رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

صفقة «"بايونيرز - رؤية" تثير جدلاً في سوق المال

بوابة الوفد الإلكترونية

لا حديث في مجتمع سوق المال طوال الأيام الماضية إلا عن اتجاه شركة «بايونيرز القابضة للاستثمارات المالية» الاستحواذ علي 60٪ من أسهم مجموعة «رؤية» للاستثمار العقاري بقيمة مبدئية مليار جنيه.

الصفقة المزمع تمويلها بجزء نقدي وجزء عن طريق زيادة رأسمال الشركة لصالح مساهمي مجموعة رؤية للاستثمار أثارت جدلا واسعا في مجتمع المستثمرين بين متفائل بإتمامها وآخر يسيطر عليه شكوك تنفيذ عملية الاستحواذ خاصة أن فشل التجربة السابقة لصفقة الشركة مع «بلتون» في عام 2009، والتي تجمدت في مراحلها الأولي ولم تكتمل لأسباب غامضة وغير معلومة لا تزال في الذاكرة.
مخاوف متعددة تطارد المستثمرين من عدم استكمال عملية الاستحواذ خاصة صغار المستثمرين الذين «تكالبوا» علي السهم والذي سجل أعلي مستوياته خلال الجلسات الماضية في محاولة منهم لتعويض جزء من خسائرهم التي تكبدوها منذ ثورة يناير ورغم قلق المستثمرين من عدم التنفيذ إلا أن واحدا من أعضاء مجلس إدارة «بايونيرز» يؤكد جدية الشركة في عملية الاتمام وأن كل الصفقات التي نفذتها الشركة علي مدار 3 سنوات ماضية شهدت نجاحا كبيرا.
سيناريو فشل صفقة الماضي مع «بلتون» التي دفع فاتورتها صغار المستثمرين وتكبدوا خسائر بالجملة ومن قبلها سيناريو طرح «بايونيرز» حصة من أسهمها في البورصة بسعر 8٫5 جنيه، وبمجرد تداول السهم في ذلك الوقت بدأت رحلة الصعود بصورة جنونية ليصل الي أعلي مستوياته عند 29٫75 جنيه بفعل المضاربات وعمليات الإيحاء بحدوث أخبار ايجابية علي السهم، لم يصمد السهم طويلا وقتها في رحلة الصعود المتعمدة وسرعان ما انفجرت الفقاعة السعرية بعد تخارج المضاربين والمستحوذين علي السهم ليشرب صغار المستثمرين «المقلب» ويتحملوا عناء الهبوط للسهم الي مستويات 4٫40 وصلت في 30/11/2008 بعد أقل من ستة أشهر من التداول.
لم يكن ذلك فحسب وإنما صفقة الاندماج التي كانت منتظرة بفارغ الصبر في نوفمبر 2009 عندما أعلنت «بايونيرز» نيتها الاستحواذ علي شركة «بلتون»  من خلال زيادة رأسمال «بايونيرز» الي 600 مليون سهم بدلا من 500 مليون سهم علي أن تخصص الزيادة بالكامل لمساهمي «بلتون» المالية القابضة لتصبح نسبة المساهمة في «بايونيرز» حوالي 16٫6٪ من رأس المال المصدر بعد الزيادة.
ووقتها سيطرت المضاربات علي السهم متأثرة بتلك الأخبار لينطلق السهم من 5٫10 جنيه الي 9٫5 جنيه قبل الإعلان عن فشل الصفقة ثم تعرض «بايونيرز» للإيقاف ثلاثة شهور من التعامل علي أسهمها نتيجة وجود تلاعبات ومخالفات.. يقول عمرو صابر - محلل أسواق المال - إن ذلك دفع السهم الي الرجوع مجددا الي مستويات أقل من 5٫10 بل الي مستويات 3٫30 جنيه فيما بعد.
مع مطلع 2014 شهد السهم رحلة صعود قوية دون أسباب وقفز سعر السهم من 5٫33 جنيه ليصل الي 9٫5 جنيه بنسبة تغير تصل الي 78٪ علي حد تحليل «صابر» حتي إعلان الشركة أنها بصدد الاستحواذ علي 60٪ من أسهم مجموعة رؤية للاستثمار العقاري بقيمة مبدئية مليار جنيه، في مشهد متكرر للتأثير علي حركة السهم وكذلك استغلال فئة محددة من المستثمرين للسهم بعد الاستفادة من تسريب أخبار الصفقة.
تكرار سيناريو فشل صفقة «بايونيرز - بلتون» وارد تكراره هو ما قاله وائل أمين - محلل أسواق المال - فرغم تأكيدات الأطراف المسئولة عن اتمام الصفقة وقتها بأنها تمت فوجئ مجتمع سوق المال بتوقف الصفقة التي عليها انخفض السهم الي سعر 3٫2 جنيه ولم يتضرر وقتها سوي متعاملي السوق وحملة السهم ومن احتفظ به من منطلق أن الشركة بصدد الاستحواذ علي أحد

الكيانات الكبري داخل سوق المال، ولكن تبخر كل ذلك.
قبل الإعلان عن الصفقة الجديدة وبالتحديد منذ اجتماع مجلس إدارة الشركة في 30 يناير الماضي وقبلها بأيام قليلة وتحديدا بتاريخ 22 يناير كان سهم «بايونيرز» يتداول في مستويات سعرية بين 6٫25 و6٫5 جنيه، ومنذ الانتهاء من اجتماع مجلس الإدارة بدأ السهم في رحلة صعود بصورة جنونية، إذا ما قورن بباقي أسهم السوق ووصل سعره الي أكثر من 9٫5 بارتفاع نسبته تجاوزت 50٪ بحسب «أمين».
ورغم أن هناك أسهما حققت نفس نسب الصعود السابقة علي حد تعبير «أمين» إلا أن فترة الصعود للسهم كانت أكبر بكثير، وكل المخاوف من تحمل صغار المستثمرين تداعيات فشل صفقة «بلتون» والذين تجرعوا مرارتها.
وتساءل «أمين» قائلا: هل استحواذ الشركة علي نسبة 60٪ من شركة «رؤية» من شأنها أن يرتفع بالسهم بكل هذه النسبة رغم أن الشركة لديها سابقة استحواذات داخل عدة شركات مدرجة داخل البورصة مثل القاهرة للإسكان والصعيد العامة للمقاولات خاصة أن وقت الاستحواذ علي نسب تلك الشركات لم يرتفع سهم شركة «بايونيرز» بنسبة 50٪.
كما أن المادة 44 من قواعد القيد الجديدة الخاصة بالاستحواذات التي أشارت اليها الشركة في بيانها هي مادة تتعلق بالإجراءات الخاصة عند التنفيذ.
واجهت واحدا من أعضاء مجلس إدارة شركة «بايونيرز» بهذه المخاوف والاتهامات أجابني قائلا: إن مثل هذه المخاوف والاتهامات للشركة والصفقة مجرد أوهام وليس معني فشل صفقة الاستحواذ علي «بلتون» منذ سنوات قد يتكرر مع صفقة «رؤية» ففشل إتمام الاستحواذ علي «بلتون» ليس مسئولية «بايونيرز».
وتابع: إن الشركة نجحت منذ ثورة يناير في الاستحواذ علي شركات متعددة ومدرجة بالبورصة بقيم تجاوزت 800 مليون جنيه هو أمر لم تقم به أي شركة أخري في السوق، وأن إتمام صفقة «رؤية» أكبر كيان عقاري في المنطقة.
وقالت مصادر خاصة لـ«الوفد» إن البورصة قامت بفحص ومراجعة العمليات التي تم تنفيذها علي السهم قبل الإعلان عن الصفقة وكشف الفحص عن شبهة تلاعبات، كما تبين حركة غير عادية من قبل أحد العملاء سبق له العمل في «بايونيرز» بالإضافة الي شركة سمسرة كبري بما أدي الي استفادتهم من التعاملات وهو ما يؤكد وجود تسريب معلومات عن الصفقة.
وأضافت المصادر أن البورصة اتخذت الإجراءات القانونية اللازمة وأحالت الأمر الي الرقابة المالية تمهيدا لإحالة المتلاعبين الي النيابة.