رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

د. هانى سرى الدين يكتب : أفضل مشاريع الدولة الجديدة

د. هانى سرى الدين
د. هانى سرى الدين

كتبت فى الأسبوع الماضى عن قضية تجديد الخطاب الدينى، وقلت إنها واحدة من أهم أولويات الدولة المصرية الجديدة، ولم يخذلنى حدسى، إذ تحدث الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية خلال كلمته فى احتفالية المولد النبوى الشريف يوم الأحد الماضى مرة أخرى عن الخطاب الدينى، وأكد هذه المرة بوضوح أن مصر ماضية بقوة فى مهمة تصحيح الخطاب الدينى.
والملاحظ هنا أنها المرة الأولى التى يبدو فيها طرح القضية أكثر وضوحًا من المصطلح المكرر «تجديد الخطاب» ليصل الأمر إلى «تصحيح الخطاب». ولاشك أن كلمة «تصحيح» تحمل بالضرورة إشارة إلى أن هناك خللا واضحا، وأن الأمر يتجاوز إعادة الإنتاج إلى علاج مواطن الخلل.
لقد ذكر الرئيس بوضوح أن بناء وعى أى أمة بناء صحيحًا هو أحد أهم عوامل استقرارها وتقدمها فى مواجهة من يُحرفون الكلام عن مواضعه، وينشرون الأفكار الهدامة التى تقوض قدرة البشر على التفكير الصحيح والإبداع، لتنحرف بهم بعيدًا عن تأدية الأوامر الربانية من تعمير وإصلاح الكون لما فيه الخير للبشرية كلها.
وفى اعتقادى، فإن هذه المهمة تستلزم جهدا شاملا يستوعب طاقاتنا الفكرية والسياسية والثقافية، لذا فإن الأمر ليس مقصورا على علماء الدين وحدهم، ولا مسئولى وزارة الأوقاف فقط، فالمسئولية هنا تضامنية، وعلى كافة فئات المجتمع أن تشارك فيها، فنحن فى حاجة ماسة لترسيخ فكر وطنى يتقبل التعددية ويسمح بوجود الآخر ويتسم بالتسامح والتعايش مع الثقافات المختلفة.
إن هناك قوى سياسية متعددة، وهناك أحزاب شرعية قائمة، وتيارات فكرية قوية، وأعضاء برلمان وشخصيات عامة، وساسة سابقون. وهؤلاء جميعا يجب أن يشاركوا عبر برامج واضحة لنشر ثقافة التسامح والارتقاء بالوعى الثقافى، بما يقطع الطريق على أى دعوات رجعية تعود بالخطاب الدينى إلى القرون الوسطى. كما أن لدينا مجتمعا مدنيا واسعا،

يضم مؤسسات اجتماعية كبيرة يُمكن من خلالها بذر بذور التدين الوسطى، المتجاوز للمظهر، والمتسق بالمعاملات والقيم النبيلة.
ولدينا كذلك مجتمعا ثقافيا وإعلاميا كبيرا عليه مسئولية عظيمة فى توعية الناس بأهمية وضرورة تصحيح الخطاب الدينى، لأن ذلك وحده هو المطور للإنسان المعاصر، والناقل له لحداثة تتناسب مع فكرة وشعار « الجمهورية الجديدة».
إن تحقيق التقدم لا يُمكن أن يتحقق بمشروعات عملاقة، ونظم جديدة، وإنجازات مادية ملموسة فقط، وإنما هناك ضرورة لتطوير الإنسان بذاته، فكره، وعيه، سلوكه، مواقفه، وتصوراته بشأن مختلف القضايا. فالعالم فى المستقبل عماده الأول هو الإنسان العاقل، المبتكر، الواعى، والمتطور، ولاشك أن الخطاب الدينى الصحيح يمكن أن يلعب دورا رئيسيا فى إيجاد مثل هذا الإنسان.
لقد كان الرئيس السيسى باتا وحاسما وهو يؤكد مرة أخرى بأننا ماضون سويا فى هذا الطريق بإرادة صلبة وعزم لا يلين، نستهدف بناء وطنا عظيما يتساوى حاضره ومستقبله مع عظمة تاريخه وحضارته.
ونحن نمد سواعدنا، ونفتح قلوبنا، ونُهيى عقولنا، ونُسخر طاقاتنا للمشاركة فى واحدة من أعظم مشاريع مصر الحضارية وهى تطوير الإنسان المصرى، متحمسين لقضية تصحيح الخطاب الدينى كانطلاقة أولى لهذا المشروع العظيم.
وسلامُ على الأمة المصرية.