رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قراءة مختلفة لترشح "السيسى"

لا خلاف على أن من حق المشير "السيسى" كأى مواطن مصرى فى الترشح للرئاسة بعد استقالته من منصبه كنائب لرئيس الوزراء ووزير دفاع مصر الذى أصبح أكثر الشخصيات

شعبية، بعد أن أخذ على عاتقه مسئولية أن يُصبح وقوات مصر المسلحة حاميًا لإرادة شعب مصر، الذى خرج بالملايين للمطالبة بعزل مندوب الإخوان فى القصر الرئاسى بعد أن ثبت فشله هو وتنظيمه فى قيادة البلاد، والذى اختاره الشعب صاحب السلطة الأولى وصاحب الحق فى العقد والعزل على حد تعبير المعزول بإرادة الأمة لا أعاد الله أيامه هو وجماعته .
ولم تهدأ الجماعة بسبب حالة الهوس التى أصابتها بسبب فقدان كل شىء من سلطة ومن تعاطف شعبى فكان الجنون الذى أعادها إلى سيرتها الإرهابية الأولى، ومن خرج من عباءتها من جماعات لا تعرف عن الجهاد إلا لافتة تستخدمها لاستحلال قتل أبناء الوطن الأبرياء من الجيش أو الشرطة أو المواطنين العاديين فى موجة إرهابية مجنونة أضاعت الجماعة وقضت على أى مستقبل لها إلى الأبد .
وهنا تحمل "السيسى" مسئولية جديدة وهى مواجهة الإرهاب الذى يستهدف خطره الجميع فهو سلاح غادر لا يعرف أحد متى سينطلق ومن سيصيب أو يقتل، وبدأ الحديث عن دفع "السيسى" ليكون مرشحًا للانتخابات على رئاسة مصر فى تلك اللحظة الفارقة من عُمر الوطن .. وغاب عن من طرحوا الفكرة أن هذا الطرح ليس فى صالح مصر ولا صالح "السيسى"، الذى أعلن انحيازه للشعب وثورته ضد المعزول بدون تطلع إلى هدف أو الحصول على منصب وهو الذى يقود خير أجناد الأرض وهو شرف لا يعادله شرف .. وضاع صوت من يقدرون "السيسى" حقًا ويثمنون وقوفه مع شعبه، الذين أيدوا تمسكه بموقعه وزيرًا للدفاع عن الشعب الذى رد بالحب والتقدير لقائد الجيش الذى لم يتردد لحظة، وأصبح ترجمانًا للأمة بأغلبيتها الساحقة التى لفظت الإخوان ومشروع تمكينهم فى مصرنا العزيزة .
إن الذين يدفعون "السيسى" للترشح للرئاسة يعانون فى الحقيقة من

غياب الحنكة السياسية ومعهم من يشوهون كل من كانت لديه نية فى الترشح وهو اتجاه لا علاقة له بالديمقراطية أو آلياتها فى التعامل بين مختلف الآراء والاتجاهات السياسية.. ومن يقود قاطرة دفع "السيسى" والضغط عليه من أجل الترشح لا يفهمون أنهم يسعون بطريقة لا إرادية لحرق الرجل سياسيًا، وهو مصير لا نريده أبدًا للمشير "السيسى" .
ناهيك عن الضرر المباشر الذى يقع على المؤسسة
العسكرية ووضعها مرة أخرى فى مرمى السهام بداية بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة وتغيير وضعيتها الحيادية لتدخل مرة أخرى لساحة السياسة والتى تعافت من جراحها التى نتجت عن الأخطاء التى حدثت خلال المرحلة الانتقالية التى تولت فيها إدارة شئون البلاد .
مما لا شك فيه أن السطور السابقة والقراءة المختلفة للآثار الجانبية لترشح "السيسى" يفهمها الكثيرون بالمقلوب ويعتبرون أن كل من يعترض على ترشح المشير "السيسى"  خارج عن الوطنية والإجماع الوطنى ونابع من كراهية وعداء للجيش وشق لوحدة الصف الوطنى، رغم أن هذه السطور كتبناها حرصًا عليه وعلى مكانته الشعبية - وحرصًا على النأى بجيش مصر العظيم عن مهامه الأساسية فى الدفاع عن مصر وشعبها ضد الأخطار الخارجية والأخطار الإرهابية فى الداخل .

"مللتُ  من الحرفِ وهو يتألق
فلا يجد مَن يرى نوره"
"أديب كمال الدين"

** مراسل "الوفد" بالأمم المتحدة و نيويورك
[email protected]