رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية سوق «الفراخ»

بوابة الوفد الإلكترونية

كيلو الدجاج فى المزارع بـ18 جنيهاً.. وأقل سعر فى الأسواق 25 جنيهاً!

«الدواجن والشتاء» حكاية غريبة هذا العام، فمع برودة الشتاء تنتشر الأوبئة بين الدواجن، مما يؤدى إلى نفوق أعداد غير قليلة منها، وبالتالى يقل المعروض، وعلي الفور يرتفع السعر بما يتراوح بين 5٪ و15٪.

حدث هذا فى السنوات السابقة، ولكن هذا العام انخفضت أسعار الدواجن مع بدايات الخريف، واستمر التراجع رغم أن الشتاء يدق الأبواب!

وفى سوق الفراخ حاليًا حكاية غريبة أخرى فسعر كيلو الدجاج يباع فى المزارع بما لا يتجاوز  18 جنيهاً، بينما يصل إلي المستهلكين بأسعار تتراوح بين 25 و56 جنيهاً.. كيف حدث ذلك؟.. ولماذا؟.. وكيف يمكن إعادة الانضباط إلي سوق الدواجن الذي تصل مبيعاته سنوياً إلى مليون و100 ألف طن، ويبلغ إنتاجه 2٫5 مليون دجاجة كل عام؟.. الإجابة في هذا التحقيق:

شهدت أسواق السلع الغذائية انخفاض أسعار بعض السلع الغذائية، وكان فى مقدمتها أسعار الدواجن، حيث بلغ سعر كيلو الفراخ البيضاء 33 جنيهاً فى سوق شبرا الخيمة، حسبما أكدت أمينة حسن ربة منزل، فيما بلغ سعر الكيلو 24 جنيهًا فى أسواق إمبابة و18 جنيهًا فى أسواق بنها!

وقال جرجس موسى بائع دواجن بمنطقة الوايلى: إن أسعار الدواجن تتفاوت يومًا بعد آخر، قال إن سعر الدواجن البيضاء يبلغ 25 جنيهًا للكيلو وسعر البلدى 40 جنيهاً، وجوز الحمام 50 جنيهاً، وكيلو البط البلدى بـ50 جنيهاً، بينما يبلغ سعر الأرانب 55 جنيهًا للكيلو.

وأوضح «موسى»، أن التجار والموزعين والسماسرة يتحكمون فى أسعار الفراخ فى جميع المحافظات، فهناك مناطق أسعار الدواجن فيها منخفضة ومناسبة لجميع المواطنين، وبينما توجد محافظات مرتفعة بها أسعار الدواجن بشكل كبير وغير مبرر، والسبب جشع وانعدام ضمير السماسرة والتجار الموزعين داخل جميع المنافذ على مستوى الجمهورية حتى يستطيع المواطن الحصول على الدواجن بأسعارها الحقيقة.

وأكد يوسف حسان بائع بيض من منطقة شبرا الخيمة، أن إنتاج البيض متوفر بكثرة ويبلغ سعر البيضة 125 قرشاً، وسجلت البيضة البلدى 150 قرشًا، بينما بلغ سعر الطبق الأبيض والأحمر 37 جنيهًا والنصف وسجل طبق البيض البلدى 45 جنيهًا.

خلطة سحرية

قال محسن فرج مربى دواجن بمحافظة القليوبية، إن مربى الدواجن يعانون من الأزمات التى تمر بها صناعة الدواجن فى مصر، أولها سعر بيع الدواجن الحية فلا يوجد أمام المربى إلا الحلول غير التقليدية لتحسين المنتج وزيادة الوزن ورفع مناعة الطيور، ولهذا يستعين البعض بالنباتات الطبيعية فى عليقة الدواجن ودائمًا، وأنصح المربين بوصفة البصل والثوم والليمون والخل، قائلًا: «أنا بسميها الخلطة السحرية لتأثيرها على طيور التسمين».

وأشار مربى الدواجن، إلى أن الدراسات العلمية الحديثة كشفت عن وجود مياه داخل البصل نسبتها 1% لها تأثير فعال مثل المضاد الحيوى تزيد من وزن الدجاج.

وتابع فرج، أن البصل يقلل نسبة الدهون الضارة فى لحم الطيور، ويجب على أصحاب عنابر تربية الدواجن إضافة مستخلص البصل مع الثوم كل 6 ساعات، ومستخلص الخميرة كل 6 ساعات ابتداء من اليوم الثالث للدورة الإنتاجية وحتى اليوم السابع وعند وزن الطيور حتى يستفيد المربى بزيادة الوزن فى أقل وقت ممكن من عمر الدورة الداجنية.

وأكد فرج، أن المربين يبيعون كيلو الدجاج للتجار والسماسرة بسعر 18 جنيهًا وبعض التجار يرفعون السعر إلى 30 و35 جنيهًا، بينما السعر العادل للكيلو لا يتعدى 25 جنيهاً.

قال الدكتور محمد البيطار أخصائى أمراض الدواجن، إن رفع المناعة لقطيع الدواجن داخل العنبر من أساسيات زيادة معدلات إنتاج اللحوم فى دواجن المزارع.

ونصح البيطار، المربى بضرورة تنظيم دروة التغذية لقطيع الدواجن داخل المزرعة حتى يتجنب الأمراض الخطيرة التى تؤدى إلى الموت المفاجئ للدواجن. موضحًا أهم العناصر الغذائية اللازمة لنجاح الدورة الداجنية وفى العليقة المقدمة للقطيع يجب أن تحتوى على البروتينات والأحماض الأمينية والكربوهيدرات والفيتامينات والعناصر المعدنية والعناصر الغذائية تتم إضافتها بنسب محددة من خلال الطيب المشرف المتابع للدورة الداجنية.

حماية الصناعة الوطنية

وقال عادل الألفى العضو المنتدب لشركة القاهرة للدواجن، إن هناك تفاوتًا ملحوظًا فى أسعار الدواجن ليس له مبرر، ومن المؤكد أن تسعير الدواجن لا يخضع للشركات ولكنه يخضع لسياسة العرض والطلب، فمع انخفاض القدرة الشرائية للمواطنين وارتفاع الأسعار بشكل عام ودخول موسم المدارس كل هذا أسهم فى ضعف القدرة الشرائية للمستهلك، وبالتالى انخفض الطلب على الدواجن سواء الحية أو المجمدة وبناء عليه انخفض سعر الدواجن فى السوق.

وأضاف «الألفى» أن أكبر الشركات فى مصر لا يزيد معدل التسمين لديها على 5% من حجم التسمين فى السوق، بينما تتولى المزارع الصغيرة بها

النسبة الأكبر من ، مشيرًا إلى أن السوق يمر بفترات تذبذب مستمرة، وهنا يقع على الدولة دور مهم وهو سرعة اتخاذ القرار حالة وجود أمراض وبائية وسرعة التشخيص السليم للوباء للحد من انتشار الأمراض وتوفير الأدوية الفعالة القادرة على مكافحة الفيروسات بشكل نهائى، وبالتالى تقليل نسبة النفوق، الأمر الذى ينعكس بطريقة إيجابية على الأسعار والمستهلك.

وأكد «الألفى» أنه رغم انخفاض سعر الفراخ فى المزارع لم تنخفض أسعار الدواجن المجمدة فى السلاسل التجارية أو السوبر ماركت الصغيرة، وقال: محلات الطيور الحية هى التى تمثل 70% من حجم التداول، مع العلم أن العلاقة بين الدواجن المجمدة والحية ليست قوية، أى أنه عندما تنخفض أسعار الدواجن الحية ليس بالضرورة أن تتبعها مباشرة أسعار الدواجن المجمدة.

وعن قرار الحكومة وقف استيراد الدواجن المجمدة أوضح «الألفى» أنه يؤيد أى قرار يدعم المصلحة العامة للدولة.. وقال هذا القرار يحافظ على صناعة الدواجن الوطنية، خاصة صغار المزارعين وعمومًا والاستيراد لا يتجاوز 15% من إجمالى الاستهلاك المحلى والذى يبلغ مليونًا و100 ألف طن دواجن.

خلل فى الأسواق

ومن جانبه قال عبدالعزيز السيد رئيس شعبة الدواجن، إن هناك خللاً كبيراً فى سوق الدواجن فى مصر، حيث إن سعر كيلو الدجاج فى المزرعة بـ18 جنيهاً وتصل ليد المستهلك بسعر يزيد على 25 جنيهًا، بسبب الحلقات الوسيطة لذا ينبغى على الأجهزة الرقابية أن تمارس دورها فى ضبط الأسواق.

وعن وقف استيراد الدواجن أكد عبدالعزيز: لا نستورد سوى 4٪ لسد فجوة الإنتاج ويصل إنتاجنا إلى 2.6 مليون دجاجة سنويًا والاستهلاك أكثر من هذا بقليل، ولا شك أن وقف الاستيراد هو حماية للصناعة الوطنية.

وأوضح رئيس شعبة الدواجن، أن أهم مشكلات صناعة الدواجن هى عشوائية الإنتاج، فالمزارع متباعدة وصغار المربين هم السواد الأعظم فى قطاع التسمين، لذا لابد من نقل المزارع إلى الظهير الصحراوى مع توفير أراضٍ لصغار المزارعين بنظام حق الانتفاع وأسعار مناسبة غير مغالى فيها، بالإضافة إلى ضرورة أن تكون الأرض مرفقة وهذا هو دور جهاز تنمية المشروعات.

وطالبت مريم إبراهيم 42 عامًا من سكان الجيزة بزيادة كميات الدواجن فى المجمعات الاستهلاكية للنجاة من تلاعب التجار والسماسرة فى أسعار الدجاج. ونصحت إبراهيم المواطنين باللجوء إلى بدائل اللحوم مثل البقوليات والأسماك قائلًا: الأسعار انخفضت قليلًا ولكنها ليست عادلة ويجب أن تنخفض بشكل أكبر مما حدث مؤخرًا.

قال أسامة إبراهيم تاجر دواجن من منطقة الجيزة: إن السبب فى ارتفاع الأسعار، هو نجاح حملة مقاطعة اللحوم بعدما اتجه المستهلكون إلى الدواجن، الأمر الذى زاد من استغلال التجار المواطنين ويتعمدون تفاوت أسعار الدواجن بشكل كبير، مؤكدًا أن المواطن هو الضحية الوحيدة فى نهاية الأمر.

وأوضح إبراهيم أن أسعار الدواجن ارتفعت إلى 35 جنيهًا للكيلو، بينما الفراخ بانيه وصلت 85، والسعر التجارى هو 32 جنيهًا لكيلو الفراخ البيضاء والبلدى 45 جنيهًا معبرًا عن حزنه الشديد بسبب استغلال وجشع التجار للمواطنين وهو ما ظهر بوضوح فى أسعار الدواجن بعدما ارتفعت 10 جنيهات للكيلو.