رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عاطف المحمودى: المناطق الاقتصادية كلمة السر فى تحقيق تنمية الصعيد

عاطف المحمودى رئيس
عاطف المحمودى رئيس مجلس إدارة شركة مصر لإدارة الاستثمارات ا

العظماء يجعلونك تشعر أنك  يمكن أن تصبح عظيماً، والحكماء يصنعون فرصا أكثر من التي تعثر عليها، الناجحون تكمن قدرتهم على تحمل المسئولية،  فاذا اردت أن تعيش سعيدا فاربط حياتك بهدف، فالتميز لا يقاس بالموقع الذي تحصل عليه، وإنما بالصعاب التي تتغلب عليها، وهكذا الرجل.

إذا رجعت خطوة للوراء فلا تيأس، لأن السّهم يحتاج أن ترجعه خطوةً  لينطلق بقوّة إلى الأمام، فالطريق إلى التميز نادراً ما يكون مزدحماً، وهو ما سعى إليه الرجل منذ نعومة أظافره.

عاطف المحمودى، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة مصر لإدارة الاستثمارات المالية ..الأمل لديه سر المعجزات، والصدق  تتجاوز معه الخيال،  والحياة لا تستقيم بدون قدرة على العطاء، النجاح في قاموسه هو الإيمان بما تسعى إليه، والطموح ليس له سقف، التسامح يعتبرها نقطة قوة وليس ضعفا.

لا تستغرق وقتا طويلا للتفتيش في دفاتره، ربما بسبب وضوحه وثقته في نفسه، تفاؤله الدائم، جعل طلاء جدران غرفة مكتبه، يتسم باللون الهادئ.. ذكريات مصورة ومكتوبة ومسبحة والده تربطه بالأكثر تأثيرا في مشواره،  أربع شخصيات اتخذت صورهم مكانا مميزا بداخله وجدران مكتبه، لكل منهم بصمة في مسيرته ..والد زوجته كان له اعتبار وعلاقة خاصة، اعتبره بمثابة طاقة النور يستمد منها القوة، والاطمئنان، والداها استمد منهما الصراحة والصدق، وزوجته القاسم المشترك فيما وصل إليه من نجاح.

التقيته منذ عامين، لم تتغير ملامحه كثيرا، بدأ واثقا، بما يشهده الاقتصاد، راحة واطمئنان في حديثه...كل المؤشرات في مصلحة الاقتصاد، وتشير إلى التعافي والتحسن في كافة القطاعات، فالاستثمار الأجنبي المؤشر الأكبر في هذا المشهد، خاصة بعدما قفز من 2.9 مليار دولار، إلى 7.7 مليار دولار، وكذلك القطاع السياحي، الذي وصلت إيراداته إلى 9.8 مليار دولار، ومعدلات النمو ووصولها إلى 5.8% ..من هنا بدأ الحوار.

الصراحة والموضوعية من السمات التي يحرص عليهما، لا يبالغ عندما، يحلل مشهد إصرار الحكومة علي برنامجها الاصلاحي، وقطعها شوطا كبيرا، من خلال الإجراءات الإصلاحية، والرفع التدريجي للدعم، وشبكة الطرق الشاسعة، وتأسيس المدن الجديدة، وانطلاق برنامج الطروحات.. وكل ذلك يؤكد نجاح البرنامج الإصلاحي.

أقاطعه قائلا: لكن لا يزال رجل الشارع غير مدرك بهذا التحسن، ولم يجن الثمار.

يجيبني وبدأ على ملامحه هدوء شديد..قائلا: إنه بتراجع التضخم وأسعار السلع سوف يشعر المواطن بثمار الاصلاح، وينعكس على مستوي معيشته.

الوضوح فلسفة يبنى عليها قراراته وتحليلاته، لا يخفى رضاه الكامل عن السياسة النقدية، والدور الكبير الذي لعبه البنك المركزي، والوصول بالعملة الوطنية، إلى بر الأمان، ثم البدء في تخفيض أسعار الفائدة، بعد الاضطرار إلى رفعها بنسبة 7% عقب قرار التعويم في نوفمبر 2016، لمواجهة التضخم.

«رغم حالة الجدل السائدة بين المراقبين حول قرار خفض أسعار الفائدة، إلا أنه سوف يكون لها دور إيجابي في حركة ونشاط الاستثمار» ..يقول «المحمودي» إن «خفض أسعار الفائدة سوف يشجع بصورة كبيرة الاستثمار، والحد من البطالة، وزيادة فرص العمل، لذلك من مصلحة السياسة النقدية، مواصلة قراراتها خلال اجتماعها القادم بتخفيض الفائدة بنسبة 0.5%، حيث إن عملية التخفيض تساعد على تحفيز الاقتصاد، وبالتالي معدلات النمو الاقتصادي».

الشاب الأربعيني ليس من هواة التفاصيل، لكن حينما يتحدث عن الأموال السريعة، ودورها في اقتصاديات الدول يعتبرها أموالا تبحث عن المكاسب المرتفعة، والفائدة العالية، وتخارجه أمر متوقع نتيجة لفلسفته التي تقوم عليها،  إلا أنها تضع في الاعتبار استقرار الوضع الاقتصادي، وهو ما تحقق في تعاملات أذون الخزانة والسندات، والتي وصلت مؤخرا إلى 15 مليار دولار، مما يؤكد  قوة وجاذبية الاقتصاد الوطني، والاستثمار بالسوق المحلي، ورغم ذلك لا يتم الاعتماد الأساسي عليها إلا في المرحلة الأولى من إصلاحات اقتصاد أي دولة.

أعود لمقاطعته: لكن البعض ينتقد الاتجاه العنيف من جانب السياسة النقدية برفع أسعار الفائدة بصورة عنيفة بعد التعويم.

يرد وقد بدا هادئا: مع التعويم اضطر البنك المركزي إلى رفع الفائدة 7% واستخدم أدواته لامتصاص التضخم، والعمل علي الحد من «الكاش»، ولكن مع استقرار المشهد وشهادة الثقة من المؤسسات المالية العالمية بالاقتصاد، والنظرة المستقبلية والتقييم الإيجابي، نتيجة المؤشرات الجيدة للاقتصاد، تبدل المشهد، ومن هنا كان خفض أسعار الفائدة خلال العام الماضى، والربع الأول من هذا العام الحالي إلى الخفض بنسبة 3% من 7%.

خبرته الطويلة التي تزيد على 25 عاما، وبساطته في تحليل المعلومة، منحته قدرة على رؤية كاملة في السياسة المالية، والخطوة الأولي تتحقق من خلال العمل على زيادة الناتج المحلي الإجمالي، وهذا لن يتحقق إلا من خلال ضم الاقتصاد غير الرسمي، القادر على سد العجز، بعد دخوله في المنظومة الاقتصادية، وزيادة إيرادات الدولة من خلال الضرائب التي سوف يتم سدادها، وقد بدأت الدولة بالفعل في تنفيذ سياستها بالشمول المالي للوصول إلى النسبة الأكبر من شرائح قطاعات

الاقتصاد غير الرسمي.

رغم الجدل الساخن بين الخبراء والمحللين حول مدي الاعتماد الكبير علي الضرائب باعتبارها عاملا أساسيا وليس مساعدا في الاقتصاد، إلا أن «المحمودي» له وجهة نظر خاصة  تقوم على أن الضرائب حق على الجميع، ويلتزم بها في جميع الاقتصاديات العالمية، ولكن مقابل الضرائب في هذه الدول، تقديم خدمة متكاملة في جميع الخدمات، وهو المطلوب من الحكومة.

الميزة الوحيدة التي تجمع بين الناجحين في العالم، تكمن في قدرتهم على تحمل المسئولية، وكذلك الرجل، حينما يتحدث عن ملف الاستثمار،  يعتبر الملف قد شهد تطورات، بالجملة، ساهمت في استقطاب الاستثمارات الاجنبية، من خلال المنظومة المتكاملة في القوانين، والتشريعات، وتسهيل الإجراءات أمام الاستثمار الأجنبي، وعلى الدولة كي يحقق الملف مستهدفاته، الالتزام بخطة ترويجية عالمية، تبني علي التسويق الخارجي، بما يتناسب ومكانة الاقتصاد، وقوته، وكذلك الاهتمام بالمناطق الاقتصادية، والحرة في جميع المحافظات التي تعتبر أساس التنمية الاقتصادية.

تنبأ والده منذ نعومة أظافره بمستقبله،  لتمرده علي التقليدية في حياته، والبحث دائما عن الجديد والابتكار، ونفس الامر في المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وانحيازه الكامل لها، لقدرتها علي تحقيق النمو والطفرة للاقتصاد، حيث تعتبر العامل الرئيسي في اقتصاديات الدول الكبرى، وكذلك التأمين، وضرورة الاهتمام بمساره، واعتباره المارد القادم في الاقتصاد، وهو ما دفع  الحكومة للسعى إلى زيادة نصيبه في الانتاج المحلي الإجمالي من 1% إلى 2%، وبجانب هذه القطاعات، يكون القطاع السياحي، والاستهلاكي، لدورهما  الكبير في التنمية.

واجه ملف الطروحات مطبات صعبة وانتقادات بالجملة نتيجة تأخر البرنامج، إلا أن الشاب الأربعيني له وجهة نظره الخاصة، بسبب اضطرابات الاسواق الناشئة، التي حالت دون تنفيذ البرنامج في ميعاده، إلي أن كانت الانطلاقة بطرح حصة إضافية للشرقية للدخان، والمتوقع استمرار هذه الانطلاقة خلال الفترة القادمة، بطرح شركات أخري، شأنها العمل على تنشيط حركة البورصة، والاقتصاد.

لا تزال تنمية الصعيد الشغل الشاغل للرجل باعتباره المفتاح الحقيقي للتنمية الاقتصادية، والمساهم الاكبر في النمو الاقتصادي، لذا على الدولة منح التسهيلات والتيسيرات للنهوض بهذه البقعة من الجنوب، من خلال المناطق الاقتصادية.

الإبداع والتجديد منحاه أفضلية بين أبناء جيله، مغامر وطموح، المطبات التي واجهها في رحلته لم تنل منه، بل منحته قوة، حقق نجاحا باهرا منذ توليه إدارة الشركة،  إنجازات متتالية تلك التي حققها، خلال 4 سنوات ماضية، نجح في تنفيذ استراتيجية متكاملة تقوم على 4 محاور رئيسية، حققها بصورة متكاملة، تتصدر هذه المحاور نمو إيرادات الشركة، وتحقيق الربحية، والقفزات التي سجلتها بفضل الإدارة المحترفة، ليحقق إيرادات في 2018  بنحو11.7 مليون جنيه وبنمو 66% عن المستهدف.

نجاح الشاب الأربعيني في القيادة، نقل الشركة إلى منطقة أخري تعتمد على الاستدامة في النمو، حرص على الهيكلة الداخلية للشركة، مما ساهم في زيادة الأصول المدارة لنحو 700 مليون جنيه، بل واستهداف إدارة 65 مليار جنيه خلال الفترة القادمة.

في جعبة «المحمودي» العديد من الخطط، حتي يتمكن في الوصول بالشركة إلى الريادة مع مجلس الإدارة، لا يغفل الرجل الفضل لكل من قدم له يد العون في مسيرته، لكن يظل شغله الشاغل الوصول بالشركة إلى مكانة متقدمة واحتلال الريادة.. فهل ينجح في تحقيق ذلك؟

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

.