رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى اليوم العالمي للوالدين..بروا آباءكم تبركم أبناؤكم

 تنحني الهامات وتتواضع
تنحني الهامات وتتواضع القامات

 تنحني الهامات وتتواضع القامات، فى اليوم الأول من يونيو في كل أنحاء العالم تبجيلاً وتعظيماً للوالدين في يومهما العالمي الذي يحتفل به الجميع، اعترافاً بدورهما الذي لا تخطئه عين ولا يتجرأ كائن من كان أن ينكره، بل لا أحد يستطيع أن يقوم به عنهما. هذا ما جاء فى كلمة معهد جنيف لحقوق لإنسان بمناسبة ليوم العالمي للوالدين.

وأضاف: وتعزيزاً وإثباتاً لهذا الدور أقرّت الجمعية العام للأمم المتحدة في قرارها A/RES/66/292 لعام 2012م أنّ الأول من يونيو من كل عام مناسبة لتكريم الآباء والأمّهات في جميع أنحاء العالم. ويعدّ اليوم العالمي هذا، فرصة لتكريم الآباء والأمّهات في جميع أنحاء العالم لالتزامهم بنكران الذات من أجل أطفالهم وتضحياتهم مدى الحياة لتعزيز هذه العلاقة؛ فالوالدان هما اللّبنة الأساسية الأولى لأيّ أسرة مستقرّة في أي مجتمع، تتحمّل المسؤولية الرئيسية بشأن رعاية وحماية الأطفال، بل تمنحهم محيطاً من السعادة والمحبّة والتفاهم، لكي ينمو الأطفال نمواً صحياً متكاملاً - يتناغم فيه نموّهم مع شخصياتهم. والوالدان في كل أنحاء العالم-بغض النظر عن عرقهما أو دينهما أو ثقافتهما أو جنسياتهما- هما الراعيان والمعلّمان الأساسيان لأولادهما، بحيث يعدّانهم لحياة منتجة ومُقنعة وسعيدة.

وأشار المعهد إلى إنّ الاحتفال باليوم العالمي للوالدين يؤكد التوافق العالمي على فضل الوالدين في استقرار  الحياة الإنسانية، علاوة على اشتراك جميع الأديان السماوية في تقدير الوالدين لما لهما من فضل كبير على أبنائهما، فالوالدان هما الشمعتان اللتان تحترقان لتضيئا عتمة ليالي الأبناء، حيث يتلمّس الأبناء من خلالهما دروب النجاة والتمييز بين الحق والباطل في هذه الحياة منذ النشأة الأولى. ممّا يوجب على الأبناء ردّ هذا الجميل بما يناسبه من احترام وسمع وطاعة تحقّق السعادة الأسرية واستقرارها. ومن المؤسف أن تجد أبناء في بعض المجتمعات لا يرتبطون بوالديهم وجدانياً ممّا يحرمهم دفء الأبوّة وحنان الوالدين الذي ينمّي في الطفل العاطفة والشعور الإنساني النبيل، بل تجدهم قساة لا عاطفة لهم ولا مشاعر؛ لا يقدّرون كبيراً ولا صغيراً ولا تحزنهم المواقف التي توحّد الضمير الإنساني ويندى لها جبين الأمة. 

 

وأوضح أنه وفي احتفال اليوم العالمي للوالدين هذا العام والذي يعيش فيه المجتمع الإنساني ظروفاً بالغة التعقيد في مختلف مناحي الحياة، وركوداً اقتصادياً ضرب معظم أنحاء المعمورة، يضاعف الأعباء والمسؤولية على الآباء والأمهات الذين يسعون دائماً لتقديم أفضل ما لديهم لأطفالهم، ممّا يتطلب تضافر الجميع  لمجابهة هذه الظروف لتحقيق أهداف التنمية المستدامة المتّصلة بالقضاء على الفقر وإنهاء الجوع وضمان الصحّة وتعزيز رفاه الجميع من كل الأعمار، ولكن مع الواقع الحرج الذي فرضته الظروف العالمية ليس هنالك خيار للعديد من الآباء سوى العمل لساعات طويلة- وغالباً ما تكون بعيداً عن المنزل- لإعالة أسرهم، في حين يحتاج الآباء والأمهات وقتاً ليمنحوا أطفالهم أفضل بداية في الحياة، ولكن تحول دون تحقيقها تلك الظروف. لذلك لا مفرّ للحكومات والمؤسسات وقطاع الأعمال غير أن تدعم الآباء والأمهات من خلال الاستثمار في سياسات تراعي فيها مصلحة واستقرار الأسر.

 

يذكر أن معهد جنيف لحقوق الإنسان أحد المعظّمين لدور الوالدين الإنساني، يحتفل باليوم العالمي للوالدين وفي جعبته الكثير من الرسائل التي يتحيّن الفرص لإرسالها، وعبر منصّة هذه المناسبة يخاطب المعهد دول العالم كافّة حاثاً بأنّ استقرار الأسرة الذي أساسه الوالدان لا يتحقّق إلا إذا شهد العالم الاستقرار والأمن والرخاء، لذلك ينادي المعهد الدول التي أخذت الصراعات منها ما أخذت، أن تضع حدّاً لهذه الصراعات والنزاعات. ويهمس معهد جنيف لحقوق الإنسان كذلك في أذن الكثيرين من الأبناء الذين يخرجون على قواعد الأسرة المستقرّة أن يمنحوا أنفسهم فرصة الاستمتاع بهذا الحقّ حتى يعيشُوا في كنف حضن الوالدين الدافئ. ويؤمّن معهد جنيف لحقوق الإنسان على مساهمة الحكومات في دعم الأسر الفقيرة التي يعمل فيها الآباء ساعات طويلة بعيداً عن أسرهم، حتى يجتمع شمل الأسر وتعيش حياة مستقرّة آمنة وسط الأبناء والبنات لتكتمل دعائم الألفة والمحبة بما يخلق وضعاً يحقّق أحد أهمّ مرتكزات التنمية المستدامة وهو الاستقرار. ويؤكد معهد جنيف لحقوق الإنسان أن تكريم الوالدين حقّ مستحق بجدارة وفاء للدّور العظيم الذي ينفردان بالقيام به دون سواهما، كما لا يفوت المعهد أن ينوّه إلى أنّ من أولويات تكريم الوالدين الاهتمام بهما عند الكبر؛ حين يعجزون عن العمل وضرورة رعايتهما من الأبناء في زمن ضعفهما، باعتبار ذلك ردّاً لجميل قاما به زمن شدتهما، ويناشد المعهد كلّ سكان العالم أن يقفوا وقفة تعظيم وإكرام لأجل الوالدين اللذين يمثلان مصدر السعادة في الدارين.

 

من ناحية أخرى، قال فضيلة الإمام الأكبر، شيخ الأزهر، ورئيس مجلس حكماء المسلمين، الدكتور أحمد الطيب إن "بر الوالدين من أوجب الواجبات الشرعية التي حث عليها الإسلام في آيات القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريف"، مشيرا إلى أن "بر الوالدين كنز يورث السعة في الرزق ويورث طول الأجل". وقال فضيلة الإمام: بر الوالدين يعني الإحسان إلى الوالدين في القول والعمل، والعطف عليهما والأدب معهما وإشعارهما بأنهما في مكان عال ولائق بهما".

واستدل شيخ الأزهر على ذلك بقول الله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ

وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا، وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا.

 

وأضاف شيخ الأزهر: أمر القرآن بالإحسان إليهما، ونهى عن إسماعهما أي صوت يشعر بالتأفف، وعن نهرهما والاستهزاء بكلامهما، ومن فرط الرحمة والأدب والاحترام معهما أمر الولد أن يكون ذليلا بين أيديهم، وهذا ليس ببعيد عن قول النبي –صلى الله عليه وسلم- لمعاوية بن جاهمة عندما أراد الغزو: أَأُمك حيّة؟" قال: نعم، فقال - صلى الله عليه وسلم: الزم رجليها فإنّ الجنة تحت قدميها"، بأن يضع نفسه تحت أوامرها ونواهيها وكأنه بالنسبة لها عبد تأمره فيطيع.

وانتقد شيخ الأزهر الآباء والأمهات الذين يشجعون أبناءهم وبناتهم على مناداتهم بأسمائهم مجردة من الألقاب، لما في ذلك من خطر عليهم وغفلة عن القيم التي ربطها القرآن الكريم بسلوك بر الوالدين، فبالتدريج سيكون هذا عبئا على الأب والأم وسوف يضيق كل منهما بهذه البنت أو هذا الولد يوما ما.

وأشار الإمام الأكبر إلى أن الأم المصرية قديما كانت أكثر مسؤولية في الوقوف أمام عواطفها الجياشة لصالح تربية الابن وتقديمه للمجتمع بحيث يستطيع أن يتحمل المسؤولية كاملة، وعلى الرغم من أن الأم في هذه الأيام تعلمت وتقدمت وتطورت فإن عاطفتها تغلبها كثيرًا في مواطن يجب أن تتخلى فيها عن هذه العاطفة ويحكمها العقل في تربية أبنائها.

وأوضح الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر أن فضل الأم يفوق فضل الأب، وحقوقها تفوق ثلاث مرات من حقوق الأب، جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله! من أحق الناس بحسن صحابتي، قال: أمك، قال: ثم مَن؟ قال: أمك، قال ثم مَن؟ قال: أمك، قال: ثم مَن؟ قال: أبوك"؛ لأن الأم حملت والرجل لا ينتبه إلى آلام الحمل بل لا يريد أن يتصورها ولا يريد أن يتوقف لحظة أمام المسئوليات الثقيلة التي ترثها الأم في الحمل، وفي تربية الطفل، والقرآن الكريم توقف عند معاناة الأم الزائدة التي من أجلها تستحق من الابن أن يوقرها ويبرها أكثر من الأب.

وشدد شيخ الأزهر على أن عقوق الوالدين دين، فلا شك أن مَن ينهر والديه إذا تقدم السن بهما سيلقى نفس المعاملة من أبنائه في حال كبره.

وأعرب الإمام الطيب عن تمنياته من الشباب المسلم أن يتمسك بفضيلة بر الوالدين وبهذا الخلق الكريم في معاملة الأب والأم الذي يتميز به المسلم عن غير المسلم في الدول الغربية، وأن يعلم أن بر الوالدين كنز، يورث السعة في الرزق ويورث طول الأجل.

 

من ناحية أخرى،  احتفت الصفحة الرسمية للأزهر الشريف، بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" اليوم الإثنين، باليوم العالمي لبر الوالدين.

وأشارت الصفحة إلى أن الله سبحانه قد أوصانا ببِرِّ الوالدين، والإحسان إليهما، يقول الله تعالى في كتابه الحكيم: "وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا". وبينت أن الوالدين هما سبب وجود الإنسان في هذه الدنيا، ولهما عليه غاية الإحسان؛ هناك ارتباطٌ وثيقٌ بين رضا الله تعالى ورضا الآباء الصالحين؛ لذلك يجب على الأبناء أن يحرصوا على رضا آبائهم وطاعتهم؛ لينالوا رضا اللهِ عليهم في الدُّنيا والآخرة.

وشددت على أن بر الوالدين عبادة مأمور بها الإنسان في كل يوم بقدر استطاعته، وأكملُ الناس مَن أتمها في كل يوم وأداها كما ينبغي.