رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذكرى رحيل ماري منيب.. الحماة التي أضحكت الجمهور وخانها حبها الأول مع صديقتها

 

عندما نتحدث عن زمن أبطال الكوميديا في السينما المصرية قديماً سنجد مئات الأسماء الذين عملوا في هذا المجال، ولكن أكثر من تميزت وأدت أدوار كوميدية قديماً ومازال فنها مؤثراً حتى يومنا هذا وبقوة، لعبت أدوارها بمنتهى البراعة والتلقائية رغم حصر أعمالها في دور "الحماة" وهو ما زاد شهرتها بين أبطال الكوميديا بسبب هذه الشخصية المميزة التي جسدتها وأتقنتها وأدتها بشكل كوميدي لم يقدمه فنانة مثلها.

 

بداية حياتها

ماري سليم حبيب نصر الله، عرفت فنياً باسم "ماري منيب" ولدت في دمشق عام 1905، قرر والدها بعد ولادتها الانتقال بأسرته إلى القاهرة لممارسة التجارة وتحديداً حي شبره، وهو الحي الذي سكنه أغلب الفنانين في هذا الوقت، بعد بلوغها من العمر 12 عام اكتشف والدها أن عمله في التجارة لم يعد مُربح وخسر الكثير من أمواله الأمر الذي تسبب له في نكسة وتوفي حزناً.

 

اقرأ أيضا : صور.. الوفد ترصد مأساة عمال التراحيل مع البرد والوباء.. والمسئولين ودن طين وأخرى عجين

 

بعد وفاة الأب ماري راقصة في ملهى

تدهور الوضع المالي للأسرة ولم يكن لهم مصدر للإنفاق بعد وفاة الأب، ولم يكن أمام "ماري" سوى خياران أولهم استكمال الدراسة وتحمل ظروف الحياة القاسية أو التخلي عن الدراسة والبحث عن وظيفة للإنفاق على والدتها وشقيقتها رغم صغر سنها، وهذا ما حدث قررت ماري أن تتحمل المسئولية في وقت مُبكر وكان ذلك عام 1917  وبسبب ظروف البلد القاسية في ذلك الوقت لم تجد ماري إلا وظيفة في ملهى ليلي في حي الهرم، وأستمر في الملهي راقصة لمدة عامان، إلى أن لفتت نظر الفنان فؤاد الجزائري وهي ترقص حيث كانت تشبه إلى حد كبير أبنته "إحسان" التي لعبت دور "أم أحمد" في مسرحياته، وقرر أن يدخلها المسرح للتمثيل في مسرحياته بدلاً من أم أحمد التي كانت مريضة في هذه الفترة، الغريب في الأمر أن "أم أحمد" لعبت شخصية الحماة المتسلطة التي كانت تتدخل فيما يعنيها وما لا يعنيها، وهنا قرر أن يضم ماري للعب هذا الدور المميز، ووافقت ماري منيب، وكانت هذا بداية السلم.

 

أول مرة على المسرح ماري "بكماء"

أول لحظة خرجت بها ماري على المسرح لتأدية دورها وقفت عاجزة لم تستطع أن تتفوه بكلمة، ونسيت جمع الجُمل وأصيبت بالخرس، الأمر الذي تسبب في سخرية الجمهور لها، بينما فؤاد أشفق عليها والتمس لها العذر لثقته فيها وأنه يعلم أنها ستكون فنانة مميزة، وبالفعل حصلت على فرصة أخرى وتجاوزت الرهبة التي تملكت منها في أول مرة، ثم انضمت لعدد كبير من الفرق المسرحية مثل علي الكسار وأمين عطا الله، ثم فرقة نجيب الرحاني وكان انضمامها لهذه الفرقة يعتبر أهم الفترات التي عملت معها على المسرح، وكانت رئيسة الفرقة وكان لها دور رئيسي وأصبحت نجمة الفرقة.

 

بداية دخولها عالم السينما

في ذلك الوقت كانت السينما المصرية في بدايتها والإنتاج السينمائي ضعيف وكان المسرح أقوى منها بكثير، ولكن بعدما فتحت السينما أبوابها دخلتها الفنانة ماري منيب بقوة من خلال في فيلم "أبن الشعب" وكان هذا عام 1934، ثم توالت أعمالها بعد ذلك وأصبحت حوالي 100 فيلم والعديد من المسرحيات، ومثلنا لعبت دور الحماة المتسلطة في المسرح لعبت هذا الدور ببراعة في السينما، وسبب تقديمها لهذه الشخصية في أغلب أعمالها أن المنتجين والمخرجين عندما يجدوا فنان بارع في دور محدد يطلبونه لتأدية نفس الشخصية في أعمال أخرى وهو أمر ليس بالسهل تقديمه بشكل متكرر والنجاح فيه، ولكن ماري لأنها نجحت في تأدية دور المرأة المتسلطة لأنها كانت صادقة جدا في هذا الدور الذي أدته بمنتهى البراعة والجدارة، وهذا ما ألتمسه الجمهور منها.

 

حب من أول نظرة ثم خيانة

أول زوج في حياته كان الفنان فوزي منيب، الذي تعرفت عليه خلال استقلالها قطار من القاهرة متجه إلى دمشق وهي تبلغ من العمر 14 عام، وخلال رحلتهم تبادلوا نظرات الإعجاب التي وصلت إلى الحب من أول نظرة، وبعد وصولهم إلى المحطة قرروا الزواج، وهو ما أغضب والدتها بشدة ورفضت الزيجة وطالبت فوزي بتطليق أبنتها ولكنه رفض، ومن هنا جاء أسم ماري منيب نسبة بزوجها فوزي منيب، واستمر الزواج وأنجبت منه ولدين ثم سافرت إلى لبنان بصحبة زوجها بعد موافقة والدتها، وعملوا هناك فترة كبيرة وحققوا مكاسب مالية ضخمة، ولكنهم انفصلوا بعد أن علمت ماري أن زوجها تزوج من أخرى في السر من أحدى صديقاتها في الفرقة، وكان أسمها "نرجس شوقي".

 

تزوجت زوج شقيقتها

تزوجت ماري بعد ذلك من المحامي عبد السلام فهمي، وهو زوج شقيقتها التي توفت وتركت خلفها 3 أبناء، وقررت ماري أن تكون لهم الأم الثانية، وعاشت مع والدة زوجها التي كانت تهتم بالشريعة الإسلامية والقرآن، وهي من الأمور المثيرة لفضول ماري حيث كانت تجلس بجوار والدة زوجها وتسمعها وهي تقرأ القرآن إلى أن حفظته.

 

أشهرت إسلامها

أشهرت إسلامها في محكمة مصر الابتدائية عام 1937، وصدرت وثيقة بإشهار إسلامها لدى الشيخ محمود العربي والشيخ أحمد الجداوي رئيس المحكمة، وكتب في الوثيقة حضرت السيدة ماري منيب المقيمة في شارع نوهي بشبرا وهي كانت مسيحية كاثوليكية واعتنقت الإسلام ونطقت الشهادتين واختارت لنفسها أسم أمينة عبد السلام نسبة لزوجها عبد السلام فهمي، وبهذا الشكل كان عبد السلام سبباً في إسلام شقيقتها المتوفاة ثم إسلامها بعد زواجهما.

 

ابتعدت عن الفن لتربية أبناء شقيقتها

من أجل أطفال شقيقتها اضطرت أن تبتعد ماري عن التمثيل فترة كبيرة ثم عادت مرة أخرى بعد أن نضج أبناء، وكان آخر عمل فني لها كان "لصوص لكن ظرفاء"، مع الفنان عادل إمام وأحمد مظهر، وكانت تتحضر لإحدى المسرحيات وفي يوم كانت تتحدث في الكواليس على غير العادة وتحكي ذكرياتها مع فرقة نجيب الريحاني وطفولتها وأعمالها، وبعد أنهاء المسرحية عادت إلى منزلها في شبرا، وأثناء نومها فوجئ زوجها أنها تتحدث بأصوات غريبة وحاول إيقاظها ولكنها لم تستيقظ وتوفت دون سبب أو سابق إنذار وكان ذلك يوم 21 يناير 1969.

 

صاحبة البسمة

كانت مؤثرة في الفن المصري والوطن العربي تحديداً، تخطت أعمالها المئات وتركت انطباع مؤثر حتى يومنا هذا وخلفت بسمة على وجوه جمهورها الذي مازال يتذكرها.