عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

المدير التنفيذى لشركة البحر المتوسط: شركات الأسمنت والأدوية غير ملتزمة بمعايير التنمية المستدامة

نجلاء فراج المدير
نجلاء فراج المدير التنفيذى لشركة البحر المتوسط لتداول الأور

 

لا تحاول أن تعيد حساب الأمس، وما خسرت فيه.. فالعمر حين تسقط أوراقه لن يعود مرة أخرى، ولكن مع كل ربيع جديد سوف تنبت أوراق أخرى، فانظر إلى تلك الأوراق التى تغطى وجه السماء، ودعك مما سقط على الأرض.. وكذلك محدثتى من أركان السعادة لديها خدمة الآخرين بقدر أكبر مما يتوقعون.

إذا أردت أن تزرع لسنة فازرع قمحاً، وإذا أردت أن تزرع لعشر سنوات فازرع شجرة، أما إذا أردت أن تزرع لمئة عام فازرع إنساناً، وهذا لا يكون إلا حينما تحسن لغيرك، فالحسن يوجد حين يوجد راءٍ، وعلى هذا رسمت مسيرتها فى مراحل الحياة.

نجلاء فراج المدير التنفيذى لشركة البحر المتوسط لتداول الأوراق المالية والباحث فى شئون أسواق المال.. . فى مفردات قاموسها.. المستقبل لأولئك الذين يؤمنون بجمال أحلامهم، فمن دستوره الأمل يمتلك كل شىء، لكونه طريقة لجعل الحلم حقيقة، تسامحها ليس ضعفا، بل قوة لقدرتها على استرداد حقها، إذا أرادت ذلك.

أوراق وملفات مبعثرة على مكتبها، بعضها يرتبط بالدراسات العليا فى مجالها، وأخرى بعملها، غرفة مكتبها بسيطة، جدرانها، تحمل بعض رسومات، من صنع يدها، أرادت من خلالها البقاء على هوايتها التى تعلقت بها منذ نعومة أظافرها.. أجندة ذكريات صغيرة، سجلت أخر صفحاتها، دروس من محطات حياتها.. بدأت أكثر هدوءا، وثقة بالنفس..  منذ سنوات ماضية، كانت الضبابية ومخاوف مستقبل الاقتصاد سائدة، لكن تغير الحال فى العاميين الماضيين، مؤشرات الاقتصاد، والتصنيفات الائتمانية للمؤسسات المالية، شهادة نجاح للإجراءات الإصلاحية، وهو ما يتبين من الواقع، هكذا حللت المشهد.

لابد أن تكون مدخلات الإنتاج صحيحة، حتى يمكن الاستفادة من المخرجات، هى أول الدروس المستفادة من دراستها المحاسبية، وكذلك القروض رغم ارتفاعها، إلا أنها غير مقلقة، من هنا بدأت الحديث.. تقول «نعم الاستفادة من هذه القروض، وحسن توجيهها للاستثمارات مفيدة، وما شهده الاحتياطى النقدى الأجنبى من انخفاض بسبب سداد الالتزامات، رسالة جيدة، لكون الاقتصاد قادر على مواجهة التزامته، وهذا يؤكد أنه لا داعى للقلق».

أقاطعها.. لكن القياس الحقيقى للإصلاحات الاقتصادية انعكاسها الإيجابى على رجل الشارع.

تجيبنى قائلة «المؤشرات تتحقق على الورق أولا، ثم على أرض الواقع، لكن المشكلة أنها تتطلب سنوات، حتى يجنى ثمارها الجميع، وللاسراع فى ذلك مطلوب العمل على دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ومتناهية الصغر، بتحسين شروط الدعم، واتخاذ إجراءات محفزة وتسهيلات متعددة، لتحقيق مطالب المواطنين، والإحساس بنتائج الإصلاح».

كلما أصبحنا أقل اعترافا، بدور الاصلاحات الاقتصادية، فى تحسن المشهد، فقدنا الأمل فى مستقبل أفضل، ونفس الحال تراه، فى مشهد السياسة النقدية، فلا تخف رضاها عن الإجراءات التى اتسمت بها السياسة من عملية تعويم للعملة الوطنية، بعدما اضطرت الحكومة إلى ذلك نتيجة التأخير فى التعويم، لكن الخطوات المصاحبة للقرار برفع أسعار الفائدة بنسب مرتفعة وصفت بأنها عنيفة، ولم يصحح البنك المركزى من خفض الأسعار لخدمة الاستثمار.

فى وجهة نظرها أن رفع أسعار الفائدة نتيجة مواجهة التضخم مع قرار التعويم، كان ضروريا، فلم يكن أمام الحكومة خيار آخر، ورغم كل المؤشرات التى كانت تشير إلى خفض أسعار الفائدة خلال عام 2018 إلا أن الاضطرابات التى شهدتها الأسواق والاقتصاديات الناشئة، حال دون ذلك.

البكاء على اللبن المسكوب، أو الوقوف مكتوف اليدين أمام مشكلة، ليس من مفرداتها، وأنما الاصرار والبحث عن بديل، هو ما يمنح شخصيتها قوة، ونفس الأمر فى ملف السياسة المالية، من وجهة نظرها أن إيرادات الدولة تعتمد بصورة أكثر على الضرائب، من شرائح بعينها، دون استقطاب فئات أخرى، مما يؤدى إلى خلل، حيث إنه أمام الحكومة قطاع عريض من الاقتصاد غير الرسمى، يمكن ضمه إلى منظومة الاقتصاد الرسمى، من خلال محفزات، تحقق القدرة على حصره، والوصول إلى أكبر شريحة.

نشأتها فى أسرة تعمل بالهندسة، غرس بداخلها حب الفن، والقدرة على تصميم الأشياء والابداع، عندما تتحدث عن ملف الاستثمار يتكشف لديها، الرضاء، نتيجة حزمة التعديلات والقوانين، والتشريعات التى دفعت الاستثمار إلى الأمام، وأيضا التسهيلات التى أصبحت أمام المستثمر المحلى.

أقاطعها من جديد.. لكن لم تؤد هذه التعديلات إلى الوصول

لقيمة الاستثمارات المستهدفة.

تجيبنى أن «حجم الاستثمارات التى أشير إلى استهدافها، من قبل المسئولين، حملت المبالغة، والأحلام، وليس الواقع، لكن من أجل تحقيق هذه الأرقام، يتطلب الأمر القدرة التنافسية للمنتجات الوطنية، باعتبارها أحد أهم عوامل استقطاب الاستثمارات الأجنبية، وكذلك لابد الاعتماد على الشركات العالمية الكبرى والمحترفة فى جذب الاستثمارات، لقدرتها على الترويج للاستثمار، مع تحديد خريطة استثمارية واضحة، ودون ذلك سوف يظل المشهد محلك سر».

تظل القطاعات القادرة على قيادة قاطرة الاقتصاد تمثل جدلا بين المراقبين، لكن «فراج» لها وجهة نظر خاصة فى هذا الصدد، حيث تعتبر أن مرحلة الإنتاج من أجل التصدير الأهم حاليا، وذلك يتطلب الاهتمام بالتصنيع، وقطاع الغزل والنسيج، والصناعات الغذائية، والسياحة، وكذلك قطاع الخدمات الذى يحتاج إلى اهتمام كبير، وضخ استثمارات ضخمة، لتحقيق اهداف الاقتصاد.

أرادت دراسة فنون الهندسة، أسوة بأسرتها، لكن أراد لها القدر اتجاها آخر، وغيرت مسارها فى اللحظات الأخيرة لتدرس البيزنس، وتوجه هدفها نحو المحاسبة، لإيمانها بأن الدقة فى الأرقام لا تكون إلا فى المحاسبة، ليكون هدفها مجال سوق المال، وكان لها ما أرادت، ربما جعلها ذلك أكثر غيرة على البورصة، حيث تطلب من إدارتها المزيد من الدعم لإحداث ثورة حقيقية، فى السوق من خلال إضافة أدوات مالية جديدة، وتدشين مؤشرات حديثة، قادرة على التعبير عن اتجاهات السوق، ونفس الأمر بالنسبة لبورصة النيل التى تتطلب تنظيما، واستراتيجية جديدة باعتبارها العمود الفقرى لكبرى اقتصاديات الدول.

رغبتها فى إضافة المزيد لمجال عملها لم يتوقف عند هذا الحد، بل إن رسالة الماجستير الحاصلة عليها ارتبطت بصورة قوية بالبورصة والتنمية المستدامة، بتطبيق هذه التنمية المستدامة، وأثرها على الشركات المقيدة بالبورصة، خاصة أنه تكشف من الدراسة أن العديد من الشركات الحكومية، تتصدرها الأسمنت والأدوية ليست من ضمن القطاعات غير المطبقة لمعايير التنمية المستدامة، عكس شركات البترول، وطالبت «فراج» من خلال دراستها جهات رقابية تقوم بمتابعة الشركات بالالتزام وتنفيذ معايير التنمية المستدامة، خاصة فى ظل اهتمام الدولة بهذا البعد.

عمل «فراج» فى البورصة يمثل نقطة فاصلة فى حياتها، فقد تعلمت من خلال خبرتها الطويلة فى المجال القراءة الجيدة للمتعاملين، ونفس الأمر فى توقعاتها باتجاهات السوق تبنى على أسس وقواعد، لذلك تتوقع أن يستهدف مؤشر البورصة الرئيسى فى الربع الأول من العام الحالى 14 ألف نقطة.

«فراج» عاشقة لمجال عملها، تهوى الإطلاع الدائم والمستمر، تبحث عما يضيف لها جديدا، حريصة على رياضتها التى تجد فيها ضالتها، متمثلة فى المشى، تتحيز للألوان التى تحمل النقاء والصفاء، ربما لسماحتها مع الآخرين.. .لكن يبقى حلمها بوصول البورصة إلى الريادة.. وتطبيق أدوات مالية جديدة تخدم صناعة سوق المال والاقتصاد.. فهل يتحقق ذلك؟