رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بأى ذنب قتلت "هاجر"؟؟!!



"هاجر أحمد مصطفى شلبى" تذكروا هذا الاسم جيداً انه اسم واحدة من بنات مصر ذات ال  26 ربيعاً مهندسة ديكور ذهبت في رحلة لجبال سانت كاترين لكنها لم تكن تعرف ان رحلتها لجبل "باب الدنيا" ستكون "بابها للآخرة" فقط لأنها مصرية و ليست أجنبية هى و أصدقاؤها و صديقاتها الذين ذهبوا و لم يعد منهم الا نصفهم حياً ليشيع جنازة الأربعة الأخرين و يسير في جنازاتهم بدلاً من ان يحضر أفراحهم .

و تركت "هاجر" التى انتشرت صورتها بابتسامتها الملائكية على مواقع التواصل الاجتماعى تركت خلفها ملايين لا يعرفونها و لم و لن يلتقوا بها لكنهم حزنوا عليها لأنها ضاعت فرصتها فى البقاء على قيد الحياة لأنها مصرية هي و رفاقها الي الآخرة و دماؤها و حياتها رخيصة فى نظر أولى الأمر السابقين و اللاحقين .
حُزن الملايين لم يكن على "هاجر" و رفاقها فقط  و لكنهم حزنوا أيضاً على أنفسهم ففى بلدى لا قيمة للإنسان "بنيان الله" الذى تهدمه الدولة بإهمالها و عدم اهتمامها و هو ما عبر عنه الرد الذى تلقاه الشاب "محمود" الذي ابلغ السلطات محاولاً إنقاذ مجموعة الشباب بعد ان تاهوا فى الجبل بفعل العاصفة الثلجية و جاؤه الرد بارداً: "متأسف يا افندم مش هينفع، طلب تصريح رحلة الطيارة من السلطات بياخد 10 أيام علشان مفيش أجانب" .
و هكذا ضاعت مجموعة من خيرة شباب مصر لأنه حسب تعبير "محمود" : "للأسف دولتنا دولة عواجيز، مش هتتغير، واحنا طول ما الوضع كدا مش هنعمل حاجه غير إننا ناخد العزاء فى صحابنا، حسبي الله ونعم الوكيل، وربنا يطمنا على محمد رمضان اللى لحد دلوقتى مفقود ومنعرفش عنه حاجة".
" مأساة " هى التعبير الوحيد عما حدث و ما زالت جثث الضحايا اعلى الجبل  - حتى كتابة هذه السطور مساء

الثلاثاء 18 فبراير - و لم يتم نقلها لدفنها فى مثواها الأخير .
و بعد ذلك يتحدث البعض عن قضية الانتماء للوطن و حب الوطن ، و لا أعرف عن أى وطن يتحدثون ؟! الوطن الذى لا يحترم الانسان و لا تحرك الطائرات الا لإنقاذ الخواجات ، ان من يفعلون ذلك يضيعون الوطن و المواطن و يقتلون حب الوطن و يصيبون الانتماء له فى مقتل .
بأى ذنب قتلت "هاجر" و زملائها و لماذا لم تتحرك هيلكوبتر لنقلها كما نقل "يسرى فودة" عندما وقع له حادث سير فى البحر الأحمر و لماذا لم تتحرك طائرة لإنقاذ هؤلاء الشباب مثلما شاهدنا الطائرات فى سماوات التحرير و الاتحادية تلقي الهدايا و ترسم القلوب .. لماذا تتحرك القلوب لتنقذ الشباب ، السبب الوحيد المعروف هو الإهمال القاتل فقط لأنهم مصريين لا قيمة لهم لدى وطنهم الذى عشقوه و دفعوا ثمن عشقهم لوطن تخلى عن عاموده الفقرى و هو المواطنين و تركهم يموتون لأنهم ليسوا أجانب ؟؟!!

"نحن الوطن !
من بعدنا تبقى الدواب والدمن
نحن الوطن !
إن لم يكن بنا كريماً آمناً
ولم يكن محترماً
ولم يكن حُراً
فلا عشنا.. ولا عاش الوطن!"
"أحمد مطر"

** مراسل "الوفد" بالأمم المتحدة و نيويورك
[email protected]