رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ميلاد جديد لشركة الحديد والصلب

بوابة الوفد الإلكترونية

بعد فترة قصيرة قد يصبح حلم إنقاذ شركة الحديد والصلب المصرية رهن التنفيذ حقا، فقد انتهت منذ أيام اول خطوات فعلية حقيقية على أرض الواقع تعمل فى اطار إنقاذ الشركة وانتشالها من المشكلات التى تراكمت عليها منذ سنوات تربو على خمس وعشرين عاما اخيرا اودعت الدراسة الخاصة بتطوير الشركة مكاتب المسئولين. أو على وجه الدقة خطة الإنقاذ الضرورية.

وتضمن التقرير الفني الذي حصلت «الوفد» على نسخة منه أن الهدف من الدراسة هو اقتراح خطة يتم تنفيذها للوصول بإنتاج الشركة الى الطاقة الانتاجية التصميمية والبالغة 1.2 مليون طن من منتجات الصلب النهائية على أسس فنية واقتصادية سليمة، على أن يتم ذلك بزيادة انتاجية الوحدات المختلفة بالشركة مع خفض عناصر الطاقة، وتعظيم الاستفادة من المعدات والخطوط الانتاجية الموجودة بالشركة، واقتراح مشروعات التطوير في هذا الإجراء، كما تضمن التقرير الإجراءات التي تمت بإعداد الخطة الحاكمة منذ عملية التعاقد مع الشركة لتطوير الشركة.
كما تمت دراسة التقرير المبدئي بواسطة مسئولي القطاعات المختلفة بالشركة وتم إعداد تقرير وإعداد الملاحظات عليه يعاون فيه الاستشاري المحلي مع الشركة في 24 مارس 2014 وبعد عدة مراسلات قدمت الشركة الانجليزية التقرير النهائى متضمناً الرد على ملاحظات شركة الحديد، وتمت مراجعة التقرير النهائي بمعرفة فريق العمل بالشركة وكذلك الاستشاري المحلي وتمت مخاطبة الشركة بردود متباينة وصل عددها الى 4 مرات خلال الفترة من 10 مايو وحتى 26 يوليو 2014.
شمل التقرير النهائي للشركة الانجليزية وصفاً للوضع الحالي لجميع قطاعات الشركة شاملاً حالة الصيانة، المشاكل الرئيسية، المقارنات العالمية من ناحية التكلفة والمؤشرات التشغيلية ومجالات التطوير، كما اشترط التقرير توفير فحم الكوك بالكميات والجودة اللازمتين من السوق العالمي وبالأسعار العالمية في حالة عدم كفاية المصادر المحلية وذلك قبل الشروع في تنفيذ أي برامج إصلاح، واشترط التقرير أن تقوم شركة الحديد والصلب بضرورة وسرعة تنفيذ خطة إنقاذ ضرورية قبل الشروع في تنفيذ الخيارات المطروحة وهى تمثل الحل الأدنى المطلوب لصيانة الوحدات الحالية وتعظيم استخدام الطاقة المتاحة والتكلفة الاستثمارية المطلوبة وهي 367.3 مليون دولار، وأهم بنودها، تعاقد شركة الحديد والصلب المصرية مع شركة استشارية عالمية لتقديم المعاونة الفنية والخبرة اللازمة لتطوير وتنمية الموارد البشرية بالشركة وتحسين الأداء في جميع قطاعات الشركة وعلى المستوى الفني والقيادي والمساعدة في تنفيذ خطة التطوير، وكذلك تطوير نظم الصيانة بالشركة وإحلال المعدات منتهية الصلاحية بأخري حديثة وإصلاح وصيانة خطوط السكة الحديد الخاصة بنقل المعدن السائل من الأفران الصلب، وكذلك استكمال تطوير نظم المعلومات، وتأهيل الأفران العالية 4.3 وتأهيل محطة الاكسجين رقم 2 ووحدة النوافخ التوربينية ومحطات الكهرباء الرئيسية.
وأوصت لجنة الدراسة المخصصة لذلك بدراسة الخيارات المتاحة فنياً وقبول التقرير النهائى لشركة «تاتا» لتقديم خدمات استشارية لتطوير شركة الحديد لاستيفاء التقرير كافة الالتزامات طبقاً لمواصفات وشروط المناقصة والعقد المبرم بين الشركتين، وكذلك البدء في خطوات التنفيذ بتكلفة استثمارية 423.3 مليون دولار تقريباً، شاملة خطة التنفيذ الفورية بقيمة استثمارية 367.3 مليون دولار بالاضافة الى قيمة 6 ملايين دولار تكلفة وحدة صب مستمر حديثة للمربعات بطاقة انتاجية 690 ألف طن سنوياً.
من جانبه اوضح المهندس محمد سعد نجيدة رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة الحديد والصلب أنه تم إخطار الشركة القابضة للصناعات المعدنية بالتقرير الفني بنتائج الدراسة للنظر في التنسيق مع الجهات المختلفة لتوفير التمويل اللازم لعملية التطوير الفني.
«نجيدة» أضاف فى تصريحات لـ«الوفد» أن التقرير الذى تم رفعه الى الجهات المختصة يشمل وصفا تفصيليا للوضع الحالى لكافة قطاعات الشركة بمنتهى الدقة من حيث المكونات والطاقة والمنتجات وكل ما يتعلق بالشركة بالاضافة الى رصد دقيق للمشكلات الرئيسية التى تعانى منها الشركة والتكاليف المتوقعة لعلاجها.
«نجيدة» أشار الى أن التقرير يشترط عدة اشتراطات لتنفيذ برنامج الانقاذ فى الحديد والصلب أهمها توفير فحم الكوك من السوق العالمى وبالأسعار العالمية وتطوير نظم الصيانة وإحلال المعدات منتهية الصلاحية، وإصلاح وصيانة خطوط السكك الحديدية الخاصة بنقل المعدن السائل واستكمال تطوير نظم المعلومات المتكامل بالشركة.
ويضيف رئيس الشركة ان التقرير يعرض بدائل اساسية يمكن الاختيار بينها ولكنها تمثل خطة الانقاذ الضرورية وتمثل الحد الادنى لصيانة المعدات وتعظيم استخدام الطاقات فى الشركة، وتصل التكلفة الاستثمارية للخطة 367 مليون دولار فى حين لابد ان يتم انشاء وحدة لانتاج المربعات مع بدء تنفيذ خطة الاصلاح الضرورية بتكلفة تصل الى 423 مليون دولار.
وحول الاطروحات الخاصة بتوفير التمويل اللازم لتنفيذ خطة إصلاح الحديد والصلب اكد المهندس محمد

سعد نجيدة ان هناك عدة بدائل يمكن دراستها منها أن توفر الدولة التمويل او ان يتم زيادة رأسمال الشركة او يتم ذلك عبر قروض بنكية او التصرف فى بعض الاراضى التى تملكها الشركة بالبيع.
وحول الوضع الحالى للشركة والتى كانت تعانى بسبب عدم توافر الفحم اللازم للتشغيل اكد نجيدة ان معدلات توريد الفحم زادت بصورة جيدة خلال الفترة الماضية ووصلت الى 100 طن فى اليوم للفحم (خشن وناعم) مما ساعد على تشغيل فرن 3 بصفة مستمرة وهذا الامر من شأنة المساعدة فى الحفاظ على بطاريات الأفران. ويؤكد «نجيدة» أن شركة الكوك تقدم مساعدة جيدة للحديد والصلب لتخطى الأزمة التى كنا نعانى منها، وعلى الجانب الآخر تقوم شركة الحديد والصلب بسداد مستحقات شركة الكوك أولا باول مما يساعد فى إجراء الصيانات وقطع الغيار بشكل دائم، وقال «نجيدة» إن توفير الفحم ساعد فى رفع طاقة تشغيل شركة الحديد والصلب والتى كانت لا تتجاوز 20% فى النصف الأول من العام فى حين وصلت النسبة الى 30% الآن ومازالت الشركة محافظة على هذه النسبة فى التشغيل وتحاول العمل على رفعها خلال الفترة القادمة.
يذكر ان شركة الحديد والصلب المصرية كانت تعانى منذ فترة طويلة الشركة التى تأسست عام 1954 كمجمع متكامل لإنتاج الحديد والصلب على مساحة تبلغ نحو 1700 فدان فى منطقة التبين جنوب القاهرة كانت من اولى الصناعات الاستراتيجية التى بدأت فى مصر وحققت نجاحات كبرى لسنوات الى ان بدأت حالتها فى التدهور وتحديدا منذ بدء برنامج الخصخصة فى مصر بأوامر من صندوق النقد الدولى والبنك الدولى حيث كانت خصخصة واحدة من كبريات الشركات العامة فى مصر احد شروط الصندوق ولهذا بدأت حالة التراخى واهمال متعمد للشركة وتجاهل حاجتها للتطوير حتى تسقط بفعل الخسائر المستمرة ولهذا توقفت يد الاحلال والتجديد عن الامتداد الى الشركة منذ سنوات تمتد لأكثر من 20 عاما ظلت عمليات التطوير لا تزيد عن كونها صيانة فقط تسمح باستمرار العمل وليس بالطبع الدخول فى منافسة أو مواكبة للجديد فى العالم.
استمر الوضع لفترة تفاقمت فيها مشكلات الشركة ولجأت للسحب على المكشوف وبلغت ديونها نحو 1.5 مليار جنيه حتى 2005 ودخول الشركة ضمن برنامج تسويات ديون قطاع الاعمال العام ليتم انهاء ازمة الديون غير ان ما استمر فى الواقع هو تهالك الافران وتوقف بعضها عن العمل وفى نفس الوقت تجاهلت الدولة تطوير شركة النصر لصناعة الكوك والكيماويات الاساسية التى تقوم بتوفير فحم الكوك احد المكونات الاساسية فى صناعة الحديد وبالتالى انخفضت كمية الفحم التى تتوفر للشركة مما ادى الى تراجع الإنتاج بصورة لم يسبق لها مثيل.
يضاف الى ذلك ان الافران العالية والمحولات الاكسجينية تأثرت نتيجة توقف الانتاج، حيث زادت استهلاكات الطاقة لكل طن صلب وزادت كمية الحراريات المستخدمة بالاضافة الي عدم تشغيل الأفران العالية بصفة منتظمة مما اثر سلبًا علي تشغيل قطاعات الدرفلة المختلفة التي تستخدم غازات الأفران العالية.