عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

القضاء على لوبى الإخوان فى وزارة الطيران مطلب وطنى

بوابة الوفد الإلكترونية

لا يستطيع أحد أن ينكر أن الحكومة الجديدة برئاسة المهندس إبراهيم محلب في مهمة صعبة، فجملة المطلوب منها لا يساوي الفترة الزمنية المطروحة لها منذ توليها وحتي كامل استحقاقات خارطة الطريق في 30 يونية القادم،

فالحكومة الحالية مطلوب منها أن تكون سياسية تدير الواقع السياسي الملتهب وتخرج به إلي بر الأمان، واقتصادية تحل مشاكل وأزمات اقتصادية عفي عليها الزمن وملفات ضخمة تنتظر انفجارها بين لحظة وأخري، واجتماعية تحل مشاكل مجتمع عشش فيه الفساد والإفساد باسم الوطن مرة والدين مرات، وثقافية تعالج ثقافات طرأت علي المجتمع المصري وأفرزت بعض الشباب الذين لا يؤمنون بالوطن ولا يعرفون للانتماء سبيلاً وأمنية تؤمن حدود وطن يطمع فيه القاصي والداني وتفجيرات داخلية كل لحظة تحصد من أبناء مصر وجيشها وشرطتها لأسباب لا يعلمها إلا الطامعون والمتآمرون، فهل هذا عدل يا سادة؟
وزارة الطيران المدني نموذج لتلك الحكومة، فمنذ تولي الطيار حسام كمال المسئولية قبل ثلاثة أسابيع والملفات تفتح الواحد تلو الآخر بعضها بفعل الطبيعة كما حدث بمطار الغردقة وأخطاء فنية كالهبوط الذي حدث بالصالة الموسمية أسفل أحد الأعمدة بمطار القاهرة.. ولكن ليس من الطبيعي أن نسمع عن اعتصام للطيارين كفئة تتمتع بمزايا لا يتمتع بها غيرها وضد وزير هو واحد من بينهم، وكنت أعتقد أن يقفوا في كتف زميلهم للنهوض بالوزارة التي تعد من أهم الوزارات فهي وزارة استراتيجية تحوي ملف حيوياً وهو ملف صناعة النقل الجوي التي تمثل علاقات دولية وعربية ومحلية ومنظمات عالمية ولا يخفي علي أحد أن مصر تعتلي في كل ذلك مكانة يحترمها الجميع، فللأسف في الوقت الذي تفهم فيه العمال البسطاء الذين لا يجدون ما يسد رمق جوعهم ومتطلبات الحياة الأساسية من سكن ومأكل وعلاج مقدرين ما تقوم به الحكومة الجديدة من مواجهة شرسة ضد الإرهاب وإعادة البنية التحتية ومحاولة استعادة الدخل القومي فكانوا علي قناعة بضرورة وقف أية أعمال فئوية وإعطاء الحكومة فرصة لإنقاذ الدولة المصرية فإذا بنا علي النقيض التام نجد بعض الطيارين ممن لهم أجندتهم الخاصة في تعطيل خارطة الطريق وإحداث بلبلة في قطاع الطيران المدني الداعم للسياحة عندما تجمع عدد منهم من كل لون من طياري مصر للطيران وطياري الشركات الخاصة والطيارين الذين يبحثون عن فرصة عمل في مقر نقابة الطيارين أواخر الأسبوع الماضي مهددين بالاعتصام لإحداث بلبلة بالشركات، وبالتالي التأثير علي القطاع، والأكثر من ذلك أنهم قاموا بالاتصال برئيس الشركة القابضة لمصر للطيران الطيار سامح الحفني، بعد منتصف الليل يطالبونه بالحضور فوراً لمقر النقابة لمناقشة مطالب الطيارين، والسؤال: ما المطالب التي يمكن أن يقوم بحلها رئيس مصر للطيران لطياري الشركات الخاصة والطيارين الذين يبحثون عن فرص عمل؟.. إذن هناك رغبة من بعض الخلايا النائمة في هذا التوقيت بتهديد الحركة الجوية والتأثير علي السياحة والإضرار بسمعة مصر للطيران التي مازالت تعاني من تدهور في الموارد المالية ومحاولة وقف نزيف الخسارة المستمرة في الفترة السابقة، إلا أن رئيس القابضة لمصر للطيران التقي رئيس النقابة وانتهي بالاتفاق علي أن تقدم النقابة خطاباً رسمياً موقعاً من الطيارين بشأن التفاوض عن طريق وزارة القوي العاملة ليتم التفاوض بشكل رسمي، وكانت أهم مطالب الطيارين تعديل اللوائح السارية التي تطبق عليهم التي تأخر الرد في الاستجابة إليها من شركة الخطوط الجوية، إذن فهي مطالب تخص طياري مصر للطيران فما هو دور الطيارين الآخرين الذين قاموا بالاعتصام وما علاقتهم بلوائح طياري مصر للطيران؟.. إنها إذن سياسة الخلايا النائمة للحشد والانضمام إلي أي تجمعات للحصول علي مغانم وهو ما تداركه فوراً طيارو مصر للطيران الشرفاء الذين يرفعون علم مصر دائماً في أجواء العالم، طيارو مصر للطيران الذين كانوا يحملون الحقائب علي رؤوسهم في إيطاليا عندما علموا أن هناك إضراباً في الخدمات الأرضية وحتي لا تتأخر طائراتهم في العودة إلي القاهرة ويتأخر جدول تشغيل الشركة، فهؤلاء هم حقاً الواجهة المشرفة لمصر في جميع دول العالم، وهم يمثلون الغالبية العظمي للطيارين المصريين، ويبقي سؤال لرئيس نقابة الطيارين: هل سيقوم بإخطار وزارة القوي العاملة عما يتقاضاه الطيارون الذين كانوا يرغبون في تعطيل الحركة الجوية والقضاء علي ما تبقي من تعاف للشركة الوطنية «مصر للطيران»؟
إن ما حدث ليعد دليلاً قاطعاً علي أن هناك «لوبي» للإخوان في وزارة الطيران، فبعد قيام ثورة 25 يناير بدأ الإخوان في وضع مخططهم للتحكم في جميع مفاصل الدولة ومنها وزارة الطيران بمعاونة مجموعة من الموالين لهم في الوزارة والذين قاموا بإمدادهم بالمستندات لتشويه سمعة بعض القيادات ووصل الكثير منها إلي القضاء وحتي الآن لم تتم إدانة أي أحد منهم وبعد تولي الإخوان الحكم بدأوا في مكافأة الموالين لهم

بتعيينهم في مناصب لا يستحقونها علي حساب أهل الخبرة وخلال فترة عام من حكمهم زاد عدد الموالين، وبعد ثورة 30 يونية والقبض علي قيادات الإخوان الذين ثبت تورطهم في أعمال عنف وإرهاب، إلا أنه للأسف مازال الموالون لهم أو ما يسمي الخلايا النائمة في أماكنهم أو في أماكن أخري قيادية يكونون «لوبي» في كل قطاعات الطيران المدني، وهم معروفون بالاسم.. ويتبقي سؤال ألا آن الأوان في ظل الظروف التي تمر بها البلاد من عنف مستمر وإرهاب ألا يتم الاستهانة بتلك الخلايا النائمة في دعم التنظيم الدولي للإخوان؟
الطيار حسام كمال وزير الطيران المدني من جانبه كمسئول تنفيذي في حكومة تمثل دولة أعلن أنه يواجه تحديات في الطيران المدني في المقام الأول الأمن والسلامة الجوية، حيث إن منظومة الطيران المدني لها أسس ومعايير دولية ولابد لنا في مصر أن نضع علي قمة أولوياتنا التحسين والتطور المستمرين لنظم الأمن والسلامة الجوية بما يتلاءم مع سمعة مصر الدولية وريادتها في هذا المجال وعلي رأس هذه الموضوعات أمن المطارات المصرية ورفع كفاءة المنظومة الأمنية وتحديث أجهزة الكشف الأمنية بالمطارات واستخدام الجيل الجديد منها والتعاون مع الجهات المختلفة بالوزارات المعنية والتعاون مع «الأيكا» وغيرها من المنظمات الدولية للتطوير المستمر للإجراءات ورفع كفاءة العاملين لمنظومة الأمن عن طريق التدريب وتبادل الخبرات، ومن بين التحديات التي يراها وزير الطيران أيضاً التواصل المستمر مع جميع العاملين بالطيران المدني والعمل علي حل مشاكلهم وتلبية متطلباتهم المشروعة في حدود الإمكانيات المتاحة للوزارة وتطوير خدمة العملاء بجميع المطارات علي خطوط الطيران المصرية، فمع المنافسة الشرسة التي تواجهها المطارات وشركات الطيران المصرية أمام المطارات والشركات العالمية، خاصة في منطقة الشرق الأوسط يستلزم التحسين المستمر للخدمات، وكذلك رفع مستوي الصيانة في مباني المطارات ورفع كفاءتها في ضوء تعرض بعض مباني المطارات الإقليمية للأضرار نتيجة الظروف الجوية غير الطبيعية.. تلك هي بعض المهام التي يراها رجل جاء بصدر رحب يسعي لتقدم وزارته والقطاع الذي تربي وكبر فيه حتي اعتلي أعلي مناصبه ولم يضع في حسابه تلك الخلايا النائمة أو بمعني أصح «لوبي الإخوان» في وزارة الطيران الذي أول ما بدأ، بدأ بعصب الطيران وهم الطيارون، ولذلك فإننا نطالب الطيار حسام كمال بأن يضرب بيد من حديد ويتخذ قرارات حاسمة لكل من تسول له نفسه اللعب والمتاجرة بمرفق استراتيجي وحيوي كالطيران المدني وعليه بمراجعة مؤهلات وخبرات كل من تم تعيينه في جميع قطاعات الطيران المدني في فترة حكم الإخوان، فتعيينهم كان ثمناً في تنفيذ سياسة الإخوان وليس لكفاءة شخص بعينه ومن يثبت أن تعيينه بناء علي خبرته فليستمر في موقعه ومن يثبت أنه اغتصب مكاناً غير مؤهل له، فعليه أن يتركه فوراً، وبذلك يمكن وقتها أن يكون المناخ مهيأ للنجاح في هذا المرفق الذي عاني الكثير من الخسارة والتي تكبدها وفقد العنصر البشري الذي هو محور التطور والنجاح.
ومازلنا نؤكد لوزير الطيران المدني أنه وزير في مهمة صعبة وعليه أن يضع يده في عش الدبابير غير عابئ بقرصها لأنها من الآخر هي «دبابير زنت علي خراب عشها».