رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قصص نجاح شباب المستثمرين في القارة السمراء

بوابة الوفد الإلكترونية

قصص نجاح عديدة لمستثمرين ورجال أعمال نجحوا فى التوغل فى إفريقيا ورسم إنجازات عظيمة، ليدللوا أن إفريقيا بالفعل هى أرض الفرص الواعدة.

 رأى هؤلاء فرص النجاح الحقيقية فى بلاد قارة إفريقيا، حيث البيئات البكر، والشعوب الناهضة، واعتبروا أن القارة السمراء حاضنة أفضل للأفكار الجديدة والمشروعات المُبتكرة.

ورغم أن كثيراً من الشباب يحلم بالهجرة إلى أوروبا للعمل، إلا أن عشاق قارة إفريقيا يرون أن المسافرين إلى أوروبا يتحولون إلى مجرد تروس تدور فى ماكينات محددة الحركة، وأن التميز والتحقق لم يعد متاحًا فى العالم الغربى.

وحكى عدد من الشباب كيف حققوا نجاحات عظيمة تدعو للفخر مجالات الاستثمار الطبى والصناعى والتجارى.

 

مستحضرات مبتكرة

وليد على، طبيب مصرى، فى بداية الأربعينيات من عمره، كانت له تجربة نجاح عمرها عشر سنوات فى مكافحة الملاريا فى دول إفريقيا.

وحكى لـ«الوفد» أنه بدأ مشروعا طبيا بسيطا من خلال مكتب للاستشارات الصحية، حيث سعى إلى تنفيذ ابتكار فعال للقضاء على مرض الملاريا فى دولة أوغندا باعتبارها من أكبر الدول الإفريقية إصابة المرض، إذ تصل نسبة الإصابة بين السكان إلى نحو 90%.

وقال إن مبتكرين مصريين توصلوا لابتكار مستحضر للقضاء على الملاريا المتوطنة فى البعوض الناقل لها، وتمت تجربته فى المستنقعات الممتلئة بالبعوض فى أوغندا، وحقق نتائج جيدة، ما دفع الحكومة الأوغندية إلى تحويله لمشروع قومى.

واحتفت حكومة أوغندا بالمشروع، وقامت بتكريم مجموعة الأطباء المصريين المشاركين فيه.

وأشار وليد على إلى أن نجاح التجربة فى أوغندا سنة 2009 دفعه وزملاءه من الأطباء الشبان إلى نقلها إلى دول إفريقية أخرى مثل بوروندى، وإثيوبيا، وكوت ديفوار، وبوركينا فاسو، والسودان، وجنوب السودان.

وتابع مؤكدا أن تحقيق طموحات الشباب المصرى فى تقديم إنجازات حقيقية فى المجالات العلمية يحتاج إلى بيئات بُكر تُعانى من مشكلات عويصة مثل البيئات الإفريقية، لذا، فإنه استمر فى تنظيم برامج تدريب للأطباء الأفارقة من البلدان التى تواجه مرض الملاريا بحيث يتم إعداد كوادر فى كل بلد لمكافحة الوباء الخطير.

«هُنا الأحلام يُمكن بمزيد من الجهد والإخلاص أن تتحول إلى واقع عملى مبُهر» على حد قوله.

 

فرص واعدة

شباب آخر نظر إلى إفريقيا باعتبارها أرضا للفرص الواعدة سواء فى مجال الاستثمار أو التجارة.

وعلى غير المتصور فإن عمل هؤلاء فى تصدير السلع والخدمات إلى بلاد إفريقيا حقق لهم مكاسب وأرباحا كبيرة.

وأكدوا أن الصورة الذهنية السائدة حول فقر الدول الإفريقية وضعف القوى الشرائية لدى مواطنيها غير صحيحة.

كما أن كثيرا من الدول الإفريقية قطعت أشواطا طويلة فى مشاريع تنمية قومية استهدفت تحديث المجتمعات وتحسين مستويات المعيشة فيها.

وكان من اللطيف أن يستكشف بعض شباب الأعمال بلداناً جديدة لم يكن يعرفها أحد، وكانوا يظنون تحت تأثير الميديا الغربية أنها بلاد بلا فرص.

شهادة مهمة قدمها حاتم رسلان، رجل أعمال شاب يعمل فى مجال التصدير والاستيراد كيف وجد أسواقاً جديدة ومتميزة فى دول غرب إفريقيا.

وكشف أنه سافر إلى دولة غامبيا غرب القارة الإفريقية ووجد فيها أرضاً خصبة لعمل مشروعات جادة فى مجال الصناعة والإنتاج.

وأشار إلى أنه لم يكن يتصور أن تلك الدولة التى قد لا يعرفها كثيرون فى مصر لديها فرص واعدة فى الاستثمار والتجارة والتنمية.

وأوضح أنه أسس شركة تجارية واستطاع خلال سنوات قليلة أن يُصدر كثيراً من الأجهزة الكهربائية والمنزلية ومنتجات البلاستيك والمنظفات المنتجة فى مصر إلى غامبيا التى بدأت عملية تنمية شاملة.

وقال إنه يستورد من هناك كميات كبيرة من الأسماك والبحريات، وأن كثيرين لا يلتفتون إلى أهمية أسواق غرب إفريقيا.

أضاف أن هناك فرصاً واعدة لكثير من السلع المصرية هناك، إذ يرون مصر كدولة رائدة فى مجال الصناعة، والعلوم، وهناك فرص عديدة للشباب للعمل فى مهن عديدة مثل الترجمة، وتدريس اللغة العربية والدين الإسلامى.

وأسهم رسلان فى إنشاء مدرسة متخصصة فى تدريس اللغة العربية بغامبيا إذ يدين معظم سكان البلد بالإسلام ويرغب كثيرون منهم فى تعلم اللغة العربية.

 

مكاسب التجارة

وقال رضا مُصطفى صاحب شركة متخصصة فى المعارض بالقارة السمراء إن كثيراً من الشباب المصرى بدأ يتجه للعمل فى التجارة مع دول إفريقيا.

وأكد لـ«الوفد» أنه التقى خلال عمله فى تنظيم معارض متنوعة فى القارة الإفريقية بشباب كثيرين حققوا نجاحاً كبيراً فى بلدان إفريقية بشكل أسرع كثيراً من غيرها من

الدول.

وحكى أن هناك شباباً مصرياً يُسافر بشكل منتظم إلى كينيا وأوغندا للعمل فى التجارة وبيع سلع مصرية إلى المحلات التجارية الكبرى مباشرة بعيدا عن الوسطاء.

«الغريب فى الأمر أن أكثر المنتجات طلباً وأسهلها تسويقاً هى الأوانى المنزلية المصنوعة من الألومنيوم، والتى تُصنع فى مدينة ميت غمر، شمال شرق القاهرة، وتستوعب أسواق شرق إفريقيا بشكل عام أى كميات من تلك السلعة». على حد قوله.

ولفت إلى أن فهم السمات الخاصة للدول الإفريقية يُسهل من عملية اختراقها وتحقيق نجاحات سريعة فيها.

وتابع أن كسب ثقة المواطن الإفريقى هو أول طريق للنجاح فى مجال التجارة، إذ يسأل المستهلك فى تلك البلدان عن ماركات بعينها اختبروا جودتها ووثقوا فيها.

ويدخل المصريون إلى بعض الدول الإفريقية (خاصة الأعضاء فى تجمع دول الكوميسا) دون الحصول على تأشيرة مسبقة، إذ يتم منح تأشيرة الدخول داخل المطار.

ويواجه بعض المغامرين الشباب مشكلات فى الدخول والتعامل مع بعض البلدان الإفريقية نظراً لعدم درايتهم بالأساليب المتبعة فى التعامل، أو جهلهم بقوانين ونظم تلك البلاد.

وكشف رضا مصطفى أن بعض الشباب يدخل إلى دول شرق إفريقيا ليبيع صفقة من سلع بعينها، ويختفى دون استخراج تصريح عمل، ما يُسبب مشكلة لدى بائعى السلع من أولاد البلاد أنفسهم.

وقال إن مثل هذه الأعمال الفردية قد تسيء لباقى المُجتهدين من الشباب الباحث عن فرص ربح حقيقية، من خلال صفقات تجارية مشروعة، موضحاً أن تصريح العمل لمدة سنتين يتكلف 4500 دولار فقط فى دولة مثل كينيا، وأن الأرباح المتحققة تستحق من شباب التجار سداد تلك الرسوم المنصوص عليها قانوناً.

والمثير فى الأمر أن كثيراً من الدول الإفريقية مازالت تعتبر مصر مركزاً للخبرات ومورداً للمهارات الفنية والعلمية المتميزة.

وتُتيح بعض الدول عبر سفاراتها فى القاهرة تيسيرات عديدة فى الحصول على تأشيرة الدخول، وتعلن بعضها عن فرص عمل لمهندسين وأطباء وفنيين وخبراء للعمل فى مشروعات ممولة من جهات دولية مانحة مثل البنك الدولى، أو الأمم المتحدة أو البنك الإفريقى للتنمية.

وقال السفير صالح هابيمانا سفير رواندا بالقاهرة إن بلاده بدأت مؤخراً تجربة نهضة شاملة فى كافة المجالات.

 وأكد أن رواندا تتطلع إلى التعاون مع مصر بشكل أوسع فى مختلف المجالات العلمية والاقتصادية، وتحتاج لخبرات مصر فى مجالات الرى والزراعة والطاقة والعمران.

وأشار إلى أن هناك فرصاً جيدة للشباب المصرى فى مشروعات تنموية جيدة بدأتها حكومة بلاده مؤخراً.

وحول تيسير التجارة قال إنه عرض على اتحاد الصناعات المصرية تنظيم معرض دائم للسلع المصرية فى بلاده نظراً للسمعة الحسنة التى تتمتع بها المنتجات المصرية.

كما يُرحب برجال الأعمال والمستثمرين من مختلف الفئات العمرية، مشيراً إلى أن هناك فرصاً متميزة للمنتجات المصرية فى بلاده.

أضاف أن إفريقيا هى قارة الفرص المُهدرة وأنها لن تنهض إلا بتكاتف الشباب الإفريقى فى المجالات العلمية والاقتصادية والتراثية