رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مثلث الرعب الذي يهدد مصانع الصلب بإطفاء أفرانها

بوابة الوفد الإلكترونية

تتسبب ثلاث عوامل رئيسية في الإرتفاع المتواصل فى أسعار كل منتجات الصلب التى تنتجها المصانع المصرية بدءً من منتجات  الخوص والزوايا، الكمر، الشبك الحديدى، وأعمدة الإناره مرورًا بمنتجات المسطحات والأطوال والصاج والقضبان وإنتهاءً بالمنتج   الأكثر أهمية لقطاعات كثيرة للغاية وأهمها قطاع المقاولات والبناء والتشييد.

 

أصبحت أسعار منتجات الصلب كلها مرتفعة بنسبة وصلت لأكثر من 300% خلال الثلاث أعوام الأخيرة، وأصبح تسعير هذه  المنتجات يتم بشكل شبه يومى أو إسبوعى لتصبح منتجات الصلب واحدة من أكثر المنتجات إرتفاعا فى أسعارها وتكاد تتفوق  على أسعار المنتجات الغذائية مع ملاحظة فارق جوهرى بين الزيادات فى أسعار منتجات الصلب، والمنتجات الغذائية وهو أن  الزيادات فى منتجات الصلب تتم فى الزيادة الواحدة بآلاف الجنيهات دفعة واحدة كما حدث فى الزيادات الأخيرة مع نهايات  الأسبوع الماضى عندما زاد سعر حديد التسليح 3 آلاف جنيها للطن، أما الزيادات فى أسعار الغذاء فهى أقل بمستويات كبيرة عن  اسعار  الصلب.

 

أصبح ارتفاع أسعار منتجات الصلب خاصة حديد التسليح وهو المنتج الأكثر شهرة ومبيعات فى كل منتجات الصلب ظاهرة ملفتة للنظر ولا نغالى إذا قلنا أنها أصبحت ظاهرة، بل واقع مرعب لجمهور المستهلكين، فلم يكد يمر ثلاثة أو أربعة أيام حتى يقوم  أصحاب المصانع برفع الأسعار، وهى الأسعار الفلكية الغير مسبوقة فى تاريخ مصر من عهد الفراعنة إلى الآن كما وصفناها فى وقت  سابق.

 

واكدنا أيضا فى وقت سابق أن  اسعار  حديد التسليح  فى  مصر  أصبحت  هى الأعلى على مستوى  العالم  ، ولكن هناك عدة أسئله   تبحث  عن  إجابات  داخل  

 

عقول  غالبية جمهور  المستهلكين والاوساط الإقتصاديه،فى  الوقت  الذى  توجد  فيه  غرفه  للصناعات  المعدنيه تضم  الكيانات  الصناعيه  الضخمه فى هذه  الصناعه ،ولكن  اعضاؤها   لايجتمعون  ، ولم  تكلف  الغرفه  خاطرها من قريب  أو  بعيد بعقد  إجتماع  بحضور  الصحفيين المعنيين بشئون الصناعه والتجاره لتعريفهم وتعريف المجتمع بالأسباب الحقيقيه لارتفاع   أسعار منتجات الصلب ، ومدى  تأثر  الأسواق  والبورصات العالميه  بالحرب الروسيه الاكرانيه وارتفاع  اسعار الطاقه .ولم  تقم  الغرفه بدايةً من  رئيسها   مرورا  بأعضائها وإنتهاءً  بالمدير  التنفيذى   بإصدار  بيان  رسمى  شارح  ومفسر   لأسباب  هذه  الارتفاعات الجنونيه فى اسعار  منتجات  الصلب خاصة حديد التسليح  وكأن الغرفه قد كتب  على مدخلها الرئيسى وابوابها جملة " مغلقه للتحسينات "!!

حقيقة  الأمر  كانت  مجموعة عز  هى الوحيده  التى كانت تقوم بإصدار  إحصائيات دقيقه جدا  عن  الأسعار  العالميه وأسعار  الخامات ،ووضع السوق المحلى ولكنها  منذ  فتره  طويله  لم  تعد تصدر  هذه  البيانات والإحصائيات الشارحه والموضحه  وكأن  عدوى  إهمال إصدار  المعلومات  قد  أصابتها هى  الأخرى .


مصانع مهددة بإطفاء أفرانها

 

 

حاولت  الاجتهاد والوقوف  على الأسباب  الفعليه والحقيقيه وراء  الإرتفاع  المتواصل  فى الأسعار،  وهل  أصحاب  المصانع  مزنبون ومخطئون  فى هذه  الزيادات، ام  هم  أبرياء  براءة  الذئب من دم  يوسف أبن يعقوب النبى ..؟؟

حقيقة الأمر  أن أصحاب  المصانع  يعانون  الأمرين فى ظل  أوضاع  إقتصاديه معقده ومركبه،  وبعض  المصانع  فعليا   مهدده  بإطفاء  افرانها لسبب  بسيط  للغايه وهو  انها  لاتجد  خامات لتشغيل  هذه  الافران ، وهذه  الحالات  تظهر  بوضوح  أكبر  فى مصانع  الدرفله ويصل  عددها   لأكثر  من 14 مصنعا   تتفاوت   فى  الطاقات  الإنتاجيه وكبيرهم   لا  ينتج  أكثر  من 200 الف  طن  على  أقصى  تقدير   بعيدا   عن   الأرقام  الخزعبليه   التى  يتشدقون بها ..الأمر  الآخر  أن  المصانع  خاصة  المصانع  المتكامله  وشبه  المتكامله  لا  تجد  دولار  بشكل  كاف لإستيراد   خامات   لتشغيل  مصانعها   بكامل  طاقتها  الإنتاجيه ،ولا  يعقل  أن  يكون  لدى  مصر  مصانع  صلب  طاقتها  التصميميه تصل  إلى 15 و16 مليون طن ،ولا  تنتج  أكثر  من 7.5 مليون  طن  ،وهو  الأمر  الذى  يشير  إلى  أن  غالبية  المصانع لا  تعمل  بأكثر  من 50% 

من  طاقاتها الإنتاجيه ، وتصل  النسبه  فى  العديد من مصانع  الدرفله  إلى 20 ،و30 % وذلك  بسبب   عدم  قدرة   هذه  المصانع  على شراء  خامات  من  الخرده  والبليت والأيرن أور   مع  الإشاره  إلى أن  مصانع الدرفله كانت تشترى  فى اوقات  سابقه  إحتياجاتها من  البليت والخرده  من بعض  المصانع  المتكامله وشبه  المتكامله  ،ولكن  المصانع  المتكامله  وشبه المتكامله  أصبحت فى حاجه ماسه إلى  هذه  الخامات على طريقة  بيدى  لا  بيدي  عمرو ،  ولا  يحك جلدك  إلا  ظفر  يدك..


نقص الخامات أدى إلى تغير التكلفة

 

من الأمور  المؤكده أن  بعض المصانع  لديها  خامات  محتجزه بالموانىء ولكنها  فى حاجه  إلى  دولارات  للإفراج  عنها ،ولكن  البنوك  التى تتعامل  معها  غير  قادر  على توفير كميات كبيره  من الدولارات  ..يترتب  على عدم  وجود الدولار  عدم وجود خامات ،وعند  ندرة  الخامات يقل الإنتاج  والمعروض، وعندما  يقل  المعروض ترتفع  الأسعار مع وجود  هلع  وخوف  من الإحتمالات المستقبليه على المدى القصير لارتفاعات أكبر  فى الأسعار ..
 

كل  هذه  الأوضاع التى أصبحت  تشبه  بيت  العنكبوت قادت  المصانع  إلى  وضع   أكثر  صعوبه  وهو   أن  المصانع  أصبحت غير  قادره   على  صياغة  تكلفه  ثابته للإنتاج ،وأصبحت  التكلفه  متغيره   بسرعة  البرق ، وتغير التكلفه وعدم ثباتها  يتسبب  وفقا  لتاكيدات  أبجديات علم  الإقتصاد  فى إحداث  خلل  هيكلى  بالمصانع  وهو  الحادث والواقع  بكل  المصانع  المنتجه للصلب دون إستثناء ، مع التأكيد  على أن  اسعار  خامات  الصناعه ترتبط  إرتباطا وثيقا بالبورصات العالميه لأننا  بلد مستورد  بالدرجه الأولى ولا  يوجد  فى الصناعه  سوى  عدة  مصانع  تعد  على أصابع اليد الواحده  هى القادره  نوعا  ما  خلال هذه  الفترات العصيبه على تدبير  إحتياجاتها من  الدولار والمواد  الخام  ولو  بشكل  نسبى  وهذه  المصانع  هى  العز  ، السويس ،بشاى ،المصريين  واخيرا   المراكبى ،اما  بقية  المصانع  فى ربوع  مصر  فهى  تبحث  عن  الدولار  والخامه على طريقة " دوخينى   ياليمونه " !



أساتذة الهندسه :
صعوبه  فى تقييم  تكاليف المبانى

بقى ان نؤكد  أن كاتب  هذه السطور  سأل  العديد من أساتذة  الهندسه حول تكاليف المبانى فى ظل ارتفاع أسعار حديد التسليح ،وهل اسعار حديد التسليح  حقيقيه ،وارتفاعاتها منطقيه فأكدوا   إنهم  لم  يعودوا قادرين  على إجراء  تقييم  ثابت و  عادل لأسعار المبانى والتكاليف المتعلقه بها  بسبب  ارتفاعات الأسعار  المستمر  ، وبعضهم  أكد  أن  هذه  الأوضاع  لن تستمر  ومتوقع  أن تنخفض اسعار حديد التسليح  وكذلك  تكاليف المبانى  والوحدات السكنيه مع الربع  الأخير  من العام  الحالى .