رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

استراح المحارب وألقى قلمه

غيب الموت أستاذنا سعيد عبد الخالق ، رحل الفقيد في صمت وهكذا كل من نحبه و نحتاجه فى هذه الفترة العصيبة من تاريخ بلادنا يرحل ، كان الفقيد أستاذاً فى صحافة الرأي و الخبر و التحقيق و من حظي بالعمل معه تعلم الكثير من فنون الصنعة الصحفية بمهنية و إحترافية عالية تميز بها " الريس " كما كنا جميعاً نناديه و منذ بدأ بـ "الجمهورية" ثم "الأحرار" ثم أحد مؤسسى "الوفد" مع الفرسان "شردى" و "بدوى" و "الطرابيلى" ثم " الميدان" وأخيراً حط به الرحال ليستقر فى بيته فى "الوفد" حيث كان له الفضل فى إنشاء "العصفورة" التى كان صاحب حق الملكية الفكرية لها و التى كانت تؤرق مضاجع الفاسدين الكبار فى مصر ، و الفقيد تشهد له جدران الوفد على مدى إخلاصه و تفانيه فى عمله حتى سقط مريضاً، و كأن القدر كان متربصاً به ليأخذه منا في صمت ولا نعرف من سيأخذ غداً، هكذا هي إرادة الله

 

و لعل ما يحزننا لفقدان الراحل العظيم أن يرحل أبو كريم دون أن يرى شمس الحرية تشرق على مصرنا و هو اليوم الذى حلم به كثيراً و سعى إليه من خلال كتاباته و حربه على الفاسدين الذين لا يريدون أن يتخلوا عن مقاعد السلطة فى بلادنا .. لقد كان سعيد عبد الخالق كما عرفناه ، صحفياً من الطراز المناضل الصلب الواعى الرصين و لا غرابة فى أن يضمه فؤاد باشا سراج الدين للثلاثة الذين إختارهم مصطفى أمين و رشحهم لتأسيس صحيفة الوفد عام 1984 .

لقد استراح الأستاذ وألقى قلمه لتلاميذه و

رفاق دربه ليكملوا المعركة المستمرة ضد نظام فاجر استباح كل شئ و لم يتحمل أستاذنا ما يجرى لمصر على يد هذه العصبة الحاكمة التى تلهو بمصر و تعصف كل يوم بالبقية الباقية فى بلدنا من خير أو ثروة تارة بالسرقة و تارة بالاحتكار و العمولات .

وداعاً يا من وا جهت الفساد و الإفساد فى بلادنا و اخلصت لمهنتك و أمتك و تواصلت مع ناسك فى كل المواقف و أوصلت صوتهم و دافعت عنهم ضد سلطة فاجرة حاولت أن توقفك عن مواصلة معركتك التى نذرت حياتك لها بالتلفيق و لكن أنصفك القضاء المصرى و خرجت من المحنة أقوى و أشد تصميماً على مواصلة النضال ضد الفسدة الذين ما زالوا يحتلون مقاعد السلطة بلا أي شرعية

يا أستاذى : نم قرير العين فمبادئك و قيمك التى علمتنا باقية فينا و سنسير على الدرب لنكمل المسيرة حتى تعود لمصر حريتها و كرامتها التى دافعت عنها حتى الرمق الأخير.

رحم الله أستاذنا و أسكنه فسيح جناته و ألهمنا و آله و جميع الوفديين و كل المصريين الصبر و السلوان .