رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

د. هانى سرى الدين يكتب : مواجهة الشائعات فرض عين لاستكمال مسيرة البناء والتنمية

د. هانى سرى الدين
د. هانى سرى الدين

تدرك قوى الظلام أن إرباك الشارع ضرورة دائمة. تتصور جماعات الفوضى أن إثارة البلبلة ونشر الإحباط فى المجتمع يمكن أن يعرقل مسيرة البناء والتنمية، لذا فإنها تلجأ كل حين إلى بث الشائعات وطرح الحكايات المختلقة بهدف خلخلة الاستقرار المجتمعى.
وهكذا، لم يعد عجيبا أن نسمع كل يوم عن شائعة وحكاية ملفقة عن مسئول أو مؤسسة أو شخصية عامة، ليصل الأمر فى أحيان كثيرة إلى تورط بعض وسائل الإعلام التقليدية فى السير وراء الشائعات المبثوثة عبر التواصل الاجتماعى، مثلما حدث قبل أيام عندما نشر البعض خبر وفاة فنانة محبوبة استنادا إلى شائعة لا أصل لها.
وفى ظنى، فإن جماعة الإخوان والقوى المناوئة للدولة والمناهضة للاستقرار تدير معركتها ضد التنمية وضد الجمهورية الجديدة من خلال نشر الشائعات بعد أن فشلت فى زعزعة الاستقرار أمنيا بسبب يقظة أجهزة الدولة المصرية وكفاءتها فى الحرب على الإرهاب.
وليس غريبا أن يكون ذلك مسلكا رئيسيا للتيار المتأسلم، فمنذ تمدد الإخوان فى المجتمع وهم يستخدمون سلاح الدعاية السوداء للتعامل مع خصومهم، ويصل الأمر فى بعض الأحيان إلى رواية حكايات مختلقة لتشوية شخصيات أو تدمير مشروعات وبثها عبر قنواتها وأذرعها لنشر الإحباط. وأتذكر فى هذا الصدد ما حكاه الكاتب الراحل فرج فودة فى كتابه «الإرهاب» عن كيفية استخدام سلاح الشائعات من قبل التيار الدينى لتبرير الإرهاب الدموى واغتيال الشخصيات. وذكر فرج فودة أن محاولة اغتيال حسن أبو باشا وزير الداخلية السابق على أيدى الجماعات المتطرفة صاحبتها شائعات كريهة مكثفة تم نشرها بأن الرجل ألقى بالمصحف الشريف على الأرض وأهانه، كذلك فقد تعرض فرج فودة نفسه لحرب دعاية سوداء منظمة عندما قرر مجابهة قوى الظلام عبر الترشح فى البرلمان، إذ فوجئ بتوزيع عشرات الآلاف من منشور مجهول فى دائرته

عقب صلاة الجمعة يقول إنه مرشح الشيوعية الكافرة، وإنه ممثل كارل ماركس الملحد، ووصل الحد ببراعة صانعى المنشور أن يذكروا فى منشورهم عنه أنه يقول فى كتبه إنه يحب إسرائيل ويتبنى العلمانية، ويعتبر الإسلام هو دين الرجعية. ورغم رده وقتها ببيان رسمى يتحدى فيه أن يحضر أحد أيًّا من هذه الأفكار من كتبه، إلا أن استسهال الصمت وضعف اهتمام غالبية الناس بالفكر والثقافة، وتجاهلهم للتقصى والقراءة جعل هذه الاتهامات الكاذبة لصيقة به، حتى إنه دفع حياته فيما بعد ثمنا لتلك الدعاية السوداء.
ولا شك أن الشائعات هى أخطر ما يجابه بلادنا اليوم، وهى تتطلب فى المقام الأول تتبعا حقيقيا وانتباها كاملا، وردودا سريعة وحاسمة، وشفافية كاملة. ولاشك أيضا أن انتشار الجهل وضعف الوعى فى بعض مستويات المجتمع تستلزم من مؤسسات المجتمع المدنى ومن القوى السياسية الشرعية والأحزاب عملا جادا دؤوبا لبث الوعى بخطورة الشائعات والاتهامات المرسلة، والسعى للمعرفة والفهم والتحقق من الأخبار والثقة فى المصادر الرسمية.
وحسبنا أن نعى جيدا أن أى بناء جديد يحتاج إلى رعاية وصيانة وعيون ترقب وعقول ترعى وتجابه أى أكاذيب تُبث لتتواصل مسيرة التنمية والعمران.
وسلامٌ على الأمة المصرية.