رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أبو تريكة فين‮ !!‬


كشفت الأحداث العصيبة التى مرت بها مصر منذ‮ ‬يوم‮ ‬25 يناير الماضى عقب اندلاع ثورة الشباب ضد النظام الفاسد الذى ظل‮ ‬يمارس أعمال القمع و القهر لسنوات عديدة حتى جاءت اللحظة الحاسمة والفارقة أيضا فى تاريخ مصر و انتفض الشباب و خرجوا من القمقم مطالبين بحقهم فى إيجاد لقمة العيش بعد أن باع لهم الحزب الوطنى الذى‮ ‬يعد جزءاً‮ ‬لا‮ ‬يتجزأ من النظام الوهم طوال ثلاثين عاما دون أى مراعاة لأبسط حقوق المواطنين فى تحقيق العدالة الاجتماعية و توفير حياة كريمة تليق بأبناء الشعب العريق‮ .‬

ورغم الأزمات التى مرت بها البلاد على مدى تاريخها إلا أن ثورة الغضب لم تكن حدثا عاديا خاصة أن الشباب كانوا هم أصحاب الكلمة العليا لكننى وغيرى الكثيرون صدمنا فى مجموعة الرموز الشبابية التى التف حولها الشباب من قبل واعتبروهم قدوة لهم حتى أصبحوا‮ ‬يمثلون جانبا مهما فى حياتهم‮ ‬يبحثون دائما عن أخبارهم فى الصحف و المجلات و‮ ‬يجوبون خلفهم الملاعب للتعرف على أدق تفاصيل حياتهم و لعل من أبرز الأسماء محمد أبو تريكة نجم النادى الأهلى والمنتخب الوطنى لكرة القدم الملقب بأمير القلوب و هو أحد‮ ‬أبرز نجوم الكرة المصرية والإفريقية حيث‮ ‬يملك شعبية كبيرة‮ ‬نظرا لما‮ ‬يتمتع به من مهارة كروية عالية وأخلاق رياضية رفيعة،‮ ‬ناهيك عن الإنجازات التي‮ ‬قدمها للمنتخب الوطنى أو لناديه‮ .‬

فوجئ الجميع باختفاء أبوتريكة تماما عن الساحة و كأن المظاهرات خرجت فى وطن آخر‮ ‬غير الذى نشأ و تربى علي‮ ‬أرضه و صنع منه أحد أشهر اللاعبين خلال السنوات الخمس الأخيرة أفريقيا و عربيا،‮ ‬فالبعض كان‮ ‬ينتظر من أبوتريكة التواجد داخل ميدان التحرير وسط الملايين من أبناء وطنه لمساندتهم إلا أنه ربما فضل إمساك العصا من المنتصف خوفا من احتسابه على الفئة التى طالبت بإسقاط النظام التى لا تزال معتصمة داخل ميدان التحرير،‮ ‬ومما لا شك فيه أن أبوتريكة فقد جزءاً‮ ‬كبيراً‮ ‬من شعبيته و رصيده داخل الأوساط الشبابية هو و‮ ‬غيره من اللاعبين الكبار‮ . ‬

و لعل ما‮ ‬يجعل الأمر فى‮ ‬غاية الحيرة الموقف الذى فاجأ به اللاعب الجماهير وعشاق الكرة العربية والعالمية عقب تسجيله هدفه الأول في‮ ‬مرمى السودان في‮ ‬المباراة التي‮ ‬جمعت المنتخب الوطنى وشقيقه السوداني‮ ‬فى السادس و العشرين من‮ ‬يناير‮ ‬‭ ‬2008‭ ‬في‮ ‬كأس الأمم الأفريقية‮ ‬،‮ ‬باحتفاله بهذا

الهدف على طريقته الخاصة حين رفع فانلته كاشفا عن عبارة‮ " ‬تعاطفاً‮ ‬مع‮ ‬غزة‮ " ‬في‮ ‬لفتة وطنية ورياضية منه تجاه الشعب الفلسطيني‮ ‬المحاصر في‮ ‬قطاع‮ ‬غزة‭, ‬وبنظرة عقلانية للأمور سنجد أن أبوتريكة و باقى كتيبة زملائه فى الوسط الكروى هم أحد أسباب اندلاع ثورة الغضب خاصة أنهم لم‮ ‬يشعروا بالمعاناة التى‮ ‬يواجهها المواطن البسيط من صعوبة فى إيجاد لقمة العيش لما‮ ‬يتقاضاه هؤلاء اللاعبون من ملايين الجنيهات سنويا سواء داخل الملاعب أو خارجها حيث كانت الشركات الراعية والاعلانية تلهث وراءهم للتعاقد معهم لتصوير إعلانات بمبالغ‮ ‬خيالية تكفى لحل أزمات مئات الشباب الذين قضوا سنوات كثيرة دون إيجاد فرص عمل رغم حصولهم على أعلى الشهادات العلمية‮ .‬

والسؤال الذى‮ ‬يطرح نفسه بقوة لماذا تعاطف أبوتريكة مع‮ ‬غزة و تجاهل واجبه الوطنى تجاه بلده و شعبه هل أمير القلوب‮ ‬غير مؤيد لتلك الثورة الشبابية التى لم‮ ‬يختلف عليها أى شخص وطنى‮ ‬يعشق تراب مصر و التى كان أهم مطالبها إسقاط شرعية النظام الفاسد أم أن هناك أسباباً‮ ‬أخرى منعته من التواصل مع هؤلاء الشباب لا‮ ‬يعلمها إلا هو‮ ‬،‮ ‬لم‮ ‬يكن أحد‮ ‬يتوقع موقف أبو تريكة تجاه وطنه رغم إنجازاته التى حققها مع المنتخب والتى لن‮ ‬يستطيع أحد تجاهلها إلا أن مصر لم تكن تريد منه حصد البطولات و الألقاب الأفريقية بقدر حاجتها له فى الوقوف خلفها فى الأزمات لاصطحابها إلى بر الأمان‭ ‬حقا المواقف الصعبة و الشدائد دائما ما تظهر معادن الرجال‭, ‬لكن‮ ‬يبدو أن الوقت قد حان لسقوط القناع‮ ‬ياأمير القلوب‮ .‬