رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

دفاعاً عن المبادئ ..

توقفت كثيراً أمام تلك العبارة التى وردت فى الفقرة الأخيرة من البيان التاسع للمجلس العسكرى و التى قالت : "إننا نطالب الجميع أن يعوا دروس التاريخ لتجنب تكرار أخطاء ماضٍ لانريد له أن يعود" ، تلك العبارة التى تحمل تهديداً صريحاً من قيادات العسكر  للجميع ،

و نسى العسكر أنهم الذين حكموا مصر منذ الإنقلاب فى 23/7/1952 و أطاحوا بأول رئيس للجمهورية محمد نجيب عندما شعروا أنه سيعود بهم إلى الثكنات ، بعد مرور سنتان أي فى 1954 فأطاحوا به و نظموا المظاهرات المدفوعة لتهتف ضد الدستور و القانون و الديمقراطية و تعتدى على السنهورى باشا امام مجلس الدولة ، و ليهيمنوا على مصر و مقدراتها طوال الستة عقود الماضية و يحيلوها إلى دولة فقيرة ضعيفة  مدينة ، بعد أن كانت تمتلك من الرصيد الذهبى الضامن لعملتها ما جعل الجنيه المصرى يساوى أكثر من الجنيه الذهبى بثلاثة قروش ، و رغم عمليات النهب المنظمة التى مارسها العسكر على مدار  هذه السنوات الطويلة ، إلا أنهم عز عليهم أن يتركوا لشعب مصر إدارة البلاد و العودة إلى ثكناتهم بعد ستون عاماً من الفشل الذريع فى إدارة البلاد ، و يريدون الآن أن يستمروا بصيغة جديدة فى الهيمنة و السيطرة على الحكم و مواصلة مزيد من الأخطاء التى إرتكبوها فى حق مصر و شعبها .
و يُخطئ المجلس العســــــــــــــكرى إذا ظن أنه يمكنه إعادة عقارب الســــــــــــــــــــــاعة إلى الوراء ، وإستنساخ المجازر و الانتهاكات التى إرتكبها عسكر الخمسينات و الستينات ضد الاخوان المسلمين والشيوعيين و الوفديين و غيرهم ، من تلفيق القضايا و إيهام الشعب أنه يعمل لخدمته فشعب مصر اليوم تزيد فيه نسبة الشباب تحت سن الثلاثين عاماً و الذين شاهدوا ظلم نظام مبارك وكان المجلس العسكرى بمثابة القلب لهذا النظام ، إن هذا الشعب و هؤلاء الشباب سيقفوا بكل قوة ضد أي مخطط يعتزم العسكر تمريره لإعادة إنتاج نظام مبارك ، و ضمان استمرار سيطرة العسكر على 40% من إجمالى الدخل القومى لمصر ، ليستفيد منه حوالى 450 ألفاً هم تعداد الجيش المصرى طبقاً لإتفاقية كامب ديفيد و يقاسى باقى الـــــــ 85 مليوناً الأمرين فى حياتهم اليومية .
و قد يعتقد البعض أن هذه السطور هى للدفاع عن تيار سياسى معين لا ننتمى إليه ،  ولكنها فى الحقيقة هى دفاع عن المبادئ التى نؤمن بها و من أهمها أننا نرفض الإقصاء ، و نذكر

أن آخر زعماء مصر الزعيم خالد الذكر مصطفى النحاس باشا عندما شكل وزارة الوفد عام 1950 التى كان من أوائل قراراتها الإفراج عن جميع المعتقلين  و إعادة فتح المراكز و الشعب الخاصة بالإخوان المسلمين فى كل أنحاء مصر  ، و لأننا أيضاً نتمسك فى الدفاع عن الآخر و إن إختلفت رؤيته ، فهذا ما تعلمناه عندما قال " فولتير " قد أختلف معك فى الرأي و لكننى أدفع عمرى لتقول رأيك " ، لهذا و دفاعاً عن هذا القطاع الكبير من أبناء مصرنا الحبيبة الذين أيدوا الاخوان وغيرهم ليحصدوا 75% من مقاعد مجلسى الشعب و الشورى لأنه ليس من حق أحد كائناً من كان أن ينقلب على شرعية 60% من الناخبين الذين خرجوا ووضعوا ثقتهم فى هذا الفصيل أو ذاك .
إن المجلس العسكرى الذى يتمتع بغباء سياسي لا يُحسد عليه ، يعتقد أنه قادر على إشعال مصر و تقسيمها ،و الاستمرار فى استخدام طريقة " فرق .. تسد " ، و لكنه نسى أو تناسى أن التاريخ لا يعيد نفسه ، و إنه بهذا التهديد و الوعيد بتكرار أخطاء الماضى الذى إرتكبه العسكر  قد أعطى وقوداً لثورة مستمرة ، و بعد أن ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنه يدير الثورة المضادة لإعادة تشكيل نظام يتمتعون فيه بكل السلطات ،  و لا يسألهم أحد كما فعلوا طوال العقود الماضية ،  و لكن هذا لن يحدث ، و سينتصر الشعب حتماً ، و ستكتمل ثورته التى حاول العسكر طوال الأربعة عشر شهراً الماضية كسرها ، و إن غداً لناظره قريب .