رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

التحركات السلفية وآثارها التدميرية

 

ازدادت في الفترة الأخيرة التحركات السلفية في المجتمع المصري، تلك التحركات التي تطفو علي سطح المجتمع من وقت لآخر.. وعلي الرغم أن النجاحات التي حققتها ثورتنا الشابة تلك الثورة البيضاء التي اهتم بها شعوب العالم شرقاً وغرباً والتي استطاعت أن تغير نظام حكم مستبداً استمر أكثر من ثلاثين عاماً دون عنف أو إراقة دماء وأن تعيد لمصر وجهها الحضاري ومبادئها الأخلاقية.. وكان من الطبيعي أن تتكالب علي الثورة هذه الموجات الهدامة التي تهدف في مجموعها إلي إعادة عجلة الزمن إلي الوراء. ولقد بدأت هذه التحركات بواقعة الجمل المعروفة وتلاها سحب قوات الأمن من الشوارع المصرية في سابقة غير مألوفة، وفتح أبواب السجون وتهريب أعداد غير قليلة من البلطجية والفاسدين إلي الشارع المصري وغير ذلك من الخطوات الهدامة المعروفة عبر التاريخ والتي تتبناها الثورات المضادة.. ولم يكن مستغرباً إشاعة مظاهر الفتنة الطائفية والاعتداءات المتكررة علي دور العبادة المسيحية والاحتكاك المستمر بإخوتنا من الأقباط وغير ذلك من التحركات التي تنشر الفرقة والضغينة بين بني الوطن بعد أن تأكدت وحدة شعبنا في ميدان التحرير وفي التعاون والتآخي بين أبناء الوطن خلال هذه الفترة الحساسة من تاريخ الوطن.

وبعد الفشل الواضح الذي منيت به تلك التحركات الغريبة علي مجتمعنا وكان وراءها في معظم الأوقات فلول النظام السابق وزبانيته من المنافقين والفاسدين الذين استطاعوا أن يشيعوا الفوضي الهدامة في مجتمعنا في الفترة الأخيرة.

وتتعرض الثورات بعد نجاحها لموجات من التحركات الهادفة إلي العودة بالمجتمع إلي الوراء وإلي القضاء علي الآمال والأحلام التي جاءت بها الثورة.. وثورتنا الأخيرة ليست بعيدة عن مخاطر تلك التحركات الرجعية.. وما حركة السلفيين التي ظهرت علي الساحة السياسية بعد أن أفسح النظام الجديد الكثير من الحريات ومن القوانين الجديدة وعلي رأسها قانون الأحزاب الذي ألغي الكثير من القيود التي تحجم هذا النشاط طوال السنين الثلاثين الماضية.

ولقد ظلت الحركات السلفية الدقيقة تتحرك من وراء ستار طوال هذه السنين الطويلة ولم يسمح لها النظام السابق بمساحة للتحرك خلالها.

ولا ريب أن الحريات ليست فوضي أو وسيلة لإشاعة الحركات المتطرفة بل العكس هو الصحيح، فالحريات هي خريطة الطريق نحو التقدم والنمو والتطور والتقدم.

وما تدعو إليه التحركات السلفية من هدم المساجد والاعتداء علي مقار العبادة ليس من الإسلام في شيء، فالإسلام يا سادة دعوة إلي البناء لا دعوة إلي الهدم ودعوة إلي التقدم لا دعوة إلي التخلف.

ويعجب المرء كيف تترك السلطة الحاكمة في الوقت الحالي مثل هذه الحركات السلفية للتحرك بهذه الحرية وإلي خلق هذا الجو من الشكوك ومن التخوف من المستقبل.. هذا المستقبل البراق الذي استطعنا الوصول إليه بعد هذا الصراع الطويل مع الظلم والفساد والذي استمر جاثماً علي صدورنا طوال السنين الثلاثين الماضية.

ولا ريب أننا في حاجة في هذه المرحلة من تاريخ الوطن إلي تفعيل القانون بحسم واضح وألا نترك مساحة للفاسدين والساعين إلي العودة بالوطن مرة أخري إلي الوراء.. فاحترام القانون وحقوق الإنسان والمبادئ الأساسية للحكم الرشيد هي الطريق الوحيد لتقدم الدول والمجتمعات، أما إتاحة الفرصة للمتطرفين ومن السلفيين الذين يسعون بالعودة بالمجتمعات إلي الوراء ستكون له آثاره السلبية.. ولعل ما

نراه في المجتمعات السلفية في عالمنا الإسلامي لمثال واضح علي هذا الزعم فما تقوم به طالبان في أفغانستان أو في غيرها طوال السنين الأخيرة لدليل واضح علي ما يمكن أن تجر إليه الحركات السلفية المجتمعات الإنسانية في عصرنا الحديث الذي يعتمد في الأساس علي التقدم العلمي والتكنولوجي وعلي إعمال العقل لا علي تغييب العقل.

ومن هذا المنطلق أصبح لزاماً علينا جميعاً أن نقف بحسم أمام هذه التحركات السلفية التي تخلط بين الدين والسياسة واستغلال الدين وما أنزله الله سبحانه وتعالي في غير موقعه وفي غير زمانه وما حدث أخيراً من اعتداءات علي دور العبادة الإسلامية وعلي الكنائس القبطية وعلي غيرها من مؤسسات الدولة ومحاولة الهدم المستمر في مقدرات الأمة بعد هذا الوقت القصير من نجاح ثورتنا العظيمة لدليل واضح علي مدي سوء النية لهذه التحركات السلفية!!

ولا ريب أن المجتمع المصري يمر في الوقت الحاضر بمرحلة حرجة من تاريخه الحديث وخاصة بعد أن ازدادت في الفترة القصيرة الماضية أحداث الاعتداءات ومحاولات التدمير للممتلكات العامة والاعتداء علي دور العبادة وعلي استاد القاهرة وزيادة ظاهرة البلطجة الواردة علينا من الخارج بعد أن قام النظام السابق بسحب قوات الأمن والإيقاع بين هذه القوات وجموع الشعب المختلفة، الأمر الذي أدي إلي الفراغ الأمني الذي لم تستطع السلطة ملأه بعد وغير ذلك من السلبيات التي تنبئ بمخاطر لا حدود لها إذا تركناها تنخر في جسد المجتمع.

إن مسئوليتنا يا سادة نحو وطننا من جهة وثورتنا من جهة أخري أن نقف بحسم أمام هذه التحركات السلفية وغيرها من فلول النظام السابق التي تسعي إلي تدمير النجاحات التي أشاد بها شعوب العالم وقاداته.. خاصة بعد أن انتشرت تحركات الشعوب من حولنا مطالبة بحقوقها ومصالحها الوطنية.

إن المخاطر يا سادة لا تأتي من الداخل بل تأتي من الخارج أيضاً ولعل ما نراه حولنا من محاولات الاعتداء باسم الشرعية الدولية علي الشعوب المجاورة لنا، خاصة في ليبيا لدليل واضح علي هذا الزعم.

فإذا الشعب يوماً أراد الحياة   فلابد أن يستجيب القدر

ولابد لليل أن ينجلي                                    ولابد للقيد أن ينكسر