عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إعلام هولندا: الأخ المُسلم رئيساً جديداً لمصر

بوابة الوفد الإلكترونية

على غير عادته وبلغة خلت من التحفُظ والتمهُل المعهود، أعلنت مُعظم وسائل الإعلام الهولندية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء ان مرسى هو الرئيس الجديد لمصر، وتبارت فى توضيح وتأكيد انه ينتمى الى الإخوان المُسلمين، حيث جاءت غالبية عناوين الأخبار على هذا النحو " الأخ المُسلم رئيساً جديداً لمصر" .

وأضافت انه من التيار المُحافظ للإخوان المُسلمين الذى حظى بأول انتخابات ديمقراطية فى تاريخ مصر، وان مُنافسه الفريق "احمد شفيق" المحسوب على المجلس العسكرى، الذى يدعمه من خلف الستار قد يستسلم للنتيجة التى تُشير الى حصوله على نسبة 47.5 % فى جولة الإعادة التى فاز عليه فيها مرسى بنسبة 52.5 % وذلك وفق اتفاق كثير من وسائل الاعلام المصرية "من الناحية الإخبارية"، ولو صدقت تلك النتائج سيكون الدكتور مرسى أول رئيس مدني لجمهورية مصر، يفوز فى انتخابات لا يُمكن وصفها إلا بالنزاهة، بشهادة فرق "مُراقبة الانتخابات الدولية" وهى المرة الأولى منذ ثورة يوليو عام 52 التى قامت بها مجموعة الضباط الأحرار، التى تشهد فيها دولة الفراعنة مثل هذه الانتخابات.
فى ذات الوقت انتشرت تحليلات سياسية واجتماعية تناولت الشأن المصرى، فى عرض لمسار التطورات المصرية ودور الجيش المصرى فى حُكم مصر كأكبر دولة فى منطقة الشرق الأوسط، منذ خلع ثورة مصر 52 للملك فاروق، وقد أرجعت معظم الرؤى السياسية لخبراء فى شئون الشرق الأوسط أهم أسباب الدور البارز للقوات المُسلحة المصرية لخلافات القوى السياسية على مدار أكثر من نصف قرن، الأمر الذى منح شخصيات رئاسية مثل (ناصر – السادات – مبارك) لاتباع مناهج ديكتاتورية فى حُكم البلاد، حيث اقتنص الشاب جمال عبد الناصر حسين الحكم وأطاح بالضابط العجوز الذى كان ينشد الديمقراطية "محمد نجيب" مُدعياً ان حالة الثورة تستلزم تأجيل الديمقراطية، حتى تنتهى ثورة 52 من تحقيق مبادئها الستة، لكنها لم تتحقق الا ببعض منها وبنسبة قليلة.
وقد وصفت وسائل اعلام هولندية الرئيس الراحل السادات نائب رئيس الجمهورية الذى تسلم مقاليد حُكم مصر خلفاً لناصر بانه كان أكثر ديمقراطيه من سابقه ، لكنه سرعان ما انقلب على زملاءه فيما عُرف آنذاك بثورة التصحيح ، وأطاح بعدد من فريق حركة الضباط الأحرار ، تلك المرحلة التى عُرفت إعلامياً بأحداث مايو 1971 ، حيث أطاح السادات بالناصريين اليساريين ، وكان من أبرزهم نائب رئيس الجمهورية علي صبري، وزير الداخلية شعراوي جمعة ، وزير الإعلام محمد فائق ورئيس البرلمان محمد لبيب شقير وسامي شرف سكرتير رئيس الجمهورية ، لكن جاءت نهاية السادات بإغتياله على ايدى

أحد عناصر الإسلام السياسى فى اكتوبر 1981 ، بسبب خصومته معهم وقوى سياسية مختلفة فى المُجتمع ، وذلك على الرغم انهم جميعاً من المدرسة العسكرية .
وأشارت الى ان الرئيس المخلوع مبارك المحكوم عليه بالسجن المؤبد الذى يرقد فى مشفى سجن طره كان أيضاً نائباً للسادات وكلاهما من المدرسة العسكرية ، ولم يستوعب مبارك الدرس من سابقه حيث فرض قيوداً على القوى السياسية وأنشطة الأحزاب التى تحولت فى عهده على مدار 30 عاماً " فترة حكمه " الى ديكورات لتزيين نظامه أمام العالم الخارجى ، فى حين انه استأثر بالحكم من خلال " الحزب الوطنى الديمقراطى المنحل " وأحاط نفسه ببطانة من عائلته وبؤر فساد ، أدت لحالة الغضب التى فجرت ثورة 25 يناير 2011 .
اما اليوم فقد يأتى لمصر " الدكتور محمد مرسى " رئيساً مدنياً من الاخوان المسلمين وهو يُعتبر من خصوم  ثلاثة رؤساء سابقين ( ناصر – السادات – مبارك ) حقيقة هى انتخابات ديمقراطية لكنها بطعم العسكر ، وان كان المجلس العسكرى أراد الإحتفاظ بالسُلطة والحُكم من خلف الستار ، وهو أمر غير محمود ، الا ان خلافات القوى السياسية ومساعيها لتحقيق مصالح ذاتية ليست أقل سوء ، واتفقت كثير من وسائل الاعلام الهولندية بقول : " ان لم تتحد وتتوافق مختلف القوى الثورية فى مصر على وحدة الصف فإن مصير ثورة 25 يناير 2011 سيكون اشبه الى حد كبير بمسارات ثورة يوليو 1952 ، وليس من المُستبعد ان يعود الشارع المصرى الى المُربع صفر ، وتكون القوات المسلحة المصرية هى الرابح الأول . . ويُعيد التاريخ نفسه من جديد .