسبة كاملة وتطهير كامل للوزارة.