عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

"موسى" من "بهادة" إلى الرئاسة

بوابة الوفد الإلكترونية

الطريق الى قرية بهادة بمركز القناطر لا يختلف كثيرا عن باقى طرق قرى مصر.

لابد أن تمر خلال الطريق الى "بهادة" القرية التي أنجبت عمرو موسي على عشرات من مكامير الفحم التى تصيب من يستنشقها بالربو والحساسية ومختلف أمراض الصدر.
كانت الرحلة صعبة والطرق سيئة، حتي وجدت نفسى أمام "دوار العمدة" ومنه إلي باقي منازل عائلة موسي، حيث تنتشر بوسترات عمرو موسي في كل مكان، التقينا بالعديد من ابناء القرية التى ربما تصبح ميت ابو الكوم او كفر المصيلحة الجديدة وجدناها كغيرها من قرى مصر تعانى التردى الشديد فى الخدمات ولا يميزها سوى أنها تحمل اسم «بلد عمرو موسي» .
تعد عائلة موسى هى الأكبر عددا والأكثر نفوذا بجوار عائلات «الغنايم» و«شعلة» و«مدين», وفى قرية الرئيس المحتمل وجدنا حكايات كثيرة وتفاصيل صغيرة تقابلنا مع أقارب المرشح ومن لا يعرفونه.

يقول يحيي عبدالمؤمن أبو النصر موسي عميد عائلة "موسي" , عن عمه عمرو موسي : "بيني وبينه أكثر من عشر سنوات فأنا عمري 66 عاماً وهو عمره 76 عاماً، لذلك لم أعاصر طفولته لأنني أنتمي إلي جيل آخر، لكني أعرف الكثير عن شبابه، حيث كان يزور "بهادة" قريتنا ويلتقي كل أفراد العائلة".
واضاف أن أصول عائلة موسي ترجع إلي قرية "القبابات" في مركز الصف، ويوجد مقام باسم الجد الكبير هناك يقام له "مولد" كل عام، وتابع" فرع العائلة في "بهادة" يرجع إلي الجد أبو زيد موسي والذي ينتسب إليه 16 حفيداً، كان أصغرهم عمرو موسي والأسرة ترتبط بالعلم منذ القدم، فقد حرص جدي علي أن يعلم أبناءه بالخارج، لدرجة أن "بهادة" كانت بها أول مدرسة ابتدائية في القليوبية وكانت مبنية بالطوب الأحمر ثم أعيد تجديدها، لذلك فإن القرية بها أكبر نسبة تعليم علي مستوي المحافظة".
وأوضح موسى أن عمه يمتلك 17 فداناً في "بهادة" ورغم أنه يؤجرها للمزارعين إلا أنه يحن دائماً لتلك الأرض التي تذكره بوالده وأهله وعائلته، مشيرا الى رفضه بيع الارض.
واسترجع الذكريات قائلا" كان يزورنا في الإجازات كنا نذكره بـ "الدرة المشوي" والتي كنا نحضرها له قبل مجيئه ونلتقي معاً علي مائدة الطعام الريفي الأصيل، ويرتبط موسي بعائلته كثيراً، ويعتز باللقب الذي يحمله وأذكر أنه التقي ابن أخي في إحدي زياراته لنا وسأله عن اسمه فقال الطفل اسمي "أبو بكر أحمد أبو النصر" فرد عليه عمرو موسي: ماذا عن بقية الاسم؟".

وأكد أن مرشح الرئاسة يعرف عائلات "بهادة" من وجوههم، ولا ينسي رجلاً قابله أو التقي به .
اما عن والد موسى فقال "الدكتورمحمود موسي كان حاصلاً علي الدكتوراه في القانون وعلم الاجتماع من جامعة "ليون" بفرنسا، وكان يعمل مدرساً في جامعة القاهرة في بدايتها مع الدكتور طه حسين وآخرين، وكان من أقطاب حزب "الوفد" أيام النحاس باشا ونائباً في البرلمان عن دائرة القناطر الخيرية، وأذكر أن الدكتور محمود موسي والد "عمرو" قد أصيب بجلطة قبل انعقاد المؤتمر العام للحزب، فأرسل ابنه "عمرو" برسالة للنحاس باشا يعتذر فيها عن عدم الحضور، فتعجب النحاس باشا لأن الدكتورمحمود كان سيلقي كلمة في المؤتمر، وتساءل قائلاً: من سيلقي الكلمة؟، فصاح "عمرو" أنا سألقيها وكان عمره في ذلك الوقت لا يتجاوز 12 عاماً، وتلقي "عمرو" الكلمة مكتوبة إلا أنه بعد أن قرأها طرحها جانباً، ليعبر عن مضمونها بطريقته أمام الحضور، مما جعل النحاس باشا يحتضنه ويحمله بين يديه بعد إلقاء الكلمة، مؤكداً للجميع أنه سيكون له شأن عظيم".
وأكد أن موسى أخذ من صفات والده  الهدوء واللباقة في الكلام، كما أن اتجاه عمرو موسي للعمل في المجال السياسي لم يأت من فراغ، فقد كان والده عضواً في البرلمان عام 1929، وكان حاصلاً علي الدكتوراه في القانون من جامعة "ليون" بفرنسا، وهو السبب الذي جعل الابن نفسه محباً لدراسة القانون، حيث تولدت لديه رغبة قوية في أن يستكمل مشوار والده الذي توفي صغيراً.
وقال إن موسي تأثر أيضاً بشخصية جده "عثمان بك الهرميل"، والذي كان يشجعه علي التفوق فقد تربي في كنف جده بعد وفاة والده وعاش فترة حياته الأولي وطفولته بقرية محلة مرحوم بمحافظة الغربية ولكنه كان يأتي إلي زيارتنا علي فترات حتي لا تنقطع صلته بأهل والده.
وحول طبيعة زيارات عمرو موسي للعائلة قال "عندما كان وزيراً للخارجية كان يأتي لزيارتنا وبعد أن ينال قسطاً من الراحة، يلتقي بنا جميعاً لنتحدث معه في كل شيء، حيث يحرص الجميع علي استضافته وعندما وصلنا إلي الدراسة الجامعية كانت مناقشتنا معه أكثر نضجاً، وأذكر أننا بعد نكسة 1967 قال لنا إن جمال عبدالناصر لم يقدم شيئاً لمصر، إلا أنه رفض هذا الرأي وقال إن الرئيس الذي يتولي حكم البلاد لفترة زمنية معينة لابد أن يترك أثراً فيها ولا يوجد رئيس لم يفعل شيئاً لأن ذلك ضد المنطق، فعوامل التعرية تؤثر في الحصي الرابض في الصحراء، ولا يوجد شيء بعيد عن عوامل التغير، وكان يحلل ما نقول بعقل السياسي ورؤيته ويقنع من يتحدث معه.

اما محمود أبوالنصر عمدة قرية بهادة وابن عم المرشح الرئاسى فقال  «عمرو موسى هو الحفيد الثالث عشر والأخير لنسل أبوزيد موسي، حيث كان لجده ستة أولاد أنجبوا ثلاثة عشر حفيدا من الذكور، كان هو آخرهم، وكان يتمتع منذ الصغر بشخصية قوية ويحظى بهيبة بين جميع أقرانه، وكان مميزا بين أطفال القرية لكونه من أسرة الـ«موسي»، وأذكر أن أول دراجة تدخل قرية بهادة كانت دراجة عمرو وكان وقتها يبلغ من العمر أربع سنوات» وبعد أن كبر سنة كان يلعب الكوتشينة ويفضل الجلوس تحت شجرة الجميز.
وتابع " عمرو يأتى مع والده محمود أبوزيد موسى وهو من أعضاء حزب الوفد

البارزين فى البرلمان المصرى وخاض الانتخابات البرلمانية عام 1929وورث عمرو ما يقرب من سبعة عشر فدانا قام بتأجيرها جميعا إلى المزارعين من أهل القرية، وقد سألته فى إحدى المرات هل من الممكن أن تبيع أرضك قال لى لن أبيعها مادمت على قيد الحياة، وبعد تخرجه فى كلية الحقوق وعمله فى وزارة الخارجية، وفى إحدى جلساته مع العائلة وكان يبلغ من العمر وقتها 30 عاما، طلب من والدى أن يدعو الله أن يطيل عمره لكى يراه وزيرا للخارجية، فضحكت وقلت له وقتها ليس والدك باشا أو جدك باشا لكى تصبح وزيرا فقال لى أن والدى كان عضوا بمجلس النواب وبالتالى فهو باشا».
واضاف أبو النصر أن موسى تقدم لأداء الخدمة العسكرية فور تخرجه، وتم إعفاؤه من أداء الخدمة نظراً لأنه الابن الوحيد لوالدته.

وعن مساهمته فى تنفيذ مشروع الصرف الصحى بالقرية يقول العمدة إنه حينما أصبح وزيرا للخارجية استجاب على الفور لطلب الأهالى لانشاء صرف صحى للقرية وطلب من الوزير محمود شريف وزير الإدارة المحلية فى هذا الوقت إدراج القرية فى خطة الصرف الصحي.

كان منزل الجد أبوزيد قديما على مساحة سبعة قراريط وكان مدخل المنزل ـ حسب رواية أهل العائلة ـ به تكعيبة كبيرة، ومكون من دور أرضى فقط وخلفه مكان مخصص للمواشى والخيل وكانت به مضيفة كبيرة تجمع كل العائلة فى المناسبات فى منزل موسي، أما الآن فقد تغير شكل المنزل كثيرا وتحول بمرور الزمن إلى خمسة منازل ملاصقة لبعضها كل أسره تقطن واحدا منها وأمام المنزل تجلس بائعة للخضر.

وفى أرض المرشح الرئاسى التقينا أحد المستأجرين ويدعى مرعى طه منصور، وقال إن والده كان مستأجرا لفدانين من أرض مرشح الرئاسة وليس بيننا أى عقود ولا يحصل منا على إيجار هذه الأرض بل أنه يرسل إلينا مبالغ نقدية كل عام، وقام بإرسال دعوة لى للذهاب إلى الأراضى المقدسة لتأدية العمرة مرتين.

عمه عبدالرحمن موسى الذى يبلغ من العمر 85 عاما قال إنه فى كل مرة يجيء إلى القرية كان يطلب (ركوبة) وكنا نحضر له حمارا ليتجول به فى أرجاء القرية، وكان دائما يأتى فى الإجازات الدراسية.
وأشار إلى أنه تنازل عن نصيب والده فى منزل العائلة الذى كان يبلغ مساحة تزيد على سبعة قراريط، وأضاف أنه الذى يتولى رعاية أرضه فى القرية ويقوم بتحصيل الإيجارات من المزارعين وإرسالها إليه.
قلت له أن أحد المؤجرين أكد أنه لا يدفع إيجار الأرض التى يستأجرها، فقال إن الجميع يسدد الإيجار السنوي.
وأشار إلى أنه كان يطلب الزبدة واللحوم من القرية ونرسلها له فى مقر إقامته، هذا بجانب تفضيله الفطير.
وكان عمرو مرتبطا بالقرية لدرجة أنه ظل مسجلا بالكشوف الانتخابية بالقرية فى شياخة ( محمد على مدين) وآخر مرة أدلى بصوته كان فى الانتخابات البرلمانية عام 1987.
وعن زيارة أولاده للقرية أكد الحاج عبدالرحمن موسى أن إبنه الوحيد جاء مرة واحدة مع وطلب نفس الطلب الذى طلبه عمرو موسى حينما جاء إلى القرية مع الأب وهى تجهيز (ركوبة) ليتجول بها فى القرية.

اما عبدالله عبدالرحمن الشرقاوي، أحد الذين توسط لهم  موسى للعمل فى وزارة الخارجية، فيقول حينما تقدمت للعمل فى وزارة الخارجية ذهبت إلى مكتبه وقلت له أنى من قرية بهادة ووالدى هو عبدالرحمن الشرقاوى فطلب من مدير مكتبه "عمل اللازم", مشيرا الى تعيينه فى الوزارة معاون خدمات.
وقالت فاطمة محمود أحمد (ربة منزل) إنها ستنتخب موسى "بس المهم يعمل حاجة للقرية وأهلها، فقريتنا محرومة من الخدمات ونعانى أزمة أنابيب البوتاجاز" بحسب تأكيدها.
«هانتخب عمرو موسي» هكذا وجه أيمن محمد أحمد عبدالمعبود «نقاش» مؤكدا أنه الأحق بهذا المنصب بالإضافة لكونه ابن بلدي.
ويقول محمود مدين بالمعاش إن موسى يساعد أهالى قريته دائما ويوزع اللحوم على أهالى القرية فى المواسم والأعياد.