رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

شاهد: حمادة إمام.. كواليس وأسرار في حياة الثعلب "هاتها من الشبكة"

حمادة إمام نجم الزمالك
حمادة إمام نجم الزمالك الراحل

تمر اليوم الذكري الثالثة لوفاة حمادة إمام نجم نادي الزمالك الأسبق وعضو مجلس إدارته، حيث حرصت جماهير القلعة البيضاء علي مواقع التواصل الاجتماعي علي الاحتفاء بذكري النجم الراحل وتخليد أبرز إنجازاته ومواقفه مع مدرسة الفن والهندسة لاعبًا وإداريًّا .

حالة الارتباط الوثيق للغاية بين الجماهير الزملكاوية خاصة من أجيال الشباب التي لم يشاهد معظهما حمادة أمام لاعب ولم يعاصروه حتي كإداري وعضو مجلس إدارة تثير الكثير من الدهشة.

محمد يحيي الحرية أمام الذي يعد بإجماع "الزملكاوية" الرمز الأهم في تاريخ ناديهم مازال محافظًا علي رصيده في قلوب عشاق ناديه رغم رحيله قبل ثلاث سنوات .. "الوفد " ترصد أبرز محطات ومواقف النجم الراحل في السطور التالية ...

 

صانع الشعبية

ربما  السر الأول في شعبية حمادة إمام الجارفة هي مسيرته كلاعب فذَّ، علي الرغم من سوء حظه حيث إن مشواره مع الفريق الأول لكرة القدم كان قصيرًا نظرًا للظروف التي مرت بها مصر في أعقاب نكسة 1967 وتوقف المسابقات المحلية طوال أربع سنوات.

ذاع صيت حمادة إمام مبكرًا وهو في السابعة عشر من عمره عندما قرر المشير عبدالحكيم عامر وزير الحربية المعروف بانتماءه لنادي الزمالك تخصيص طائرة لإحضاره من قطاع غزة حيث كان يقيم مع والده الذي عمل كنائب لحاكم غزة وقتها للحاق بنهائي بطولة الجمهورية للشباب تحت 20 عامًا بين الأهلي والزمالك عام 1959، ليشارك حمادة باللقاء ويقود الفريق الأبيض للفوز بسداسية سجله منها خمس أهداف، ليتحول حمادة إمام إلي أحد نجوم الفريق الأول في النادي ومنتخب مصر بداية من الموسم التالي، حيث يعد النجم الراحل هو رابع هدافي الزمالك عبر تاريخه بـ 74 هدفاً سجلها مع الفريق خلال 7 مواسم فقط، قبل أن تستأنف المسابقات المحلية عام 1971 ليشارك حمادة إمام بشكل متقطع مع الفريق قبل إعلان اعتزاله.

 

ظل حمادة إمام طوال سبعة سنوات النجم الأهم في الكرة المصرية ليساهم بشكل واضح في زيادة شعبية النادي بعد كسر سيطرة الأهلي المنافس التقليدي علي البطولات في حقبة الخمسينات، إلا أن هذه الشعبية لم تكن فقط لمجرد تميزه كلاعب كرة قدم ..

فحمادة إمام قد ساهم فعليًّا في بناء نادي الزمالك بشكله الحالي بعد أن قام مع زملائه بحمل قطع الحجارة من مقر النادي القديم بجوار مسرح البالون إلي المقر الحالي بميت عقبة علي أكتافهم دون اكتراث بما وصلوا له من نجومية وشهرة .

 

وشك حلو يا حمادة

السر الثاني وراء شعبية حمادة إمام هو ارتباطه الدائم بتحقيق نجاحات فمثلما كان لاعبًا فذًّا، أظهر إمام قدراته الإدارية سواء أثناء عمله كمدير للكرة بالزمالك، أو عضوية مجلس إدارته، حتي تولي منصب نائب رئيس اتحاد الكرة في وقت سابق.

طوال فترة عمله الإداري داخل النادي كان النجم الراحل قريبًا من نجوم فريق كرة القدم، مساهمًا في اكتشاف العديد من نجوم القلعة البيضاء عبر تاريخها.

 

إلا أن تألق حمادة لم يتوقف عند الإدارة بل إن اتجاهه للتعليق لعب دورًا كبيرًا في الحفاظ علي شعبيته لدي جماهير الكرة المصرية بوجه عام .

ارتبط صوت حمادة إمام دائمًا بذكريات سعيدة في تاريخ الكرة المصرية بداية من كاس الأمم الأفريقية 1986 والهتاف الشهير من بعض المشجعين الجالسين بقرب كابينة التعليق في ستاد القاهرة "وشك حل يا حمادة" في مباراة المنتخب أمام كوتديفوار .

 

كما تحول حمادة إمام إلي تميمة حظ لدي جماهير الزمالك علي وجه الخصوص ومصدرًا لتفاؤلها بعد أن قام بالتعليق علي مباراتي نهائي بطولة أفريقيا 1984 أمام شوتنج ستارز وهي البطولة القارية الأولي في تاريخ الزمالك.

كما قام إمام بالتعليق علي إياب نهائي أفريقيا 1986 أمام أفريكاسبور إذاعياً ، وذهاب نهائي البطولة نفسها عام 1993 أمام كوتوكو الغاني، ثم مباراة العودة في بطولة 1996 أمام شوتنج ستارز.

 

آل إمام

أحد أهم أسرار شعبية ونجومية حمادة إمام هو كونه أحد

أضلاع عائلة ارتبطت منذ ثلاثينيات القرن الماضي بنادي الزمالك، حيث لعب والده يحيي الحرية إمام كحارس للفريق الأبيض ومنتخب مصر خلال الفترة من 1937وحتي 1953، قبل أن يكمل الثعلب الكبير المسيرة طوال حقبة الستينات قبل التوجه للعمل الإداري في السبعينات والثمانينات.

واكتمال عقد عائلة إمام بظهور حازم إمام الذي أكمل مهمة الحفاظ علي شعبية الزمالك وريادتها علي أكمل وجه منذ تصعيده لصفوف الفريق الأول بالنادي منتصف التسعينات وحتي اعتزاله كرة القدم.

 

قفشات المعلق حمادة إمام

سر آخر من أسرار ارتباط الجماهير بحمادة إمام هي خفة ظله كمعلق علي المباريات، إلا أن قفشات حمادة علي المباريات التي قام بالتعليق عليها في ظل تواجد نجله حازم إمام علي أرض الملعب هي الأكثر طرافة، رغم محاولاته المستميته لإخفاء تعاطفه وحياديته، حتي أن حازم إمام نفسه يري أن ميمي الشربيني المعلق الكبير والنجم السابق للأهلي كان يعطيه حقه في الملعب أكثر من والده.

 

إلا أن أطرف ماقام به النجم الراحل كمعلق لم يكن امام الميكروفون، فأثناء تعليقه علي مباراة ربع نهائي أمم أفريقيا 1998 بين المنتخب الوطني وكوتديفوار، لم يتمالك حمادة إمام أعصابه أثناء توجه حازم لتسديد ركلة الترجيح الأخيرة ليفاجئ المتواجدين بالخروج من الاستوديو حتي لا يري اللقطة.

كما أن جماهير القلعة البيضاء مازالت تتذكر لقطة بكائه تأثراً بفوز الزمالك بدرع الدوري لموسم 2014-2015 أثناء تقديمه إحدي حلقات برنامجه الأسبوعي علي قناة النيل للرياضة.

 

وقبلها لقطة مشابهة عام 2011 أثناء احتفال النادي الأبيض بمئويته، وغيرها من اللقطات والتصريحات التي حافظ فيها النجم الراحل دائمًا علي العلاقة الوطيدة بينه وبين الجماهير البيضاء.

 

الخلطة السرية

مع كل ماسبق يبدو السر الأهم في شعبية حمادة إمام الجارفة هو أنه أدرك مبكرًا أنه لا يكفي أن تكون لاعبًا مميزًا لكي تخلد ذكراه في عقول الجماهير.

أدرك إمام في أوج نجوميته سر الخلطة التي تشكل الفارق بين لاعب جيد وأسطورة لناديه وهو ما لخصه في مذكراته التي كتبها لمجلة "سمير" عام 1986 رغم كونه في الخامسة والعشرين من عمره في هذا التوقيت، والتي يمكن تلخيصها في جملتين كتبهما النجم الراحل:

" أنا لعبت منذ عام 61 حتى الآن ولم أعتذر عن أية مباراة سوى مباراتين لم ألعبهما بسبب إصابتي، أحبائي أشكركم أنكم سمحتم لي أن أكتب مذكراتي مع أنني ما زلت أحاول أن أكون شيئا في عالم الكرة. عالم الفن". 

هذه التوليفة من الالتزام والاجتهاد والتواضع الشديد الذي حافظ عليه حمادة إمام حتي يوم رحيله هي أهم أسرار تعلق الملايين به واحتفائهم سنويًّا بذكراه.