رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الثورة وانزلاق للمخاطر!!

دخلت ثورة 25 يناير الماضي في مرحلة جديدة من تاريخها فعلي الرغم من ترحيب غالبية المصريين باندلاعها علي اعتبار ان تلك الثورة قد جاءت لترد لنا جميعا كرامتنا وحريتنا وتقديرنا لأنفسنا بعد أن ظللنا لأكثر من ثلاثين عاما نرزح تحت ظل نظام استبدادي زاد الفساد في أركانه ومؤسساته وحسرنا خلال الفترة الماضية الكثير من مصالحنا ومن حقوقنا ومن موقعنا سواء علي الجانب الاقليمي أو الدولي.

ولم يكن كثير منا يتصور أن انتفاضة الشباب المصري في 25 يناير ومطالبتهم بالتغيير وإصلاح الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتردية ستتحول إلي ثورة عارمة تلقي هذا القبول من غالبية الشعب المصري علي اختلاف فئاته وجاء تأكيد طلائع تلك الثورة بسلميتها وعدم اللجوء إلي العنف بأي صورة من الصور والتمسك بسلمية الثورة منذ وقفاتها الاولي في ميدان التحرير رغم الاعتداءات التي واجهتها من فلول النظام السابق ومن قوي الثورة المضادة والتي تجسدت في معركة «الجمل» التي لا تزال تنظر أمام القضاء المصري. إلا أن الصراعات والخلافات بين القوي الناشطة علي الساحة المصرية وكذا الاحتكاكات بين النظام السابق وعناصره وبين قوي الثورة الناشئة من جهة والتي انحسرت في الخلافات الطائفية من جهة والمنازعات الفئوية من جهة أخري ساعدت علي إرباك المجتمع المصري في هذه المراحل الحساسة من تاريخه الحديث.

ولقد ساعدت الانقسامات التي أحاطت بقوي الثورة وانعدام وجود قيادة موحدة لها أو مخطط لتحركاتها وتشتيت الاتجاهات والنظرة المستقبلية الي هذه المعركة التي تحيط بالثورة في الوقت الحالي وتعرضها إلي كثير من المخاطر واحتمالات افشالها سوي من جانب القوي المضادة أو عناصر وفلول النظام السابق الذي فقد الكثير من السلطة ومن قوة الدفع التي كانت تحرك المجتمع في ظل القواعد والمبادئ القديمة.

وعلي الرغم من النجاحات المحدودة التي حققتها الثورة والاتجاه إلي محاكمة عناصر النظام السابق الا ان هذه الجهود لم تسفر عن نتائج واضحة حتي الآن، فلا تزال قوي السلطة الماضية وبعض عناصر السلطة القائمة تسعي الي تعطيل وإرجاء الكثير من القرارات الثورية التي يتطلبها أحداث التغيرات المرجوة في الشارع المصري.. وأدت الانقسامات التي نراها في وقتنا هذا بين قوي الثورة الحقيقية والمدعية أيضا وعدم وضوح الهدف الأساسي من قيام الثورة وإحداث التغيير الذي كان يحلم به المجتمع ويأمل في تحقيقه الي هذه الوقفات الاحتجاجية الهادفة الي زيادة الضغوط علي السلطة، سواء كانت الحكومة أو المجلس الأعلي الذي يتولي سلطة الحكم في البلاد «من سقوط النظام القديم».

وتتعرض الثورات عبر التاريخ إلي مخاطر عدة أهمها احتمالات الخروج بها من مسارها الأصلى أو محاولات اختطافها أو افشالها وتحقق هذه المحاولات

أهدافها فى الأوقات التي يغفل القائمون علي الثورة مواجهة أعدائها وفلول النظام السابق.. ولقد ساعد علي هذه الأوضاع غير المستقرة التي تشود المجتمع فى الفترة الأخيرة خروج مجموعات عدة من القوى التي كانت محرومة من ممارسة نشاطها فى الماضى والتى كان النظام السابق يحدد حركتها سواء كانوا الإخوان المسلمون أو السلفيون أو غير ذلك من القوى التى استفادت من جو الحرية التى اتاحته الثورة منذ اندلاعها وتحت إيمانها بمبادئها المعلنة سواء كانت الحرية أو الديمقراطية أو العدالة الاجتماعية فزادت اعداد الأحزاب المتعددة الاتجاهات السلفية أو الدينية أو الاشتراكية أو غيرها بصورة واضحة، الأمر الذى أدى إلى هذه الفوضى الهدامة التى تحيط بمجتمعنا فى الوقت الحاضر وقد تؤدى بنا إلي الدخول فى مرحلة من الضياع وإلى صورة من الصور المعروفة من سرده علي واقع الحياة وتطورها.

ويخطئ من يتصور أن الثورات لا تحتاج إلي رعاية وإلى حماية لكى تستطيع أن تنجح فى تحقيق أهدافها فقوى الشر وعناصر السلطات السابقة تسعى طوال الوقت لافشالها والرجوع بها إلي الوراء وتستدعى ذلك بطبيعة الحال وحدة الصف والهدف والقيادة وذلك بهدف تفويت الفرصة علي العناصر المضادة للثورة لتحقيق اهدافها.

وكم من الثورات التى تعرضت فى مراحلها الأولى إلي الاختطاف سواء من جانب القوي المتربصة لها فى الداخل أو في الخارج فعلى الرغم من أن الثورة الإيرانية قد اندلعت على ايادى مجاهدى خلق فقد نجحت القوى الرجعية برئاسة الخمينى أن تستولى على الثورة وأن تستمر فى استيلائها عليها حتي يومنا هذا.

فهل نحن واعون لهذه المخاطر أم اننا قد نجد انفسنا وقد ضاعت منا ثورتنا البيضاء التي استقبلها الكثير من شعوب العالم وقادتها بكثير من الترحاب فى مراحلها الأولى!!

هذا هو السؤال؟