عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

د. هانى سرى الدين يكتب : مشروعات النقل نموذج لما ينبغى أن يكون

كتبت فى الأسبوع الماضى أن مشروع القطار السريع هو انطلاقة جديدة نحو المستقبل. وقلت إن تطوير نقل البضائع والركاب يمثل شريان حياة جديدًا، ويعنى تطويرًا عمرانيًا مستمرًا، ويؤدى إلى تطوير التجارة الداخلية، ويشجع الاستثمار المحلى والأجنبى على السواء، ويقلل من الهجرات الجماعية، والأهم من كل ذلك، فإنه يحد من حوادث الطرق وفقد الأرواح.

والحقيقة، فإن مشروعات النقل البرى (الطرق) التى شهدتها مصر على مدى السنوات الأخيرة تمثل نقلة حضارية غير مسبوقة، وتعد نموذجًا من المفترض أن يحتذى فى باقى قطاعات التنمية فى مصر. إنها بمثابة دليل إرشاد لما ينبغى أن يكون عليه باقى المشروعات العملاقة، من حسم، وجدية، وحسن أداء وإدارة، وإفلات من البيروقراطية العتيقة، وسرعة فى التنفيذ مع دقته.

لقد نفذت مصر أكثر من 1600 مشروع فى مجال النقل والطرق خلال السنوات الخمس الأخيرة، منها مثلًا 600 كوبرى ونفق للسكة الحديد، وطرق سريعة لا حصر لها، فمثلًا تم إضافة 4500 كيلو متر طرقًا جديدة، وتمت صيانة ورفع كفاءة نحو خمسة آلاف كيلو متر من الطرق الموجودة، كما تم أيضاً التخطيط لتنفيذ سبعة آلاف كيلو متر أخرى.

ومثل هذه الطرق الجديدة تبعث أخبار تنفيذها مزيجًا من الفخر والتفاؤل فى النفس، وتؤكد جهود الرئيس والحكومة ووزير النقل فى تذليل العقبات والعمل على تطوير وتحسين مصر وتحديثها حضاريًا باعتباره أمرًا لا يقبل التهاون أو التردد.

لقد سعدت مثلًا بمعرفة تفاصيل تطوير طريق القاهرة أسوان الغربى ليمتد حتى توشكى ثم أرقين بطول 1255 كم، كما سعدت بمشروع تطوير الطريق الدائرى فى القاهرة الكبرى ليتسع إلى ثماني حارات، فضلًا عن توسعة عدد من الطرق المهمة وتحويلها إلى طرق مزدوجة مثل طريق أسيوط سوهاج، وسفاجا مرسى علم، والمنصورة جمصة وغيرها من الطرق.

وعلى الرغم من النجاح المبهر فى مجال تطوير النقل البرى، والبدء فى إصلاح السكك الحديدية وتطويرها، فلاتزال هناك حاجة ماسة للاهتمام بالموانئ الجافة والموانئ البحرية ومشروعات النقل النهرى.

لقد انعكس كل هذا الأداء بشكل مباشر على مؤشر التنافسية المصرى، وتغيير ترتيبها فى مجال جودة الطرق والبنية التحتية من المركز الـ118 عام 2014 إلى المركز 28 عام 2019. ونأمل ونتصور ونتوقع

أن يستمر التطور لتصبح مصر من أفضل عشر دول فى العالم فى مجال جودة الطرق.

لقد استمعت قبل أيام لإعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى عن جانب مما يحدث فى مجال السكة الحديد، وسعدت أن تولى الدولة اهتمامًا مضاعفًا بهذا القطاع الحيوى، الذى كانت مصر من الدول الرائدة فيه، وسعدت أكثر بتأكيد الرئيس أنه لن ينتهى عام 2021 دون تطوير شامل لكافة عربات السكة الحديد، حتى أنه لن تكون هناك عربة واحدة قديمة. لقد كان هذا القطاع بالفعل شبه مجمد، ومنسيًا على مدى عقود طويلة، حتى أنه لم يشهد استثمارات حقيقية لنحو ثمانين عامًا، وآن الأوان أن تسترد مصر مكانتها وتستعيد مجدها فيه. وأتمنى أن نشهد ربطًا بين الموانئ النهرية والبحرية والجافة من ناحية وشبكات السكك الحديدية من ناحية أخرى.

إننى لا أبالغ عندما أقول إن ما يتحقق فى قطاع النقل المصرى يستحق الفخر، والمتابعة. فأولًا هو دليل واضح على قدرة المصريين على التطور والتغير واللحاق بالشعوب المتقدمة والأمم المتحضرة. وثانيًا فإنه يؤكد إمكانية مواجهة البيروقراطية وتجاوزها بحسم والتغلب على أى معوقات تعرقل تنفيذ المشروعات التنموية العظيمة. وثالثًا لأن هذا القطاع تحديدًا، هو القطاع الأهم لتحسين مناخ الاستثمار وتشجيع أصحاب رءوس الأموال على تنفيذ مشروعات جديدة وتوفير فرص عمل للشباب. ثم مع كل ذلك، فإن القطاع يعد نموذجًا يمكن الاسترشاد به فى باقى مجالات التنمية فى مصر.

وسلامٌ على الأمة المصرية.