رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ثورات الشعوب وأزمة التشفير

تزايدت حدة الاعتراضات علي سياسة تشفير مباريات كرة القدم ليس في مصر وحدها بل في معظم الدول العربية وعدد كبير من دول العالم، وأصبح مشهد الجماهير من عشاق الساحرة المستديرة التي يعتبرها الكثيرون المتنفس الوحيد لهم وسط الضغوطات الحياتية المتزايدة علي المقاهي يتابعون المباريات مشهدا غير مقبول بالمرة.

ورغم الضغوط المتزايدة فإن الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا والاتحاد الاوروبي الويفا يصران علي دعم هذا التشفير الذي أصبح شبحا يطارد اللعبة في كل مكان، ويؤكد المسئولون في الاتحادين أن هذه السياسة هي السبيل الوحيد للإنفاق علي هذه اللعبة التي أصبحت تتطلب نفقات باهظة للغاية.

ويرتكز المعترضون علي حكم المحكمة الأوربية العليا الذي صدر منذ ثلاثة أشهر ويقضي بعدم تشفير مباريا ت مونديال 2014 في البرازيل وكذلك كأس الأمم الأوربية وإذاعتها عبر البث المفتوح، وبالتالي منع البث الحصري للمباريات والتأكيد علي أن الحدثين من أهم ما يترقبه المجتمع الأوروبي.

ويعد هذا الحكم التاريخي الذي يجب تطبيقه احتراما لرغبة المواطنين في جميع أنحاء المعمورة في حقهم في المتعة عن طريق كرة القدم صفعة حقيقية لكل الباحثين عن المكاسب المادية فقط أو الذين يضعونها علي رأس قائمة الأولويات دون التفكير في المشاهدين الذين أصبح معظمهم غير قادر علي مواجهة المصاريف الباهظة التي يتطلبها نظام التشفير ليس في الوطن العربي أو الدول الفقيرة فحسب إنما في أوروبا أيضا التي بدأت تعرف طريق الوصلات

السلكية التي تعتبر الحيلة التي لجأ لها الكثيرون مع بداية التشفير.

والغريب أن الاتحادين الدولي والأوروبي قد أعلنا أن مباريات كرة القدم لا تعد من الأحداث ذات الأهمية الكبري بالنسبة للشعوب، وهو ما رفضته المحكمة الأوروبية التي يعتبر حكمها بمثابة تحدي للاتحادين وانتصار لبلجيكا وانجلترا اللتين قامتا بإذاعة المباريات عبر القنوات المفتوحة وهو ما أثار غضب الفيفا واليوفا وقررا اللجوء إلي المحكمة التي أنصفت الدولتين.

وبخلاف هذا الحكم الاوروبي يشهد عدد كبير من الدول تحركات واسعة في محاولة لإنهاء حالة الاحتكار التي تمنع قطاعا كبيرا من الجماهير من المتعة خاصة بالنسبة للعديد من الدول العربية التي تشهد تغيرات جذرية ويري الرافضون لسياسة التشفير أنها لاتحقق العدالة الاجتماعية التي تنادي بها الشعوب العربية التي قامت بالثورات وتضع من بين أولوياتها القضاء علي أي نوع من أنواع الاحتكار خاصة أن له تأثيرا سلبيا مباشرا علي الجماهير من عشاق الساحرة المستديرة.