رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

التوسع فى استثمارات الأسمدة والحديد الرهان الرابح لاستقطاب الأموال الأجنبية

بوابة الوفد الإلكترونية

 

 

1.8 مليار جنيه مستهدف حجم الأصول المدارة

 

رحلة مع الذات ستجعلك تتذكر أوقاتا عصيبة، تمكنت من الصمود أمامها، فهذه الذكريات تدفعك لأن تمضى فى طريقك لتصل إلى النهاية التى رسمتها.. إذا عرفت نفسك وقدراتك لن يضرك ما واجهت من متاعب، اصنع عالمك الخاص، افعل كل ما تحب، اجعل صفحات كتابك مثالية، كن شغوفا واصنع تفاصيل جميلة.. وكذلك محدثى دستوره «انغمس فى صنع مشوارك الذى تحلم به، وانظر إلى الصورة الأفضل».

أنت مجموعة أهداف تسعى إلى تنفيذها، اسعَ لتحقيق إنجازات أعظم، طوّر نفسك بحيث تكون أكبر من أن تقلق، وأقوى من أى ظروف، استمرارك يشكل كيانك، ومن هنا، فتميزك لا يكون عملًا، بل يكون عادة وعلى هذا الحال كانت مسيرته منذ الصبا.

محمد حسن العضو المنتدب لشركة بلوم مصر للاستثمارات المالية.. منهجه لا شىء يمكن القيام به دون أملا، فى مفردات قاموسه أنه يحاول، وليس أمامه مستحيل، المخاطرة جزء من شخصيته، ينسب الفضل لأهله، وكل من ساهم فى صناعة شخصيته وأولهم زوجته.

بصورة جمالية، وبتصميم هندسى دقيق، تبدو المساحة الخضراء المحيطة بالمبنى، قد اتخذت شكلا متناسقا، وأكثر تكاملا بين أحواض الزهور العطرية، والأشجار التى تظلل المكان بلونها الأخضر الداكن، جداول صغيرة تسمح بمرور المياه، ليضفى تناسقا فى التصميم.. على بعد أمتار وعند المدخل الرئيسى تبدو النباتات العطرية فى كل مكان، مما يمنح المكان جمالاً.. رسومات هندسية فى كل الأركان، تضفى أناقة، ديكور كلاسيكى ملكى، يسود تصميم الجدران، مع أثاث بنفس الديكور.. مجموعة من اللوحات المزخرفة، والمصممة بمكونات عشبية، وزهور ذات ألوان جميلة تمنح طاقة إيجابية لأصحاب المكان.

على بعد أمتار وفى نهاية الممر المصطف على جوانبه بعض الأنتيكات والفازات، تبدو غرفة مكتبه، أكثر تنظيما، وترتيبا، مجموعة من الكتب والملفات النادرة فى فنون الأدب والرواية، مجلدات تتعلق بمجال عمله تتصدر مقدمة مكتبته.. لاب توب وبعض القصاصات الورقية، تضم بعضها خطة عمله اليومية، وما أنجز خلاله، وبالأخرى سطر ذكريات رحلته، وما تحمله من محطات خاضها بحلوها ومرها.. سطر كلمات تلخص مسيرته لتكون افتتاحية ذكرياته بقوله «السعى هو بداية الرزق والمخاطرة أساس النجاح، فعندما يكون لديك حلم، عليك أن تنتزعه ولا تتركه».

حماسى ودقيق فى تحليله، يفسر المشهد بحيادية، ويستند إلى حقائق فى تحليله، لا يتجاهل الأخطاء، وإنما يحللها ويقترح العلاج، تجده مغرما بالرياضيات، يبنى تفسيراته على أرقام، لا يخفى قلقه بالقادم فى المشهد الاقتصادى، لكن يحاول أن يتحدث بموضوعية.. يقول إن «المشهد الاقتصادى عالميا يشهد ارتباكا، بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، التى كان لها تأثير سلبى لا يزال يطارد اقتصاديات الدول، خاصة أنه لم يعمل حسابها، فبمجرد بداية التعافى من كورونا، وراح العالم يلتقط أنفاسه اقتصاديا، كانت الحرب الروسية، كون الدولتين من أكبر الدول المصدرة للسلع الغذائية والسياحة، مما تسبب فى قفزات كبيرة للأسعار، خاصة أن السوق المحلى أكثر اعتمادا على وارداته السلعية والسياحية من الدولتين، لكن ما خفف من حدة الأزمة الإنتاج والتصدير فى قطاعى الطاقة والأسمدة كان لها أثر إيجابى، ساهم فى تماسك الاقتصاد.

ثقته بنفسه فيما يقول تجعله يتحدث بشكل أفضل، ويتبين ذلك فى حديثه عن التوسع فى المشروعات القومية، والبنية التحتية، بشكل كبير، مما أثر على سحب المزيد من السيولة بالسوق، فى الوقت الذى تخارجت الاستثمارات الأجنبية مع الحرب الروسية الأوكرانية، وعدم عودتها، مما دفع صندوق النقد الدولى للضغط على الاقتصاد، وبالتالى تسبب فى قفزات كبيرة بالتراجع فى سعر العملة المحلية، مع استمرار ارتفاع معدلات التضخم، ولمواجهة ذلك ليس أمام الدولة سوى استكمال الإصلاحات، مع تحديد الأولويات اللازمة التى تسهم فى تجاوز الأزمة، من خلال الاهتمام بالتركيز على الصناعة والإنتاج، وكذلك العمل على سرعة استئناف ملف برنامج الطروحات، مع التوجه إلى المستثمر الاستراتيجى والصناديق المتخصصة الأفضل للاستحواذ على الشركات سيئة الإدارة.

< إذن="" هل="" معدلات="" التضخم="" مستمرة="" فى="" الارتفاع="" خلال="" العام="" الجارى="">

- بوضوح وفكر مرتب يجيبنى قائلا إن «معدلات التضخم قد تشهد بعض التراجع خلال الفترة القادمة، وبالتحديد فى نهاية الربع الثانى من العام خاصة بعد شهر رمضان، لكن يظل القلق من المشهد الاقتصادى خلال المرحلة المقبلة، بعد تدخلات صندوق النقد الدولى، وفرض شروطه من أجل الإصلاح الاقتصادى، والذى لن يستطيع تحملها رجل الشارع، بالإضافة إلى سوء الإدارة من القائمين على المشهد الاقتصادى، وهو الأمر الذى يتطلب تدخلا سريعا لتغيير المسئولين واختيار الأنسب للمرحلة».

الدقة والإرادة من السمات المكتسبة من والده، لذلك عندما يتحدث عن السياسة النقدية تجده حريصا على كل كلمة، يقسم أداء السياسة النقدية لمرحلتين، الأولى فترة نوفمبر 2016، ونجح البنك المركزى وقتها بحسب تحليله فى توفير العملة الصعبة، واستقر سعره عند مستوى محدد، عكس الفترة الحالية، التى حدث خلالها التعويم، دون توافر الدولار، بكميات تلبى احتياجات السوق، ورغم ما تم اتخاذه من إجراءات بإصدار شهادات ذات عائد مرتفع، لم يسهم فى استقطاب الدولار، حيث أن كل الأموال التى دخلت الجهاز المصرفى من حائزى هذه الأموال فى الصناديق النقدية، لكن بنظرة عامة تبين أنه بعد الأزمة الروسية الأوكرانية أن أداء سياسة البنك المركز لم تكن جيدة، خاصة بعد القرارات التى اتخذت لتحجيم التعامل على الدولار، مما أثر سلبيا على البضائع المحتجزة فى الموانئ، وتأخر الإفراج عنها، وبالتالى تضاعفت أسعار السلع فى السوق، نتيجة عدم توافرها، لكن فى ظل الإدارة الجديدة التى تقود السياسة النقدية تحاول العمل على تحقيق الاستقرار لسعر الصرف، من خلال ما يتم اتخاذه من قرارات واستراتيجية تحقق مستهدفات السياسة النقدية فى سعر الصرف، وانحسار معدلات التضخم.

لا شىء يمكن القيام به دون أمل وثقة ونفس الحال حينما يتحدث الرجل عن عملية خفض ورفع أسعار الفائدة، يعتبر أنه رغم اختلاف المشهد بين السوق المحلى واقتصاديات الدول الخارجية، إلا أن البنك المركزى مضطرا فى انتهاج نفس مسار البنوك المركزية الخارجية، فى عملية رفع الفائدة، حتى يتمكن من الحفاظ على ما تبقى من استثمارات خارجية، واستعادة الأموال التى تخارجت بالفعل، بالإضافة إلى أن قفزات معدلات التضخم مستوردة، نتيجة ارتفاع التكلفة وليس الطلب، لأنه فى حالة الطلب يمكن السيطرة عليه من خلال رفع أسعار الفائدة، وسحب السيولة من السوق.

< لماذا="" لا="" تزال="" حالة="" الجدل="" مستمرة="" بين="" الخبراء="" والمراقبين="" حول="" الاقتراض="">

بتفكير إيجابى ورؤية دقيقة يجيبنى قائلاً إن «الاقتراض جزء من الاقتصاد والاستثمار، والدول تقوم على الاقتراض، لكن النجاح فى الاقتراض يتوقف على توجيه هذه الأموال المقترضة، ومدى تحقيقها عوائد من شأنها أن تسدد هذه القروض، خاصة أن الدول تعمل دائما على تحقيق التوازن بين الاستثمارات التى تحقق عائدا سريعا، وعائدا طويل الأجل،

وهذا التوازن يحقق النمو، وأيضاً سداد فوائد الاقتراض، ولتحقيق ذلك لا بد أن يتم توجيه الاقتراض إلى الإنتاج والصناعة بكل مجالاتها وقطاعاتها المختلفة، وتصديرها إلى السوق الأفريقى، والأسواق العربية، خاصة فى الأسمدة والحديد سيعمل على ضخ تدفقات كبيرة فى السوق المحلى، كونها المغناطيس لجذب هذه الأموال».

«الإيجابية هى السبيل الأول والأهم للنجاح» بهذا يؤمن الرجل لكن عندما يتحدث عن السياسة المالية تجده أكثر تحفظا، يعتبر أن اهتمام السياسة المالية بالمنظومة الضريبية فقط، والتعامل مع المستثمرين والمواطنين بمنطق «الجباية»، وليس بفلسفة الاستثمار، والقدرة على استقطاب الأموال والمشروعات الاستثمارية، التى تحقق مكاسب وأرباحا منها تتمكن السياسة المالية من زيادة إيراداتها، وذلك يحتاج إلى تيسيرات كبيرة فى الإعفاءات الضريبية، وحزمة تحفيزية، مستشهدا فى ذلك بضريبة الأرباح الرأسمالية على البورصة، التى ساهمت بصورة كبيرة فى تطفيش الاستثمارات، ولم تحقق مستهدفاتها، وكان الأفضل الاستمرار على ضريبة الدمغة، ومن هنا على السياسة المالية سرعة إعادة النظر فيما تتخذه من قرارات تضر بالاستثمار، كذلك على الدولة أن تعمل على استقطاب الاقتصاد غير الرسمى لمنظومة الدولة، وقتها يسهم فى زيادة الإيرادات، إلا أن هذا الأمر يستغرق وقتا طويلا، وأجيالا قادرة على تنفيذ ذلك، عبر خطة واستراتيجية طويلة المدى.

التحديات عظيمة وتحتاج من يقاومها، وكذلك الاستثمار بحسب وصف الرجل، يعتبر أن ملف الاستثمارات الأجنبية تتطلب العديد من الجهد والعمل لاستقطاب المزيد، فى ظل الأرقام المتدنية للغاية، والتى لم تتجاوز 8 مليارات دولار، وهذا لا يتناسب مع مكانة وقوة الاقتصاد الوطنى، لذا على الدولة العمل على استغلال ما تمتلك من مقومات لجذب الاستثمارات الأجنبية فى العديد من المناطق الغنية بالمواد الخام القادرة على قيام العديد من الصناعات المختلفة بمناطق سيناء، والمثلث الذهبى، والتى تقوم عليها صناعات التكنولوجيا، وغيرها من الصناعات الأخرى، وكذلك عرض هذه الفرص الاستثمارية على المؤسسات المالية العالمية، مع ضرورة العمل على عودة وزارة الاستثمار مرة أخرى، كونها على قمة ملف السياسة الاستثمارية، بالإضافة إلى العمل على دعم المستثمر المحلى بحزمة تحفيزات ضريبية، وتسهيلات تشجيعية تدفع المستثمرين للتوسع فى استثماراتهم، وتوفير فرص عمل.

محطات صعبة فى مسيرة الشاب الأربعينى، تجارب عديدة أصقلت خبراته، يتكشف ذلك عندما يتحدث عن القطاع الخاص، حيث يعتبره أنه يواجه معاناة شديدة، فى ظل هيمنة القطاع العام على السوق، ولتمكين القطاع الخاص على الدولة تقديم المزيد من المحفزات، باعتباره قطاعا يعد بمثابة العمود الفقرى للتنمية المستدامة فى اقتصاديات الدول الكبرى، وهنا على الدولة أيضاً العمل على تفعيل وثيقة ملكية الدولة لإتاحة فرصة أكبر للقطاع الخاص.

< ترى..="" لماذا="" لم="" يتخذ="" أى="" إجراء="" بشأن="" استئناف="" برنامج="" الطروحات="" الحكومية="" رغم="" نجاح="" الاكتتابات="" التى="" شهدتها="" أسواق="">

- علامات استفهام تبدو على ملامحه قبل أن يجيبنى قائلا إن «برنامج الطروحات الحكومية يتطلب من القائمين على الملف تحديد خطة زمنية لهذه الطروحات، مع الالتزام بتنفيذها وفقا للبرنامج المحدد، مثلما حدث فى الاكتتابات الخليجية، وتحقيقها نجاحات كبيرة، خاصة أن السوق المحلى بات مؤهلا لتنفيذ الاكتتابات، فى ظل الفرص المتوافرة بالسوق».

ركز أفكارك على ما يثير اهتمامك، وعلى هذا كانت رحلة الشاب الأربعينى، خاض خلالها تجارب ناجحة، رغم صعوبة المغامرة، وتغيير اتجاهه إلى تجربة جديدة، إلا أن ثقته بنفسه دفعته إلى أن يواصل نجاحاته المتواصلة، وتحقق ذلك فى كل مكان عمله به، وترك فيه أثرا، وبصمة، ومن ضمنه ما تحقق بالاستراتيجية التى حددها للشركة، حيث نجح فى تحقيق المستهدفات بالقفز فى حجم الأصول المدارة فى عام 2021 من 500 مليون جنيه إلى مليار جنيه، وواصل هذا النجاح فى عام 2022 محققا نموا بنسبة 25% ووصول حجم الأصول إلى 1.250 مليار جنيه، كما تم التعاقد مع 3 محافظ استثمارية بقيمة 300 مليون جنيه أيضاً، وتحقيق عائد على المحافظ المستثمرة فى الأسهم تجاوزت 40%، وكذلك تحقيق صندوق أروب النقدى المركز الثانى على مستوى الصناديق النقدية.

يطور نفسه وطموحه ليس له سقف، ويعمل على مواصلة تحقيق مستهدفاته للشركة، حيث يستهدف خلال عام 2023 الوصول بحجم الأصول المدارة إلى 1.800 مليار جنيه بنمو50%، وكذلك استهداف التعاقد مع محافظ جديدة تصل إلى 4 محافظ خلال الفترة القليلة بقيمة تتجاوز 400 مليون جنيه.

ما يؤمن به يحققه، وهو سر نجاحه، يحث أولاده على العمل بضمير، حتى يتمكنوا من تحقيق أهدافهم.. لكن يظل الشغل الشاغل للرجل تعزيز ريادة الشركة فى السوق.. فهل يستطيع تحقيق ذلك؟