عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عودة الأموال الأجنبية إلى البورصة مرهونة بإجراءات تنشيطية غير مسبوقة

بوابة الوفد الإلكترونية

لا تبق على الهامش، فتكون زائداً وعبئًا على نفسك، ولا تحجبك العراقيل عما تريد، فالعقول المبدعة تبقى صاحبها فى الصفوف الأولى، وكذلك المتفائل يجعل الصعاب فرصاً تغتنم، فالإيمان بالأحلام يجعلك مالكًا للمستقبل. وهكذا الرجل ثابت الخطى نحو ما يريد.

الباحثون عن النجاح، هم الذين يحصلون عليه وليس أحدًا آخر، ما ترتكبه من أخطاء ليست أكثر شرفًا فحسب، ولكنه أكثر فائدة من ألا تقضيها فى لا شيء، فمن أجل أن تشييد صرحك، لا بد من أن ترتب أفكارك... وعلى هذا كان مشوار الرجل.

محمد رشدى رئيس مجلس إدارة شركة النوران للوساطة فى الأوراق المالية.... فى قاموسه الاجتهاد سر قوته، ومنهج يسلكه العظماء، طريق المجد فى عقيدته لا يفرش بالورد ولا يعطر بالمسك، فكل الطرق صعبة، وتحتاج إلى محارب من طراز فريد، كل خطوة صغيرة فى طريقه أسهمت فى صناعته، لا يغفل دور كل من قدم له العون ليحقق ذاته وأولهم زوجته.

عند المدخل الرئيسى يصطدم بعدد من اللوحات الزيتية تحكى تراثًا، والحياة الريفية الأوروبية، الرسومات مصممة بأبرز أهم ملامح اللوحات، وما تكشفها من إبداع، لحياة البسطاء، الكادحين فى العمل... مجسمات لتماثيل الفيلة بتصميم فريد، ومزخرف بزاوية تمتد على طول الممر، سطح المجسمات يمنح مظهرًا، وديكورًا يضيف تفاصيل واقعية لفترة عاشها الرجل فى قلب أفريقيا مع والده... الأشجار تملأ جوانب المكان برائحتها العطرة... هدوء فى كل مكان، غرفة مكتبه مجموعة من القطع المكتبية، تكتسى باللون البنى، بالجدار والأثاثات... مجموعة من الكتب التاريخية، والسياسية، تملأ أرفف المكتبة، ربما ذلك لكون والده نموذجًا مخلصًا فى حب الوطن، من هنا تكون هذه الكتب بمثابة مصدر طاقة إيجابية للرجل.

النظام هو السائد على سطح مكتبه البسيط، بعض كتب التاريخ أمامه بصورة دائمة، ربما سبب ذلك رغبته الشديدة فى التعلم من تجارب الماضى، بمنطق أن التاريخ يعيد نفسه، قصاصات ورقية تضم سطورها تقيم الرجل لنفسه وأدائه العملى بصفة يومية... سطر صفحات ذكرياته بكلمات تحمل الحب والشكر لوالديه.. ربما ثقته فى الآخرين كانت من نقاط ضعفه فسطر مقدمة ذكرياته بعبارة «لا تعطى ثقة إلا لمن يستحق».

التجارب المتعددة جعلته أكثر حكمة حينما يتحدث ويحلل المشهد الاقتصادى، بهدوء وثقة يقول إن: «الحكومة نجحت فى إدارة المشهد اقتصاديًا بطريقة احترافية فى ظل الأزمات التى ضربت اقتصاديات العالم، وكان أولها جائحة كورونا، ولكن توالى الأحداث سريعًا مع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، وتصاعدها تسبب فى حدوث موجة غلاء شديدة فى أسعار المواد البترولية، والمواد الغذائية، مما كان له التأثير السلبى على اقتصاديات الدول، وكل ذلك دفع الحكومة إلى توجيه أموال الإنفاق الاستثمارى إلى عملية دعم للمواطن، من أجل عبور أزمات ارتفاع الأسعار، والتضخم الذى ضرب كل شيئا».

تابع أن «هذه التحولات المفاجئة دفعت الحكومة إلى عدم فتح مشروعات قومية جديدة، والتركيز على سد العجز فى المواد الغذائية، وتوفير فرص عمل جديدة، لامتصاص أثار الأزمة».

● إذن ما رؤيتك المستقبلية للقادم فى المشهد الاقتصادى فى ظل تصاعد الأحداث؟

- بموضوعية وهدوء يجيبنى قائلًا إن «الحكومة تحاول بذل قصارى جهدها من تخفيف آثار الأزمة، لكن الواقع يشير إلى صعوبة شديدة لتجاوز مثل هذه الأزمات، وبالتالى فإن الوضع لا يزال غامضًا، مع استمرار تصاعد الأحداث فى دول الاتحاد الأوروبى، مما سوف ينعكس سلبًا على كل اقتصاديات الدول النامية، ومنها الاقتصاد الوطنى، والمتوقع استمرار أسعار المواد الغذائية، وهذا يعد أهم تحديات المرحلة القادمة للاقتصاد المحلى، وهذه الارتفاعات المتوقعة، لا تقلل من النجاحات التى حققتها الحكومة فى التعامل مع عقود المواد البترولية التحوطية».

بمنطق ازرع الصدق تحصد الثقة يكون الرجل عندما يتحدث عن محاولة الحكومة فى الحفاظ على نسب النمو المحققة، مع العمل خلال الفترة القادمة على دعم الصناعة، وتعميق المنتج المحلى لمواجهة تداعيات التضخم السلبية، وكذلك العمل على توفير العملة الأجنبية.

رغم الأزمات التى ضربت اقتصاديات العالم، ومنها الاقتصاد الوطنى، وآثاره السلبية على المواطن إلا أن رجل الشارع استطاع أن يحقق جزءًا من ثمار الإصلاح الاقتصادى بحسب رؤية محدثى، حيث تغير حال المواطن فيما حصد من مكاسب على المستوى الخدمى، سواء فى تحسين شبكة الطرق، أو المبادرات التى أسهمت، وتسهم فى مساندة ودعم الفئات الفقيرة، لكن لا يزال المواطن ليس لديه شعور بترجمة هذا الإصلاح إلى سيولة بيده، حيث تآكلت بفعل التضخم، ومن أجل أن يشعر المواطن يتطلب الأمر تحسن الاقتصاد العالمى، مع التركيز على الإنتاج المحلى.

العلم والمعرفة أهم السمات التى تميز الرجل، ومن خلالهما تجده أكثر دقة وتركيزًا فيما يحلل، ونفس الحال حينما يتحدث عن ملف السياسة النقدية متمثلة فى البنك المركزى، حيث يعتبر أن البنك المركزى نجح خلال الفترة الماضية فى الحفاظ على استقرار أسعار الصرف، وكذلك تيسير الإجراءات للشركات والأفراد، ولكن القيود التى وضعها على الاعتمادات المستندية قبل أن يتراجع فى بعضها، من أهم السلبيات، بالإضافة إلى القيام برفع عوائد الشهادات بصورة تدريجية، وليس اتباع نظام الصدمة، ولابد على البنك المركزى تحديد رؤية واضحة لسعر الصرف خلال عام مع وجود خطة مستقبلية.

الالتزام والوضوح من الصفات المكتسبة عن والده ونفس الحال تجده واضحًا فى حديثه حول خفض ورفع أسعار الفائدة، يقول إن «البنوك المركزية تسير وراء قرارات الفيدرالى الأمريكى، وقيام البنك المركزى المصرى، برفع أسعار الفائدة أسهم بصورة كبيرة فى جذب أموال المصريين العاملين فى الخارج، ومحاولة الحفاظ على استثمارات المحفظة، المتمثلة فى استثمارات المستثمرين الأجانب.

● لماذا لا يزال الاقتراض الخارجى يمثل جدلًا بين الخبراء والمراقبين؟

- علامات هدوء ترتسم على ملامحه قبل أن يجيبنى قائلًا إن «الاقتراض الخارجى رغم أضراره فإن الحكومة اضطرت إليه فى ظل الأزمات التى ضربت اقتصاديات العالم، وأثرت بصورة كبيرة على الاقتصاد الوطنى، والحصول على قرض من صندوق النقد يعد شهادة ثقة لاستقطاب المستثمرين الأجانب، بما يعزز قوة الاقتصاد الوطنى، فى ظل عدم توافر الموارد الدولارية، وتراجع السياحة ».

فى جعبته الكثير من الحكايات فى ملف السياسة النقدية، وأسعار الصرف، حيث يعتبر أنه لا بد من الحفاظ على أسعار الصرف الحالية، من خلال العمل على دعم الاستثمارات المباشرة، وتوفير كل الإجراءات

التيسيرية لاستقطاب المزيد من الأموال الأجنبية.

تظل السياسة المالية مثارًا للجدل بين الخبراء والمراقبين، حيث يحمل السواد الأعظم منهم التخبط والارتباك فى هذه السياسة والقائمين عليها، بسبب الاعتماد على الضرائب، وهذه أمور تضر الاقتصاد، وتعمل على هروب الاستثمار، ولذلك يجب على الحكومة إعادة النظر فيما يشهده ملف الضرائب، وعليها أيضاً تغير فلسفتها فى هذا الملف، لتعمل على تشجيع الاستثمارات، من خلال توفير الإعفاءات الضريبية، بالإضافة إلى العمل على تقديم محفزات للاقتصاد غير الرسمى، من خلال إعفاءات ضريبية تمتد لسنوات لأصحاب هذا القطاع، من أجل التشجيع على الضم للاقتصاد الرسمى، وهو ما من شأنه زيادة الإيرادات، ويخفف من عجز الموازنة.

ابحث عن أدوات لتحقيق ما تريده واصنع كل ما يسهم فى أن تدفع لأحداث الفارق، ونفس الحال عندما يتحدث الرجل عن الاستثمار، حيث يعتبر أن علاج كافة المشكلات التى يواجهها الاقتصاد والإيرادات تتوقف على جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، والاستثمارات غير المباشرة فى البورصة، والتى تكون مرحلة لجذب الاستثمارات المباشرة، خاصة فيما يتعلق ببعض الصناعات التى تصنع الفارق فى الإنتاج، والتصدير، وكذلك العمل على استقرار سعر الصرف، وتسهيل كل الإجراءات لتشجيع المستثمرين على نقل استثماراتهم إلى السوق المحلى، والعمل على تقديم إعفاءات ضريبية، وسرعة إنهاء إجراءات تأسيس الشركات، مع ضرورة عودة وزارة الاستثمار مرة أخرى.

● لكن ما تقييمك للقطاع الخاص وهل له تداعيات إيجابية على السوق المحلية أم لا؟

- حالة من التركيز تبدو على ملامح الرجل قبل أن يجيبنى قائلا إن «القطاع الخاص له العديد من الإيجابيات، كونه شريكًا مهمًا فى تحقيق النمو الاقتصادى، والتنمية المستدامة، إلا أنه يعانى عدم تحقيق عدالة فى المنافسة، ويجب على الدولة أن تقوم بتوفير كافة المحفزات التى تدفعه إلى الأمام والانطلاقة».

وتابع أنه «على القطاع الخاص يعيد النظر فى التعامل مع الموظفين، والعاملين فيه، بما يحقق لهم مستوى معيشيًا جيدًا، وتطبيق لوائح المرتبات والأجور، مثلما تفعل الحكومة، بالإضافة إلى ضرورة العمل على تدريب وتأهيل موظفيها، بما يصب فى المصلحة العامة».

خبرته الطويلة فى مجال سوق المال والتى تمتد لأكثر من 20 عامًا تجعله يحلل ملف الطروحات الحكومية بصورة أكثر تفصيلًا، يعتبر أن برنامج الطروحات الحكومية الذى شهد جدلًا طوال 6 سنوات، لم يشهد سوى طرح شركة واحدة، ممثلة فى شركة أى فاينانس ولم تحقق المتوقع من طرحها، وهو ما يؤكد أن طرح شركات فى الوقت الحالى لن يشهد نجاحًا، فى ظل عدم وجود ثقة، ولعودة هذه الثقة لابد من إلغاء ضريبية الأرباح الرأسمالية، المفروضة على الشركة، وكذلك العمل على إعفاء الشركات الراغبة فى القيد من الضرائب، سواء فى بورصة المشروعات الصغيرة والمتوسطة، مع تطبيق كل الإجراءات المطبقة على السوق الرئيسى، مع إعفاء سوق المشروعات الصغيرة والمتوسطة، من الضرائب لمدة عام، مع العمل على طروحات قوية، مثل شركة إينى، حيث سوف تعمل على تحقيق قوة للبورصة، واستقطاب أموال بالجملة.

عزيمته وإصراره طوال رحلته عززت رغبته فى خوض التجارب، وبدأها بالقطاع المصرفى الذى حقق فيه نجاحات، واكتسب خبرة كبيرة، وتكشف ذلك منذ عمله بالشركة، إلى أن وصل إلى رئاسة مجلس الشركة، ونجح الرجل فى اتباع إستراتيجية طموحة مع مجلس الإدارة، تقوم على 3 محاور دفعت الشركة لتحقيق مستهدفاتها بتحقيق النمو، وتحولت من الخسائر إلى المكاسب، وكان سببها العمل على تحفيز وتأهيل العاملين بالشركة، مما انعكس إيجابيًا على الشركة، بتحقيق نسبة نمو فى الإيرادات 25% خلال عام 2021، بالإضافة إلى أن الشركة تعمل على التطوير المستمر فى البنية التحتية، والتوسع فى قاعدة العملاء، من أصحاب الملاءة العالية، من الدول الخليجية.

استطاع أن يحول أحلامه إلى حقيقة عن طريق الجهد والعرق والعمل الجاد، بمنطق المحارب الناجح لدية تركيزًا حادًا، وهو ما حققه الرجل فى مشواره. حرص على أن ينقل خبرات تجاربه لأولاده، فزين ذكرياته بنصيحة لهم، وحثهم على الوصول للهدف، والاهتمام بالتعليم، لكونه اقصر الطرق للوصول على القمة... لكن يظل الرجل شغله الشاغل الحفاظ على استقرار الشركة بالسوق والعمل المستمر على تطويرها.. فهل يستطيع تحقيق ذلك؟