عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ماذا نحن بوطننا فاعلون!!

لم يكن مستغرباً أن تشعر الغالبية منا بهذا الكم من الارتياح والغبطة لاندلاع الثورة في 25 يناير الماضي، تلك الثورة التي ظللنا لسنين طويلة نحلم بها ونستدعي بدايتها لوقف هذه الموجة من التدهور والانحسار في جميع مناحي حياتنا في ظل هذا النظام الاستبدادي السلطوي الذي ظل جاثماً علي صدورنا لأكثر من ثلاثين عاماً.

وكان من الطبيعي أن تلقي الشرارة الأولي للثورة الداعية للتغيير والبحث عن بداية أكثر إشراقة لحياتنا بوجه عام والخروج من هذا النفق المظلم الذي ضللنا في داخله طوال هذه الفترة الطويلة، ولم يكن مستغرباً أيضاً ألا تصمد الأوضاع القائمة أمام هذا الزحف الجديد لأكثر من ثماني عشر يوماً حتي تظهر الإشراقات الجديدة للنظام الجديد القائم طبقاً لما أعلن منذ ذلك الوقت والقائمة علي العدالة الاجتماعية والديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان تلك المبادئ التي يقوم علي قواعدها النظم الديمقراطية الحديثة والمجتمعات الحديثة!!

وعلي الرغم من التأييد الواضح الذي لقيته الثورة منذ بدايتها في أرجاء الوطن شمالاً وجنوباً وترحيب هذه الملايين الغفيرة بها وبخطواتها إلا أنها سرعان ما تعرضت لمحاولات عدة للهدم وللأفشال من جانب القوي الرجعية ومن فلول النظام القديم التي فقدت الكثير من نفوذها ومن سلطاتها، سواء كان ذلك في محاولات لإشعال نيران الفتنة الطائفية والخلافات الفئوية والإضرابات والمطالب التي ظلت دفينة في النفوس لأجيال وسنين! وهو ما بدا محاولات مقصودة لإفشال الثورة وإشعال مظاهر التفكك والانقسامات في المجتمع الذي لايزال يبحث عن طريق الخلاص والتقدم نحو حياة أكثر إشراقاً وأكثر تقدماً.

وفي كثير من الأحيان تتعرض الثورات لمحاولات متكررة من فلول النظم السابق، ومن قوي المعارضة ولمحاولات لإفشالها، وقد تعرضت ثورتنا الشابة بعد فترة قصيرة من اندلاعها لمحاولات عدة في هذا الطريق وتمثل ذلك في اختراق وانقسامات ومشاحنات بين فصائلها أو اختلاق الفتن الطائفية والمنازعات العرقية هنا وهناك، وساعد علي ذلك افتقار الثورة للقوي الدافعة لوحدتها وتوحيد جهودها نحو الهدف الأساسي القائم علي تفعيل إيجابياتها وإنقاص عناصر الفرقة والمنازعات بين قواها الأساسية!!

وعلي الرغم من الجهود الإيجابية التي تحققت بتشكيل المجلس العسكري الذي أصبح يمثل رأس السلطة في هذه المرحلة الانتقالية وتشكيل حكومة لتسيير الأعمال وكذا الاتفاق علي عدد من الخطوات للوصول إلي بر الأمان سواء كان ذلك بإجراء انتخابات رئاسية وأخري تشكيل مجلسي للشعب والشوري وإعداد دستور جديد وغير ذلك من الخطوات التي قد تحقق الاستقرار المطلوب والانتقال إلي مرحلة جديدة من الاستقرار، إلا أن الخلافات التي تظهر من وقت لآخر والانقسامات التي شابت قوي الثورة وازدياد الصراعات علي السلطة أدت في نهاية المطاف إلي هذا الوضع غير المستقر الذي يسود المجتمع في الوقت الحالي ولا يبشر باحتمالات واضحة للاستقرار الذي ننشده ونسعي إليه.

ولعل أكثر ما يعترض أمن وسلامة الوطن في الوقت الحالي هو زيادة حدة الانفلات الأمني في الشارع المصري وخاصة بعد أن قامت السلطة السابقة بسحب قوي الأمن وعناصر الشرطة من الشارع المصري وهو

ما أدي بطبيعة الحال إلي زيادة مظاهر الفوضي الهدامة وعدم الأمان لدي غالبية المواطنين!! وعلي الرغم من محاولات الاستقرار التي بدت في المجتمع في الفترة الأخيرة، إلا أن استمرار الاحتجاجات والصراعات بين فئات الشعب المختلفة والمطالبات المتكررة التي لا تتفق مع احتياجات المجتمع ومصالحه!! الأمر الذي كان له آثاره السلبية في الفترة الأخيرة وما أصبح يعرض الأمن والسلامة الوطنية إلي مخاطر كبيرة!!

وإذا كانت الثورات تتعرض بطبيعة الحال إلي احتمالات وجهود من جانب القوي السابقة إلي النيل منها إلا أن الثورات في كثير من الأحيان تنجح في تحجيم هذه الجهود والوصول بالوطن إلي بر الأمان.

ولقد سجلت الفترة القصيرة الماضية محاولات عدة من عناصر وقوي النظام الفاشل الذي ساد المجتمع في السنين الماضية إلي إفشال النجاحات التي حققتها الثورة طوال هذه الشهور القليلة ولا ريب أن الانقسامات التي شابت قوي الثورة وانقسامها إلي عدد غير قليل من التجمعات والاتحادات والأحزاب قد يلقي علي الساحة الوطنية بكثير من السلبيات التي يجب تجنبها لإنجاح الثورة!!

ولا ريب أن إطلاق الحرية لكثير من القوي الرجعية والتحركات الدينية والمتطرفة التي كانت تحت السيطرة في الماضي، أدي بطبيعة الحال إلي هذا العدد غير المسبوق من التنظيمات الدينية والسلفية التي كان نشاطها محجماً في الماضي، الأمر الذي أصبح يهدد مستقبل الوطن ويعرضه لمخاطر قد يصعب تجنبها.

إن مستقبل الأوطان يا سادة يعتمد في الأساس علي الوحدة الوطنية وإلي تجنب الشقاق والتسبب وعدم الحرية وهي أمور أصبح من السهل الإشارة إليها في مجتمعنا في الوقت الحالي.. ولن تستطيع الثورة بشبابها أن تصل إلي أهدافها إلا إذا استطاعت أن توقف هذه السلبيات التي قد تؤدي إلي إفشالها.

والمجتمع المصري رغم السلبيات الكثيرة التي نراها علي ساحته في الوقت الحالي قادر بعزيمة أبنائه وإيمانه بالمبادئ السامية التي قامت الثورة من أجلها من ديمقراطية وحرية وعدالة اجتماعية علي الوصول إلي بر الأمان والتغلب علي ما يعثره وتعترض آماله من سلبياته.