عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

محمد فراج: «لعبة نيوتن» أثار جدلًا شرعيًا حول «الطلاق الشفهي» على السوشيال ميديا

محمد فراج
محمد فراج

«ضد الكسر» يكشف زيف المدينة الفاضلة فى العالم الافتراضي

 

مؤنس يجمع 6 نماذج فى كراكتر واحد.. وركزت على الجانب النفسى للوصول إلى مرحلة التعايش مع الشخصية

 

عرض عملين مختلفين فى موسم واحد تحدٍ كبير لموهبة فراج

 

كنت أطمح بمساحة درامية واسعة فى «الاختيار 2»

 

أدوار الشر «تناديني».. والشخصيات المركبة تبرهن على موهبة الفنان

 

«أهل الكهف» تجربة سينمائية جديدة على السينما المصرية

 

يبكيك بإيماءة، ويغضبك بردة فعل تتضارب مع قوانينه الحياتية، يكسب تعاطفك بنظرة حانية مكسورة تعكس هواجس طفل يائس تركته أمه ريشة تتلاعب بها رياح الزمن كيفما تشاء، ويثير سخطك بفلسفة رجعية. هو الصادق الكذاب، السوى والمريض، الضحية والجانى، المتشدد والوسطى «الشيخ مؤنس» الشخصية الأكثر جدلية فى تاريخ الدراما المصرية، التى شغلت عقول جمهور الشاشة الصغيرة والتى عبرّ عن أبعادها النفسية شديدة التعقيد النجم محمد فراج بطريقة «السهل الممتنع»، ليثبت من خلال تجسيده لشخصية «مؤنس» فى مسلسل «لعبة نيوتن» أنه رجل الأدوار الصعبة والفنان الذى لا يصعب عليه أداء أى نوع من أنواع الدراما، وظهر ذلك من خلال شغل «فراج» على إظهار كركترات غير متكلفة قادرة على إثارة الجدل، إضافة إلى تخديم الكركتر الخارجى للشخصية والتى تتمثل فى مسك السبحة للتسبيح وإطالة اللحية والالتزام بالتجويد فى قراءة القرآن الكريم.

وضع «الشيخ مؤنس» فراج على سلم النجومية، بعد أن نجح فى تقمص شخصيته ورسم ملامحها وجعل منه شخصية حية من لحم ودم.

وعلى النقيض، يظهر فراج فى مسلسل «ضد الكسر» بشخصية كريم الدمنهورى، وهو رجل متعدد العلاقات النسائية، بجانب مشاركته المتميزة كضيف شرف فى مسلسل «الاختيار 2»، و«خلى بالك من زيزي»، ولكن اختارت أن أبدأ بشخصية «الشيخ مؤنس» ليس تقليلا من أعماله الأخرى التى يشارك بها فى نفس الموسم، وإنما تعظيم لدور مركب سيخلد فى تاريخ الدراما، لما تركه من صدى واسع عند الجمهور. حسبما أكد فى حواره لـ«الوفد» الذى نسرد تفاصيله فى السطور التالية..

 

لنبدأ من محطة «الشيخ مؤنس» وهو الحصان الرابح فى الموسم الرمضانى لهذا العام.. كيف رأيت رجل الأعمال المصرى الأمريكى الذى يعيش فى عالمه المغلق وسط مجتمع منفتح فكريًا مثل أمريكا؟

 

 أولًا أنا بحب هذا الرجل، مؤنس ليست شخصية عادية بالنسبة لى تنتهى بانتهاء التصوير، وأنما لأزال باقِ بداخلى، فهو بات جزءًا منى، لم أستطيع أن أكره بكل عقده وتركيبته النفسية، ويمكن هذا ساعدنى على تجسيد الشخصية كما يجب أن تكون لأنى أحببتها، مؤنس صنع عالمًا خاصًا به وسط مجتمع منفتح عبر الديمقراطية فى بلد مثل أمريكا، فهو محام مصرى مقيم بأمريكا ولديه مركز اجتماعى إسلامى هناك، نصير المسلمين بمختلف أجناسهم، وبالتالى هو استطاع أن يحصن نفسه من مشهيات المجتمع الغريب عن عاداته والمنافى لقوانينه الحياتية.

مؤنس تركيبة نفسية معقدة كيف استوحيت ملامح الشخصية.. وهل صادفت فى الوقع شخصية مماثلة له؟

لم أتفاعل مع أحد أثناء تحضيرى لشخصية مؤنس، لدى خلفية إلى حد ما بخصوص هذه الشريحة وأعرف منها ناسًا واقتربت منهم ولمست أفكارهم، مشكلتى مع مؤنس كانت داخلياً أكثر من الشكل الخارجى، فكرة شكل اللحية والشارب هتكون إزاى، خاصة أن العمل بعيد عن أى توجهات دينية، إلى جانب لغة الجسد طريقة الكلام وقراءة القرآن التجويد والترتيل فيه، جميعها مهارات كان لابد من اكتسابها لخدمة الكركتر.

 

نجحت فى تجسيد شخصية «مؤنس» بكل معطياتها وأبعادها وكأنه شخصية من لحم ودم تعيش فى الواقع وهو الأمر الذى أشاد به النقاد والجمهور.. ما هى الأدوات التى تسلحت بها أثناء تجسيدك للشخصية؟

 

مؤنس مزيج بين عدة شخصيات فهو محام عُقر ورجل دينى متزمت، ورجل شرقى، وسلفى، ورومانسى، كداب «ابن لاعيبة»، يتعامل مع بدر بطريقة مختلفة عن الطريقة التى يتعامل بها مع هنا «منى زكي»، والخصم الند للند حازم «محمد ممدوح»، وسارة زوجته وأشقائه البنات ووالده ووالدته، فهو تركيبة نفسية مختلفة، فركزت على الجانب النفسى حتى أتمكن من الولوج إلى دواخل الشخصية والوصول إلى مرحلة التعايش معها، أما الجانب الخارجى فكان التحدى الأكبر لأننا أمام رجل دينى مصرى يحمل باسبور أمريكى فقدمنا نموذج الرجل الدينى المتحضر خارجياً والمعقد داخلياً.

 

وماذا عن أكثر التحديات التى واجهتك فى الشخصية؟

 

التحدى الأكبر بالنسبة لنا جميعا كطاقم عمل وليس محمد فراج فقط، هو الحفاظ على روح الشخصية بكل ما فيها من «تعبيرات وريأكشنات ودوافع وشكل» على مدار العام والنصف الذى استغرق فيهما التصوير، بشكل متقطع، فأغلب المشاهد كان يتم تصويرها على جزأين منفصلين، فالعمل تم إرجائه لأكثر من مرة بسبب فيروس كورونا، ورفضت أعمالًا كثيرة بسبب شكل اللحية، وعندما جاءنى مسلسل «ضد الكسر»، وفيلم أهل الكهف، تحدثت مع المخرج تامر محسن حول إمكانية حلاقة اللحية وهو كان مقدرًا للموقف ووافق، خاصة أننى انتهيت من تصوير جزء كبير من أحداث المسلسل، وتمت الاستعاضة عنها بأخرى صناعية شبيهة لها حتى لا يشعر المشاهد بفارق فى الشكل.

 

حصلت على أشادات نقدية عن دورك لشخصية مؤنس فى «لعبة نيوتن».. كيف استقبلت ردود الأفعال وهل النجاح كان متوقعاً؟

 

يظل الفنان ينتظر مردود المشاهدين حول العمل، ولكن هناك مؤشرات استباقية يمكنك من خلالها استشراف نجاح العمل من عدمه، فهناك مخرج متميز بقيمة تامر محسن يعرف كيف يوظف موهبة كل فنان ويطوعها لخدمة فكرة العمل، فريق عمل متميز مثل النجمة منى زكى التى أراها طاقة تمثيلية جبارة، أدائها فى المشاهد التى تجمعنا كان يساعدنى لإظهار أفضل ما لدى وعلى تقمص الشخصية والحالة بشكل كبير، وأيضاً النجم محمد ممدوح وسيد رجب وعائشة بن أحمد وجميع طاقم الكاست.

 

«لعبة نيوتن» يضم رسائل عديدة، حيثُ يسلط الضوء على حياة المغتربين فى أمريكا، والدوافع التى تدفع المصريين للهجرة، وفتح باب جديد للمناقشة حول «الطلاق الشفهي» وحول انقضاء شهور العدة بالولادة.. فكيف ترى العمل؟

 

المسلسل بالنسبة لى عمل اجتماعى بحت، بشخوص حقيقية، مؤنس وحازم وهنا وأمينة وبدر وسارة شخصيات من وحى الواقع، من الممكن أن تكون صادفتنا قبل ذلك، وسعيد أن العمل أثار ضجة واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعى بعد أن تطرقت حلقاته لمسألة الطلاق الشفوى، وهو الجدل الذى حسم أمره مفتى الجمهورية السابق الدكتور على جمعة وعضو هيئة كبار العلماء، قائلًا: الذى يطلق زوجته ويردها دون علمها «مجرم آثم»، أما عن رسائل المسلسل فهذا السؤال يُطرح على مخرج ومؤلف العمل تامر محسن هو من يملك حق الرد.

 

دعنا ننتقل معك إلى محطة أخرى وهو مسلسل «ضد الكسر».. ما الذى حمسك لتقديم شخصية كريم الدمنهوري.. وهل يوجد قاسم مشترك بين كريم فى «ضد الكسر» ومؤنس فى «لعبة نيوتن»؟

 

لا توجد قواسم مشتركة بين «كريم» و«مؤنس»، فالأول رجل غير متحمل المسئولية لدية علاقات نسائية متعددة تجعل علاقته بزوجته «نيللى كريم» مضطربة، على النقيض مؤنس ملتزم دينيا رجل شرقى غيور على زوجاته. أكثر ما حمسنى لتقديم كريم أنه وجدته تحديًا كبيرًا بالنسبة لشخصيتى خاصة أن الدور مختلف تمامًا عن أى لون آخر قدمته سابقًا، إلى جانب قصة المسلسل المليئة بعنصرى التشويق والإثارة، إذ يزيح الستار عما يعانى منه المجتمع العصرى فى ظل انتشار المنصات والتطبيقات الإلكترونية، مسلطاً الضوء على المظاهر الخادعة بين الواقع والسوشيال ميديا، فما نعرضه على السوشيال ميديا ليس انعكاساً لحياتنا الوقعية، حيثُ يكشف العمل زيف المدينة الفاضلة التى نروجها فى العالم الافتراضى وندعمها بصور ومظاهر خادعة.

 

وكيف جاءت مشاركتك فى المسلسل؟

 

ضد الكسر لم يكن فى الحسبان، ولم أتواجد فى المسلسل منذ بداية ترشيح

الممثلين ولا كان لدى علم بنوع العمل الذى تخوض به الفنانة نيللى كريم الموسم الرمضانى، كلمنى جمال العدل فى يناير الماضى ورشحنى للدور، فى البداية اعتذرت لأنى كنت مهتمًا أكثر بانتهاء العملين الذى أقوم بتصويرهم «لعبة نيوتن» وفيلم «أهل الكهف»، ولكن عندما اطلعت على حدوتة العمل تحمست لتقديمه لأنى شعرت أن يكون هناك تحد كبير وقوى بين فراج لـفراج خاصة أننى اكتشفت أن لعبة نيوتن هيعرض فى نفس الموسم الرمضانى الحالي.

 

وكيف استطعت التوازن بين شخصيتين «كريم» فى «ضد الكسر» و«مؤنس» فى «لعبة نيوتن» التى يحمل كل منها تركيبة نفسية خاصة ومواصفات شكلية مختلفة؟

 

مسلسل «لعبة نيوتن» كان مقررًا عرضه العام الماضى، لكنه خرج من السباق الرمضانى الماضى بسبب تأجيل التصوير لأكثر من مرة بسبب فيروس كورونا، فكان هناك مشاهد متبقية ليست كثيرة، أما كريم تعاقدت عليه منذ أربع أشهر والشخصية فيها تفاصيل كثيرة استفزتنى لتقديمها على الشاشة.

 

 

«لعبة نيوتن» يمثل التعاون الثانى مع النجمة منى زكي.. و«ضد الكسر» يمثل التعاون الرابع مع النجمة نيللى كريم.. هل يفضل فراج تكرار التعاون مع فنانين حقق معهما نجاحًا كبيرًا عن فنانين جُدد؟

 

أعتبر نفسى محظوظًا بالعمل مع نجمتين من أقوى نجمات الموسم، ولكن الصدفة هى التى لعبت دورها، مشاركتى فى «ضد الكسر» لم يكن مخطط له، ولكن نيللى من الفنانات الهادئة التى تخلق روح حلوة فى الكواليس، تعاونت معها لأول مرة فى مسلسل «تحت السيطرة» فى 2015، وجددنا التعاون فى مسلسل «سقوط حر» 2016، ثم المسلسل الإذاعى «اعترافات خوخة» 2018، ثم المسلسل الحالى «ضد الكسر» هذا العام، أنا ونيللى أصدقاء وهى إنسانة لذيذة لا تأخذ الحياة على محمل الجد، وذكية فى اختياراتها أما منى زكى فهى قصة تانية، الكلمات لا توفى حق موهبتها، وبعتبرها من أقوى 5 ممثلات فى الوطن العربى أن لم تكن فى الأول، موهبتها تؤهلها للعالمية، وكنت سعيدًا جدًا بتجربة فيلم «الصندوق الأسود».

 

المنافسة بعملين فى موسم واحد من الممكن أن يسبب نوعًا من التشتت لدى المشاهد ألم يقلقك ذلك؟

 

إطلاقًا، لأن مؤنس فى «لعبة نيوتن» مختلف تمامًا عن كريم فى «ضد الكسر» فلا يوجد تشابة بين الشخصيتين للدرجة التى تجعل المشاهد بصاب بتشتت أو حيرة فى أمرهم. الأول نموذج للرجل الدينى الملتزم والمُعقد نفسياً فى ذلك الوقت، والثانى نموذج للرجل المتناقض الخائن لزوجته وفى نفس الوقت يرفض خيانتها له.

 

بين النموذجين.. ما النموذج الذى تراه حقق صدى واسعًا وكبيرًا لدى الجمهور؟

 

 شخصية مؤنس، لأنها تركيبة مختلفة أعتقد أن الدور سيخلد فى تاريخ الدراما المصرية.

 

 

 

الشخصيات السلبية وغير السوية تسمح للفنان فرصة أكبر للإبداع.. هل هذا كافِ لتفسير انجذاب محمد فراج لتقديم النموذج السلبى فى كثير من الأحيان؟

 

الشخصيات المركبة وغير السوية دائماً ما تبرهن على موهبة الفنان، هى بالفعل تعطى مساحة أكبر للفنان للإبداع الذى لابد أن يكون متمكنًا من أدواته الفنية، ولكن هذا لا يقلل من شأن الشخصية الإيجابية، فقد قدمت نماذج إيجابية عديدة ولاقت صدى واسعًا لدى الجمهور أيضاً.

 

شاركت كضيف شرف بمشهد واحد فى الجزء الثانى من «الاختيار» لماذا وافقت على المشاركة بدور صغير فى موسم يعرض فيه أهم عملين لك؟

 

لأنه شرف لأى فنان أن يشارك فى مسلسل كبير مثل «الاختيار» هو ليس عملًا دراميًا تراجيديًا ولا اجتماعيًا هو عمل وطنى وثائقى يوثق يكشف حقائق كانت غائبة عن ناس كثيرون عاشوا المرحلة الزمنية الفاصلة فى تاريخ مصر، إلى جانب فرصة العمل مع النجم كريم عبدالعزيز الذى أراه من أقوى نجوم جيله. وعلى الجانب الآخر سعيد بكم الأعمال الوطنية التى تنافس هذا العام فى الموسم الرمضانى لأنها مهمة تحديدًا فى هذه المرحلة التى نمر بها. فى الحقيقة كنت أطمح أن تكون مساحة دورى أكبر من ذلك لأن الأعمال الوطنية تستهوينى وفيها رسائل إنسانية ووطنية عديدة.

 

بعد نجاح شخصية «مؤنس».. إذا عرض عليك المشاركة فى الجزء الثالث من الأختيار أى نموذج تتمنى تقديمه الإرهابى أم الضابط؟

 

 لا أنكر أننى عشقت أدوار الشر، أصبحت تستهوينى أكثر خاصة أننى حققت فيها نجاحاً كبيراً، أشعر أنها تنادينى، ولكن إذا تحدثنا عن مسلسل «الاختيار» أعتقد أنه ليس فى مصلحة الفنان أن يختار الشخصية التى يلعبها لأن جميع الشخصيات سواء سلبية أو إيجابية النجاح فيها مضمون.

 

وماذا عن المشاركة كضيف شرف فى «خالى بالك من زيزي»؟

 

مشاركتى فى خالى بالك من زيزى مجاملة لأصحابى، فجميع كاست العمل أصدقائى من زمان وعملنا سوياً فى أعمال فنية ناجحة.

 

فى النهاية.. حدثنا عن تجربة فيلم «أهل الكهف»؟

 

لا أود التحدث عن تفاصيله حالياً، ولكن ما أقوله إن العمل سيكون مفاجأة للجمهور، تجربة سينمائية جديدة لم تعرض فى مصر من قبل، ومتفائل به جدًا لأن عناصر النجاح جميعها متوافرة فيه فهناك مخرج متمكن من أدواته بقيمة المخرج عمرو عرفة، ومنتج جريء وطاقم عمل متميو، والعمل مأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم للكاتب القدير توفيق الحكيم.