رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الذكاء الاصطناعى يعيد رسم خريطة سوق المال

بوابة الوفد الإلكترونية

4 محاور رئيسية تضمن للشركة دخول نادى الكبار

 

«ليس هناك حدود للعقل يقف عندها سوى تلك التى اقتنعنا بوجودها.. لا يهم من أين أنت قادم، وإنما أين أنت ذاهب.. ومهما كان حجم العقبات فى حياتك، فلا يشغلك ذلك، المهم تحقيق ما تريد».. هكذا الحكمة.. وكذلك محدثى لا يعتبر أفضل من غيره، ولكن امتلاكه التجربة والقناعة القوية بما يعمل، منحته الأفضلية.

يصنعون أنفسهم من أشياء عميقة بداخلهم، الإرادة والرؤية والحلم، فالعقبات تتكون حينما لا يكون استعداد للبحث عن الأفضل، وهكذا الرجل ظل طوال مسيرته منشغلا ليس فى تحقيق ذاته، وإنما ما يحقق الصالح العام، ومصلحة مجاله فى سوق المال.

إيهاب رشاد نائب رئيس مجلس إدارة مباشر كابيتال هولدنج للاستثمارات المالية.. منهجه: كن مستعداً للتعلم الدائم والمثابرة، وعندما تهزمك الحياة عليك بالصمود والمحاولة من جديد، اهزم مخاوفك، وقدم ما يفيد الآخرين.. وهكذا تكون مفردات قاموسه.

أمتار قليلة تفصل المدخل الرئيسى عن حجرة مكتبه، لا شىء يدعو للانتباه، اللهم سوى الديكور المعتاد للحوائط.. جهاز حاسب آلى أعلى سطح المكتب، وبعض قصائص من الأوراق، سطر على غلافها كلمة «يوميات»، عندما فتحت صفحتها الأولى تكشف لى بعض التوصيات، والنصائح لوالدته، ودعمه على الاجتهاد فى الحياة، وكذلك بعض الكلمات لوالده، فى الصفحة المقابلة تتكشف تجاربه فى العمل طوال رحلته، بينما لم يدون فى الصفحة الثالثة شيئا.

بدا أكثر هدوءا، لم أعتده من قبل، سألته عن سبب ذلك، رد قائلا «تجارب الحياة، وفترة عملى خارج البلاد علمتنى أن حكمة القرار لن تكون إلا مع الهدوء».

لم يتغير الرجل كثيرا منذ التقيته قبل عامين، جلسنا وبدت حوائط غرفة مكتبه، لا تحمل سوى اللون الأبيض فقط، ومجموعة من المجلدات، والكتب المتنوعة... بهدوء وثقة، وإشارات خفيفة بيده، بدأ شارحا للمشهد: «نعم بذل فى الإجراءات الاقتصادية جهود شاقة، لكن لا يزال فى حاجة إلى المزيد، رغم المؤشرات الاقتصادية التى حققت تعافيا وتحسنا سواء فى معدلات التضخم الذى وصل إلى معدلات لم تتحقق منذ سنوات، أو معدلات البطالة التى شهدت تراجعا، إلا أن ارتفاع الديون الخارجية والمحلية يسبب قلقا كبيرا، خاصة أن خدمة الديون تبتلع الإيرادات، حيث توجه 25% من هذه الإيرادات إلى خدمة الدين، وهو ما يمثل التحدى الأكبر أمام الحكومة» من هنا بدأ الحوار.

إذا لم تكن مستعدا للمحاولة، فلن يحدث التغيير، وهذا ما حدث مع الحكومة، يعتبر الرجل أن الإصرار على إصلاح الوضع الاقتصادى، كان من مؤشرات نجاح التجربة، رغم تأخرها سنوات، خاصة عملية تحرير العملة التى تأخرت كثيرا، وعلى الحكومة اتباع فلسفة تقوم على الاستفادة من المشروعات الكبرى التى تنفذها، بطرح جزء منها لمستثمر استراتيجى متخصص فى المجال بنسبة 51%، فيما يتم طرح النسبة الباقية للأفراد بالبورصة، وسوف تنجح فى تحقيق مكاسب بالجملة، سواء بإضافة قيمة مضافة للاقتصاد، أو توفير سيولة تتمكن من خلال دخول فى مشروعات جديدة.

فى جعبة الرجل العديد من الحكايات فى هذا الصدد، يستشهد بتجربة فورى للمدفوعات الإلكترونية، ونجاحها، وكذلك المشروعات القومية المتعددة التى سجلت نجاحا كبيرا، وقد آن الأوان لبيعها وتوجيه عائدها لمشروعات أخرى.

الثقة والعقلانية من السمات التى تزيد الرجل دقة فى التحليل، يعدد إيجابيات الإصلاح الاقتصادى، لكن حينما يتحدث عن انعكاسات ذلك على رجل الشارع، يبدو متحفظا.. يقول إن «رجل الشارع يحتاج دخلا ثابتا، كى يشعر بثمار الإصلاح، خاصة أن السواد الأعظم شباب، ويتطلب ذلك من الحكومة التعامل من خلال الاستثمار فى التعليم الفنى الخاص، من أجل الاستفادة من أصحاب المهارات».

إذن كيف يتم علاج ذلك؟

الصمت والهدوء هما ما بدا على الرجل قبل استكمال حديثه قائلا «يتطلب الأمر قائمة طويلة من السلع التى يتم استيرادها، سواء منسوجات أو غذاء، ويتم التعاقد مع الشركة الموردة لهذه السلع لفتح مشروعات مماثلة بالسوق المحلى، من خلال تأسيس مصانع تتعلق بهذه الشركات وتوفير أراض بحق الانتفاع، مما يساهم فى توفير فرص عمل، والعمل على التصدير للخارج، خاصة مع طرح جزء من هذه المشروعات بسوق الأوراق المالية».

تحمل المسئولية منذ سنوات عمره الأولى، رغم أنه الابن الوحيد لوالديه، منحته القدرة على التعامل مع المواقف بعقلية الكبار، حينما يتحدث عند السياسة النقدية، يتوقف عند استثمارات الحافظة فى أدوات الدين.. يتساءل قائلا «كيف يكون تراجع الدولار أمام العملة المحلية، فيما يتم الاعتماد بصورة كبيرة على أذون الخزانة والسندات، خاصة أن هذه الاستثمارات قابلة للتخارج فى أى لحظة، مثلما حدث قبل عامين عندما تراجع الدولار أمام العملة المحلية بقيمة هامشية، واتجهت الاستثمارات للتخارج».

الاجتهاد فى العمل، والقناعة فيما يقدم ويحقق من أهداف، الركيزة الأساسية لدى الرجل، يتبنى استراتيجية، استمرار خفض أسعار الفائدة، إلى 10% أو أقل، حتى يتحقق النشاط للاقتصاد، ويعاد ضخ السيولة فى السوق والمشروعات مرة أخرى.

الحكمة من أهم مفردات قاموس «رشاد» له رؤية خاصة فى ملف السياسة المالية، تقوم على تحفظاته لبعض الأنشطة التى توارت، بسبب التكلفة والأعباء التى تكبدتها، وكانت كفيلة لتوفير جزء من إيرادات الدولة.

رغم علامات الاستفهام فى هذا الملف، إلا أن

الرجل يحمل العذر للسياسة المالية، بسبب الموقف الصعب التى واجهته، لتوفير الإيرادات، والتى اعتمدت على الضرائب بنسبة 75%.. يقول «رشاد» إن «الاقتصاد غير الرسمى كلمة السر فى توفير جزء من هذه الإيرادات، ولا بديل عن تقديم محفزات ضريبية، من أجل الاستفادة من القرار».

دائما ما يمثل ملف الاستثمار حالة جدل واسعة بين الخبراء والمراقبين، بسبب عدم وجود مستجدات على الملف، لكن «رشاد» لديه رؤية خاصة فى هذا الصدد تبنى على استمرار المشكلات فى عملية التأسيس، ويمكن مواجهة ذلك من خلال انتهاج سياسة «التسليم على المفتاح»، بحيث يقوم المستثمر باستلام المشروع كامل المرافق، من حيث البنية التشغيلية، والتحتية، وكذلك عمل تجمعات صناعية تساهم فى خدمة الاقتصاد مع الحرص على الترويج بصورة جيدة، من خلال وزارة متخصصة للترويج.

هناك قدرة كبيرة للعديد من القطاعات على قيادة الاقتصاد.. فكيف ترى ذلك؟

يجيبنى قائلا إن «قطاع المقاولات من أهم القطاعات القادرة على تحقيق نمو عال فى الاقتصاد، وتوفير العديد من العمالة فى المهن التى تقوم على الكثافة التشغيلية، وكذلك السياحة، التى تحظى بأهمية كبيرة، ومقومات متكاملة، ونفس الأمر للقطاع الزراعى، والمنتجات القائمة على القطاع».

لكل مجتهد نصيب هو ما يؤمن به للوصول إلى ما يريد، وكذلك القطاع الخاص عليه العمل وتقديم خدمة بجودة عالية، تتلاءم مع متطلبات المجتمع، حيث يعمل ذلك عن تشجيع المنتج المحلى، كما أنه للحكومة دورا كبيرا فى دعم القطاع الخاص، بتقديم محفزات تتيح للقطاع استكمال دوره، وتحقيق عدالة المنافسة للقطاع.

لا يغفل الرجل الدور الكبير فى برنامج الطروحات الحكومية، حيث يعتبره ملف الفرص الضائعة، لما لها من قدرة على تحقيق نشاط للسوق، من خلال الاستفادة بالسيولة التى توفرت من خلال استرداد المستثمرين لأموال شهادات قناة السويس، ومدى انعكاس ذلك على تحسين حركة التعاملات فى قيم التداول.

لم يخف الرجل انحيازه الكامل لمجال عمله بسوق المال، وحرصه على نقل تجربته التى مر بها بأسواق مالية أفضل حالا، خاصة مطالبته بتشريع بشأن الذكاء الاصطناعى، وتطبيقه فى منظومة سوق المال، حيث يعد من الأنظمة الجديدة لإدارة الأموال، خاصة فى شركات إدارة الأصول، ويعتمد هذا النظام على إدارة الأموال بطريقة إلكترونية، بحيث يتم تغذية الجهاز بنسب المخاطر التى يتقبلها المستثمر، وكذلك الأهداف الذى يسعى إليها، وعليه يقوم النظام بالتوجه نحو الاستثمارات المناسبة للأهداف ومخاطر المستثمر، خاصة أن تطبيق مثل هذه الآلية سوف يعمل على إعادة رسم خريطة سوق المال، على أساس تكنولوجى.

البحث عن النجاح، والوصول إليه دستور حدده الرجل لنفسه، وكذلك الطموح سمة بداخله منذ نعومة أظافره، شغله الشاغل الوصول مع مجلس إدارة الشركة إلى الريادة، ودخول نادى الكبار، من خلال استراتيجية طموحة، تعتمد على 4 محاور تضمن للشركة دخول نادى الكبار، يتصدرهم التوسع فى الأنشطة والاستحواذ على شركات قائمة، وكذلك التدريب المستمر للموظفين للارتقاء بقدراتهم العملية، ومواكبة مستجدات أسواق المال العالمية، وأيضاً الحرص استمرار مسابقة المستثمر التعليمى، والتى حققت نجاحات كبيرة، بالإضافة إلى الحرص على التوسع فى الأسواق الخارجية، وزيادة عدد الأسواق إلى أكثر من 50 سوقا الحالية.

مكاسبه التى حققها فى الحياة، لا تعنى أموالا، وإنما خبرات متراكمة، ساهمت فى نجاحه، الذى لم يحدد له نهاية، فى ظل سعيه الدائم بالوصول مع مجلس الإدارة بالشركة إلى الريادة فى سوق المال.. فهل ينجح فى تحقيق ذلك؟