عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ماذا نحن بثورتنا فاعلون!!

علي ما يبدو ان هناك عدداً غير قليل منا لم يستطع بعد ان يصدق ان هناك في يوم 25 يناير قد قامت ثورة بيضاء استطاعت ان تسقط نظام الحكم الفاسد الذي ظل مسيطراً علي مقاليد السلطة في البلاد لأكثر من ثلاثين عاما في فترة وجيزة لم تزد علي الثلاثة أسابيع فلا تزال بعد أكثر من خمسة شهور مراكز القوي السابقة قابعة في مراكزها ولاتزال القواعد والمبادئ التي كانت تحكم الحركة في مصر علي حالها تقريبا ولم يزد ما تحقق حتي الآن علي عدد قليل من المحاكمات التي طالت بعض رؤوس السلطة السابقة التي اتهمت بالفساد والاستيلاء علي المال العام وغير ذلك من الاتهامات التي تبعد عن إفساد الحياة السياسية لهذه الفترة الطويلة والإضرار بالمصالح القومية وسمعة الوطن لعدد غير قليل من السنين.

ويرجع ذلك في أغلب الأحوال لعدم وضوح الرؤي لدي القائمين علي الثورة منذ بدايتها فالتطورات التي أعقبت اندلاع الشرارة الأولي للثورة في 25 يناير والمطالب التي كانت مطروحة منذ ذلك الوقت لم تتضمن التغييرات التي أعقبت قيامها وكان للقرارات غير الحكيمة التي أقدمت عليها السلطة في ذلك الوقت من سحب لقوات الأمن من الشارع المصري أو فتح السجون وإطلاق البلطجية في الساحة المصرية وذلك بعض إحداث فوضي واضحة في الشارع المصري وكذا إزكاء الفتنة الطائفية التي كانت نائمة وإشاعة الخلافات والاحتقانات بين فئات الشعب المختلفة كلها هادفة لزيادة الانتهاكات والفوضي التي تؤدي بطبيعة الحال إلي إفشال النجاحات التي تحققت بقيام الثورة والتغيرات الإيجابية التي أحدثتها.

ومن المعروف ان الثورات تتعرض فور قيامها وأحداث التغييرات الأولية التي تعقب تحركها لكثير من الثورات المضادة ومن الجهود الواضحة لإفشالها والعودة بالمجتمع مرة أخري إلي الوراء ويقوم بهذه المحاولات فلول النظم السابقة والمستفيدون من النظم السابقة بكافة الوسائل.. وما حدث في مصرنا العزيزة منذ قيام الثورة من محاولات عدة في هذا الطريق واضحة بدءاً بواقعة الجمل المعروفة والجرائم التي حدثت لشباب الثورة في ميدان التحرير والاعتداءات علي أقسام الأمن وعلي دور العبادة القبطية والمسلمة أيضا وعلي المؤسسات المختلفة وغيرها.

ولا ريب ان الموقف غير الواضح من جانب القائمين علي الثورة وعدم تجميع شملهم وتحديد قياداتهم وأهدافهم ومطالبهم من التغيير ساعد كثيراً العناصر المضادة علي ارتكاب جرائمها المتكررة وعلي إشاعة الخلافات والاحتقانات بين فئات الشعب علي اختلاف اتجاهاتها.

وساعد التسرع في إطلاق الحريات تحت المبادئ البراقة التي دعت إليها الثورة من حرية وديمقراطية وعدالة اجتماعية علي ظهور أعداد غير قليلة من القوي المضادة. أو عناصر الإخوان المسلمين التي ظلت قواهم وتنظيماتهم محدودة الحركة والنشاط في ظل النظام السابق وتسارع هذه القوي مدعمة بعناصر مختلفة في المجتمع المصري أو قوي خارجية معروفة بمحاولاتها المتكررة لإحداث خلخلة واضطرابات في الشارع المصري علي أساس ان إشاعة الفوضي في مصر أكبر وأعظم دولة في منطقتنا تمثل

نجاحات ولنظمها الرجعية وحتي لا يمثل التقدم والتطور في المجتمع المصري مثالاً يحتذي به في مجتمعاتنا المحيطة بنا.

ولقد ساعد علي الجانب الآخر استمرار بمركز عدد كبير من ممثلي النظام السابق في مراكزهم وفي مواقع اتخاذ القرار.

وقد تناسي القائمون بالثورة ان مفتاح التقدم والتطور يجب ان يكون في أياديهم لا في أيادي أعدائهم وهو الأمر الذي أدي بطبيعة الحال إلي هذه الحالة من الركود ومن محاولات إفشال الخطوات الإيجابية التي تحققت حتي الآن.. فعلي الرغم من تسليم السلطة إلي المجلس الأعلي للقوات المسلحة وتشكيل حكومة أقرب إلي الثورة منها من النظام السابق علي خلاف الوزارة التي سبقتها.. إلا أن مقاليد السلطة لاتزال حتي الآن في أيادي النظام السابق وأعوانه المنتشرين علي الساحة المصرية وهو ما يخالف العرف الثوري المتعارف عليه ورغم المطالبات المتكررة من جانب شباب الثورة والقائمين عليها والمحيطين بها ومحاولاتهم لتغيير الأوضاع القائمة والأسس التي كانت تحكم المجتمع في الماضي تلك الأسس حتي أدت إلي انتشار الفساد والفاسدين وإلي ضياع الكثير من المصالح المصرية في الداخل وفي الخارج أيضا إلا أن الثورة المضادة التي لاتزال مفاتيح السلطة في أياديها قادرة علي إفشال الكثير من الجهود المبذولة لإنجاح الثورة وتحقيق التطورات والتغيرات التي ترنو إليها فكما قال الشاعر فما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا.

وإذا كانت الاعتصامات والمظاهرات المتكررة تمثل ضغطا واضحا علي القائمين علي السلطة إلا أن الخطوات لن تحقق الآمال والأحلام التي تسعي إليها الثورة والقائمين عليها فلاتزال قوي الأمن غائبة عن الشارع المصري ولاتزال عناصر النظام السابق في مواقعهم ولاتزال المحاكمات تترنح في خطواتها وقد نجد أنفسنا وقد سرقت منا ثورتنا أو قد اختطفت فكم من الثورات اختطفت في الماضي ولعل أقربها الثورة الإيرانية التي استولي عليها الخميني فهل نحن حريصون علي حماية ثورتنا أم أنها قد تسرق منا هذا هو السؤال.