رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

"الفراعنة" يتنافسون فى سوق الأغذية الأمريكي

معرض فانسى فوود بولاية
معرض فانسى فوود بولاية نيويورك من الخارج

أكبر منتج في العالم.. أكبر مستهلك في العالم.. أكبر مُصنع في العالم.. أكبر مصدر ومستورد في العالم.. هذه باختصار شديد الولايات المتحدة الأمريكية، هذا العملاق الرهيب في الاقتصاد بشتى قطاعاته المختلفة.

علي مدار 8 أيام بمدينة نيويورك تعايشت مع الاقتصاد الأمريكي والمجتمع الأمريكى وكانت المناسبة مشاركة 26 شركة مصرية منتجة للغذاء في معرض «فانسي فوود» Fancy food والذي يعد من أكبر المعارض العالمية المتخصصة في الغذاء شأنه شأن فودكس الياباني وأنوجا الألماني وغيرهما، وتقدر قيمة الصفقات التي تعقد في هذا المعرض العملاق بمليارات الدولارات ولم لا والشركات المشاركة فيه هي الأكبر والأشهر والأغنى علي مستوي العالم!!

قائمة الشجعان
يحسب للمجلس التصديرى للصناعات الغذائية برئاسة المهندس علاء البهى أنه الأعلى والأكبر مشاركة في المعارض العالمية الكبيرة المتخصصة.. كما يحسب لهذا المجلس أنه يعمل في صمت ودون ضجيج وبأسلوب علمي احترافى دون ملء الدنيا ضجيجاً وصراخاً وتلهفاً علي جيوب الحكومة ممثلة في خزانتها العامة، وأعتقد -ولا يجادلني أحد في ذلك- أن الذي يقوم بالتصدير للسوق الأمريكي الرهيب يستحق أن نرفع له «القبعة»، ولابد أن تدعمه الدولة وجميع أجهزتها ليس علي صفحات الصحف ووسائل الإعلام، بل يكون هناك جدية في دعم هؤلاء المصدرين لهذا السوق.
فى «فانسي فوود» تشعر بفخر وأنت تشاهد 26 شركة مصرية تعرض منتجاتها المتنوعة في قاعات شديدة الفخامة، وفي مباني مركز المعارض والمؤتمرات tavits convention وهي تقع علي نهر أديسون المتاخم لولاية نيوجرسى.. ضمت كتيبة الشركات المصرية التي ارتدت ثوب الشجاعة وذهبت للسوق الأمريكي لعرض منتجاتها وسط العمالقة 26 شركة منها، مجموعة فرج الله وكانت أكبر مساحة بين المصريين، حلواني إخوان، السوهاجي، وهو رجل أعمال صعيدى استطاع أن يحفر له اسماً في عالم تجارة البقوليات ومن ثم التصدير لأمريكا، الصباح وهي شركة استثمارات مصرية-ليبية تنتج منتجات ألبان، وأجرو جروب، والمروة، وفريدال، والمصريون، وحلايب، والذهبية، وفارم فريتس، وماس فوود، وهي أكبر منتج في مصر للكورن فليكس، والصقر المملوكة لرجل الأعمال السكندرى، عضو غرفة تجارة إسكندرية أحمد صقر، كيميت للأغذية الطبيعية، أورينت جروب، سيلفا للخضراوات، وسيلفا يمتلكها شاب طموح يدعي كريم عدلي، وسبق أن التقيت به العام الماضى في معرض «بالما» بشيكاغو وتجاذبت معه أطراف الحديث وعلمت منه أنه بدأ صغيراً هو وشقيقه بمحطة صغيرة في البحيرة للتعبئة وكبر مشروعهما وكبرت أحلامهما ووصلا حالياً إلي فانسى فوود لمنافسة الكبار دون خوف أو تردد!

الميزان التجارى
بداية نؤكد أنه لم يعد هناك مكان لـ«الفهلوة» عند التصدير خاصة السوق الأوروبي، والأمريكي وكلاهما له اشتراطات قاسية جداً تتعلق بالمواصفات القياسية والاشتراطات البيئية والصحية وشهادات الجودة.. أما فيما يتعلق بحجم التبادل التجاري بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية فتستطيع القول من واقع الإحصاءات الرسمية إن هناك عجزاً شديداً بطبيعة الحال بين الصادرات والواردات، ففي عام 2010 سجلت الصادرات المصرية للسوق الأمريكي ما قيمته 2228.2 مليون دولار، مقابل 6836.7 مليون دولار، وفي عام 2011 سجلت الصادرات نحو 2058 مليون دولار مقابل 6182 للواردات مع الأخذ في الاعتبار أن الصادرات تشمل الصادرات البترولية، وغير البترولية، وصادرات بروتوكول الكويز. في عام 2012 بلغت قيمة الصادرات المصرية لأمريكا 2996 مقابل 5485 للواردات، وفي عام 2013 سجلت الصادرات ما قيمته 1613 مقابل 5218 وهذا العام من أكثر الأعوام انخفاضاً في التصدير للسوق الأمريكي نظراً للتداعيات التي مرت بها مصر في أعقاب ثورتي 25 يناير و30 يونية.
وفي الفترة من يناير إلي مارس الماضيين من العام الجاري سجلت الصادرات المصرية ما قيمته 408 ملايين دولار مقابل 1.6 مليار للواردات ليكون بذلك حجم التجارة في عام 2010 نحو 9064.9 مليون دولار، وفي عام 2011 نحو 8240 مليون دولار، وفي عام 2012 نحو 8.4 مليار دولار، وفي عام 2013 نحو 6.8 مليار دولار، وفي الفترة من يناير إلي مارس الماضيين نحو 1.9 مليار دولار وكان حجم التبادل التجاري قد حقق خلال الفترة المذكورة (يناير - مارس) من عام 2013 نحو 2.1 مليون دولار.

صادرات الكويز.. الأعلى
كثيراً ما كنت أتوقف وأتساءل لماذا صادرات الكويز متفوقة علي بقية الصادرات الأخري للسوق الأمريكى.. هل لجودتها ورخص أسعارها أم أن هناك أسباباً أخرى؟! الإجابة عن هذا التساؤل اكتشفتها وأنا أرصد وأراقب حركة التجارة والبيع والشراء في المحلات والمولات العملاقة الكبيرة والإجابة تنحصر في جملة واحدة جامعة مانعة وهي أن اليهود يسيطرون علي الاقتصاد الأمريكي!! في عام 2010 سجلت صادرات مصر من الملابس الجاهزة

والمنسوجات في إطار وبموجب بروتوكول الكويز ما قيمته 955.9 مليون دولار، وفي عام 2011 ما قيمته 1009 مليون دولار، وفي عام 2012 ما قيمته 963.4 مليون دولار، وفي عام 2013 ما قيمته 844.4 مليون دولار، وفي الفترة من يناير إلي مارس الماضيين نحو 226 مليون دولار. أما الصادرات في إطار النظام المعمم للمزايا «GSP» فقد سجلت عام 2010 نحو 51.9 مليون دولار، وفي عام 2011 نحو 48.6 مليون دولار، وفي عام 2012 نحو 60.3 مليون دولار، وفي عام 2013 نحو 70.9 مليون دولار، وفي الفترة من يناير إلي مارس الماضيين 15.6 مليون دولار. والشيء اللافت للنظر والمثير للانتباه أن الإحصاءات الأمريكية وتقارير مكتب التمثيل التجارى بواشنطن تؤكد أن هناك بنوداً من الصادرات لا تمت للملابس الجاهزة بصلة ومع ذلك يتم تصديرها للسوق الأمريكي في إطار بروتوكول الكويز ومنها الخضراوات المجمدة غير المطبوخة والمطبوخة، والخضراوات المجهزة والزيتون، وسجلت الصادرات من الخضراوات المجمدة وغير المجمدة عام 2011 ما قيمته 3.2 مليون دولار تراجعت عام 2012 إلى 1.8 مليون دولار، ثم عاودت الارتفاع مرة أخرى إلي 2.5 مليون دولار. أما صادرات الخضراوات المجمدة في إطار الكويز فقد سجلت عام 2011 ما قيمته 5.1 مليون دولار ثم تراجعت عام 2012 إلي 3.2 مليون دولار ثم انخفضت مرة أخرى عام 2013 إلي 2.3 مليون دولار.

مصر ثاني أكبر مستورد في القارة
احتلت مصر المركز 44 ضمن قائمة أكبر الدول المستوردة في الولايات المتحدة الأمريكية خلال يناير إلي مارس 2014، والمركز الثاني في القارة الأفريقية بعد جنوب أفريقيا (40)، والمركز الثالث في الدول العربية بعد الإمارات (17)، والسعودية (22)، والمركز الثالث في الشرق الأوسط بعد إسرائيل (23)، وتركيا (30) حيث بلغت قيمة الواردات المصرية نحو 1607 مليون دولار خلال الفترة المذكورة من العام الحالى (يناير - مارس) مقابل 1715 مليون دولار خلال نفس الفترة من عام 2013 بانخفاض -6٪ تعد الزيوت ومنتجات التقطير وفول الصويا والقمح والطائرات والخردة وكسب فول الصويا أهم الواردات المصرية من السوق الأمريكي. سجلت قيمة واردات القمح عام 2012 نحو 227.8 مليون دولار، وعام 2013 نحو 501.4 مليون دولار، وفي الفترة من يناير إلي مارس الماضيين نحو 394 مليون دولار.
وسجلت الواردات المصرية من فول الصويا نحو 300.5 مليون دولار عام 2011، ارتفعت عام 2012 إلي 738.9 مليون دولار، ثم عاودت الانخفاض عام 2013 إلي 286.7 مليون دولار، أما الواردات من الطائرات وقطع غيارها فقد سجلت عام 2011 نحو 401.1 مليون دولار انخفضت عام 2012 إلى ما قيمته 296.8 مليون دولار.
وفي عام 2013 سجلت الواردات نحو 172.7 مليون دولار وبقي أن نشدد علي نقطة في غاية الأهمية أن السوق الأمريكي يستوعب جميع الشركات من كل دول العالم، ولكن بقي علينا الاهتمام بتسويق منتجاتنا خارجياً وأن نرصد لها جميع الإمكانيات المادية والبشرية علي أن يكون الإعلام دافعاً وذلك جاذباً للخلف في ذلك!