رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أسرار نجاة صناعة السجاد المصرية من غول الإغراق التركى

بوابة الوفد الإلكترونية

وزارة التجارة تثبت الإضرار بالصناعة المصرية من خلال إحصائيات الواردات

 

بعد ماراثون طويل من الدراسات والمفاوضات والمماطلات التى أجراها جهاز مكافحة الدعم والإغراق بوزارة الصناعة والتجارة بشأن قضية إغراق السجاد التركى الميكانيكى وأغطية الأرضيات للسوق المحلى، انتهت أخيرا تلك القضية المثيرة فى تفاصيلها التى استمرت من يوليو العام الماضى إلى يوم الثلاثاء الماضى. أسدل الستار على القضية بفرض وزارة التجارة والصناعة رسوم إغراق نهائية على واردات مصر من السجاد الميكانيكى وأغطية الأرضيات وارد تركيا.

تتراوح الرسوم بين 23.46% بما لا يقل عن 1.49 دولار للمتر المربع و33.27 % بما لا يقل عن 1.82 دولار للمتر المربع، وتصل مدة فرض الرسوم إلى 5 سنوات.

فى السطور التالية تكشف «الوفد» عن أهم المحطات فى هذه القضية التى كادت تؤدى إلى تراجع حاد فى واحده من أهم الصناعات المصرية وهى صناعة السجاد، وإذا ذكر السجاد، ذكرت «النساجون الشرقيون» التى تتبوأ مكانة عالمية مرموقة ليس على المستويين المحلى والإقليمى فحسب بل على المستوى العالمى.

لم يكن طريق «النساجون الشرقيون» مفروشا بالورود وهى تزدهر وتنمو رويداً رويدا على أكتاف واحد من رجال الصناعة الذين قد لا يتكررون فى الزمن مرتين وهو رجل الصناعة المرحوم محمد فريد خميس والذى كان بمثابة اقتصاد وطنى يسير على قدمين.. استطاع هذا الرجل أن يجعل من «النساجون الشرقيون» للسجاد وأغطية الأرضيات قلعة صناعيو عملاقة تنطلق من مصر لتصبح أكبر منتج ومصدر للسجاد فى العالم وهو الأمر الذى أزعج كثيراً الشركات الأجنبية المنافسة لها.

 

الإغراق التركى

بعد أن تبوأت مجموعة النساجون المركز الأول على مستوى العالم فى الإنتاج والتصدير وبعد أن وصلت صادراتها لأكثر من 120 دولة حول العالم، ويكفى أن تشاهد الإقبال الهائل من المتعاملين الأجانب فى قطاع السجاد، سواء تجار أو مستوردون أم وكلاء على جناحها الضخم فى اكبر معرض للسجاد فى العالم وهو معرض «دومتيكس» والذى يقام سنويا بمدينة هانوفر الألمانية لتدرك المكانة العالمية الرفيعة التى وصلت إليها صناعة السجاد المصرية الضخمة التى يفتخر بها كل مصرى بفضل مجموعة النساجون الشرقيون.. وصول «النساجون» إلى المركز الأول عالمياً فى الإنتاج والتصدير لم يرض كثيرون من منافسيها والذين بدأوا فى الاستعانة ببعض الموزعين المحليين من خلال منحهم حوافز وتسهيلات فى الأسعار والكميات لإغراق السوق المحلى فى مصر وإحداث تأثيرات سلبية على مبيعات النساجون الشرقيون الآخذة فى النمو بمعدلات سوقية غير مسبوقة.

استغلت الشركات التركية اتفاقية التجارة الحرة الموقعة بين البلدين وقاموا بإغراق السوق المحلى بمنتجات السجاد التركى ويكفيك ان تذهب إلى منطقة الأزهر

لترى الكم الهائل من السجاد التركى الذى يباع بأسعار مغرقة ومنافسة غير عادلة تسببت فى إلحاق خسائر كبيرة بمجموعة النساجون الشرقيون.

 

نمو ضخم فى الواردات

تؤكد الاحصائيات الصادرة عن مصلحة الجمارك المصرية ان نسبة واردات تركيا من السجاد مقارنةً بباقى دول العالم سجلت عام 2016 نحو 76%، ارتفعت عام 2017 إلى 72 % ثم إلى 85% عامة 2018, و2019.

بلغت قيمة الواردات التركية فى السوق المصرى عام 2016 نحو 37 مليون دولار، وعام 2017 نحو 34 مليون دولار، وعام 2018 نحو 75 مليون دولار، وعام 2019 نحو 92 مليون دولار، أما الواردات من بقية دول العالم للسوق المصرى فقد سجلت نحو 12 مليون دولار عام 2016، ثم 13 مليون دولار عام201، و2018، ثم 16 مليون دولار عام 2019 لتكون قيمة الإجمالى العام لواردات السجاد للسوق المصرى طبقًا لإحصائيات مصلحة الجمارك نحو 49 مليون دولار عام، ونحو 47 مليون دولار عام 2017، و88 مليون دولار عام 2018، و108 ملايين دولار عام 2019.

وأمام هذا الإغراق وهذه الممارسات التجارية الضارة بالمنافسه والتى جرمتها قوانين وتشريعات منظمة التجارة العالمية لجأت الصناعة الوطنية إلى جهاز مكافحة الدعم والاغراق بوزارة الصناعة والتجارة، وقامت نيفين جامع، وزير الصناعة والتجارة، بفتح باب التحقيقات فى يوليو من العام الماضى، وقام جهاز مكافحة الإغراق بالاستماع وتحليل دفوع ومستندات الشركات الوطنية المتضررة وعلى رأسها النساجون الشرقيون العملاقة، وكذلك الاستماع إلى دفوع وأجوبة الشركات التركيه المغرقة للسوق المحلى بمنتجاتها وتبين لدى الجهاز وثبت باليقين والأدلة تورط الشركات التركية بالفعل فى اغراق السوق المحلى والحاق الضرر بالصناعه الوطنية ومن ثم كان الحكم المتقدم بفرض رسوم إغراق نهائية مدتها 5 سنوات.