عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

البدوى: الوفد سيبقى حزب الوطنية المصرية

أقام حزب الوفد مساء الأحد 13 نوفمبر احتفالاً جماهيرياً حاشداً بمقر الوفد بحضور الدكتور السيد البدوى رئيس الحزب وفؤاد بدراوى سكرتير عام الحزب وبمشاركة الدكتور يحيى الجمل نائب رئيس الوزراء السابق.

شارك فى المؤتمر عدد كبير من قيادات الحزب ورئيس وأعضاء حكومة الوفد الموازية وعدد من مرشحى الوفد بالانتخابات البرلمانية ونحو 3 آلاف من الوفديين الذين رددوا العديد من الهتافات والشعارات التى تؤكد على تاريخ الوفد العريق الذى ينحاز لقضايا الوطن والمواطن من بين  هتافاتهم " الوفد قادم ...قادم ... "، "وفديين وفديين من النحاس ليوم الدين" ، "ارفع رأسك فوق انت وفدى"، "بنحبك يا بدوى" .

فى بداية الاحتفال، تم عزف السلام الجمهورى لجمهورية مصر العربية ثم قام الشيخ أحمد محمد على بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، وتحدث بعد ذلك محمد مصطفى شردى عضو الهيئة العليا لحزب الوفد فردد أبياتاً  من الشعر  منها "وقف الداعى ونادى بالجهاد .. نحن شعب حكم و ساد ... كل مصرى ينادى أنا ملك لبلادى .. روحى فداء أوطانى واليوم يوم الجهاد "

شردى : الوفد لا يعمل فى الخفاء

وقال شردى: "نحن الوفد الذى صنع الجهاد.. ونحن الوفد نتحدث و نرفع رأسنا أمام كل السياسيين والشعب, نحن تاريخ هذا البلد السياسى وجزء من تاريخ العالم كله وبعد سنوات سوف نحتفل بمرور 100 سنة على إنشاء حزب الوفد" وطالب شردى جماهير الوفد أن يقولوا لمن يهاجون الوفد إننا انشغلنا بأمر مصر و لم نعمل فى الخفاء .. وقولوا لهم  نحن تاريخ السياسة فى مصر .. وأضاف قائلاً: أريد لمن يضعوا الوفد "فى دماغهم" لماذا لا نتعاون سوياً فى بناء مصر؟ ونحن هذه الأيام وقبلها وطوال تاريخنا نعمل من أجل مصر, وشعب مصر سوف يختار من يمثله فى الانتخابات القادمة.

بدراوى : سيظل الوفد أميناً على رسالته الوطنية

وتحدث فؤاد بدراوى سكرتير عام الحزب أمام الحاضرين و فيما يلى نص كلمته:
"الإخوة الأعزاء
نحتفل معا اليوم بعيد الجهاد الوطنى والاحتفال بالعيد هذا العام له مذاق خاص، فهو يأتى فى أعقاب ثورة 25 يناير وبهذه المناسبة الوطنية أتوجه باسم الوفد وباسمكم بتحية فخر وإعزاز لشهداء ثورة 25 يناير،  أتوجه بتحية فخر وإعزاز للشعب المصرى الداعم والمساند لثورة 25 يناير (أدعوكم  للوقوف دقيقة حدادا على أرواح شهداء ثورة 25 يناير) .
الإخوه الأعزاء : يأتى هذا الاحتفال ونحن على أبواب انتخابات نيابية تحتاج منا جميعاً جهاداً أكبر لتظل راية الوفد خفاقة عالية, كان عيد الجهاد الأول 13 نوفمبر 1918 ونحن الليلة 13 نوفمبر 2011، وظلت مصر تحتفل بهذا العيد التاريخى المجيد طوال هذه الفتره إلا فترة حالكة السواد فى تاريخ هذه البلاد، رأت إلغاء هذا العيد وكان من الأعياد الرسمية وتم شطبه من قائمة الأعياد منذ قيام حركة يوليو عام 1952 وبهذه المناسبة، وباسم الوفد وباسمكم جميعاً نطالب المجلس الأعلى للقوات المسلحة أن يصدر قراراً باعتبار عيد الجهاد الوطنى عيداً قومياً تحتفل به البلاد، كما كان يحدث فى الماضى.
الإخوة الأعزاء: ماذا حدث يوم 13 نوفمبر 1918؟ توجه سعد زغلول ورفاقه على شعراوى وعبد العزيز فهمى إلى المعتمد البريطانى يواجهونه بمطلب مصر الاستقلال والجلاء، فلما سأل المعتمد البريطانى سعد زغلول: باسم من تتكلم؟ قال : باسم مصر كلها.
سارعت مصر كلها توكل سعد ورفاقه فى السعى إلى تحقيق استقلالها حيثما وجد الشعب فى السعى إلى ذلك سبيلاً.
شرع سعد زغلول فى تكوين الوفد، ويخطب فى الناس ويثير حماسة الجماهير، فوجه إليه الإنجليز إنذار شديداً إما أن تكف عن نشاطك أنت و زملاؤك وتغادر القاهرة إلى قريتك فى الريف، وإما تعرضت لأقصى الإجراءات, فرد سعد عليهم رده التاريخى المشهور:"قد وكلتنا الأمة للسعى إلى تحقيق استقلالها، ولن نتخلى عن مهمتنا وسنبقى فى أماكننا، ولتفعل بنا القوة ما تشاء أفراداً و جماعات".
سارع الإنجليز باعتقال سعد زغلول ورفاقه نفوهم إلى مالطة فثار الشعب المصرى بجميع فئاته وطبقاته ويكفي ثورة 1919 فخراً ومجداً أنها قامت بتوحيد طوائف الشعب المصري ،حيث نبع ذلك من ضمير الشعب ووجدانه – ولم تكن وحدة صادرًا بها قانون أو يحميها تشريع أو يهدد من يخرج عليها بالعقاب إنما كانت وحدة وطنية طبيعية صادرة من قلوب الشعب كله بعنصريه المسلمين والأقباط وصار العلماء يخطبون فى الكنائس والقساوسة يخطبون فى الأزهر والمساجد.
وبهذه المناسبة الوطنية أقول للشباب إن حضارة أى شعب ومجده وعظمته الشباب هو صانعها وإن تاريخ شباب مصر الناصع يشهد بأن شبابها عمالاً و طلبة وفلاحين وموظفين هم صانعو حضارتها عبر تاريخها العريق .
إن الشباب منذ ثورة 19 وحتى ثورة  25 يناير كانوا رجالاً و نساءً صادقي العزم وخالصي النية فى جهادهم فنقلوا الشعب من عالم الأوهام والتضليل إلى عالم الحقيقه والواقع، بالجهاد الصحيح والعمل المستمر دفاعاً عن الحرية و الديمقراطية و العدالة الاجتماعية فاستحقوا الخلود و بأيديكم و نضالكم و وحدتكم تتحقق الآمال و تتجسد الأحلام فى حياة حرة مزدهرة مشرقة .
إن حزب الوفد يؤمن بمبادئه التى قام عليها: "الحق فوق القوة و الأمه فوق الحكومة" وعلى هذا الدرب يسير حتى تتحقق إرادة الشعب وتنطلق دون عائق حتى تحتل مصر مكانتها اللائقة بين الأمم المتحضرة كسالف عصرها .
وسيظل الوفد أميناً على رسالته الوطنية، وفياً لهذا الشعب الكريم، معبراً عن ضمير هذه الأمة لا يتهاون ولا يساوم فى حقوق الشعب مكافحاً فى سبيل مصر ودستورها و ديمقراطيتها وحريتها وعاشت مصر حرة أبيه".

الدكتور سيد البدوى: كان الوفد وسيبقى حزب الوطنية المصرية


وتحدث بعد ذلك الدكتور السيد البدوى شحاتة رئيس حزب الوفد إلى المؤتمر الحاشد وسط هتافات مدوية "وفديين وفديين من النحاس ليوم الدين"، "بنحبك يا بدوى" وقال فى كلمته:
قبل أسابيع معدودة من 25 يناير وقفت بينكم في هذا المكان أطلب مشاركتكم الإيجابية من أجل الوصول للبرلمان، وحذرت وقتها أن أي محاولة لتزييف إرادة الأمة سيقابلها انسحاب الوفد من أي مرحلة من مراحل الانتخابات ثم عدت إليكم مجدداً لأعلن انسحاب الوفد ومقاطعته لما أسموه انتخابات وقفت بينكم يوم 02/12/2010 لأعلن انسحاب الوفد من الانتخابات وأعلنت وقتها أن عدد المقاعد مهما كان لا يعادل سمعة وحجم حزب الوفد أو مصير وطن بوزن مصر، قلت في خطابي لكم إن ما حدث يوم الأحد سيبقى شاهداً على من صنعه وشارك فيه ولن يكون الوفد مشاركاً في هذا الظرف الأسوأ بأي حال من الأحوال قلت ستبقى الأوراق والشهادات والصور في سجلات التاريخ مهما تجاهلها الحزب الحاكم ، وأعلنت وقتها أن الوفد سيبقى ضمن صفوف الوطن متوحداً معه ضد من حاول اختطاف صوته والمصادرة عليه وأن الوفد سينحاز لصالح أبناء الوطن ولن يكون متواطئاً عليهم كما قلت لقد اخترنا بالانسحاب أن نكون مع الشعب وليس مجلسه المزور هذا ما أعلنته يوم 02/12/2010 ، وقبل أشهر قليلة من 25 يناير وتحديداً يوم 8 أغسطس 2010 هنا أمامكم أيضاً استشهدت بفلاح مصري حمل رتبة عسكرية هو الزعيم أحمد عرابي، وقلت إن مصر ليست تراثاً أو عقاراً كي تورث فمصر أكبر من أن تورث، وقلت حينئذ لن يحدث في مصر توريث لكائن من كان، نعرف جميعاً ماحدث بعد ذلك في ميادين التحرير بالقاهرة والسويس والإسكندرية وكل محافظات مصر لم يكن ذلك نبوءة مني أو رؤية شخصية أدعيها لنفسي، كان ذلك فهماً للتاريخ ومعرفة بطبيعة المصريين التي أمعن النظام السابق في ترديد أنها تغيرت وخضعت واستسلمت حتى صدق نفسه .
اليوم نلتقي على أرضية واقع مصر الحقيقي الذي طالما تجاهله وتغافل عنه النظام السابق. نلتقي اليوم كي نضع الحق في نصابه الصحيح. نلتقي اليوم كي نصنع مستقبلاً كل من سيحكم فيه مؤقت ومرتبط فقط بقدرته على الإنجاز وانحيازه للشعب دون غيره, سقط كل من ظن نفسه أبدياً خالداً فوق الناس جميعاً, لن يرتفع اليوم وغدا إلا صوت وقرار كل مصري بغض النظر عن فكره أو دينه أو جنسه أو انتمائه السياسي. هذه حقائق ندركها ولطالما كررناها وأعدناها على الأسماع لكن الله أعماهم وصم آذانهم .
اليوم تبدأ مرحلة جديدة في حياتنا كمصريين, تحين اليوم لحظة الاختيار، أصبح من حق كل مصري أن يختار مصيره بمشيئته وتصوره الحر .
الإخوة المواطنون 
أود أن أقرر اليوم أمامكم أن الوفد لا يقدم جديداً فيما يخص مبادئه وثوابته التي ظل يحملها ويبحث عن تطبيقها وهي مبادئ استطاع أن يدفع كلفتها سياسياً وإنسانياً عبر كل العصور.. لقد كان الوفد وسيبقى حزب الوطنية المصرية، حزب الاعتدال والوسطية الذي لم يتاجر يوماً بقضايا المصريين وإنما كان دائم الانحياز لكل مافيه صالح مصر وشعبها دون مهادنة أو مساومة أو تردد .. آمن الوفد وسيظل يؤمن بأن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع وأنه من حق المسيحيين الاحتكام إلى شريعتهم في أحوالهم الشخصية وشئونهم الدينية .. آمن الوفد وسيظل يؤمن بأن الوحدة الوطنية هي صمام أمن وسلامة واستقرار البلاد وأن المواطنة هي أساس الحقوق والواجبات .. لاتفرقة بين مصري على أساس الدين أو العرق أو الجنس وهنا أقول أن المواطنة ليست فقط من ثوابت الوفد ولكنها أيضاً من ثوابت الدين فأول وثيقة للمواطنة في التاريخ وضعها سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام وهي وثيقة المدينة والتي ساوى فيها بين المهاجرين والأنصار بين المسلمين والمسيحيين واليهود ومن لادين لهم .. لم يفرق رسول الله من أهل المدينة على أساس الدين أو العرق أو الجنس أو العقيدة.. وقال علية الصلاة والسلام لأهل المدينة لكم مالنا وعليكم ما علينا . أي إن الجميع متساوون في الحقوق والواجبات .
لقد رفض الوفد وسيظل يرفض العلمانية التي تفصل بين الدين والدولة، كما رفض وسيظل يرفض الدولة الثيوقراطية التي تسمح بسيطرة رجال الدين على الحكم .. وهنا أود أن أتوقف قليلاً أمام السلطة السياسية في الإسلام .. السلطة السياسية في الإسلام مدنيه فالحاكم في الإسلام يختاره الناس عن طريق صندوق الانتخابات وهو البديل العصري للبيعة ويراقبونه ويتابعونه ويحاسبونه ولهم حق عزله إن هو طغى أو أفسد أو استبد فلا قداسة ولا أبدية لحاكم في الإسلام .. ففي أمور الدنيا والحكم والسياسية مايراه الناس حسنا فهو عند الله حسن .. وأذكر أيضاً قول الإمام أحمد بن حنبل بأن الحاكم القوي الفاسق خير من الحاكم الضعيف المؤمن لأن الأول قوته للمسلمين وفسقه على نفسه أما الثاني فضعفه على المسلمين وإيمانه لنفسه .. كل هذا يؤكد أن السلطة السياسية في الإسلام مدنيه وليست دينية .  
آمن الوفد وسيظل يؤمن بالديمقراطية القائمة على أسس التعدد الحزبية والفكرية واحترام حقوق الإنسان والحريات العامة وتداول السلطة في انتخابات حرة نزيهة تحت إشراف قضائي كامل .. الديمقراطية التي يحميها سيادة القانون والقضاء المستقل والرقابة الشعبية والمساءلة السياسية والصحافة الحرة والإعلام المستقل.
آمن الوفد وسيظل يؤمن بالحرية الاقتصادية الملتزمة بالعدالة الاجتماعية القائمة على حسن توزيع الدخل وتقريب الفوارق بين الطبقات وضمان حد أدنى من الدخل لكل مواطن يكفل له حياة كريمة.
آمن الوفد وسيظل يؤمن بالدور الإقليمي الرائد لمصر في محيطها العربي والإسلامي والأفريقي وبناء علاقات مصر الإقليمية والدولية على أساس من الندية والتعاون والتكامل مع كل دوائر المجال الحيوي المصري  بما لا يخل بالأولويات المصرية و انتمائها لمحيطها العربي  والتزامها بقضاياه.
الأخوة المواطنون :
كل ماسبق من مبادئ وثوابت الوفد كان وسيبقى دستور الوفد الذي أملاه المصريون قبل عقود وظل لنا هادياً وحاكماً وننشد اليوم أن يعود واقعاً نعمل على تحقيقه .
مانقدمه اليوم جديداً هو خطوات عمليه للتعامل مع أزماتنا وتحدياتنا المعاصرة.. ما نقدمه اليوم برنامجاً يمكن أن نبدأ تنفيذه لحظة أن نحصل على شرف تكليفكم .. ندرك أن الساحة السياسية مزدحمة إلى حد التكدس بالأحزاب التي تعرض نفسها ورؤاها .. ولكننا نثق أن ما يمثله الوفد يقف متفرداً عن الجميع .. متفرداً في إيمانه وتطبيقه لمبدأ الوطن الواحد .. متفرداً فيما يطرح من سبل العيش الكريم لكل مواطن مصري بغض النظر عن قدرته الاقتصادية .. متفرداً برؤيته الشاملة التي لاتفصل بين التنمية الاقتصادية والتنمية البشرية والضرورات الاجتماعية والتي لاتفصل أيضاً بين الإصلاح التشريعي والدستوري والاقتصادي والاجتماعي.. متفرداً في سابقة حكمه لمصر وإنجازاته العظيمة التي تحققت في سبع سنوات وثلاثة أشهر وستة أيام .. وهنا أتحدث عن سابقة إنجازات وأعمال قامت بها حكومة الوفد تؤهله وتذكيه كي ينال ثقتكم لأن أي حزب يحظى بتأييدكم مقبل على إعادة بناء الوطن وصناعة مستقبل الأمة ومن يبني يجب أن يكون لديه الخبرة والقدرة وسابقة الأعمال التي تؤهله لذلك .. وها أنذا أطرح عليكم في إيجاز شديد سابقة إنجازات حكومة الوفد ..
ففي مجال العدالة الاجتماعية والعمال والفلاحين ماذا قدمت حكومات الوفد:
أصدرت حكومة الوفد قانون الضمان الاجتماعي الذي أقر معاشات للعجزة والعاطلين وقانون إنصاف الموظفين والعمال بزيادة الأجور، وإنشاء وزارة الشئون البلدية والفردية وإنشاء الوحدات الصحية في جميع قرى مصر .. ومكافحة الأمية .. والضرائب التصاعدية لتأخذ من القادر وتعطي لغير القادر .. كذلك إعادة جميع المفصولين السياسيين إلى وظائفهم عام 1951 .. كان في عهد حكومة الوفد مطاعم مفتوحة لأبناء الوطن في كل أنحاء البلاد اسمها مطاعم الشعب تقدم الطعام لغير القادرين من أبناء الشعب .. أيضاً أصدرت حكومة الوفد قوانين العمال لأول مرة في تاريخ مصر عام 1942 فصدر قانون النقابات العمالية وقانون عقد العمل الفردي وقانون تحديد ساعات العمل كما أصدرت حكومة الوفد قانون إعفاء صغار المزارعين من ضريبة الأطيان الزراعية وأيضاً ألغت السخرة في البلاد وأزاحتها عن كاهل الفلاح الفقير .
أما في مجال التعليم
فقد كان قرار مجانية التعليم والذي وقعه وزير المعارف ( التعليم ) الوفدي الدكتور طه حسين.. أيضاً أصدرت حكومة الوفد قانون إنشاء جامعة الإسكندرية وجامعة عين شمس ونواة جامعتي طنطا وأسيوط .
أما في مجال الاقتصاد والاستثمار
فقد أصدرت حكومة الوفد قانون إنشاء البنك المركزي وقانون تمصير الدين الأجنبي بالكامل وتحويله إلى قرض وطني بتبرعات الشعب المصري و قانون إنشاء ديوان المحاسبة ( الجهاز المركزي للمحاسبات حالياً )
وكذلك قانون إنشاء وزارة الاقتصاد .. وقد كان من أهم إنجازات حكومة الوفد أيضاً قانون رقم 66 لسنة 1943 باستقلال القضاء وبمقتضاه أصبح القضاء سلطة مستقلة استقلالاً كاملاً وكذلك إنشاء جامعة الدول العربية عام 1944.
لا أريد أن أطيل عليكم فالحديث عن تاريخ الوفد وانجازاته تحتاج إلى ساعات وساعات ولكن ماذكرته هو قليل من كثير أنجزه الوفد في ظل ظروف صعبة ومعوقات ضخمة متمثله في القصر والاستعمار وأحزاب الأقليات .
الإخوة المواطنون:

اليوم نبدأ مرحلة تاريخيه غير مسبوقة في حياتنا كمصريين .. تحين اليوم لحظة الحقيقة من أجل أن يختار كل مصري شكل وملامح المستقبل ويمارس حقه الذي لا ينازعه فيه أحد كمواطن يختار مصيره ويرسم مستقبله بمشيئته وتصوره الحر .
من أجل ذلك، أضع أمامكم تصوراً مختصراً لبرنامجنا وأفكارنا ورؤيتنا لإعادة بناء الوطن نستدعي من التراث السياسي العريق لحزب الوفد مبادئ لا تتغير ، ونستحضر من واقعنا وحاضرنا ما نحن قادرون على تحقيقه وتطبيقه في مواجهة تحديات اليوم و مستجدات المستقبل.
لا ينفصل برنامجنا عن مبادئنا و ثوابتنا بل هو امتداد وانعكاس لسياسات كنا أول من طبقها ونحن في الحكم، وسعى لها معارضة عندما اختلفت المواقع و تبدلت، وبقينا على ما يشكل عقيدتنا و ثوابتنا الوفدية .
لايقدم الوفد برنامجا من فراغ، ولا يعرض إلا ما مارسه و اختبره، و عمل على تحقيقه في تاريخ مضى، ويعود اليوم لينشد تفويضا مصريا خالصا عبر صندوق الانتخاب حتى يصل رصيد التاريخ برؤية المستقبل الجديد في القادم من الأيام. ما نضعه الآن أمامكم هو نتاج اجتهاد أبناء الوفد في مختلف مشارب الحياة . وهم فيما نطرح عليكم لا ينفصلون عن واقعنا ومشكلاتنا ، و ما نواجهه من صعاب حياتنا ، و ما نفكر فيه يوميا كمواطنين باحثين عن حاضر يلبي احتياجاتنا ويتيح لنا عيشة كريمة، ومستقبل يضمن النمو والتطور والرخاء لأبنائنا. ومن أجل تحقيق ذلك لابد وأن تكون السياسة خادمة لمجتمعها لا منفصلة عنه. و تكون التشريعات من قمتها متمثلة في نصوص الدستور، و حتى أقلها وأدقها مما ينظم نشاطا أو إجراء تعبيراً و ضمانا لحرية المواطن و سيادته على مقدراته تحت حماية قوانين لا تميز أو تفرق في حق أو واجب. واسمحوا لي أن أطرح عليكم ما نراه أولوية حقيقية حتى تليق حياتكم بمكانتكم.. لن يكون ذلك في سطور لاتترجم إلى واقع تعيشوه ولكنه برنامج حكم مرتبط بجدول زمني مدته 36 شهراً.. برنامج حكم متكامل يضم مشروعات القوانين والقرارات الوزارية والإدارية التي تضمن تغيير مصر في 36 شهرا والتي تضمن تحقيق الوعد والعهد الذي قطعه الوفد على نفسه .
أولاً : الدستور
لقد ناضل الوفد منذ قيامة بثورة 1919 من أجل الدستور فكان دستور 1923 واليوم بعد ثورة 25 يناير يسعى الوفد لدستور تضعه جمعيه تأسيسية تمثل شعب مصر بكل فئاته وطوائفه وانتماءاته السياسية ونقاباته المهنية واتحاداته النوعية على اختلافها والأزهر الشريف والكنيسة وفقهاء الدستور والقانون وأصحاب الفكر والرأي .. دستور يحقق للمواطن حريته وكرامته ومكانته ويتحقق به كرامه الوطن وسيادته وعزته .

ثانياً : الأمن والاستقرار
لعل ما يأتي على رأس أولويات حزب الوفد في هذه المرحلة من تاريخ مصر هو تحقيق الأمن والاستقرار وضمان الطمأنينة للمصريين جميعاً في كل بقعه من بقاع مصر . وهنا أقول إن هيبة الشرطة لاتنفصل أو تتناقض مع تحقيق شعار الشرطة في خدمة الشعب بل هو شرط لهذه الهيبة و الفاعلية . وذلك بإعادة تأهيل ضباط وأفراد الشرطة ودعمهم مادياً ومعنوياً لإعادة بناء الجهاز الشرطي بعيدا عن انحراف طال كثيرين لكنه لا يعني فسادا مطلقاً . نؤمن في الوفد أن نجاح هذا الجهاز الذي لا غنى عنه في أي مجتمع إنساني يرتكز على عودة مفاهيم الأمن المجتمعي وعلومه وتطبيقاته من بحث جنائي وأمن عام ودفاع مدني وجوازات ومرور وأمن موانئ وغيرها من أركان تأمين مجتمع مفتوح لا يتناقض مع حرية المواطن فيه، وإنما يحميه من التجاوز أو ممن يهدد سلامته.
ثالثاً : التعليم
التعليم كالماء والهواء حق لكل مواطن قالها الدكتور طه حسين وزير المعارف الوفدي عام 1951 .. تعليم مجاني حقيقي يتيح الفرص للجميع ويضع حدا للانهيار المعرفي والثقافي والمهني وذلك من خلال الاهتمام بتدريب المعلمين وتأهيلهم ورفع كفاءتهم وتحسين أوضاعهم المالية وكذلك زيادة موازنة التعليم بما يكفل رفع مستوى أبنية المدارس الحكومية وتوفير مستوى لائق من المرافق الأساسية بها وتجهيزها بما يوفر مناخا تعليميا صحيا يساعد على إطلاق طاقات الطلاب وإبداعاتهم ونؤدي إلى تقليل كثافة الفصول لتصل إلى المعايير المقبولة عالمياً كذلك الاهتمام بالتعليم الفني والمهني لإعداد كوادر من العاملين المهرة لتلبية احتياجات سوق العمل الداخلي والخارجي .. قد يكون ما أقوله ترديداً لأفكار سمعتموها من قبل ولكننا  في الوفد نملك الرؤية والقدرة على تحقيق ما نعد به في 36 شهرا وهذا كما ذكرت في البداية وعد وعهد والتزام أمام الله وأمام الشعب . 
رابعاً : العلاج
لا جدال في أن الإنسان هو أهم وأغلى عناصر التنمية من هنا تأتي برامج العلاج الطبي المجاني والرعاية الصحية لكافة أفراد الشعب المصري على قائمة برامج التنمية الشاملة للمواطن المصري والاهتمام بالقضاء على أسباب تفشي الأمراض الوبائية المستوطنة بين أفراد الشعب المصري من الفشل الكلوي إلى أمراض الكبد ، ويتحقق ذلك بتطبيق التأمين الصحي الاجتماعي الشامل لكافة أفراد العشب المصري ويندرج تحت هذه البرامج تحسين جودة الخدمة الطبية والمستوى العلمي والمادي لقطاع الأطباء والممرضين . فلن يكون مقبولاً بأي حال من الأحوال أن يعامل المرضى في المستشفيات الحكومية معاملة غير آدمية يواجهون أبشع ألوان الإهمال واللامبالاة والاستخفاف بآلام وأرواح المريض الضعيف الذي لم يرتكب ذنباً سوى انه فقير لايمتلك ثمن العلاج الذي يستحقه كإنسان .
خامساً : المواطنة والسلام الاجتماعي 
يرى الوفد ضرورة نشر فكر المواطنة والعدل والمساواة بين المصريين والتسامح الديني وحرية العقيدة وحرية العبادة في المناهج الدراسية للمسلمين والمسيحيين ليعم السلام الاجتماعي بين كافة أبناء الوطن الواحد، وإعطاء الأقباط الحق في بناء دور عباداتهم طبقاً لاحتياجاتهم دون حظر أو إعاقة وتجريم التمييز بين المصريين على أساس الدين أو العرق أو الجنس .

سادساً : العشوائيات 
لن يقبل الوفد ولن يستسلم أو يرضخ أمام حقيقة وواقع تراكم عبر عقود طويلة فهناك ما يقرب من عشرين مليون مصري يعيشون في ألف ومائتي ( 1200 ) منطقة عشوائية تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الآدمية يتعرضون فيها لمصادر الخطر والهلاك كل لحظة .. سوف نتعامل بشكل عاجل لتطوير تلك العشوائيات وإعادة التخطيط للكثافات السكانية بما يوفر مناطق للسكن الآمن وتوفير الخدمات الأساسية من مياه الشرب والصرف الصحي والكهرباء وخدمات التعليم والصحة. وسيكون ذلك بتخصيص 50% من قيمة بيع أراضي الدولة لمده 3 سنوات والتي تقدر بمئات المليارات من الجنيهات لتمويل تطوير العشوائيات أو نقل قاطنيها إلى مدن حديثة تكفل لهم حياة آدمية متكاملة مع مشاركة شركات القطاع الخاص المتوسطة والكبرى في توفير وحدات سكنية للعاملين في المناطق والمدن الصناعية لقاء قيمه إيجارية مخفضة .
  سابعاً : العدالة الاجتماعية


يلتزم الوفد التزاماً كاملاً بضمان العدالة الاجتماعية في توزيع الدخل وعوائد التنمية بين المواطنين جميعاً فلن نقبل أن تحصل الأقلية على النصيب الأكبر من الدخل القومي بينما تعيش الغالبية من شعب مصر تحت خط الفقر .  كذلك لابد من تحقيق العدالة في توزيع الأعباء العامة بالتخفيض من الضرائب غير المباشرة على اختلاف أنواعها وإعادة تخطيط النظام الضريبي ليتحمل أصحاب الدخول الأعلى والثروات الأكبر نصيباً من الضرائب يتكافأ مع قدراتهم المالية
ثامناً : مكافحة الفقر
لن يغمض لنا جفن ونصف المصريين يعيشون  تحت خط الفقر وسوف نواجه ذلك بشكل عاجل بالتوسع في برامج تخفيض الفقر وتوفير التمويل اللازم لها ونعلم جيداً كيف يتم ذلك وإعادة توجيه الصندوق الاجتماعي للتنمية إلى هدفه الأصيل الذي أنشئ من أجله وهو تخفيض مشكلة الفقر كذلك تنمية المهارات من أجل رفع القدرة المهنية للمواطن الأكثر احتياجا وتحسين فرصه للحصول على عمل منتج مع توفير إعانات شهرية للمعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة الذين لاتتوفر لهم فرص العمل ولايوجد لهم عائل يرعاهم ويتم احتساب قيمة الإعانة الشهرية بما يعادل الحد الأدنى من الدخل اللازم لتوفير احتياجات الإنسان فوق خط الفقر مضافاً إليه التكلفة التقديرية للعلاج ومقابل الأجهزة التعويضية التي قد يحتاجها المواطن .. وضع حد أدنى للأجور على المستوى القومي يراعي فيه نفقات المعيشة وإيجاد الوسائل والتدابير التي تكفل تحقيق التوازن بين زيادة الأجور وما يحتمل أن يقابله من زيادة في الأسعار تلتهم هذه الزيادة وكأن شيئاً لم يحدث مع إعادة النظر في الحد الأدنى للأجور كل ثلاث سنوات وربط الحد الأدنى للأجور باستراتيجية تخفف حدة الفقر وبذلك سيتم زيادته بالنسبة للعاملين في المناطق الريفية بالصعيد حيث تشتد حدة الفقر .. تحقيق أبسط حق من حقوق الإنسان وهو الإطعام وذلك بتوزيع بطاقات الطعام على جميع الفقراء وهي بطاقة ذكية يتم شحنها شهرياً ويستخدمها المواطن في شراء احتياجاته من السلع الغذائية من فروع شركات التجارة الداخلية المملوكة لقطاع الأعمال العام أو من متاجر مماثله في القطاع الخاص متعاقد معها وفق شروط ونظام الضمان الاجتماعي .
تاسعاً : التأمين والضمان الاجتماعي
لابد من التزام الدولة بنظام تأميني عادل يشمل جميع قطاعات المواطنين وخاصة عمال الزراعة أيضا  تأمين بطالة بما يوفر للمتعطلين عن العمل والقادرين عليه بما يعادل نسبة 65% من الراتب الذي يحصل عليه المشتغل والذي يتصف بنفس مواصفات المتعطل من حيث مستوى التعليم والخبرة والتخصص المهني والمهارات ويستمر حصول المتعطل على هذا التعويض إلى أن يتم تشغيله بواسطة مكاتب التوظيف الحكومية التابعة لوزارة القوى العاملة أو حصوله على عمله نتيجة جهده الشخصي كذلك توفير معاشات لكبار السن والعجزة الذين لم يسبق لهم الاشتغال بوظيفة منتظمة في الحكومة أو القطاع الخاص ويتم احتساب قيمة المعاش الشهري بما يعادل الحد الأدنى من الدخل اللازم لتوفير احتياجات الإنسان فوق خط الفقر.
عاشراً : القضاء
لقد كانت حكومة الوفد أول من أصدر قانون استقلال القضاء عام 1943 من هنا فالوفد حريص كل الحرص على ترسيخ استقلال القضاء وتعظيم هيبة السلطة القضائية لتمكينها من إقرار العدل و إلغاء كافة صور القضاء الاستثنائي والتوسع في المحاكم المتخصصة لضمان تحقيق العدالة الناجزة.
وأخيراً زيادة عدد الوظائف القضائية لضمان سرعة الفصل في القضايا .
حادي عشر : الطرق والمواصلات العامة
• التوسع في إنشاء شبكة السكك الحديدية وأيضاً التوسع في إنشاء شبكة الطرق البرية بنظام حق الانتفاع بحيث يتم الربط بين جميع المحافظات خاصة النائية منها بهدف تنميتها واستغلال مواردها .

ثاني عشر : النوبة 
لابد من إعادة الاعتبار لأهالي النوبة الذين يمثلون جزءا أصيلا وهاما في نسيج الوطن بإعطائهم حق العودة إلى موطنهم الأصلي وفتح الملف الخاص بالتعويضات النوبية وإعادة تقديرها حسب سعر السوق في الوقت الحاضر والاهتمام بالثقافة النوبية والتراث النوبي في وسائل الإعلام وإنشاء هيئة لإعمار ضفاف بحيرة ناصر وقرى النوبة القديمة.
ثالث عشر : الاقتصاد والاستثمار
يتبنى الوفد نظام الاقتصاد الحر والذي يعطي للقطاع الخاص النصيب الأكبر في تحقيق برامج التنمية الإستثمارية والحد من الاقتراض، ويدخل ضمن برامج إعادة الهيكلة المالية إعادة النظر في قوانين ضرائب الدخل وزيادة حد الإعفاء الضريبي لمحدودى الدخل وإعادة هيكلة شرائح ضرائب الدخل وأسعارها بما لايضر محدودى الدخل ويؤدي في ذات الوقت إلى عدالة توزيع عائد التنمية وعندما نتحدث عن الاستثمار لايمكن أن نتجاهل سيناء وقناة السويس وبورسعيد
سيناء :
ويأتي على قائمة التنمية الاستثمارية برامج التنمية الشاملة لسيناء جعلها منطقة لوجستية عالمية بما ينشأ بها من مناطق حرة صناعية وتجارية ومواني بحرية وشبكة طرق بريه تعمل على تنمية التجارة العالمية بين الشرق والغرب وبما يساعد على توطين ثلاثة ملايين مصري يشكلون حاجز بشري صلب يمنع المعتدين والمغامرين من مجرد التفكير في تهديد الأمن الوطني مع تمكين أهل سيناء من تملك الأراضي وما يقام عليها من مبان . 
قناة السويس :
من غير المقبول أو المعقول أن تظل قناة السويس مجرد ممر مائي وإنما لابد وأن تصبح منطقة جذب لمشروعات تجارية وصناعية عالمية من خلال إنشاء مناطق حرة على جانبي القناة للصناعة والتجارة العالمية تقيمها الدول الصناعية الكبرى للتصدير مع ربط شرق قناة السويس بسيناء لتكامل المشاريع التنموية وخدمة المناطق الحرة .

بورسعيد :
تنمية مدينة بورسعيد والإبقاء عليها كمدينة حرة وتطويرها لتكون مدينة حره عالمية ومحورية بين أفريقيا وآسيا
إضافة إلى ما سبق لابد من الاهتمام بالتوسع الزراعي في الصحراء الغربية والساحل الشمالي وسيناء وجنوب الوادي لتحقيق الاكتفاء الذاتي في الغذاء .. وتشجيع التصنيع الزراعي والاستثمار في الصناعات المرتبطة بالإنتاج الزراعي مثل قطاعات الغزل والنسيج والاهتمام بالصناعات المتوسطة والصغيرة
وأخيراً إعادة رسم خريطة مصر السياحية وفتح مجالات سياحية جديدة بما يساعد على خلق فرص عمل ضخمة لكثير من المصريين.
الأخوة المواطنون.. قبل أن أختتم حديثي معكم أود أن أتعرض لظاهرة خطيرة طرأت في الآونة الأخيرة على ساحة المنافسة السياسية والانتخابية وهي محاولة بعض الأحزاب والتيارات السياسية احتكار الإسلام بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك بتكفير مخالفيهم في التوجه السياسي .. وأنا أقول لهؤلاء إن بيننا هنا في حزب الوفد من هم أفضل منهم ديناً وخلقاً وإيماناً بالله والله أعلم بالقلوب والسرائر .. أقول لهم أيضاً أن الإسلام ليس حكراً على حزب أو تيار بعينه ولكن الإسلام للمصريين جميعاً فهو للمسلم ديناً وللمسيحيين حضارة وثقافة .. وأريد أن أذكرهم بما قاله رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوجان في لقاء جمعنا به قال إنه يندهش عندما يصف البعض حزب التنمية والعدالة التركي بأنه حزب إسلامي وعلل ذلك بأن أكثر من 90% من سكان تركيا مسلمين فلماذا لايسمى الحزب الاشتراكي التركي حزب إسلامي ولماذا لاتسمى جميع الأحزاب التركية أحزاباً إسلامية .. هذا هو فكر الرجل الذي نهض بتركيا وحولها في سنوات قليلة إلى دولة كبرى سياسياً واقتصادياً .. وأنا من هنا أكرر ما قاله رئيس الوزراء التركي فأقول إن مصر دولة إسلامية وأن مايقرب من 90% من سكانها مسلمون وأن دين الدولة الرسمي هو الإسلام وأن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع فلماذا محاولة احتكار بعض الأحزاب للإسلام واستخدامه لدغدغة مشاعر البسطاء واستمالتهم بل ذهب الأمر إلى أكثر من ذلك فقد أعلن بعضهم أن الليبرالية كفر ومن يصوت لها فهو كافر وأن الديمقراطية تعني الشذوذ الجنسي وقبل أن أدافع عن الليبرالية أود أن أقرر واقعاً أن الوفد لم يكن حزباً ليبرالياً ولكنه كان حزب الوطنية المصرية والدستور والوسطية والاعتدال وكان حزب الأحرار الدستوريين هو الحزب الليبرالي وكان محمد باشا محمود يعير سعد زغلول بأنه زعيم للرعاع في إشارة للعمال والفلاحين وبسطاء الأمة وكان سعد زغلول يرد قائلاً بأنني أفتخر بأن أكون زعيماً للرعاع كان الوفد حزب الجلاليب الزرقاء حيث كان الفلاح والعامل في هذا الزمان يرتدون جلباباً أزرق كان هناك من هم على يمين الوفد ومن هم على يسار الوفد مثل الطليعة الوفدية التي كانت تمثل الفكر الاشتراكي .
وأنا لا أقول ذلك متنصلاً من الليبرالية أو اتهاماً لها فالشيخ رفاعة الطهطاوي عرفها بأنها الحرية ومن هنا فإن الليبرالية الملتزمة بدستور تنص مادته الثانية على أن الإسلام دين الدولة وأن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع لايمكن بأي حال من الأحوال أن تتعارض مع الإسلام، فالإسلام دين الحرية .. الحرية السياسية والحرية الاقتصادية وحرية الفكر وحرية العقيدة بل أعطى الإسلام الحرية لمن شاء أن يؤمن ومن شاء أن يكفر .. وأيضاً أثناء لقائي مع مرشحي الوفد قال لي أحد المرشحين إنهم يدخلون المساجد وكأنهم ضيوف على تيار سيطر على تلك المساجد وأصبح يستخدمها كمنابر للدعوة لأفكارهم ورؤاهم السياسية وأنا أقول لهؤلاء إن المساجد هي بيوت الله وأقيمت من أجل إقامة شعائر الله وذكره عز وجل وليس ذكر مرشح لانتخابات فقد قال سبحانه وتعالى " وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحداً " وقوله عز وجل " في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال ".
الحديث عن الانتخابات والدعاية للمرشحين مكانه السرادقات والميادين والأماكن العامة وليس بيوت الله التي يجب أن نبتعد جميعاً عن استخدامها حتى لاتكون عرضة للمشاحنات والخلافات والعراك داخلها عملاً بقول رسولنا الكريم " من قال لأخيه والإمام يخطب يوم الجمعة انصت فقد لغى ومن لغى فلا جمعة له "
الأخوة المواطنون.. ندرك أن الطريق مزدحم إلى حد التكدس بمن يعرض نفسه وندرك أن مربع الخطر المتمثل في الانفلات الأمني والإعلامي والأخلاقي وتخبط النخبة والمثقفين يحتاج إلى تصحيح وترشيد ومواجهة .. وندرك أن الفساد والبلطجة وارتفاع الأسعار وتدني الأجور وتراجع المؤشرات الاقتصادية والسياحية والاستثمار يحتاج إلى حسم وحزم وقوة وسرعة في اتخاذ القرار بلا تردد أو خوف .
وأخيراً وليس آخر أعدكم وأعاهدكم أمام الله بأن الوفد لن يكون ممثلاً في برلمان ويسمح أو يعاون في مرور كل كارثة تتعرض لها البلاد بتقرير عن مندسين مجهولين .. لن يكون الوفد ممثلاً في برلمان يفتئت في تشريع على فئة دون أخرى أو يحمي فئة دون أخرى .. لن يكون الوفد ممثلاً في برلمان لايراقب أو يحاسب أو يراجع كما كان الحال من قبل أو يكتفي بإثارة الشكليات وتوافه الأمور التي تخلق جدلاً أو تقسم مجتمعاً ولاتدفعه للإمام أو تعالج أوجاعه ومشاكله الحقيقية .. لن يكون الوفد ممثلاً في برلمان يرضى بدستور يصنف الناس أو يفاضل بينهم وقد خلفهم الله شعوباً وقبائل ليتعارفوا منحهم الله الأنبياء والرسل أخوة من أمهات مختلفة وهم في النهاية يسلمون الوجه والقلب والعقل لإله واحد تحت سماء الوطن الواحد .
هذا هو المشهد الجديد الذي يستند إليه الوفد الجديد وهو مشهد صنعه الشارع في ثورته وسيقف حامياً له وحارساً عليها مهما تظاهر البعض وادعى اقترابه من الشارع أكثر من غيره أو تكبر أو تحامل آخرون أو حاول فريق ثالث إملاء رؤاه وكأنها قادمة من السماء.
هذا هو المشهد الذي يتسيد فيه المواطن مصيره ويقوده .. يكلف فيه من يراه قادراً على تحمل أمانة الحكم ويشعر به جديراً بالثقة والمساندة ولا يتراجع أبداً عن متابعته ومحاسبته .. هذا هو الواقع الذي ندركه ويحاول آخرون إما السيطرة عليه أو مراوغته أو مجرد التعايش معه مؤقتاً دون فهم وإدراك لما حققه المصريون وما لا يمكن أن يفرطوا فيه أو يتنازلوا عنه بعد سالت في سبيله دماء الشهداء .. هذا المشهد الذي نراه اليوم هو امتداد لكل ايام مصر العظيمة على مدار تاريخها فامتزجت بأفكار ومبادئ الوفد الذي يقف اليوم أمامكم متعهداً وواعياً لحجم التغيير ولحجم مايجب عمله تحقيقه، مدركاً أن المواطن لم يعد من الممكن خداعه أو تغييبه .
هذا هو إدراكنا لما جرى وتلك هي رؤيتنا لما يجب أن يكون ويستمر وهذا هو الوطن الذي نسعى إليه عهداً وتكليفاً وحسابا..
حمى الله مصر وحمى ثورتها المجيدة..
وحقق لشعبها الخير ووقاه كل سوء ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شاهد الفيديو

http://www.youtube.com/watch?v=avD0kXQq5gE