عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إهدار الملايين من أموال اتحاد الإذاعة والتليفزيون

لم تزل مافيا الفساد قادرة على ممارسة نهب المال العام بجرأة مذهلة فى اتحاد الإذاعة والتليفزيون.
أحدث تجليات هذا الفساد تتجسد فى عقد بالغ الشذوذ تم توقيعه مع لاعب الكرة السابق فاروق جعفر. وبنود هذا العقد تتنافس فى الشذوذ لتمنح السيد فاروق جعفر مليونى جنيه سنوياً.

أولاً: ينص العقد على منح السيد فاروق جعفر مليونى جنيه فى العام نظير قيام سيادته بتقديم برنامج «ستديو النيل التحليلي» لمباريات كرة القدم أو المشاركة فى البرنامج. وهذا البند ملىء بالثغرات التى تسمح للسيد فاروق جعفر بالحصول على أموال الاتحاد دون أن يؤدى أى عمل.
1- لم يحدد العقد عدد حلقات البرنامج والمكافأة المستحقة على الحلقة فى حالة «تقديم» البرنامج، والمكافأة المستحقة فى حالة «المشاركة» كضيف بالبرنامج. وهذا التحديد أمر بديهى لضبط المحاسبة، خاصة أن مكافأة «مقدم البرنامج» تختلف عن مكافأة «الضيف المشارك». وهذه الصياغة وحدها كفيلة بالحكم على العقد بالفساد.
2- تضمن العقد بنداً بالغ الشذوذ يسمح للسيد فاروق جعفر بعدم تقديم البرنامج أو المشاركة كضيف دون أن يتم خصم أى مبلغ من هذه المكافأة الشاملة أى المليونى جنيه؟! ويبدو أن صياغة العقد بهذه الطريقة المعيبة تمت لتمكين السيد فاروق جعفر من الحصول على المليونى جنيه حتى دون أن يقوم بأداء العمل الذى يتقاضى المليونى جنيه مقابل أدائه.
والطريف أن العقد يبرر دفع هذه المبالغ دون أداء أى عمل بنص يسمح للسيد فاروق جعفر بأن يبرر عدم أدائه هذا العمل الذى يستحق عليه المكافأة بوجود «ظروف قاهرة»؟! فهل يدلنا عباقرة صياغة هذا العقد على أى عقد يسمح بصرف مكافآت مالية دون أداء عمل بمجرد الادعاء بأن حالة قاهرة حالت دون المتعاقد ودون أداء عمله الذى يتقاضى المكافأة مقابل أدائه؟!
وللعلم فقد قدمت قناة النيل حلقتين خلال الأسبوع الماضى قدمها مذيعو قناة النيل وتغيب السيد فاروق جعفر حتى إنه لم يشارك كضيف فى الحلقتين؟!
وإذا علمنا أن سيادته يتولى منصب المدير الفنى لأحد فرق الكرة المشاركة فى مسابقات الدورى والكأس وأنه بهذه الصفة سيصاحب فريقه فى عشرات المباريات والتى قد تتجاوز المائة مباراة، فمعنى هذا أن السيد فاروق جعفر سوف لا يقدم أو يشارك فى برنامج «ستاد النيل» لقرابة الخمسين حلقة؟! ورغم ذلك فسوف يتقاضى سيادته مكافأته كاملة دون خصم قيمة المكافآت عن

الحلقات التى لن يشارك فيها؟!
3- تضمن العقد بنداً تم بموجبه صرف 25٪ من قيمة العقد أى نصف مليون جنيه عند توقيع العقد أى قبل أن يقوم بأداء أى عمل؟! والتعاقد فى مثل هذه الحالات لا يسمح بصرف أية مبالغ إلا بعد التأكد من أداء المتعاقد للعمل الذى تعاقد لأدائه.
وفى هذه الحالة فإن الأوضاع الطبيعية تحتم ألا يتقاضى السيد جعفر أية مكافآت إلا بعد التأكد من أدائه للعمل محل التعاقد وهو تقديم برنامج «ستاد النيل».
هذه عينة من البنود الشاذة فى العقد الفاسد الذى يسمح بإهدار مليونى جنيه من أموال الاتحاد الذى يعانى من نقص حاد فى الموارد تجعل العاملين ينتظرون شهوراً للحصول على مستحقاتهم التى لا تتجاوز بضعة آلاف.

مطلوب حل فوري
يجب أن يتحرك المسئولون بالاتحاد فوراً لإلغاء هذا العقد الشاذ ويستطيع العباقرة الذين قاموا بتفصيل هذا العقد الشاذ، يستطيعون العثور على ثغرة تسمح بفسخ هذا العقد فوراً.
أما تقديم برنامج «ستاد النيل» فقد قام مذيعو التليفزيون بهذا العمل بكفاءة عالية فى حلقتى الأسبوع الماضي، ويجب أن يتولى مذيعو القنوات مهمة تقديم هذه البرامج ولا حاجة على الإطلاق للتعاقد مع أى «مقدم» خارجى للبرنامج. وهذا هو الوضع الطبيعى الذى يمنح مذيعى ماسبيرو فرصتهم المشروعة والمستحقة وفى نفس الوقت يوفر الملايين التى تهدر بغير وجه حق.
أما التعاقد مع «ضيوف دائمين» فهذا تصرف تأباه وترفضه القواعد المهنية التى ترفض تثبيت الضيوف باعتباره أمراً يدعو إلى الملل وتحتم هذه القواعد «تنويع» الضيوف وتغيير الوجوه حتى لا يسأم المشاهد.