رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سقوط هامبورج يكشف لعبة غسيل الأموال وتغيير الخريطة الكروية

إحتجاجات جماهير هامبورج
إحتجاجات جماهير هامبورج بعد الهبوط للدرجة الثانية

كتب - وليد خليل:

 

صدمة جديدة تلقاها عشاق كرة القدم الأوروبية، مساء السبت الماضى، بعد الهبوط المدوى لفريق هامبورج إلى الدرجة الثانية الألمانية للمرة الأول فى تاريخه وهو الفريق الوحيد الذى شارك فى جميع نسخ البوندزليجا منذ انطلاقها عام 1962.

أعمال الشغب التى اندلعت فى المدرجات أثناء وبعد انتهاء مباراة هامبورج ومونشجلادباخ كانت متوقعة، فعلى الرغم من التراجع المستمر فى نتائج هامبورج ومواجهة شبح الهبوط فى الأعوام الأخيرة إلا أن هبوط بطل ألمانيا 6 مرات وبطل أوروبا عام 1983 كان كابوساً يرفض الجميع تصديقه.

هبوط فريق هامبورج ومن قبله ريفربليت الأرجنتينى وجلاسجو رينجرز الأسكتلندى أعاد قضية الاستثمار وضخ الأموال فى الأندية العالمية ومدى تقنين هذه الاستثمارات التى باتت أقرب إلى غسيل الأموال ومحاولات السيطرة من بعض الجهات على كرة القدم العالمية.

 

الهيمنة الصينية

الاستثمارات الصينية أحد النماذج الواضحة لتداخل بين السياسة والرياضة، فبداية ضخ الأموال الصينية كانت منذ أعلن الحزب الشيوعى فى الصين عما يسمى بحلم القوة الرياضية العظيمة، فالرئيس الصينى أكد سابقاً أن كرة القدم هى «أداة» دبلوماسية مفيدة، وهو ما يفسر الاهتمام الكبير بكرة القدم الصينية حتى إن المسئولين عن هذا الملف هناك يطمحون فى زيادة عدد الممارسين للعبة إلى 50 مليون شخص بحلول عام 2025 بجانب إنشاء 20 ألف مركز تدريب و70 ألف ملعب كرة قدم فى كل أنحاء الصين.

البنية التحتية لم تكن سوى خطوة أولى أما ثانى الخطوات فهى جذب عدد كبير من نجوم الأندية الأوروبية مثل الأرجنتينى كارلوس تيفيز الذى فضل الانتقال إلى الصين مقابل 40 مليون يورو سنوياً على الاستمرار مع يوفنتوس الإيطالى، وجاكسون مارتينيز مهاجم المنتخب الكولومبى، ثم البرازيلى أوسكار نجم وسط تشيلسى وآخرين.

هذا الكم من الأموال يفوق تماماً عائدات الاندية الصينية والدخل التى تدره المسابقات المحلية هناك، وهو ما أثار شبهات حول استغلال الشركات الصينية لفكرة الاستثمار الرياضى كغطاء للقيام بعمليات غسيل أموال، وهى الشبهات التى تضاعفت بعد صفقة شراء الصينى يونج هونج لى لنادى إيه سى ميلان الإيطالى العام الماضى، فى ظل عدم وجود أى دليل يثبت امتلاك المالك الصينى لأى شركات، حيث تم تمويل صفقة شراء ميلان عن طريق قروض من البنوك الصينية.

 

الفساد القطرى يهدد باريس سان جيرمان

بدأت قطر دخول لعبة الاستثمار فى الأندية الأوروبية بعد نجاح تجربة الإمارات بداية من رعاية نادى أرسنال الانجليزى، ثم تجربة مجموعة أبو ظبى الاستثمارية التى قامت بشراء نادى مانشستر سيتى ليتحول إلى أحد أكبر القوى الاقتصادية فى أوروبا تحت قيادة منصور بن زايد وهو نائب رئيس مجلس الوزراء الإماراتى.

وأدركت قطر أن عليها استغلال قوتها الاقتصادية فى دخول اللعبة ومزاحمة الأموال الإماراتية وشركات شرق آسيا.

صفقة شراء ناصر الخليفى لباريس سان جيرمان الفرنسى كانت الخطوة القطرية الأبرز نحو الهيمنة على الرياضة الأوروبية، بعد المليارات التى تضخها شبكة بين سبورت الرياضية لاحتكار كل الأحداث الرياضية الهامة.

ظهور ناصر الخليفى على الساحة الأوروبية لفت الانظار لما يسمى بمؤسسة قطر للاستثمارات الرياضية وهى أحد أذرع حاكم قطر، خاصة بعد المليارات التى قامت هذه الجهة المشبوهة بضخها فى السنوات القليلة الماضية، وتورطها فى فضيحة شراء أصوات بعض أعضاء المكتب التنفيذى للاتحاد الدولى لكرة القدم لتسهيل فوز الملف القطرى لمونديال 2022، ثم الصفقات الخرافية لنادى العاصمة الفرنسى وخرقه الواضح للقواعد التى وضعها الاتحاد الأوروبى يويفا للعب النظيف والذى يتلخص فى حظر صرف الأندية لأية مبالغ تفوق إيراداتها ودخلها السنوى وهى القاعدة التى تجاوزها الخليفة الصيف الماضى عند التعاقد مع البرازيلى نيمار نجم برشلونة.

صفقة برشلونة التى أبرمت من أجل تحسين صورة

قطر بعد تورطها فى العديد من قضايا دعم الإرهاب حول العالم، قد تكون هى نفسها كلمة السر فى وضح حد للفساد المالى لقطر فى الرياضة الأوروبية، بعد أن نشرت صحيفة فاينانشيال تايمز الشهيرة عن اتهام أداة باريس سان جيرمان بغسيل الأموال وخضوع النادى لتحقيقات موسعة فى الاتحاد الأوروبى بسبب صفقة شراء نيمار وكيليات مبابى، وهو ما قد يؤدى إلى فرض غرامات مالية قاسية، وربما الحرمان من المشاركة فى المسابقات الأوروبية لفترة محددة.

كما أن الخليفى قد يضطر تحت ضغط الاتحاد الأوروبى إلى التخلص من بعض نجومه لتوفير الغطاء المالى والافلات من هذه العقوبات المفيلة بتدمير مشروع قطر لسنوات قادة.

 

الأندية المصرية تحت خط الفقر

مع كل التطورات التى طرأت على ملف التسويق والاستثمار الرياضى ودخول شركات عملاقة لهذا المجال عالمياً، حتى أصبحت كرة القدم الأوروبية محل نزاع «غير نظيف على الأرجح» بين العديد من الجهات والدول، ومع التطور الكبير الذى تشهده العديد من البلدان والمسابقات العربية على مستوى الاستثمار تقف الاندية المصرية محلك سر.

هل يعقل أن ناديين مثل الأهلى والزمالك بتاريخهما الممتد أكثر من 100 عام، وهما الناديان الأكثر تتويجاً والأكثر شعبية على المستويين الإقليمى والقارى تنحصر أفكارهم الضيقة عن الاستثمار الرياضى والتسويق، فى صفقات بيع وشراء اللاعبين كل فترة الانتقالات.

الأهلى على سبيل المثال مازال عاجزاً عن توفير مصادر دخل ثابت بل إنه عاجز حتى عن تسويق علامته تجارياً، حتى وصل به الحال إلى تأجيل إتمام صفقاته الصيفية حتى وصول رئيسة الشرفى تركى آل شيخ لتوفير الدعم المالى لهذه الصفقة، بجانب مشروع المدينة الرياضية والاستاد وهى تجربة مشابهة لرعاية عبدالله الفيصل للنادى الأهلى متصف التسعينات، وإنشاء الصالة المغطاة الموجودة إلى الآن بمقر الجزيرة.

على الجانب الآخر لا يختلف حال الزمالك كثيراً، فمنذ تنفيذ فكرة البوتيكات والمحلات فى سور النادى منذ عهد محمد حسن حلمى، فشلت كل الإدارات المتعاقبة فى توفير استثمارات تليق بحجم النادى العريق، على الرغم من تكرار الحديث عن مشروعات وهمية مثل المول والجراج فى كل عام دون أدنى قدرة على تنفيذ مثل هذه المشروعات، وهو ما ورط النادى سابقاً فى ديون بالملايين مازالت تثقل كاهله حتى الآن.

أما عن باقى الأندية المصرية فهى بالأساس عاجزة عن تغطية نفقاتها الأساسية حتى مع وجود دعم حكومى، وبالتالى فالحديث عن استثمارات رياضية فى مصر هو أمر غير منطقى.