رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصر تحصد نصيب الأسد عربياً فى استثمارات 2015ـ2019

بوابة الوفد الإلكترونية

قطاعا الغاز والعقارات الأفضل.. وروسيا والصين والإمارات أكبر دول مستثمرة

 

توقعات بتأثيرات كبيرة للجائحة على قطاعات الصناعة والنقل والتعليم

 

قراءة المستقبل ليست ضرب ودع. لا تنبؤات خيالية ولا مبالغات ترتفع بالرأس إلى أعلى، أو تهوين يحبط أجيالاً وأجيالاً، وإنما هو استقراء واقعى يستند على أرض الحقيقة، يُحلل ما مضى ويضع التصورات لما هو آت بمؤشرات واضحة وأسباب منطقية.

بهذا الفكر يمكن قراءة أحدث نشرة شاملة تتناول الاستثمار الأجنبى فى مصر والعالم العربى، وتتحدث بوضوح عن القادم وهويته، وما إذا كانت جائحة وباء كوفيد 19 تحمل عواصف قاصمة أم مجرد موجات اهتزاز محتملة؟. تلك النشرة هى التى تصدرها المؤسسة العربية لضمان مخاطر الاستثمار والصادرات والتى احتفلت قبل أيام بتشكيل مجلس إدارة جديد لها لمدة ثلاثة سنوات.

السؤال الأول الذى تحاول المؤسسة الإجابة عليه هو حجم الآثار المتوقعة للوباء على الاستثمارات الأجنبية المباشرة فى المنطقة العربية. الإجابة تبدأ من العالم ككل، فالاقتصاد العالمى انكمش بنسبة 5.2% والاقتصادات المتقدمة فى العالم مرشحة للانكماش بنسبة 7%، والاقتصاد العربى نفسه مرشح للانكماش بنسبة 5.7% طبقا لتوقعات صندوق النقد الدولى بنهاية 2020.

ولا شك أن الاستثمارات العالمية تراجعت بنحو 40% نتيجة الجائحة وذلك استنادا لمراجعات أجراها الأونكتاد على أكبر خمسة آلاف شركة متعددة الجنسيات فى العالم.

وتتوقع المؤسسة أن تنخفض الاستثمارات الأجنبية المباشرة فى المنطقة العربية بما يتراوح بين 21 إلى 51%، وأن يتراجع على أثر ذلك عدد المشروعات بنسبة 30% وتتراجع تكلفتها بنحو 27%.

وإذا كانت الاستثمارات ستتواصل التركز فى ثلاث بلدان هى الإمارات، السعودية، ومصر والتى تستحوذ مجتمعة على نحو 66% من الاستثمارات القادمة، فإن البلدان المرشحة لتصبح الأكثر تأثرا بحسب المؤسسة العربية هى العراق ومصر والسعودية، بينما ستكون البلدان الأقل تضررا هى الكويت ولبنان.

وتتوقع المؤسسة العربية أن يكون التأثر أكبر لقطاعات الصناعة والتصدير وقطاع البناء والتعليم، وستبقى القطاعات المستقبلة للاستثمارات الكبرى مثل الفحم والنفط والغاز والمواد الكيماوية فى مقدمة القطاعات قليلة التأثر.

وتذكر المؤسسة أن الربع الأول من العام، خلال الفترة الممتدة من يناير إلى مارس الماضيين شهد دخول استثمارات أجنبية مباشرة بنحو 11 مليارا و234 مليون دولار فقط، مقابل 15 مليارا و463 مليون دولار خلال الربع الأول من عام 2019. وهناك نحو 41 دولة فى العالم مستثمرة فى المنطقة أهمها اليابان، الولايات المتحدة، فرنسا، الفلبين، بلجيكا، السعودية، ألمانيا، البحرين، الصين، والهند.

ويمكن وضع تصور تخيلى لماهية الاستثمارات القادمة من خلال قراءة دقيقة ومتأنية لإحصاءات الاستثمار الأجنبي خلال الفترة من 2015 إلى 2019، ففى تلك الفترة شهد العالم ميلاد 101 ألف مشروع جديد ضمن مشروعات الاستثمار الأجنبى، استحوذت الولايات المتحدة على نصيب الأسد منها بنسبة 24.2% وتلتها المملكة المتحدة بنسبة 7% ثم ألمانيا بنسبة 6.1%. وشكلت الولايات المتحدة أكبر مستثمر فى العالم من حيث حجم الاستثمارات بإجمالى استثمارات بلغت 1.23 تريليون دولار خلال تلك الفترة.

ويمكن القول إن مصر بما حققته من إصلاحات حقيقية وغير مسبوقة استحقت أن تكون أكبر دولة عربية مستقبلة للاستثمارات الأجنبية خلال الفترة من 2015 إلى 2019 حيث استقبلت وحدها 124 مليار دولار بنسبة 35% من إجمالى الاستثمارات القادمة للمنطقة، تلتها الإمارات بنسبة

15.2% ثم السعودية بنسبة 15% وعمان بنسبة 9.2% ثم المغرب بنحو 6.3 % والجزائر 6 % والعراق 3.6 % والبحرين 2.6% والاردن 1.9% وقطر 1.3%.

أما أهم قطاعات الاستثمار خلال تلك الفترة فكانت على النحو التالى: قطاع الفحم والنفط والغاز فى المقدمة بنسبة 25% من إجمالى الاستثمارات، يليه قطاع العقارات الذى استقبل وحده نحو 24% من الاستثمارات، ثم قطاع المواد الكيماوية بنسبة 8% وقطاع الطاقة المتجددة بنسبة 7% ثم قطاع النقل والتخزين بنسبة 5%.

وتضم قائمة أهم عشر شركات عالمية مستثمرة فى العالم العربى طبقا لترتيب حجم الاستثمارات ما يلي: روساتوم الروسية فى المركز الأول باستثمارات قدرها 30 مليار دولار، ثم مجموعة الفطيم الاماراتية فى المركز الثانى باستثمارات قدرها 21 مليار دولار، ثم شركة الصين لتطوير الثروة العقارية بـ20 مليار دولار. وفى المركز الرابع نجد شركة توتال الفرنسية بقيمة 13 مليار دولار، ثم فى المركز الخامس إينى الإيطالية بقيمة 8.7 مليار دولار، ثم الحبتور الاماراتية بقيمة 8.5 مليار دولار، تلتها مجموعة سيسيك بقيمة 6.4 مليار دولار، ثم شركة غاز بروم الروسية بقيمة 5.6 مليار دولار، وشركة أكوا باور بقيمة 5.3 مليار دولار، ثم شركة هندسة البناء الصينية بقيمة 4.2 مليار دولار.

لكن نظرة بسيطة إلى مصر باعتبارها أكبر دولة مستقبلة للاستثمارات فإننا نجد أن أهم قطاع جاذب للاستثمار خلال الفترة من 2015 إلى 2019 كان قطاع العقارات بنسبة 44.8% وجاء من بعده قطاع الفحم والغاز بنسبة 43% ثم قطاع الطاقة المتجددة. أما أكبر عشر دول مستثمرة فى مصر خلال تلك الفترة فإن القائمة تضم بالترتيب: روسيا، الصين، الإمارات، السعودية، إيطاليا، المملكة المتحدة، البحرين، اليابان، ألمانيا، وأوكرانيا. ويلاحظ أن القائمة تخلو تماما من الولايات المتحدة رغم أتها أكبر مستثمر فى العالم وأكبر مستثمر فى مصر. كذلك فإن القائمة تخلو من بلدان لها استثمارات كبيرة مثل الهند، سويسرا، تركيا، وقطر.

وطبقا لتصور عبدالصبيح مدير عام المؤسسة العربية لضمان مخاطر الاستثمار فإن هناك آثاراً متوقعة للجائحة لا يجب أن تجعلنا ننزعج أو نقلق، لأن العالم كله تأثر بما حدث ويحدث.