حماقة بدرجة مستشار رئيس
توقفت كثيراً أمام هذين الخبرين اللذان جاءا متتابعين على مدى يومين هما يوم أول أمس الخميس و يوم أمس الجمعة ، المفارقة فى الخبرين حادة ففى الخبر الأول تجد أن الدكتور خالد القزاز مستشار الرئيس للشؤون الخارجية، يقول: - بحماقة ليست مستغربة -"إن المصريين الذين يقاتلون في سورية لهم حق المشاركة في القتال، وحرية السفر مفتوحة لكل المصريين" ، مؤكداً أن الرئاسة المصرية لا ترى فيهم تهديدًا لأمن بلادها و مضيفاً رفضه لإتهام المصريين المشاركين بالقتال في سوريا، بـ(الارهاب)، موضحاً أنهم لن يتعرضوا للمساءلة والعقوبة حال عودتهم.
و مقللاً من جدوى المخاوف من تحول الشباب المصري إلى التطرف بعد خوض تجربة القتال في سوريا" انتهى تصريح مسؤول الرئاسة المصرية الذى أعتقد أنه سينفيه لاحقاً بعد أن جذب أنظار الإعلام الداخلى و الخارجى حول دعم الرئاسة المصرية و هى أعلى المؤسسات المصرية فى الداخل بشكل صريح لمشاركة الشباب المصرى للقتال فى سوريا و هى المرة الأولى التى تقوم الرئاسة المصرية بذلك منذ دعم الرئيس الراحل أنور السادات و إرساله الشباب للقتال فى أفغانستان فى إطار القتال ضد الاتحاد السوفييتى فى ذلك الحين و هو ما دفعت مصر و العالم ثمنه من موجة إرهاب و تنظيمات إرهابية انطلقت من هذه الأرض الخصبة إلى كل مكان عاد إليه ( المجاهدون ) و هو ما يُخشى من تكراره أيضاً بعد إنتهاء الأزمة السورية. و عودة ( المجاهدون الجدد ) إلى بلادهم .
أما الخبر الثانى و الذى نشر أمس الجمعة فكان عن رفض سلطات الأمن بمطار القاهرة دخول مواطناً سعودياً وقامت بترحيله إلى تركيا، بدعوى خطورته على الأمن القومي ومحاولته تجنيد مصريين للجهاد في سوريا.
وقال مصدر مسؤول بمطار القاهرة الدولي إنه أثناء إنهاء إجراءات جوازات ركاب الطائرة التركية القادمة من إسطنبول أمس الخميس تقدم راكب سعودي للدخول، وبوضع بياناته على كمبيوتر الجوازات تبيّن وجوده على قوائم الممنوعين من الدخول تنفيذاً لتعليمات جهة أمنية، فتم احتجازه بصالة الترانزيت لحين ترحيله على الرحلة التالية.
ولفت إلى أن سبب وضع السعودي على قوائم المنع هو تورطه في محاولات تجنيد مصريين للجهاد في سوريا، ما يمثّل خطورة على الأمن القومي المصري.
كان هذا هو الخبر الثانى و الدلالة التى يتوصل إليها أى قارئ للخبرين هى أن مؤسسة الرئاسة المصرية تعمل بأجندة مرتبطة بالجماعة التى أتى منها الرئيس و مستشاره و يهمها فى المقام الأول مساعدة فرع الجماعة فى سوريا
إن هذين الخبرين كشفا عن الوضع الحقيقى الذى تعانيه هذه الجماعة البائسة فى أيامها الأخيرة و قبل سقوطها للأبد على يد ذات الجيل العظيم الذى لم يعطى مهلة السبع أشهر الأخيرة للمخلوع و هو الجيل الذى لن يعطى مندوب الاخوان فى القصر الرئاسى مهلة الثلاث سنوات التى يحلم بها لتتمكن جماعته من مصر و مفاصلها و هو وهم لن يتحقق أبداً فى مصر العظيمة التى قهرت من هم أكثر قوة من تلك الجماعة التى أضاعت نفسها بغباء لا تحسد عليه .
حقاً كما قال المتنبي:
لكل داء دواءٌ يُستطبُّ به .. إلا الحماقة أعيت من يداويها
** مراسل الوفد بالأمم المتحدة و نيويورك