رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

د. وجدى زين الدين يكتب : انقلاب فى التعليم

د. وجدى زين الدين
د. وجدى زين الدين

مازال الحوار مستمرًا بشأن العملية التعليمية الفاسدة التى تحتاج بالفعل إلى مشرط جراح ماهر يقضى على هذه الفوضى التعليمية السارية بالبلاد التى من نتيجتها خريجون كثيرون لا يتواكبون مع طبيعة الأحوال الحالية التى تمر بها مصر الجديدة. وخلال الأيام القليلة الماضية كان هناك تفاعل كبير من المواطنين مع ما أشرت إليه من أوجاع التعليم فى مصر، وكيف يتم التعامل مع هذه الأزمة، خاصة أن مصر الجديدة اقتحمت كل المجالات ونجحت نجاحًا باهرًا فى التغلب على الكثير من المشكلات.
ويبقى تحدى التعليم الذى يعد هو الأساس فى بناء الدولة الجديدة، فلو تم إصلاح العملية التعليمية صلحت كل الأمور بدون استثناء، وفى ظل الجمهورية الجديدة لابد من أن يكون التعليم على رأس كل الاهتمامات كما تنادى بذلك القياة السياسية، والتجارب فى التعليم الآن لا تجوز على الإطلاق، وإنما لابد من مشروع وطنى ينهض بالعملية التعليمية بدلاً من هذه المهازل التى نجدها الآن.
فعلًا العملية التعليمية فى مصر تعانى فسادًا لا تخطئه العين، ولا يمكن أبدًا أن ينصلح حالها فى ظل أحلام وردية، أو التفكير فى إصلاح مستورد لا يتوافق مع الواقع الذى تعيشه مصر.. وقد قلنا من ذى قبل أن إصلاح التعليم يعتمد على ثلاثة محاور مهمة، وهى: المناهج الدراسية والمعلمون والمدارس، وهى جميعًا تحتاج إلى انقلاب، بحيث يتم التخلص من سلبيات هذا الثالوث، ومن خلال تغيير جذرى شامل فى المناهج والنظام المعمول به فى المدارس، وإعادة تأهيل المعلمين، بما يواكب الواقع الجديد.
 الانقلاب المقصود فى العملية التعليمية يعنى وضع استراتيجية بعيدة المدى لا ترتبط أبدًا بوجود وزير، وإنما تكون معتمدة على فترة زمنية قد تطول، ومن خلال هذه الاستراتيجية يتم إحداث التغيير المطلوب.. قد يبدأ معه الوزير الحالى، وينتهى طبقًا للبرنامج الموضوع مع عدد من الوزراء الذين يأتون من بعد الوزير.
المطلوب أن تكون هذه الاستراتيجية بعيدة المدى من أجل نسف العملية التعليمية الحالية الفاسدة واستبدالها بأخرى تتواكب مع الواقع الجديد المعاش. محمد على باشا عندما أراد أن يؤسس الدولة الحديثة التى أنشأها، وضع الاستراتيجية وعمل على تطبيقها وتفعيلها، وحدد

لها فترة زمنية من خلال انقلاب فى موازين التعليم واعتمد فى هذا الصدد على البعثات التعليمية بالخارج التى نقلت العلم إلى مصر.
وما تحتاجه مصر حاليًا، هو التعامل مع النظام التعليمى من خلال المحاور الثلاثة التى ذكرتها، فالمناهج الفاسدة التى تدرس بالمدارس، وتخرج متطرفين يجب أن تزول إلى غير رجعة، وهذه المناهج التى تعتمد على الحفظ والتلقين وتلغى إعمال العقل فى التفكير، وتخرج أفرادًا أصابهم العطب والفساد، لابد من نسفها وإعادة النظر فيها، واستبدالها بأخرى سليمة وصحيحة تخرج مواطنًا صالحًا للمجتمع.
أما المعلمون فحدث عنهم ولا حرج، فهؤلاء فى حاجة شديدة إلى إعادة تأهيلهم وتطويرهم، وكلنا يعلم أن غالبية معلمى مصر تنقصهم خبرات كثيرة، وبات همهم الأول والأخير منح الدروس الخصوصية، وتثقيف التلاميذ على طريقة الامتحانات فقط ولا غير، ولا يوجد أدنى اهتمام بما يحمله الطلاب من علم وتفكير، وهذا المحور يحتاج إلى جراحة عاجلة فلا تطوير للمناهج بدون تأهيل المعلمين أصلًا.
أما المحور الثالث فهو المدارس ذاتها التى يتلقى فيها الطلاب العلم، ومن غير المنطقى أو المقبول أن يصل عدد التلاميذ فى الفصل الواحد إلى ستين أو سبعين تلميذًا، بل إن هناك مدارس يصل عدد التلاميذ بداخل الفصل إلى مائة وعشرين تلميذًا فى الريف. هذا هو واقع التعليم وحاله: فهل الوزير طارق شوقى يدرك هذه الحقائق المريرة ويتعامل معها؟ أم أنه يتعامل بمنطق الحالمين وفقط؟!

 

[email protected]